"الحاجات المرة للكبار، و الحاجات الحلوة للصغار"
تيسلا قدر يجعل السؤال الأزلي بسيط. سواء كان تيسلا متعمد أو كان هذا أسلوبه فقط، تيسلا قدر يخلي معضلة نيون سهلة. لكن للحق هو ما انهى معضلة نيون كاملة للحين.
إذا في شيء في الكون أوضح من إن الناس تعيش لأنها تبحث عن السعادة، فهو إن الناس تعيش و بعد كذا تموت أي إن الناس تعيش عشان تموت. الأخير مغالطة منطقة لأن الموت نتيجة و مش هدف. الناس تعمل مغالطات منطقية زي كذا في كثير أحيان عشان تبرر تعاستها. لأن الهدف من الحياة إنك تبحث عن سعادتك و فشلك في هذا يخليك تختلق تبريرات حق تساعد نفسك على تقبل الموقف. الشيء بالطبع أسوأ وقت ما تكون تعاستك لأسباب خارجة بالكامل عن إرادتك و قدرتك.
لهذا بدلا من سعادتهم هم نفسهم، كثير ناس يروحوا لأقرب شيء ممكن و هو إنهم يشاهدوا سعادة الآخرين. تقدر تشاهد هالشيء في أب يشتغل ليل نهار عشان يحاول يعطي أبناءه حس السعادة إلا هو يفتقده. بالطبع هالشيء ما يوضح لحق الأبناء إلا بعد ما تروح الألوان من حياتهم و يعرفوا إن الحياة مافيها سعادة. بالطبع سعادة الآخرين ماتكون من خلال الأبناء بس. الأوتاكوز حق الآيدولز يعيشوا يوم ورا يوم عشان يشوفوا الابتسامات -إلا يعرفوا إنها مصطنعة- على وجوه مجموعة البنات هذي. الناس إلا تتابع رياضة عشان تحتفل بانجازات ما عملتها بس لأنها تقدر تتشارك السعادة...إلخ
هو الجواب البسيط إن كل الحاجات هذي غلط في النهاية. مصدر تعاستك في كثير أحيان يكون إنك ماتقدر تعرفها. إنك تشوف في سعادة الآخرين سعادة لنفسك مش إنك تحصل سعادة من سعادتهم، كثر ما إنك أعدت تعريف سعادتك عشان تربطها بسعادة الآخرين. ربطت شعورك بالسعادة بانجاز الآخرين. كل هذا صحيح. السعادة حقك مش إنك تكون مبتسم لأنك لو ابتسمت طول الوقت مارح تحس بقيمة الابتسام. سعادتك هي في كل شيء بسيط جيد يحصل لك و حولك، إنك تتقبل هالشيء هو المهم.
إنت تغلط وقت ما تعتقد إن تعاسك مصدر سعادة أحد. إنت تغلط وقت ما تشوف إنك مش مهم و المهم بس الناس حولك. إنت تآذي نفسك و أحيانا ما تآذي نفسك فقط بل الناس إلا تهتم لك.
بس هالكلام هذا لو تقوله لنيون مارح يكون غير كلام سطحي ماله معنى ليها. كيف تبرر إنها خسرت كل شيء؟ كيف تبرر الأذى إلا يصير لها كل يوم؟ كيف تبرر كل هذا إذا ماكانت أيامها لها قيمة. إذا ماكان كل شيء سيء يحصل ليها يعني إن شيء جيد يحصل لآخر إذا ليش هي تعاني؟ ليش الناس إلا حولها سعيدة و هي لا؟
معضلة نيون ماكانت ببساطة إنها تحتاج جواب، نيون كانت تعرف إنها تقدر تعيد تعريف السعادة و تحصل عليها. نيون كانت تحتاج سبب و هدف من إنها. سبب يمنعها من إنها تهرب. سبب ما يخلي معاناتها سخيفة و بدون معنى. نيون ما كانت تدور السعادة أنيمور لأنها تعرف السعادة وين موجودة، و هالسعادة مو موجودة عندها.
تيسلا ما جاوب سؤال نيون. السلطة تحتاج لأحد تبين سلطتها عليه. فإذا كان على البالغين إنهم ياخذوا الحاجات المرة، فنيون ما تحتاج لأنها طفلة. تيسلا رح يمنع نيون تكون تعيسة، و مش نيون لوحدها بل ال100000 طالب في الأكاديمية. نيون ما تحتاج تفهم ليش هي تعاني إذا ما كانت تعاني.