1

عنما نتحدث بمقال “أين هم؟” عن فرق التطوير الشهيرة التي وضعت بصمتها بسوق الألعاب لسنوات طويلة قبل أن تختفي بشكل أو بآخر نفتح صفحات قديمة لنروي لكم قصص تلك الفرق التي تركت الصناعة ولكن اليوم سنقدم لكم حالة خاصة ومختلفة، فالفريق الذي سنسلط عليه الأضواء خرج من الصناعة “بشكل ما” ولكنه سرعان ماعاد إليها مجددا، كيف لا ونحن نتحدث عن فريق تطوير قدم لنا واحدة من أقوى سلاسل الألعاب بتاريخ الصناعة “ميتل جير” وأتبعها بالعديد من الإبداعات ولكنه طوى تلك الصفحة مؤخرا وفتح فصل جديد بقصته، إذا لنبدأ الحديث عن ضيفنا بهذا المقال فريق التطوير “Kojima Productions“:

– بداية أسطورية!

الكثير من فرق التطوير مهما كانت مبدعة تكون البداية معها بسيطة ولكن عندما نتحدث عن فريق Kojima Productions فالبداية كانت أسطورية جدا ونعود بالذاكرة للعام 1987 حين أصدر الفريق لعبته الأولى بعنوان “Metal Gear” على جهاز الـMSX2 الكلاسيكي أو كما كان يعرف لدينا بالمنطقة بإسم “صخر” بلعبة أكشن وتجسس مختلفة تماما عن أي شيئ بالسوق حينها من نشر شركة كونامي العريقة وحينها لم يكن الفريق “فعليا” يحمل إسم Kojima Productions فهذا الإسم تم إختياره بالعام 2005 بعد سنوات طويلة من عمل هذه المجموعة من المبدعين بفريق واحد تحت لواء شركة كونامي:

بداية أسطورية
بداية أسطورية

إن كانت لعبة ميتل جير الأولى هي واحدة من أساطير الصناعة فالفريق آراد تحدي نفسه بمشاريعه وبتقديم تجارب مختلفة تماما تبحث عن السينمائية ورواية القصة بفترة زمنية لم تكن فيها الصناعة متطوره بالشكل الكافي لإستقبال ذلك وجاء مشروع الفريق الثاني بلعبة Snatcher بالعام 1988 التي قدمت معها تجربة لعبة مغامرة روائية بقصة موجهة للبالغين بشكل أكبر بأحداثها ورغم أن اللعبة لم تلقى نجاحا تجاريا قويا ولكنها لاقت الكثير من الإعجاب لدى اللاعبين.

– قلة الإصدارات مع قوة المستوى!

فريق التطوير Kojima Productions الذي كان يقوده “هيديو كوجيما” داخل شركة كونامي أشتهر كثيرا بقلة إصداراته لحاجته لسنوات طويلة لتطوير العابه، إنتظرنا للعام 1990 للحصول على الجزء الثاني من لعبة ميتل جير والذي حمل عنوان Metal Gear 2: Solid Snake على جهاز الـMSX2 والتي لاقت كما هائلا من الإعجاب على مستوى عالمي ووصفها بأفضل من الجزء الأول بكافة عناصرها و أستغرب الكثيرون من قدرة هذا الفريق المبدعة لدفع قدرات الأجهزة حينها لهذا الحد وأيضا إبتعاد كوجيما وفريقه عن العمل على منصات شركة ننتندو التي كانت تسيطر على سوق الألعاب ولكن فكر الفريق وتوجهاته قد تكون وراء هذا القرار في ظل قيود شركة ننتندو الكبيرة بالألعاب التي تصدر لأجهزتها:

العاب سبقت عصرها!
العاب سبقت عصرها!

إنتظرنا للعام 1994 للحصول على مشروع الفريق الجديد بعنوان Policenauts وهي لعبة مغامرة جديدة برسوم فيديو مختلفة تماما عن أي شيئ شاهده اللاعبون من قبل وكالعاده مع أجواء مظلمة وإختيار غريب للأجهزة التي حصلت عليها حينها وهي NEC PC-9821 ولاحقا على جهاز الـ3DO وبالعام 1996 حصل البلايستيشن الأول و السيجا ساترن على نصيبه من هذه اللعبة بعد عامين من صدورها الأصلي وتم وصف اللعبة بكونها تقدم معها واحدة من أفضل القصص بألعاب الفيديو بتاريخ هذه الصناعة ولكن بسبب اسلوب اللعبة الغريب والتسويق الضعيف لها لم تحقق اللعبة نجاحا تجاريا قويا.

– البلايستيشن الأول وصل ومعه قمة النجاح!

ماكان يفتقده فريق التطوير Kojima Productions كثيرا هو قدرات الأجهزة التي تلبي طموحه، فكل إنتاجات الفريق السابقة كانت مذهلة على كافة الأصعده مقارنة بباقي الإنتاجات في نفس الجيل ولكن مع إعلان سوني عن جهازها المنزلي البلايستيشن الأول وجد فريق التطوير نفسه أخيرا بجهاز يملك قدرات تقنية قادرة على تحقيق كافة أحلامه وبالعام 1998 حصلنا على لعبة Metal Gear Solid التي تصنف كواحدة من أفضل العاب الفيديو بالتاريخ بقصتها الملحمية وطريقة السرد فيها بالأضافة لأسلوب اللعب الرائع والسينمائية و الأفكار العبقرية جدا التي قدمتها هذه اللعبة ووضعت إسم “هيديو كوجيما” قائد الفريق بواجهة صناعة العاب الفيديو الحديثة والتي تخاطب البالغين بفكرتها قبل محتواها من دموية و إباحية وغيرها من الأمور:

أسطورة الأساطير
أسطورة الأساطير

إنفجرت شعبية فريق التطوير Kojima Productions بعدها وظل يعمل على سلسلة العاب ميتل جير حتى جزءها الخامس الذي حصلنا عليه مؤخرا ونذكر أيضا لعبتي الأكشن Zone of the Enders التي صدرت للبلايستيشن2 بالعام 2001 و 2003 بتغيير عن سلسلة العاب ميتل جير وحتى هنا أبدع الفريق رغم تقديمه تجربة مختلفة تماما ولكن لكل شيئ جميل نهاية والعام 2015 شهد حدثا تاريخيا بإعلان قائد فريق التطوير Kojima Productions “هيديو كوجيما” رسميا خروجه من شركة كونامي بعد الكثير من المشاكل الإدارية ومعه إنهيار فريق التطوير الذي قدم لنا الكثير من الإبداعات برحلته ولكن هل هي النهاية فعلا؟

شارك هذا المقال