التطور:

الرسومات ليست أساس التجربة لكننا لا نريد أن نسمع تباهي الشركات بأجهزتها أو مدح شركات الطرف الثالث لقدرات هذه الأجهزة بكلام تسويقي رخيص دون رؤية أفعال تثبت قوة هذه الأجهزة و العديد من الألعاب التي تأتينا من اليابان بشكل عام لا تقدم معها تقدم يذكر في الرسومات حيث أن البعض قد نقول عليه أنه من الجيل السادس بسبب عدم الإهتمام بالتفاصيل التافهة التي يمكن للمطور المستقل أن يقدمها بأبهى حلة!

واااو! إنه الجيل الثامن بحق!
واااو! إنه الجيل الثامن بحق!

التوجه للربح السريع:

العديد من الشركات تستغل معجبي السلاسل و بالأخص المطبلين لها حيث أن ألعاب شهيرة مثل Final Fantasy و Dragon Quest أو سلاسل أقل شهرة مثل Tales Of مستهلكة بشكل كبير و بوضع الرأي الشخصي جانبا يمكن لأي شخص ملاحظة كثرة الإصدارات في كل عام من ألعاب للمحمول و ألعاب للأجهزة المنزلية الأساسية و ألعاب هواتف و التي تكون بمستوى متدني جدا فقط بغرض الربح السريع و برضا من اللاعبين الذين لا يمانعون الحصول على شيء باسم سلسلة شهيرة مهما كانت جودته.

الهواتف الذكية هي الأخرى مصيبة حلت على السوق فحتى مع أن أغلب المطورين مهتمون فيها إلا أن الشركات اليابانية و بسبب سوء تخطيطها و القرارات الإدارية الغبية بدأت تركز على هذه الهواتف بشكل مبالغ فيه بسبب تكلفة الإنتاج المنخفضة و الارباح الضخمة لهذه الهواتف، كونامي على سبيل المثال تملك العديد و العديد من السلاسل الشهيرة التي لا زال معجبوها يطالبون بها لكنهم يو قد يصدمون بإصدارات رخيصة منها مثل لعبة Contra الجديدة للهواتف الذكية أو الربح السريع عن طريق ألات القمار مثل Castlevania الأخيرة لمكائن القمار والتي تحميل تصنيف العنف الإباحي.

تركيز الشركات اليابانية على الهواتف الذكية مقتصر بشكل كبير على السوق الياباني فالعديد من هذه الألعاب لا تصدر خارج السوق الرقمي الياباني مع أن عملية الإصدار في المناطق الاخرى سهلة لكن الشركات مصابة بالعمى الذي سببته الأموال التي يدرها سوق الهواتف الياباني لوحده.

مستقبل الألعاب بخير
مستقبل الألعاب بخير

هروب الأسماء اللامعة:

المطور هو الأساس، ليس الناشر و ليس المعجبون بل المطور، منذ بداية الصناعة تقريبا و الشركات اليابانية تستعبد المطورين و تضيق عليهم الخناق بسياساتها التي منعت العديد من المطورين من أخذ الشهرة التي يستحقونها لكي تنسب إلى الناشر و لا ننسى العمل لساعات طويلة مع راتب متواضع أو ربط الأرباح بنجاح اللعبة تجاريا أو تقييمات جيدة إعلاميا، إستبداد الشركات لم يكن واضحا للجميع إلا لمن كان يراقب هذه الشركات عن كثب، و الان تعرفنا خلال الأشهر الماضية عن سياسات كونامي التي أدهشت الجميع بما كانت تقوم به مع مطوريها و كون هذه الشركات فقدت مبدعيها فقد أصبحنا لا نرى ألعاب تدهشنا بل أصبح إستبدادهم واضحا للعيان.

حاليا فالعديد من المطورين اليابانيين المعروفين يبحثون عن فرصة ثانية، لدينا Shinji Mikami الإسم الشهير خلف سلسلة ألعاب Resident Evil وجد لنفسه مكانا مع Bethesda و لكن البقية لم يكونوا محظوظين مثله فلدينا Hironobu Sakaguchi أحد الأسماء الواقفة خلف Final Fantasy مع فريق تطوير متواضع قد يكون يعمل على نسخة الأجهزة المنزلية من لعبته Tera Battle و Yoji Naka مبتكر شخصية سونيك و أخر أعماله لم تحصل على إهتمام إعلامي أو نجاح تجاري يذكر و Keiji Inafune مع مشروع متخبط بالتأجيل و Hideo Kojima لا نعرف حقيقة وضعه.

حال هؤلاء يمنع الكثيرين من الخروج إلى عالم المطور المستقل و السبب يكمن في قلة الدعم لهؤلاء المطورين في المجتمع الياباني كما أن الفرد في هذا المجتمع يهتم كثيرا لنظرة المجتمع إليه و هي غير جيدة في الوسط الياباني أبدا، على كل لا زالت هناك بعض الأمل للسوق الياباني و لو تمكنت الأسماء التي ذكرناها من النجاح في مشاريعها الحالية و خاصة مع مشروع Bloodstained المترقب من Koji Igarashi الذي تعقد الكثير من الأمال عليه.

Kojima-E3-2014-Japanese-Game-Developers-3

الأداء و الأرباح:

الأداء التجاري للألعاب في اليابان ليس بالجيد أبدا فمحمول ننتندو الـ3DS لن يصل إلى مبيعات شقيقه الأكبر الـDS كما يبدو و مختلف الأجهزة المنزلية بأداء أقل من سابقاتها ومبيعات الألعاب أقل من ذي قبل و هذا الأمر يأتي مما ذكرناه في الأعلى، قلة التنويع أفقدت المستهلك إهتمامه بالسوق و جودة المنتج المتدنية و إنعدام الأفكار زادت الطين بلة و الفان سيرفس و الإباحية عناصر أصبحت تجذب المهووسين بها فقط بينما التطور التقني فهو ليس كبيرا و العديد من الألعاب ينقصها مظهر جميل (نحن لا نطلب قفزة تقنية بل القليل من الإهتمام بالجماليات)، و التوجه للربح السريع مع الإصدارات السنوية جعل اللاعب يتشبع من المنتجات الحالية.

3ds-vs-DS

أصبحت الهواتف الذكية التي تقدم أفكار جديدة هي الملاذ للعديد من اللاعبين في هذا السوق الذي أصبح تعيسا فلكي يجذب المطور اللاعب فإنه يبذل مجهودا لجعل لعبته تتألق برسومات جميلة أو بأفكار و ميكانيكيات لعب جديدة الشيء الذي جعل عشرات الملايين في اليابان يصبون تركيزهم على هذه الأجهزة التي تحمل متعتها معك إلى كل مكان بدل الجلوس في غرفة مظلمة مع جهازك المنزلي الذي حظي بالعديد من الألعاب التعيسة، و المطورون اليابانيون الذين لجأو للعمل المستقل إلى الأن يعانون مع قلة دعم المطور المستقل في المجتمع الياباني.

السوق الياباني كان أساس الصناعة و لكنه الأن سوق تصفه كلمة تعيس بإمتياز، العديد من الشركات الأن لديها أزمات مالية و الخسارات تأتي الواحدة تلو الأخرى مما جعلها تركز أكثر على ألعاب الهواتف لتنتكس ألعابهم الاخرى للأسف، السوق الياباني الذي كان ملاذ العديد من اللاعبين أصبح منفرا لهم إذا تغاضى القارئ عن الرأي الشخصي و نظر للواقع بكل حيادية فسيدرك سوء الوضع لأنه في النهاية عند النظر إلى ألعاب العام الحالي فالقليل من الالعاب اليابانية تسطع و القليل جدا من إصدارت هذا السوق يتم ذكرها على أنها تجارب جيدة حتى، نلقاكم الشهر القادم في مقال أخر وهذه المرة مع “السوق الغربي” نراكم قريبا بإذن الله.

شارك هذا المقال