Gahmad
Gamer
مقدمة "شخصية" :
كما هو واضح من العنوان ، الكلام هنا عن "سكوير سوفت" . "سوفت لا إينكس . الشركة العملاقة و التي كانت في يوماً قد خلا الرائدة في مجالها لدرجة أنها أصبحت الحصان الاسود لأي جهاز . و اقول شخصية لأني أنا نفسي كنت عاشق حتى النخاع لهذه الشركة حالي حال الملايين من اللاعبين اللي كانوا ينتظروا إنتاجات سكوير سوفت كما كان العرب قديماً ينتظر إبداعات فطاحلة الشعراء في سوق عكاظ . هذا كان زمان أما الان فـ ...
طبعاً فكرة هذا الموضوع واتـتــني و أنا أجول بناظري لمكتبة ألعابي و أنقل بصري بين أسماء تحف هذه الشركة التي لازلت فخور بإقتنائها ، و أقول كنت أجول بناظري بين عناوين الخيال الاخير و في يدي اليمنى كوب من الشاي المغربي الاخضر يتصاعد دخانه و يتبخر في الهواء البارد بينما في يدي اليسرى جهاز الـ Ipad و عليه كان متصفح سفاري مفتوح على ويكيبيديا و تحديداً على موضوع ف ف 8 . بينما في الخلفية كانت تتصاعد رائعة فرانز لزست Franz liszt الملحمة الهنغارية Hungarian Rhapsody و ... كل هذا كان كفيل أن يدخلني جو ملحمي أحسست فيه بالنشـ...
بصراحة كل الكلام المذكور غير صحيح ، الفكرة جاتني و أنا في الدوام في اجتماع ممل مع اشخاص يدعون الاهمية و يتكلموا في مواضيع حاولوا بجهدهم يعطوها صبغة مهمة و أنا بدوري حاولت أني "اتنكر" أني مهم . الطاولة كانت مربعة ، واحد من "المهمين" قال كلمة SOFT و .. جات الفكرة .
الفكرة موجودة من زمان و وقتها الان صار أكثر من مناسب خصوصاً مع الهزائم المتلاحقة للشركة و التي تكاد ان تنافس فيها نادي ليفربول الانجليزي و اخرها – لسكوير و ليس لليفر – ما حدث مع مهزلة ف ف 14 .
صلب الموضوع:
سكوير سوفت . شركة كانت يوماً ما الاولى بلا منازع ، شركة شعارها على أي لعبة يضمن مبيعات سريعة لها تنافس مبيعات كوكيز بنز إذا طلع من الفرن . شركة تملك اسماء اقوى السلاسل و كل جزء معناه متعة للاعبين ، كسب للشركة و تحفة جديدة تنضم لعالم العاب الفيديو . ليه تغير الحال ؟
قبل ما نخوض بالتفاصيل أكثر خلني من البداية أقول ما في داعي لأي تفاصيل . مواضيع ليه الاربي جي الياباني تتدهور و ليه المطور الغربي متفوق قتلت نقاشاً سواءً في المنتديات أو الاجتماعات – بين الجيمرز طبعاً – و حتى في الشات عن طريق الهواتف . النتيجة : كل شخص له رأي و رأي أنا شخصياً يكمن في "أبناء فتيات الجيشا" .
أنا عندي إيقان و قناعة أن الياباني مهما أبدع – بشتى المجالات الادبية أو الفنية - لازم يصل لمرحلة التخبيص و هذه قاعدة و الشاذ فيها العبقري الملهم شيقيرو ياماموتو .
إذن هل هذا السبب في وراء فشل شركة سكوير سوفت . أكيد في اسباب ثانية و أعتقد ان من ضمنها كان التخلص من الاخ شاكاجوتشي . كلنا نعرف حكاية ولادة فاينل فانتاسي و مافي داعي لتكرار الكلام و كيف النجاح رافق السلسلة لعشرة أجزاء . عشرة اجزاء قدمت لنا قصص رائعة و عوالم ساحرة و شخصيات خالدة و مواقف غير منسية و بعدين . كل هذا اختفى و صار أطلال . أي لاعب مخضرم للـ أربي جي الياباني مجرد يذكر انه في لعبة اسمها فاينال فانتاسي 10 لا شعورياً بيحس بشعور المرارة لعدم إمكانية تكرار شئ كهذا. طبعاً الموضوع ما وقف على سلسلة ف ف . هناك سلسلة كرونو ، زينو جيرز ، باراسايت ايف ، فاجرانت ستوري و الكثير من التحف .
مرة ثانية ليه ما في إمكانية لتكرار هكذا العاب ، بصراحة الاسباب – من وجهة نظري – تتلخص بالتالي :
الأولى/
القائمون على الالعاب في السابق ، سلسلة فف كان ورائها الاب الروحي ساكاجوتشي ، و طبعاً مع دستة مصممين اخرين من ابناء فتيات الجيشا ذوي اسماء مليئة بالشين و الكاف و الجيم . أنا اعتقد ان اي ياباني لازم يكون فيه اسمه حرف الكاف . بالمناسبة ،في نطق معين لدى اليابانيين لحرف الكاف يكون معناه مرادف لكلمة "عنف" . إيتاجاكي مصمم نينجا جايدن لما سألوه ليه شيقيرو ياماموتو لا يحب العنف في ألعابه أجاب : لأن اسمه لا يحتوي على حرف الكاف . بصراحة ملاحظة ذكية ، ليه ذكرتها ، لأني أحب الاستطراد !
نرجع لموضوعنا – ساكاجوتشي و أخوياه في حال نسيتم – هؤلاء الناس كانوا أهل الصنعة و أصحاب الخلطة إذا صح التعبير . كانوا يعرفوا متطلبات اللاعبين ، يعرفوا أن التكرار شئ يدعو للإملال ( شكراً لكود ... تم كسر هذه القاعدة ) و لذا كانوا يبدعون في العابهم ، أي نعم كلها أربي جي و لكن اربي جي عن أربي جي يفرق . سكوير سوفت اختصت بالاربي جي و طلعات مئات الالعاب و كلها لها اسلوب مختلف عن الاخر . بس المصممين كانوا يشتغلوا بأمانة و ذمة و ضمير ، يبدعوا لأجل الابداع فقط و كأنهم يبلغوا رسالة ان هذا المشروع فعلا كان مضني و شاق و لكن لأجل الجماهير يهون التعب . ممكن الكلام هذا يكون نظري بزيادة لكن في حال قارنته مع انتاجات هذا الجيل تحس ان لهذا الكلام معنى .
الثانية /
الجماهير فيهم مشكلة ، أي ذوق في الدنيا لازم يتغير، افلام الثمانينات كانت ناجحة في وقتها "فقط" و الكلام ينطبق على الموسيقى و برامج التلفزيون ، التسعينات جات و تغير الوضع الاول ، إذن هل بداية القرن الجديد تختلف ! طبعاً لا، تغيرت الاذواق مع بداية الجيل الماضي و سكوير في البداية عرفت و انتبهت لهذا الشي و ان الاذواق تغيرت و عليه اتخذت منحنيات جديدة في معاييرها الـ "الاربيجية" و انتجت العظيمة ف ف 10 و الحلم كينقدوم هارتس و كانت فعلاً بمثابة العاب قوية و رائعة للاعبين و تثبيت لأسم الشركة كملكة العاب الاربي جي و ...
للاسف ما عرفت تستمر على هذا المنوال و انتجت بعدها العاب كانت دون المستوى و حاولت بجهد ان تقدم شي مختلف في ف ف 12 ولكن للأسف – مرة اخرى – كانت النتيجة غير مرضية لدى السواد الاعظم من محبي السلسلة . الشركة و كأنها تقول بوضوح نحن "مخبصون " إداراياً استمرت في انتاج العاب اعظم مدح لها هو متوسطة بعد ما كانت العابها كلمة ممتازة قليلة فيها و عليه الجماهير عزفوا عنها .
لما اخذت افلام جيمس بوند الاخيرة تقاييم "متوسطة" عرفوا المنتجين السبب: ما تم تقديمه للجماهير شئ لم يألفوه و ما تم تقديمه مرة ثانية كان شئ ألفوه ، إذن كيف الحل ؟ طبعاً لن اكتب أكثر عن هذا الموضوع و ذلك منعاً للأستطراد لكن سأقول مثال تقريبي بخصوص كيف حل هذه المعضلة .
لما نزلت لعبة سوبر ماريو سن شاين على الجيم كيوب كانت الاراء عن اللعبة متوسطة ، أنا شخصياً كنت اشوف اللعبة لاتليق باسم سلسلة ماريو ، نصف اللعبة بلا مبالغة كان تجميع النجوم في مراحل الـ "بازل" !!
لما نزل ماريو جالاكسي الاول على الوي ، كانت فعلاً مفاجأة ! لعبة رجعت امجاد ماريو باسلوب جديد ومع الاحتفاظ بالنكهة الاساسية . اللي اعرفه ان الملهم شيقيرو ما اشتغل على سوبر ماريو سن شاين بشكل مكثف يساوي شغله في سوبر ماريو جالاكسي ، و نفس الشي مع زيلدا ماجورا ماسك و وويند ويكر (مع أن زيلدا بالنسبة لي لها قاعدة ثابتة : كل زيلدا ممتازة حتى يُثبت العكس) ، لذا هذه الاخيرة كانت مفاجأة زيها زي جالاكسي . هل معنى هذا الكلام ان " نعطي الخباز خبزه و لو ... " أو هل معناه ان لازم ساكاجوتشي يرجع لسكوير و بكذا ندعم النقطة الاولى . الجواب متروك لكم .
النقطة الثالثة ميكروسوفت ، عملاقة البرمجيات لما قررت تقتحم عالم صناعة الفيديو لم يخطر على بال أحد انها ستجلب معها للسوق الذوق الامريكي . الغالبية العظمى من الالعاب الناجحة في الخمس سنين الاخيرة هي العاب سريعة ، العاب اكشن و تصويب و قتال و مغامرات ، العاب تتبرمج في 3 سنين و نخلصها في 12 ساعة ! هل هذه مشكلة ؟ بالطبع لا . لأن هذا هو الذوق الامريكي ، السرعة و عليه تأثر اللاعبين ، ما عاد في احد عنده البال الرائق لقضاء 50 – 60 ساعة في تطوير شخصيات و إنهاء مهمات جانبية . ممكن نستثني من هذا الكلام العاب الـ Sand Box و هذا يعود لسبب الرتم السريع فيها و المناسب لذوق الجميع ، فيها سيارات و مطارادات و قتل و هروب و ... كل هذا سريع و مرغوب عكس العاب الاربي جي و اللي مطلوب فيها مهمة لإيجاد سحلية متنكرة على انها بطيخة و في حال و جدتها يجب تسليمها لأخطبوط عملاق يعمل سمكري في ورشة لصيانة سيارات اتحاد الكواكب الدولية و ذلك لكي يهديها لحبيبته براد الشاي!! (اسف محبي ماس أفيكت).
قلة فقط من لهم المزاج لكي ينهووا مهام كهذا أما السواد الاعظم فيريدون اكشن ، أكشن ثم أكشن. هنا جاء دور ميكروسوفت ، الشركة غرقت السوق بالعاب الرتم السريع لدرجة سحبت معها اللاعبين الذين عزفوا – تدريجياً - عن العاب الاربي جي اليابانية الشبيهة بسوق داو جونز المالي و ذلك لكثرة قوائمها و إعداداتها . و ميكروسوفت بالإضافة إلى انها امريكية اي أنها تملك سلاح الإعلام و بالإضافة لتسلحها المالي لديها فريق تسويق ناجح .
في عام 2004 تم عمل لقاء مع بيل جيتس في برنامج لاري كينج ، هذا الاخير و بصفته لاعب فيديو "متأخر" سأل جيتس عن وضع الاكس بوكس و هل حقق ما اراد للشركة الام . جيتس اجابه بأن خطتهم لم تتضمن أي أرباح من الجهاز الحالي – الاكس بوكس الاول - إنما الهدف هو صنع اسم لكي يتم التنافس على السوق في الجيل القادم و من ثم إعتلاء القمة . المعروف ان الامريكيون يخططون للمدى البعيد و كذلك اليابانيون ( و العقبى لنا نحن العرب بالمسرات ) فلماذا شذت سوني عن القاعدة ؟ لا أعلم ؟
النقطة الرابعة : سوني (بلايستيشن) . قرارت سوني منذ بداية الجيل و هي في تذبذب مستمر أثر بدوره على الجهاز و اسمه . بعد ما تسييد البلاي ستيشن الجيل قبل الماضي و أزاح اكبر منافس – آنذاك – ألا و هي شركة سيجا و أثبت أنه جهاز له أحتمالية كبيرة للنجاح و أثبت ذلك في الجيل التالي – السابق – بتسييده لسوق العاب الفيديو جاء هذا الجيل و الجهاز لازالت مبيعاته تسير بخطى غير مرضية خصوصاً بعد مرور ما يقارب الخمس سنوات على إصداره ( 41 مليون جهاز مباع مقابل 76 مليون جهاز للوي و 44.5 مليون لميكروسوفت ).
اذكر اني شاهدت برنامج في قناة VH1 كان يتحدث عن (لماذا التسعينات افضل من القرن الجديد 2000s ) ، البرنامج أدرج عدة أسباب و طبعاً من وجهة نظر ترفيهية بحتة . الاول كان – و في نظري يستحق ذلك – مسلسل ساينفلد .
ما يهمنا هنا هو أن جهاز سوني بلاي ستيشن احتل المركز الرابعة في القائمة . الجهاز الاول لسوني حضن شركة سكوير سوفت و أنجحها و نجح معها لدرجة أن اعظم تحف سكوير نزلت على الجهاز الاول . هذا النجاح رافق شركة مع إصدار سوني لجهازهم الثاني و معه بدأ استفحال الشركة و تثبيت اسمها كملكة العاب الاربي جي .
مجلة EGM – الله يذكرها بالخير - كان عندها فقرة تسميها "رسالة الشهر" ، اذكر أن أحد رسائلها الفائزة كان محتواها عن شخص يتكلم لماذا قرر ان يشترى جهاز سوني بلاي ستيشن 2 عوضاً عن غيره فور صدوره و كان أن ذكر بالنص " أنا لاعب فيديو قديم نشأت على العاب نينتندو و ماريو و ملكت قلبي منذ صغري ، انا امريكي و عندي القدرة لكي ادعم شركة امريكية و اشتري جهازها و لكن اقول أنا أسف ؛ سوني لديها سكوير سوفت و عليه حُسم الامر! " ودي اعرف رأي هذا الاخ الأن و لكن أنا في غنى عن ذلك و السبب أني أنا أحد عشاق سكويرسابقاً أو Ex-fan أما الان الشركة عليها السلام و سوني تتحمل جزء من المشكلة .
شئ أخر ودي أقوله و هو فعلاً ما هو سبب و لكن من باب الشئ بالشئ يُذكر و الكلام هنا عن العامل الموسيقي لدى سكوير سوفت و الذي يتلخص في رجل واحد ، نوبو ياماتسو . مجلة تايم الامريكية قالت عنه: هذا الرجل قدم الموسيقى في الالعاب كما قدم جون ويليامز John Williams الموسيقى في الافلام . نوبو قدم الروائع التي ظلت محفورة همهماتها في نخاع محبي سكوير كما هو الحال مع الاوربيين و رائعة بيتهوفن Ode to Joy. و لمن لا يعرفه اقول له ابحث عن مقطوعة اسمها Zanrkand أو الملحمة الافتتاحية لـ ف ف 8 Liberi Fatali
ممكن يكون في اسباب أكثر و لكن أنا – شخصياً – أرى أن هذه أهم الاسباب . أي لاعب اربيجي مخضرم كل ما يتذكر اللحظات اللي أعطتنا أياها الشركة مع اي لعبة من العابها فعلاً بيحس بمرارة ، السبب ان الابداع هذا لن يتكرر و أن تكرر – و أستبعد هذا – بيكون الوقت لنا قد فات – نحن اللاعبين القدامى – لتكرار تجارب ممتعة كهذه .
في اغنية رائعة اسمها (دع الذكريات لوحدها Leave the memories alnoe) لفرقة اسمها Fuel . الاغنية لها مقطع في اليوتيوب كان عبارة عن مونتاج أو لقطات من فيلم ف ف 7 و مقطع ثاني لنفس الاغنية عبارة عن لقطات CG لالعاب سكوير (ف ف 7 و 8 و 9 ، كرونو كروس ، زينو جيرز و غيرها كثير...) فعلاً كلماتها – الاغنية لا الالعاب – تتكلم عن وضع محبي الشركة .
الي خلص ف ف 10 يذكر – و لا أحد يقول "سبويلر" لأن اللعبة صادرة من 2001 – بطلة اللعبة يونا في النهاية لما قالت : كل ما مررنا به سواءً كان سعيد أما حزين لا يجب أن ننساه . الكلام هذا ينطبق علينا – نحن عشاق سكوير "سوفت" – ، كل ما أعطتنا أياه الشركة من لحظات و مواقف و شخصيات سيظل محفور في ذاكرتنا . صحيح أنها مجرد العاب فيديو سمتها انها "ممتازة" فقط و لكن للبعض – و انا "كنت" واحد منهم - تظل ابداع بشري لا ينسى .
كلاود لحظة حمله لجثة أريس.
سكوال و لحظة لقائه مع اخته إيلون.
زيدان و هروبه من كوجا .
تبادل الاجساد بين سيرج و لاينكس .
ظهور إد الاول في زينو جيرز .
أشلي ريوت و معرفته للحقيقة في الرائعة الخالدة فاجرانت ستوري
و الكثير من المواقف و اللحظات أما الان ... سكوير إينكس يبدو انها – فعلياً – بلا إدارة تعرف سابقها العظيم لكي تخرج الشركة من مستقبلها المحطم . و بالنسبة لنا نحن كلاعبين أر بي جي ليس لنا سوى الإستعاضة بالعاب الفضاء و العصور الوسطى و المستقبل المدمر و "نتظاهر " انها الاربي جي الرائع و عليه إما ان نقبل بهذا و نلعبه و نتعلم ان نحبه لأنه الافضل قي هذا الوقت و أما علينا ان نعيش بين الذكريات و ندعها لوحدها .
طيب ... هل هذا كل شي ، بالطبع لأ ، أنا مشهور بالاسترسال و ناوي أن هذا يكون من أطول المواضيع التي كتبت لذا لي رد أخر مطول و " قريب " جداً بإذن الله .
كما هو واضح من العنوان ، الكلام هنا عن "سكوير سوفت" . "سوفت لا إينكس . الشركة العملاقة و التي كانت في يوماً قد خلا الرائدة في مجالها لدرجة أنها أصبحت الحصان الاسود لأي جهاز . و اقول شخصية لأني أنا نفسي كنت عاشق حتى النخاع لهذه الشركة حالي حال الملايين من اللاعبين اللي كانوا ينتظروا إنتاجات سكوير سوفت كما كان العرب قديماً ينتظر إبداعات فطاحلة الشعراء في سوق عكاظ . هذا كان زمان أما الان فـ ...
طبعاً فكرة هذا الموضوع واتـتــني و أنا أجول بناظري لمكتبة ألعابي و أنقل بصري بين أسماء تحف هذه الشركة التي لازلت فخور بإقتنائها ، و أقول كنت أجول بناظري بين عناوين الخيال الاخير و في يدي اليمنى كوب من الشاي المغربي الاخضر يتصاعد دخانه و يتبخر في الهواء البارد بينما في يدي اليسرى جهاز الـ Ipad و عليه كان متصفح سفاري مفتوح على ويكيبيديا و تحديداً على موضوع ف ف 8 . بينما في الخلفية كانت تتصاعد رائعة فرانز لزست Franz liszt الملحمة الهنغارية Hungarian Rhapsody و ... كل هذا كان كفيل أن يدخلني جو ملحمي أحسست فيه بالنشـ...
بصراحة كل الكلام المذكور غير صحيح ، الفكرة جاتني و أنا في الدوام في اجتماع ممل مع اشخاص يدعون الاهمية و يتكلموا في مواضيع حاولوا بجهدهم يعطوها صبغة مهمة و أنا بدوري حاولت أني "اتنكر" أني مهم . الطاولة كانت مربعة ، واحد من "المهمين" قال كلمة SOFT و .. جات الفكرة .
الفكرة موجودة من زمان و وقتها الان صار أكثر من مناسب خصوصاً مع الهزائم المتلاحقة للشركة و التي تكاد ان تنافس فيها نادي ليفربول الانجليزي و اخرها – لسكوير و ليس لليفر – ما حدث مع مهزلة ف ف 14 .
صلب الموضوع:
سكوير سوفت . شركة كانت يوماً ما الاولى بلا منازع ، شركة شعارها على أي لعبة يضمن مبيعات سريعة لها تنافس مبيعات كوكيز بنز إذا طلع من الفرن . شركة تملك اسماء اقوى السلاسل و كل جزء معناه متعة للاعبين ، كسب للشركة و تحفة جديدة تنضم لعالم العاب الفيديو . ليه تغير الحال ؟
قبل ما نخوض بالتفاصيل أكثر خلني من البداية أقول ما في داعي لأي تفاصيل . مواضيع ليه الاربي جي الياباني تتدهور و ليه المطور الغربي متفوق قتلت نقاشاً سواءً في المنتديات أو الاجتماعات – بين الجيمرز طبعاً – و حتى في الشات عن طريق الهواتف . النتيجة : كل شخص له رأي و رأي أنا شخصياً يكمن في "أبناء فتيات الجيشا" .
أنا عندي إيقان و قناعة أن الياباني مهما أبدع – بشتى المجالات الادبية أو الفنية - لازم يصل لمرحلة التخبيص و هذه قاعدة و الشاذ فيها العبقري الملهم شيقيرو ياماموتو .
إذن هل هذا السبب في وراء فشل شركة سكوير سوفت . أكيد في اسباب ثانية و أعتقد ان من ضمنها كان التخلص من الاخ شاكاجوتشي . كلنا نعرف حكاية ولادة فاينل فانتاسي و مافي داعي لتكرار الكلام و كيف النجاح رافق السلسلة لعشرة أجزاء . عشرة اجزاء قدمت لنا قصص رائعة و عوالم ساحرة و شخصيات خالدة و مواقف غير منسية و بعدين . كل هذا اختفى و صار أطلال . أي لاعب مخضرم للـ أربي جي الياباني مجرد يذكر انه في لعبة اسمها فاينال فانتاسي 10 لا شعورياً بيحس بشعور المرارة لعدم إمكانية تكرار شئ كهذا. طبعاً الموضوع ما وقف على سلسلة ف ف . هناك سلسلة كرونو ، زينو جيرز ، باراسايت ايف ، فاجرانت ستوري و الكثير من التحف .
مرة ثانية ليه ما في إمكانية لتكرار هكذا العاب ، بصراحة الاسباب – من وجهة نظري – تتلخص بالتالي :
الأولى/
القائمون على الالعاب في السابق ، سلسلة فف كان ورائها الاب الروحي ساكاجوتشي ، و طبعاً مع دستة مصممين اخرين من ابناء فتيات الجيشا ذوي اسماء مليئة بالشين و الكاف و الجيم . أنا اعتقد ان اي ياباني لازم يكون فيه اسمه حرف الكاف . بالمناسبة ،في نطق معين لدى اليابانيين لحرف الكاف يكون معناه مرادف لكلمة "عنف" . إيتاجاكي مصمم نينجا جايدن لما سألوه ليه شيقيرو ياماموتو لا يحب العنف في ألعابه أجاب : لأن اسمه لا يحتوي على حرف الكاف . بصراحة ملاحظة ذكية ، ليه ذكرتها ، لأني أحب الاستطراد !
نرجع لموضوعنا – ساكاجوتشي و أخوياه في حال نسيتم – هؤلاء الناس كانوا أهل الصنعة و أصحاب الخلطة إذا صح التعبير . كانوا يعرفوا متطلبات اللاعبين ، يعرفوا أن التكرار شئ يدعو للإملال ( شكراً لكود ... تم كسر هذه القاعدة ) و لذا كانوا يبدعون في العابهم ، أي نعم كلها أربي جي و لكن اربي جي عن أربي جي يفرق . سكوير سوفت اختصت بالاربي جي و طلعات مئات الالعاب و كلها لها اسلوب مختلف عن الاخر . بس المصممين كانوا يشتغلوا بأمانة و ذمة و ضمير ، يبدعوا لأجل الابداع فقط و كأنهم يبلغوا رسالة ان هذا المشروع فعلا كان مضني و شاق و لكن لأجل الجماهير يهون التعب . ممكن الكلام هذا يكون نظري بزيادة لكن في حال قارنته مع انتاجات هذا الجيل تحس ان لهذا الكلام معنى .
الثانية /
الجماهير فيهم مشكلة ، أي ذوق في الدنيا لازم يتغير، افلام الثمانينات كانت ناجحة في وقتها "فقط" و الكلام ينطبق على الموسيقى و برامج التلفزيون ، التسعينات جات و تغير الوضع الاول ، إذن هل بداية القرن الجديد تختلف ! طبعاً لا، تغيرت الاذواق مع بداية الجيل الماضي و سكوير في البداية عرفت و انتبهت لهذا الشي و ان الاذواق تغيرت و عليه اتخذت منحنيات جديدة في معاييرها الـ "الاربيجية" و انتجت العظيمة ف ف 10 و الحلم كينقدوم هارتس و كانت فعلاً بمثابة العاب قوية و رائعة للاعبين و تثبيت لأسم الشركة كملكة العاب الاربي جي و ...
للاسف ما عرفت تستمر على هذا المنوال و انتجت بعدها العاب كانت دون المستوى و حاولت بجهد ان تقدم شي مختلف في ف ف 12 ولكن للأسف – مرة اخرى – كانت النتيجة غير مرضية لدى السواد الاعظم من محبي السلسلة . الشركة و كأنها تقول بوضوح نحن "مخبصون " إداراياً استمرت في انتاج العاب اعظم مدح لها هو متوسطة بعد ما كانت العابها كلمة ممتازة قليلة فيها و عليه الجماهير عزفوا عنها .
لما اخذت افلام جيمس بوند الاخيرة تقاييم "متوسطة" عرفوا المنتجين السبب: ما تم تقديمه للجماهير شئ لم يألفوه و ما تم تقديمه مرة ثانية كان شئ ألفوه ، إذن كيف الحل ؟ طبعاً لن اكتب أكثر عن هذا الموضوع و ذلك منعاً للأستطراد لكن سأقول مثال تقريبي بخصوص كيف حل هذه المعضلة .
لما نزلت لعبة سوبر ماريو سن شاين على الجيم كيوب كانت الاراء عن اللعبة متوسطة ، أنا شخصياً كنت اشوف اللعبة لاتليق باسم سلسلة ماريو ، نصف اللعبة بلا مبالغة كان تجميع النجوم في مراحل الـ "بازل" !!
لما نزل ماريو جالاكسي الاول على الوي ، كانت فعلاً مفاجأة ! لعبة رجعت امجاد ماريو باسلوب جديد ومع الاحتفاظ بالنكهة الاساسية . اللي اعرفه ان الملهم شيقيرو ما اشتغل على سوبر ماريو سن شاين بشكل مكثف يساوي شغله في سوبر ماريو جالاكسي ، و نفس الشي مع زيلدا ماجورا ماسك و وويند ويكر (مع أن زيلدا بالنسبة لي لها قاعدة ثابتة : كل زيلدا ممتازة حتى يُثبت العكس) ، لذا هذه الاخيرة كانت مفاجأة زيها زي جالاكسي . هل معنى هذا الكلام ان " نعطي الخباز خبزه و لو ... " أو هل معناه ان لازم ساكاجوتشي يرجع لسكوير و بكذا ندعم النقطة الاولى . الجواب متروك لكم .
النقطة الثالثة ميكروسوفت ، عملاقة البرمجيات لما قررت تقتحم عالم صناعة الفيديو لم يخطر على بال أحد انها ستجلب معها للسوق الذوق الامريكي . الغالبية العظمى من الالعاب الناجحة في الخمس سنين الاخيرة هي العاب سريعة ، العاب اكشن و تصويب و قتال و مغامرات ، العاب تتبرمج في 3 سنين و نخلصها في 12 ساعة ! هل هذه مشكلة ؟ بالطبع لا . لأن هذا هو الذوق الامريكي ، السرعة و عليه تأثر اللاعبين ، ما عاد في احد عنده البال الرائق لقضاء 50 – 60 ساعة في تطوير شخصيات و إنهاء مهمات جانبية . ممكن نستثني من هذا الكلام العاب الـ Sand Box و هذا يعود لسبب الرتم السريع فيها و المناسب لذوق الجميع ، فيها سيارات و مطارادات و قتل و هروب و ... كل هذا سريع و مرغوب عكس العاب الاربي جي و اللي مطلوب فيها مهمة لإيجاد سحلية متنكرة على انها بطيخة و في حال و جدتها يجب تسليمها لأخطبوط عملاق يعمل سمكري في ورشة لصيانة سيارات اتحاد الكواكب الدولية و ذلك لكي يهديها لحبيبته براد الشاي!! (اسف محبي ماس أفيكت).
قلة فقط من لهم المزاج لكي ينهووا مهام كهذا أما السواد الاعظم فيريدون اكشن ، أكشن ثم أكشن. هنا جاء دور ميكروسوفت ، الشركة غرقت السوق بالعاب الرتم السريع لدرجة سحبت معها اللاعبين الذين عزفوا – تدريجياً - عن العاب الاربي جي اليابانية الشبيهة بسوق داو جونز المالي و ذلك لكثرة قوائمها و إعداداتها . و ميكروسوفت بالإضافة إلى انها امريكية اي أنها تملك سلاح الإعلام و بالإضافة لتسلحها المالي لديها فريق تسويق ناجح .
في عام 2004 تم عمل لقاء مع بيل جيتس في برنامج لاري كينج ، هذا الاخير و بصفته لاعب فيديو "متأخر" سأل جيتس عن وضع الاكس بوكس و هل حقق ما اراد للشركة الام . جيتس اجابه بأن خطتهم لم تتضمن أي أرباح من الجهاز الحالي – الاكس بوكس الاول - إنما الهدف هو صنع اسم لكي يتم التنافس على السوق في الجيل القادم و من ثم إعتلاء القمة . المعروف ان الامريكيون يخططون للمدى البعيد و كذلك اليابانيون ( و العقبى لنا نحن العرب بالمسرات ) فلماذا شذت سوني عن القاعدة ؟ لا أعلم ؟
النقطة الرابعة : سوني (بلايستيشن) . قرارت سوني منذ بداية الجيل و هي في تذبذب مستمر أثر بدوره على الجهاز و اسمه . بعد ما تسييد البلاي ستيشن الجيل قبل الماضي و أزاح اكبر منافس – آنذاك – ألا و هي شركة سيجا و أثبت أنه جهاز له أحتمالية كبيرة للنجاح و أثبت ذلك في الجيل التالي – السابق – بتسييده لسوق العاب الفيديو جاء هذا الجيل و الجهاز لازالت مبيعاته تسير بخطى غير مرضية خصوصاً بعد مرور ما يقارب الخمس سنوات على إصداره ( 41 مليون جهاز مباع مقابل 76 مليون جهاز للوي و 44.5 مليون لميكروسوفت ).
اذكر اني شاهدت برنامج في قناة VH1 كان يتحدث عن (لماذا التسعينات افضل من القرن الجديد 2000s ) ، البرنامج أدرج عدة أسباب و طبعاً من وجهة نظر ترفيهية بحتة . الاول كان – و في نظري يستحق ذلك – مسلسل ساينفلد .
ما يهمنا هنا هو أن جهاز سوني بلاي ستيشن احتل المركز الرابعة في القائمة . الجهاز الاول لسوني حضن شركة سكوير سوفت و أنجحها و نجح معها لدرجة أن اعظم تحف سكوير نزلت على الجهاز الاول . هذا النجاح رافق شركة مع إصدار سوني لجهازهم الثاني و معه بدأ استفحال الشركة و تثبيت اسمها كملكة العاب الاربي جي .
مجلة EGM – الله يذكرها بالخير - كان عندها فقرة تسميها "رسالة الشهر" ، اذكر أن أحد رسائلها الفائزة كان محتواها عن شخص يتكلم لماذا قرر ان يشترى جهاز سوني بلاي ستيشن 2 عوضاً عن غيره فور صدوره و كان أن ذكر بالنص " أنا لاعب فيديو قديم نشأت على العاب نينتندو و ماريو و ملكت قلبي منذ صغري ، انا امريكي و عندي القدرة لكي ادعم شركة امريكية و اشتري جهازها و لكن اقول أنا أسف ؛ سوني لديها سكوير سوفت و عليه حُسم الامر! " ودي اعرف رأي هذا الاخ الأن و لكن أنا في غنى عن ذلك و السبب أني أنا أحد عشاق سكويرسابقاً أو Ex-fan أما الان الشركة عليها السلام و سوني تتحمل جزء من المشكلة .
شئ أخر ودي أقوله و هو فعلاً ما هو سبب و لكن من باب الشئ بالشئ يُذكر و الكلام هنا عن العامل الموسيقي لدى سكوير سوفت و الذي يتلخص في رجل واحد ، نوبو ياماتسو . مجلة تايم الامريكية قالت عنه: هذا الرجل قدم الموسيقى في الالعاب كما قدم جون ويليامز John Williams الموسيقى في الافلام . نوبو قدم الروائع التي ظلت محفورة همهماتها في نخاع محبي سكوير كما هو الحال مع الاوربيين و رائعة بيتهوفن Ode to Joy. و لمن لا يعرفه اقول له ابحث عن مقطوعة اسمها Zanrkand أو الملحمة الافتتاحية لـ ف ف 8 Liberi Fatali
ممكن يكون في اسباب أكثر و لكن أنا – شخصياً – أرى أن هذه أهم الاسباب . أي لاعب اربيجي مخضرم كل ما يتذكر اللحظات اللي أعطتنا أياها الشركة مع اي لعبة من العابها فعلاً بيحس بمرارة ، السبب ان الابداع هذا لن يتكرر و أن تكرر – و أستبعد هذا – بيكون الوقت لنا قد فات – نحن اللاعبين القدامى – لتكرار تجارب ممتعة كهذه .
في اغنية رائعة اسمها (دع الذكريات لوحدها Leave the memories alnoe) لفرقة اسمها Fuel . الاغنية لها مقطع في اليوتيوب كان عبارة عن مونتاج أو لقطات من فيلم ف ف 7 و مقطع ثاني لنفس الاغنية عبارة عن لقطات CG لالعاب سكوير (ف ف 7 و 8 و 9 ، كرونو كروس ، زينو جيرز و غيرها كثير...) فعلاً كلماتها – الاغنية لا الالعاب – تتكلم عن وضع محبي الشركة .
الي خلص ف ف 10 يذكر – و لا أحد يقول "سبويلر" لأن اللعبة صادرة من 2001 – بطلة اللعبة يونا في النهاية لما قالت : كل ما مررنا به سواءً كان سعيد أما حزين لا يجب أن ننساه . الكلام هذا ينطبق علينا – نحن عشاق سكوير "سوفت" – ، كل ما أعطتنا أياه الشركة من لحظات و مواقف و شخصيات سيظل محفور في ذاكرتنا . صحيح أنها مجرد العاب فيديو سمتها انها "ممتازة" فقط و لكن للبعض – و انا "كنت" واحد منهم - تظل ابداع بشري لا ينسى .
كلاود لحظة حمله لجثة أريس.
سكوال و لحظة لقائه مع اخته إيلون.
زيدان و هروبه من كوجا .
تبادل الاجساد بين سيرج و لاينكس .
ظهور إد الاول في زينو جيرز .
أشلي ريوت و معرفته للحقيقة في الرائعة الخالدة فاجرانت ستوري
و الكثير من المواقف و اللحظات أما الان ... سكوير إينكس يبدو انها – فعلياً – بلا إدارة تعرف سابقها العظيم لكي تخرج الشركة من مستقبلها المحطم . و بالنسبة لنا نحن كلاعبين أر بي جي ليس لنا سوى الإستعاضة بالعاب الفضاء و العصور الوسطى و المستقبل المدمر و "نتظاهر " انها الاربي جي الرائع و عليه إما ان نقبل بهذا و نلعبه و نتعلم ان نحبه لأنه الافضل قي هذا الوقت و أما علينا ان نعيش بين الذكريات و ندعها لوحدها .
طيب ... هل هذا كل شي ، بالطبع لأ ، أنا مشهور بالاسترسال و ناوي أن هذا يكون من أطول المواضيع التي كتبت لذا لي رد أخر مطول و " قريب " جداً بإذن الله .