ألعاب الفيديو، الأسواق، المطورون، الشركات كل هذه العناصر و عناصر أخرى في سوق صناعة الألعاب سنتحدث عنها بين فترة و أخرى في فقرة “إنتكاسة” و كما هو واضح من العنوان فنحن لن نتحدث عن أيام الزمن الجميل و الجيل الذهبي بل سنتحدث عن الأوضاع الحالية للسوق بشكل عام و ما أصبح عليه الأن و أولى مقالاتنا في هذه الفقرة ستكون للحديث عن السوق الياباني أحد أهم الأسواق في الصناعة إنتاجيا و أتعسها في الفترة الحالية و سنتحدث عن أسباب إنتكاسته الحالية.

قلة التنويع:

عند النظر إلى الإصدارات اليابانية للعام الحالي و الأعوام القليلة المنصرمة نلاحظ أن الإصدارات اليابانية بدأت تفقد التنوع، ألعاب المنصات و الألغاز و الرعب و العديد من الأنواع الأخرى بدأت تفقد أهميتها عند المطور الياباني و أصبحت هذه الألعاب تتراوح بين الأر بي جي الياباني الذي أصبح مستواه تعيسا و سنترك هذه النقطة لمقال كامل في وقت لاحق و الألعاب التي تركز على الإغراءات و الإباحية و التي تروق للشعب الياباني بشكل غريب كما أن ألعاب الفيجول نوفل أيضا أخذت متسعا من المساحة لنفسها.

المنتجات و الجودة:

جودة الألعاب الحالية لا يمكن القول عنها أنها متوسطة حتى فالعديد من الألعاب إن حوت قصة كانت من النوع المستهلك و المتوقع أحداثه بشدة و إن كانت من النوع الذي يرتكز على نظام اللعب فنحن لا نرى أي شيء جديد بل مجرد نسخ و لصق من إصدارات سابقة تصدر مع شخصيات جديدة لكي يتم تسميتها بإصدارات مطور!

أقرب الأمثلة سلسلة ألعاب Dynasty Warriors بعد أن كانت من عناوين الهاك أند سلاش المتألقة سابقا أصبحت الأن من أكثر الألعاب المملة في وقتنا الحالي مع عدم وجود أي إختلاف ملموس بين جزء و أخر و أصبحت موجهة لفئة الكاجوال بشكل عام بإنخفاض ملحوظ في الصعوبة مع ذكاء إصطناعي محدود جدا و مثير للشفقة، و لا ننسى Final Fantasy XIII التي لم تعجب أكثر محبي السلسلة.

لم ننهي ذكر الكوارث بعد فعلينا أن نذكر Resident Evil 6 التي حولت الرعب إلى أكشن مع زومبي خارق الذكاء يستخدم القناصات، و لا ننسى Devils Third من مطور ألعاب Ninja Gaiden سابقا مع لعبة غريبة و عمل أشبه ما يكون بعناصر لعب تم خلطها عشوائيا و لا ننسى أن ننتندو هذا الجيل مع أنها إلى الأن تقدم أفضل التجارب إلا أنها تحت المستوى المعهود و Animal Crossing Amiibo Festival كانت كارثة قدمتها الشركة يمكن القول عنها أنها Mario Party لكن دون ألعاب مصغرة و المستقبل لا يبدو مبشرا مع الإعلان عن King of Fighters XIV التي يعتبر عرض الكشف عنها كافيا لإصابتك بالصرع و الأمثلة كثيرة.

إنعدام الأفكار و الإبداع و التوجه للفان سيرفس:

الأفكار لم تعد موجودة فعليا، ألعاب الأر بي جي اليابانية أصبحت تنسخ نظام اللعب من الألعاب الشهيرة مثل Final Fantasy أو تبتكر نظام لعب سطحي لا يمت للأر بي جي بصلة و ترتكز مبيعات اللعبة على الفان سيرفس و الإباحية لجلب المشتري الياباني، العديد من هذه الالعاب لن تسمعو عنها في حال لم تكونوا متابعين للسوق الياباني بشكل مباشر لأنها ألعاب لن تروها خارج اليابان كونها خرجت من أيدي مطورين متواضعين يحاولون التكسّب من مشاريع ذات قيمة إنتاجية منخفضة و منتج نهائي تعيس و حتى لو صدرت هذه الألعاب خارج اليابان فإنها لن تلقى أي صيت أو مبيعات تذكر كونها فعليا ألعاب ليست قابلة للعب.

كما رأينا ألعاب أخرى تحاول أن تقلد التوجه الغربي مع Metal Gear Solid V The Phantom’s Pain التي توجهت للعالم المفتوح و بالرغم من المحتوى الضخم الذي قدمته اللعبة إلا أن محبي السلسلة إشتكو من أنها ليست اللعبة التي عهدوها و ننظر إلى Final Fantasy و الإصدار القادم الذي طال إنتظاره لعقد من الزمن و نرى إقتباسا لبعض عناصر ألعاب العالم المفتوح التي تبعد السلسلة عن هويتها الفعلية و لا تبدو مبشرة أبدا.