كيف يمكن أن نقدم فقرة تحكي عن تاريخ الألعاب ولانذكر أسم ماريو فيها؟ فالشخصية الكلاسيكية وضعت أغلب المعايير لصناعة الألعاب منذ صدور مغامرة ماريو بروس الأولى على جهاز الـNES، ولكن بفقرة اليوم لن نتحدث عن لعبة Super Mario Bros الأولى (سنوفر ذلك لوقت لاحق) ولكن سنتحدث عن الجزء الثالث من السلسلة للـNES أو الفاميكوم كما يعرف في اليابان و العائلة كما يعرف لدينا، لعبة Super Mario Bros. 3 التي تم وصفها من أغلب النقاد بأنها واحدة من أفضل إنتاجات العاب الفيديو ككل وليس فقط من أفضل العاب ماريو، إذا لنعد بالذاكرة إلى العام 1988 ونتذكر هذه الجوهرة الثمينة.
بعد صدور الفاميكوم والنجاحات الكبيرة التي حققتها لعبة ماريو بروس الأولى، قامت ننتندو بإصدار جزء ثاني للعبة (في اليابان فقط) ولم تصدر اللعبة خارج اليابان لأن نتندو وجدت بأن اللعبة أصبحت صعبة جدا على الجماهير الغربية فقامت الشركة بإصدار نسخة خاصة للأسواق الغربية أطلق عليها اسم Super Mario Bros. 2 ولكنها بالأصل كانت لعبة ثانية بعنوان “دوكي دوكي بانك” وتم تركيب شخصيات ماريو عليها فظهرت بشكل مختلف تماما، الأب الروحي لماريو “شيجارو مياموتو” آراد التغيير مع الجزء الثالث من اللعبة و بدأ بتقبل كل الأفكار الجديدة من فريق العمل الخاص به EAD لتقديم تجربة جديدة ومختلفة عن الألعاب الماضية وكانت النتيجة أنه بالتعاون مع Takashi Tezuka قد خرجوا لنا بواحدة من أفضل العاب المنصات بالتاريخ.
ما الجديد الذي قدمته اللعبة لتصبح ساحرة لهذا الحد؟ حسنا تم إضافة الكثير من القدرات والبدلات الجديدة لماريو، هنا أصبح بإمكان ماريو الطيران عبر إستخدام “بدلة التنوكي” و كذلك السباحة بمهارة عبر “بدلة الضفدع” و كذلك التحول لتمثال لتفادي الضربات والقفز عاليا بإستخدام بدلة خاصة و غير ذلك من المزايا، أيضا تم إعادة تصميم عالم اللعبة بالكامل، فبدلا من الإنتقال بين المراحل تلقائيا أصبح هنالك عالم للعبة تنتقل فيه بين المراحل وأصبح بإمكان اللاعب إختيار الطريق الذي يرغب بخوض مراحلة مع تواجد طرق مغلقة عليك بالحصول على ادوات لتكسير الحجارة التي تسد الطريق وأيضا ظهور أعداء بخريطة العالم عليك مواجهتهم للحصول على الادوات وغير ذلك من الإبداعات الرائعة التي غيرت شكل العاب ماريو كثيرا، أيضا كان الظهور الأول لأبناء كوبا (معاوني باوسر) والذي يتوجب عليك هزيمتهم بكل عالم عبر الصعود لمركبتهم الطائرة المتنقلة بين مناطق كل عالم.
(شاشة البداية لنسخ اللعبة المختلفة)
النسخة الأصلية من اللعبة صدرت بالعام 1988 وحصلت اللعبة على ريميك بجهاز السوبر ننتندو ضمن لعبة Super Mario Collection أو Super Mario All-Stars كما تعرف بالنسخة الامريكية على جهاز السوبر ننتندو بالعام 1993 وحصلت اللعبة على إصدار آخر بعد ذلك لجهاز الجيم بوي ادفانس أيضا واخيرا ظهرت على الوي ضمن لعبة إحتفالية مرور 25 عاما على بداية سلسلة ماريو، اللعبة ظهرت بفيلم سينمائي بهوليود The Wizard من استديو يونفيرسال و حققت اللعبة نجاحا ضخما مع صدورها حتى تم تصنيفها بالعام 2009 كأكثر لعبة مباعة بالتاريخ ليست مضمنة مع جهاز و تم رصد أرباح الشركة من هذه اللعبة بقيمة 1،7 بليون دولار أمريكي، لاشك أن اللعبة تعد واحدة من التجارب التي يجب عليك خوضها سواء اكنت محبا لماريو والعاب المنصات أم لا فهذا العنوان حتى مع مرور أكثر من 20 عام على صدوره مازال يملك سحرا خاصا فيه وتجربة لايمكن نسيانها أبدا.