مقالات خاصة

 لعبة الرعب Cronos: The New Dawn هذا ما يحدث عندما تندمج Resident Evil و Dead Space معًا

Cronos: The New Dawn ستحصل على نسخة متاجر للبلايستيشن 5

في نهاية السنة الماضية كشف فريق Bloober Team النقاب عن مشروعه الجديد والضخم، لعبة الرعب Cronos: The New Dawn في فترة كان يتمتع فيها بصيط كبير بسبب نجاح ضخم حظي به ريميك لعبة Silent Hill 2 الذي فاق التوقعات وأرضى عشاق سلسلة الرعب العريقة، ليعلن المطور عن نفسه منافسًا على ساحة أبرع مطوري ألعاب الرعب. هذا العنوان المسمى “كرونوس، الفجر الجديد” لا يكتفي بتقديم تجربة بصرية وفنية رائعة، بل يرفع سقف التحدي عبر ميكانيكيات قتال فريدة تعتمد على اندماج الأعداء ببعضهم البعض في لحظة الاشتباك، و هو عنوان مستلهم من عمالقة البقاء والرعب مثل Dead Space و Resident Evil 4 معًا مع لمسة خاصة من بلوبر تيم متعلقة بجانب الخيال العلمي، ويقدم أجواء متوترة تعيد للذكارة المسلسلات والأفلام كـ Dark و 12 Monkeys و The Thing.في مقالنا اليوم نستعرض لكم أهم ما نعرفه عن اللعبة من معلومات.

معلومات عن المطور ومستواه

تتولى شركة Bloober Team . البولندية تطوير ونشر لعبة Cronos: The New Dawn، وهي واحدة من أبرز الاستوديوهات المتخصصة في ألعاب الرعب النفسية والنجاة.

أسست الشركة عام 2008 وحققت شهرة واسعة من خلال سلسلة Layers of Fear ولعبة Observer وThe Medium، والتي جمعت بين السرد الغني والأجواء القاتمة. لكن شيء واحد ميز العناوين الثلاثة التي عمل عليها الاستوديو، وهي محدودية الانتاج. الألعاب لم يكن ينظر لها يومًا على أنها ألعاب ضخمة من نوع AAA ولم تكن يومًا منافسةً لألعاب سايلنت هل أو رزدنت إيفل أو حتى ديد سبيس.

ألعاب الاستوديو اتسمت بكونها نوعًا ما من نوع “Walking Sim” أي تلك الألعاب التي يمشي فيها البطل ويستخدم أداوت محدودة للتفاعل مع البيئات بينما تنكشف القصة أمامه، ولكن مؤخرًا شهد الاستوديو محاولة للخروج من هذا القالب التصميمي، ونجاحه في لعبة Silent Hill 2 سيدفعه دفعًا للأمام في ذلك الاتجاه.

انطلقت أعمال تطوير Cronos في أواخر 2021، إذ شارك فريق The Medium في المشروع للاستفادة من خبراتهم في بناء العوالم والتشويق النفسي. تستخدم الشركة محرك Unreal Engine 5، ما يضمن رسومات متطورة وأنظمة إضاءة ديناميكية تساعد على تعميق شعور الرعب والغموض. بفضل سجله المتميز في تقديم تجارب مرعبة تركز على القصة والأجواء، يعتبر Bloober Team اليوم لاعباً صاعدًا على الساحة بقوة، يتقدم بخطوات ثابتة نحو مكانة أكبر بين الاستوديوهات العالمية المتخصصة في هذا النوع من الألعاب.

القصة والإعدادات الزمانية والمكانية

تدور أحداث Cronos: The New Dawn في عالمين متوازيين: مستقبل بائس ما بعد نهاية العالم وزمن ثمانينيات القرن الماضي في بولندا. في المستقبل، اجتاح “التغير” البشرية كوباء مميت وحولهم إلى مخلوقات تُعرف بـ“الأيتام”، لتتسع رقعة الخراب وتنتشر الكائنات التي تشبه الوحوش والزومبي في العالم.

يعمل اللاعب بصفته “المسافر – Traveller” لدى منظمة سرية تُدعى “الجماعة – the Collective”، مهمته اقتناص شيء يدعى “Essences” خاص بشخصيات مختارة من الماضي عبر بوابات زمنية للماضي (الثامنينات) لوقف الوباء المميت، وإنقاذ المستقبل.

عند الانتقال إلى حقبة الثمانينيات، يشهد اللاعب بولندا في خضم حكم شيوعي ديكتاتوري، حيث تستوحي البيئة والتصاميم من عمارة البنائية القاتمة والمرافق الصناعية المهجورة، مع لمسات تقنية مستقبلية قديمة الطراز تضفي على المشهد طابعاً Retro-futuristic (مزيج بين الماضي والمستقبل) يذكرنا بأفلام الخيال العلمي الكلاسيكية.

أسلوب اللعب: مزيج بين الأفكار الجديدة والكلاسيكية وتركيز على جانب “البقاء” وصناعة التوتر

تعتمد Cronos: The New Dawn على منظور الشخص الثالث في إطار لعبة نجاة ورعب، حيث يستخدم اللاعب مزيجاً من الأسلحة النارية، والأسلحة اليدوية.

من الوهلة الأولى ستشعر أن اللعبة تشبه Resident Evil و Dead Space، وهذان اللعبتان هما بالفعل مصادر إلهام العنوان الجديد من بلوبر تيم، وهو ما يدل على رفع القيمة الإنتاجية لعناوين الفريق، فاللعبة قيد التطوير منذ 4 سنوات كاملة، أي من قبل حتى لعبة Silent Hill 2 Remake، وهو ما يعني أن الاستوديو خطط للانتقال للمشاريع الأضخم منذ فترة طويلة.

اللعبة تقدم منظور الشخص الثالث كمنظورها الأساسي، وتقدم أنظمة استكشاف في عالم خطي مع مناطق تشبه الـHub أو البيئات المتصلة، والتي يمكن فتحها بشكل تدريجي. الألغاز لم يتم التأكيد على وجودها، ولكن القتال هو الشق الثاني والذي يبدو أن معظم التركيز عليه بجانب إدارة الموارد.

القتال يعتمد هنا على التخطيط الاستراتيجي لأي الأعداء يجب عليك أن تقتل أولًا. وذلك لأن اللعبة تقدم آلية لعب جديدة ومبتكرة وهي اندماج الأعداء. أي عدو ستقتله وتترك جثته على الأرض قد يندمج مع عدو آخر على قيد الحياة، ويكون أكثر قوة واستنزافًا لمواردك التي ستكون محدودة. بجانب هذا، ستكون الموارد التي تستخدمها لصنع الذخيرة هي نفسها الموارد المستخدمة في الاستشفاء، و هي أيضًا المستخدمة في حرق الأعداء لمنع اندماجهم! سيكون عليك الاختيار بحذر وحكمة، وإذا لم تفعل فستدفع الثمن غاليًا. المطور ذكر أن اللعبة ستكون “صعبة” ويشبهها بلعبة “سولز الرعب” ويحذر اللاعبين من أن الموارد ستكون قليلة لأن هذه هي الطريقة التي وجد أن اللعبة ممتعة بها.

المطور أكد في أكثر من مناسبة أنه سيتعين عليك التصرف بذكاء، فلن يكون عليك حرق جميع الأعداء الميتين لعدم إهدار الموارد، إذا نجحت في استدراج الأعداء الأحياء بعيدًا عن جثث الأموات، وستحتاج لمراقبة أنماط القتال الخاصة بهم لكي تستطيع صدها أو ضربهم بشكل مباشر حتى لا تحتاج للاستشفاء، وبالتالي تحافظ على الموارد.

يمكن للمسافر استغلال تشوهات “الأنومالي” الزمني لإبطاء الزمن أو إعادة توجيه هجمات الأعداء، ما يمنح بُعداً تكتيكياً فريداً يوازن بين ردود الفعل السريعة والتخطيط المُسبق. إلى جانب القتال، يُجبر اللاعب على استكشاف البيئات بحثاً عن الموارد النادرة—ذخيرة ومواد طبية وقطع تقنية—ما يجعل الإدارة الذكية للمخزون أمراً حيوياً للبقاء على قيد الحياة. كلّ مواجهة قادرة على قلب المعركة؛ فالاستعداد الجيد وإتقان استخدام الفخاخ المؤقتة والتلاعب بالزمن قد يفرقان بين الحياة والموت.

رؤية المطور للعنوان

تسعى Bloober Team من خلال Cronos: The New Dawn إلى دمج العنصرين السردي والجيمبلاي بشكل متكامل، فهدفهم ليس إنتاج لعبة رعب تقليدية، بل تجربة تركز على “القصص الإنسانية” داخل بيئات تنبض بالعنف والتوتر.

استلهم الفريق ثيمات العوالم القاتمة من أعمال سينمائية مثل 12 Monkeys وAnnihilation ومسلسل Dark، واستقى تصاميم الأعداء من أفلام ذات تصنيف Body Horror مثل The Thing. في ما يخص الجيمبلاي، وجد المخرجون أن مزيج Dead Space وAlan Wake أفضل نقطة انطلاق؛ حيث يشجع على التخطيط الاستراتيجي أثناء المواجهات واستخدام الأسلحة بذكاء عوضاً عن الرماية العشوائية.

أما من الناحية الفنية، فقد استوحى الاستوديو بيئة “New Dawn” الأولى من مدينة كراكوف خلال الحكم الشيوعي في الثمانينيات، مع تعديلات تضفي عليها بعداً خيالياً يوائم المستقبل.

اللعبة ستصدر في خريف 2025، ومعها سيكون لنا المزيد من التغطيات الإعلامية والمراجعات والمحتوى.

شارك هذا المقال

مصطفى عرجون

طبيب أسنان، وأعتبر نفسي من أكثر الشغوفين حول الألعاب وأراها كأحد أشكال الفنون التي تساعد على إيصال الرسائل، وتمتلك جانب عميق يتعدى كونها أداة للترفيه. ألعابي المفضلة هي تلك التي تتحتوي على قصص قوية وشخصيات مميزة.


أﺣﺪث اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت