– التشويش | الأصوات المربكة
“وقع أقدام ؟ دقات قلب ؟ أم قرع على طبول الموت ؟”
بعيدا عن الموسيقى تشكل الأصوات طريقة مثالية لجعل الأشياء العادية مربكة جدا ومخيفة أكثر من غيرها من الأشياء، وقع الأقدام، الإحتكاك، دقات القلب، نفس، كل شيئ يمكن أن يجعلك تترقب المجهول المخيف، فحين تكون في المجاري فخطوات في الماء قد تجعلك تتوقف، أو صوت باب قديم قد يجعلك تتراجع وأحيانا أخرى يمكن لها أن تجعلك تضاعف سرعتك، الأصوات لها وقع فريد على الأشخاص، فإن كانت زقزقة العصافير و خرير المياه يشعرك بالراحة ويذكرك بالجمال، فدقات القلب وصوت النفس قد يذكرك بالحياة والموت، بالخوف، بالإرتباك وغيرها، أما في ألعاب الرعب فذلك يعني في كثير من الأحيان خطرا كبيرا يقتضي حذرا أكبر، عدم معرفة مصدر كل صوت تسمع يبقيك متيقظا وحرصا ومتشائما بشأن مايمكن أن تلتقيه في قادم الخطوات، لذا يبقى اختيار الاصوات المناسبة لكل لحظة وحين شيئا ضروريا جدا.
– لعبة تتشكل.
كل ماقرأتم تحت كل عنوان هو تجسيد لمشهد بسيط من لعبة رعب، عليها يمكن أن تقيسوا أهمية كل جزء من أساسيات ألعاب الرعب، وعليه يمكنكم المشاركة بما يمكن أن يكون حسبكم شيئا مهما من هذا الصنف الذي أضحى لحد كبير منسيا.
– علقنا هنا، دعني أستعمل سلاحي الأن، ربما يكون أحد منهم صديقا.
– توقف ! كل رصاصة حبل نجاة، كل سلاح في هذا الوقت أغلى صديق
– الطريق الوحيد عبر السقف في الأعلى، توجب إيجاد طريقة للصعود هناك.
– لو كان بإمكاني التحليق، لو وألف لو…
– دعنا من التمني، فلنحاول التفكير في طريق للخروج.
– أين الممر ؟ رباه أين المفر ؟ لغز أو أحجية، طريقي مسدود، لايمكنني التفكير.
– ولا أنا أذناي تنزف من وقع سمفونية كابوس مخيف.
– إنهم تماما خلف الباب، يمكني رؤيتهم، لامزيد، لامزيد…من فضلك اكتفيت، الموت أهون من بشاعة النظرة.
– تبدو لي أنها نهايتنا، من أين وإلى أين ؟ من هناك ومن ذاك ؟ هذا الممر أو ذاك ؟…
– كفى ! لن نستسلم، إنهض من عندك فلنفكر بسرعة.
– عذرا…! لاقدرة لي على فعل هذا، صعقتي ضعفين وقوتي صفرين.
– إذا دعنا ننتظر نهايتنا هنا، أتسمع…؟
– وقع أقدام ؟ دقات قلب ؟ أم قرع على طبول الموت ؟
– بل هي النهاية.
إلى هنا وبهذه الطريقة ينتهي المقال، إلا أن النقاش لم يبدأ إلا الأن، بين كل ما تم ذكره ومايمكن ذكره، مالذي يمكن أن يصنع لعبة رعب حقيقية، لعبة تستحق أن تكون حقا لعبة رعب لأنها لعبة رعب بمقوماتها لا لأن أقرب الأنواع إليها ألعاب الرعب.