bloodborne

لعل أول سؤال أردت طرح إجابته عند مشاهدة تجربة اللعبة الفعلية مع المطورين هو هل هذه اللعبة جزء مكمل لديمون سولز أو حتى جزء من سلسلة سولز بشكل عام، و الإجابة كانت بكل ثقة و صرامة من المطور: “لا”. و رغم أن تلك إجابة واضحة بالنسبة لي الا أن كثيرا مما سأراه لاحقا سيكون تحديا صريحا لتلك الإجابة التي حصلت عليها. لذلك دعوني أنقل لكم بالتفصيل ما شاهدت في تلك الغرفة الصغيرة المغلقة في جناج سوني الخاص.

عندما دخلت الغرفة، وجدت شخصية البطل أمامي تقف في وسط شوارع مدينة من الحجر، و كنت أقول في نفسي هل فعلا ستقوم هذه الشخصية بالتحرك الآن؟ أم أن هذه مجرد شاشة بداية جميلة. تلك كانت بداية قصة الإنبهار مع منظر اللعبة و بيئتها الساحرة. شخصية البطل فعلا تحركت، و ردائه الجميل كثير التفاصيل كان يتفاعل بشكل رائع، حتى أنه يعكس الدماء المتطايرة أو لمعان ماء المطر عليه حسب الظروف.

أول شيء لاحظته بتحرك البطل هو أن التحكم مطابق بشكل كبير لسلسلة سولز، بما في ذلك المراوغة بالدحرجة على الأرض و كيف يتحرك جسم البطل عند الضرب. البطل يحمل سلاحين، أحدهما بندقية و الأخرى سيف غريب المنظر، يقوم البطل بفرده ليمتد و يصبح جاهزا للإستخدام. إن كنت متابعا لسلسلة سولز ستعلم تماما ماذا يحدث هنا، بعدم وجود درع هذا يعني أنك لن تستطيع صد الضربات. لكن في نفس الوقت البطل لا يرتدي أي دروع ثقيلة، بل أخبرنا المطور أنه يرتدي رداء خفيف كي يصبح أسرع في الحركة. اللعبة بشكل عام كما تم إخبارنا ستحاول تقديم أكشن أكثر و نظام لعب أسرع.

لا زلنا نتجول في هذه المدينة الساحرة، بأجوائها الكاسلفينية و هدوء شوارعها الذي لا يستمر طويلا. بعد فترة بدأنا نرى القرويين، بعضهم يبدو كإنسان طبيعي و يحمل بعضهم الشعلات المحترقة. ما يحدث في المدينة هو أن الناس أصابهم مرض غريب، و أصبحوا يهاجمون أي شخص عند رؤيته، و بطلنا يحاول أن يتجول لكن لا يدري ما يحدث حوله. واحدة من المهارات الأساسية في اللعبة أن تتفقد المكان من حولك، المدينة كبيرة و يجب أن تنظر في كل مكان حتى تعرف أين تسير. في أحد المواقف شاهدنا مجموعة من القرويين يسيرون في جماعة في وسط أحد الشوارع، لذلك بحكمة إنتظرنا مرورهم أو تخلف أحدهم حتى نهاجمه على انفراد.

لنعد اذا الى مسألة انتماء هذه اللعبة لسلسلة سولز، فاللعبة قد تكون مختلفة فعلا، و تأخذ مكانها في عالم مختلف تماما و ظروف جديدة، لكن هناك الكثير من عناصر سلسلة سولز هنا. عندما تقوم بقتل الأعداء ستجد صوتا مألوفا، هناك شيء ما يخرج من العدو الميت و يدخل في جسدك مثل الأرواح. أيضا هناك جثث مرمية على الطريق و فوقها ما يبدو مثل الروح البيضاء، و هذا ما كان في الأجزاء الماضية عبارة عن item ما. هناك الكثير من المؤثرات الصوتية التي تعود من الأجزاء الماضية كما لاحظنا من التجربة.

أثناء اللعب و بعد قتل أكثر من عدو و التجول قليلا، نسمع شيئا آخر مألوف، لقد تم قرع الجرس الكبير في المدينة. حسب كلام المطور لنا فهذا الجرس يعني أنه حان وقت الصيد للقرويين هنا، و عندما يحدث ذلك سيقل عدد المتواجدين منهم و ستصبح قادرا على التجول بشكل أكبر. أثناء القتال مع الوحوش في اللعبة كان الضرب بالسيف مشابها لسلسلة سولز، عدة ضربات لتكوين كومبو معين ثم التراجع. لكن البندقية هنا كان لها دور مهم، استخدامها بالقرب من الوحوش سيقوم بضربهم من الأمام في بطونهم بما يشبه الباك ستاب في دارك سولز. هذه الخاصية المفيدة لكن محدودة جدا بسبب قلة رصاص هذه البندقية كما قال المطور.

هناك أمور أخرى حدثت في القرية، مثل رجل كان يحارب الوحوش في أحد الأماكن، و كان لنا الخيار بمساعدته أو تركه، و وجدنا أنه كان أكثر من قادر على هزيمة الوحوش بنفسه، لكن ان فعلنا و ساعدناه فهذا سيؤدي الى عودته لاحقا و رد الجميل، يبدو الأمر مألوفا هنا. أيضا قمنا بالدخول الى أحد الأماكن المظلمة، و هنا أصبحت الشعلة تشغل أحد يدي الشخصية الرئيسية. في الدخل هاجمنا أحد الأعداء، و قمنا هنا بضربه بالشعلة على بطنه ليحترق أمامنا، قم أكملنا الباقي بالسيف.

لاحقا و مع نهاية الديمو قابلنا زعيما ضخما، يشبه كثيرا الزعماء الذين شاهدناهم في سلسلة سولز. الزعيم كان يتحرك في جسر ضيق، و يقوم بضربات قوية جدا. القتال معه لم يكن غريبا، نقوم بالتفادي قريبا من رجليه ثم نقوم بالضرب في اللحظة المناسبة باستخدام البندقة و السيف. الزعيم كان يحاربنا وسط المطر، و كان شكله مذهلا خصوصا مع لمعان المياه و الدماء على جسمه.

اللعبة بشكل عام تبدو مختلفة عن السابق في جوانب، مثل البيئة و المدينة و كون البطل لا يملك درعا ثقيلا أو خاصية للصد. لكن في جوانب أخرى أكثر تبدو إعادة لاستخدام الكثير من العناصر من سلسلة سولز التي نعرفها جيدا. إن كان ما رأيناه مقياسا فإننا على موعد مع واحدة من أفضل ألعاب الجيل الجديد منظرا على الإطلاق، من ناحية تقنية و ناحية فنية.

لم أكمل تجربتي لجميع ألعاب المعرض، لكن ما رأيته من Bllodborne جعلني أرغب في القفز مثل الطفل الصغير في جناح سوني، و قد تكون بلود بورن فعلا هي لعبة المعرض لهذا العام، لكن دعونا نأجل هذا القرار حتى وقت لاحق.

شارك هذا المقال