الفصل الأخير من قصة كرايتوس محارب السبارتا الاسطوري وصلت لجميع الجماهير الصابرة أخيرا ، قبل صدور اللعبة كانت هناك العديد من الآراء المتضاربة حول هذا المنتج ، البعض ذكر بأنها ضعيفة تقنيا ، و البعض يعتقد أن أسلوب اللعب هو ذاته تكرر من الفصلين الماضيين، و البعض يجزم أنها لعبة حصلت على إهتمام زائد عن الحد. سنسلط الضوء على جود اوف وور III لنرى اذا ما كانت استديوهات سانتا مونيكا قد وفت بوعودها أم أن شكوك الجماهير كانت في محلها.

سنبدأ بالقصة ، الجميع يعلم بأن الجزء الثالث يبدأ مباشرة حيث إنتهى الثاني ، معركة حامية الوطيس في جبل أولمبس بين كرايتوس الذي يحظى بمساعدة العمالقة ضد الآلة ، هنا ستكون المعركة التي انتظرها كرايتوس لينتقم من الذين جردوه من أغلى ما يملك. عند تشغيل اللعبة و ظهور أسماء القائمين عليها ستشاهد عرضا جميلا مصحوبا بموسيقى السلسلة الشهيرة يشرح لك من خلال الصور و الفيديو تسلسل أحداث الجزء الأول و الثاني و أهم لحظاتهما. بالتأكيد اللاعبين الذين لم يلعبوا الجزئين السابقين لن يستطيعوا إدراك ما يحدث ، لكن من عاش التجربة فإن هذا العرض سيرفع نسبة الإدرنالين في دمائهم. بخصوص قصة هذا الجزء ، أنا أرفع القبعة لسانتا مونيكا ، فقصة اللعبة ممتازة جدا و محبوكة بشكل رائع ، بدون أي تعقيدات أو أحداث غير منطقية بالعكس فكاتب القصة لم يغفل عن أى حدث كبير كان أو صغير حدث في الماضي و ربطة بشكل ممتاز مع الجزء الثالث. هذا الجزء يتمتع بمشاهد حوارية و إنسانية “وعنيفة أيضا” أكثر من الأجزاء السابقة و تركز على القصة بشكل كبير ، ولن تشعر بأنك في ” عالم فارغ ” كالأجزاء الماضية نظرا لكثرة الشخصيات ذات الحضور المهم في القصة هذه المرة. بالفعل اللعبة صممت لتكون ثلاثية منذ البداية بدون أي محاولة لحلبها أو إطالة قصتها عمدا. بالنسبة لنهاية اللعبة ، لا تقلقوا لن أذكر شيئا ، القصة تم إنهائها بشكل ممتاز ، و غالبا سيرضي جميع عشاق السلسلة ، عندما تجمع الثلاثية بعضها ببعض ، سأختصر شرح قصتها بأنها ” ملحمة هذا العقد “.

هذا الجزء سيجبرك على التنويع في استخدام الأسلحة أكثر من السابق

أسلوب اللعب و الذي كثر النقاش فيه ، في الحقيقة هو لا يختلف كثيرا بل يكاد يكون نفسه ، كرايتوس يمتلك مجموعة جديدة من الأسلحة التي تختلف في حركاتها و خصائصها ، و ستتمكن من تطوير هذه الأسلحة من خلال جمعك للكرات الحمراء التي تحصل عليها من قتلك للأعداء أو تدميرك للمجسمات أو الجرات المختلفة أو فتحك للصناديق الحمراء. بعض اللاعبين في الأجزاء السابقة كانوا يتذمرون من قدرتهم على إنهاء اللعبة بنفس السلاح دون الحاجة للبقية ، لكن في جود اوف وور III أنت بالفعل ستحتاج لكل سلاح وفقا للعدو الذي تواجهه. هناك أسلحه تفيدك كثيرا تجاه نوع معين من الأعداء أو ضرب الاهداف البعيدة أو تحطيم الجدران الكبيرة ،فأنت بالفعل ستحتاج هذه الأسلحة لإكمال مغامرتك و إزاحة العقبات عن طريقك. مثلا أنت ستحصل على أداة معينة تضيء طريقك و تكشف لك أمورا مخفيه ، في المقابل هناك العديد من الأماكن المظلمة في اللعبة و الجدران الوهمية التي ستحتاج حتما أن تستخدم هذه الأداة لها. هناك أدوات جديدة تضاف لأول مرة مثل أداة تساعدك على الركض بسرعة و تسلق الجدران ركضا ، ستلاحظ أثار أقدام على الجدران فأذا استخدمت هذه الأداة بجانبها فإن كرايتوس سيركض بسرعة نحو الجدار ليتسلقه ، و غيرها من الأدوات التي ستحتاجها لحل بعض الألغاز أو العقبات. أيضا في هذا الجزء ستقوم بجمع العيون و المخالب و الريش لإطالة العدادات المختلفة من الطاقة و السحر ،وهناك عداد خاص بقوة سلاح خاص تملكه ، يمكنك شحن طاقته من خلال كرات ذهبيه تحصل عليها أيضا من خلال أعدائك بشكل عشوائي و طرق أخرى وهو فعلا مهم خصوصا في معاركك ضد الزعماء أو في لحظه يشتد فيها القتال. هناك عدد من الأدوات التي ستجمعها ولن تستطيع الإستفادة منها ، و ستظهر لك رسالة تخبرك بأنه يجب أن تنهي اللعبة حتى تتمكن من إستغلال هذه الأدوات و الإستفادة منها. الألغاز لن تشكل عائقا كبيرا ، فهي إلى حد ما أسهل من السابق أو ربما ” أكثر وضوحا ” مما يجعلها خفيفة على اللاعبين.


خلال مغامرتك ، الكثير من الأحداث ستحدث في البيئة الخلفية

المعارك هي البصمة الرئيسية في جود اوف وور III بداية من المعارك العادية مرورا بالزعماء و حتى الزعيم الأخير. الأعداء أكثر ذكاء و وحشية من السابق و طالما أنت في محيط نظره فلن يتوانا عن الإنقضاض عليك ، ستقع أحيانا في مأزق حقيقي عندما تجد نفسك محاطا بـ 10 أعداء من 3 أنواع مختلفة ، قد تجد صعوبه في التركيز و القضاء عليهم لكن عندما تكتشف إستراتيجية قتل كل منهم فإن المهمه ستسهل كثيرا. عامل المراوغة في هذا الجزء أصبح أكثر أهمية و ستحتاج لأن تتدحرج و تنتهز الفرص أكثر من السابق، لن تشعر بالملل خلال معاركك نظرا للتنوع في الأعداء كما أن طريقة سرد القصة المليئة بالأحداث يزيد من مقدار حماس اللاعب خلال تقدمه في اللعبة. كثيرا ما تكون داخل معركة و تشعر بأن البيئة حولك مليئة بالحياة، مثل أن تشاهد أحد العمالقة يمر من خلفك و يقوم بإلقاء بعض الصخور على المنطقة التي تقاتل ، أو أن تكون داخل معركة و فجأة تشاهد عددا من الناس الأبرياء الذين يركضون طلبا للنجدة ، طبعا قتلهم مع الأعداء سيكون ممتعا. ميزة الضغط المتسلسل أو المتتابع لا زالت موجودة و تستخدم لقتل أعدائك أو في العروض السينمائية خلال المعارك ، و لكن الإختلاف الملاحظ فيها أن ظهور الأزرار لم يعد في منتصف الشاشة بل أصبحت الأزرار تظهر في أطراف الشاشة و ذلك لكي تمنح اللاعب رؤية كاملة حول ما يحدث أمامه ، لكن احذر أيها اللاعب من الإنسجام مع المشهد و أن تنسى الضغط على الأزرار كي لا تعيد المعركة مثل ما حدث لي. معارك الزعماء في هذا الجزء موزونه جدا و ممتعه ، فلا يوجد زعيم مبالغ في قوته فطالما عرفت نقاط ضعفه ستعرف كيف تقضي عليه بسهوله، سانتا مونيكا جعلت من معارك الزعماء العمالقة منبعا للمتعة في اللعبة ، فأنت ستواجه أعداءا ضخاما و عمالقه في الحجم و سترى كيف أن كرايتوس صغير جدا في الحجم مقارنة بهؤلاء الزعماء. المساحات الكبيرة في اللعبة عمل ممتاز خصوصا في معارك الزعماء فأنت ستشعر بأنك في مكان لا حدود له ، وهذه المساحات لم تصمم فقط لكي تشاهدها ، فأنت خلال المعركة ستتنقل بين أرجائها وفقا للأحداث ، و بأسلوب سينمائي قد يتفوق على أكبر أفلام هوليوود ، ميزة جديدة أضيفت للعبة وهي القتل بإستخدام المنظور الأول ، ما أجمل أن ترى عدوك الذي تحمل نحوه كرها شديدا وهو يتلقى الضربات من كرايتوس مباشرة ، التصوير سيكون من منظور العدو و في بعض الأحيان من منظور كرايتوس ، للأسف لم يتم إستخدام هذه الميزه بشكل كبير في اللعبة لكنها فكرة تضاف لقائمة الإضافات الإيجابية للعبة.


التفاصيل الرسومية ممتازة جدا

تقنيا اللعبة من أفضل ما رأيت هذا الجيل ، ستعتقد بأنك تشاهد عروضا سينمائية برسومات كمبيوترية في أغلب الأوقات و ستفاجأ عندما تعلم عزيزي القارىء أن اللعبة لا تحوي عروض من رسومات كمبيوترية بل هي جميعا من رسوم اللعبة ذاتها. قد تلاحظ أيضا أن التركيز الأكبر في التفاصيل كان على شخصية كرايتوس مقارنه ببقية الشخصيات فبعض الشخصيات في اللعبة ستشعر بأنها لم تحظى بالإهتمام الكافي في وضع التفاصيل الدقيقة الخاصة بها لكن بشكل عام جميع الشخصيات تملك الكثير من التفاصيل الرائعة. نفس النقطة تتكرر مع المناطق ، فستلاحظ أن بعض الأرضيات أو الجدران لا ترتقي الى رسوم الشخصيات الرئيسية أو المناطق الكبيرة و ذات المعالم و التفاصيل الهائلة لكن هذا لا يقلل من قدر المجهود الكبير المبذول بشكل عام على المشروع. كما أنك ستلاحظ في هذا الجزء مدى كمية الدماء التي ستنهال على جسد كرايتوس بعد قتله للأعداء. بيئة اللعبة تحمل العديد من التفاصيل الدقيقة الممتازة و لن تشعر بتكرار المناطق بسبب التغير المستمر في تصميم و تخطيط المراحل ، المؤثرات البصرية من إنفجارات و نيران و ضباب و أخرى فيزيائية جميعها صقلت بشكل ممتاز ، قد تلاحظ ضعف التأثيرات المائية البسيطة عندما تسقط بعض الأشياء على الماء لكنها تظل جيدة. المؤثرات الصوتية أيضا تعطي اللعبة بعدا آخر من المتعة، الأصوات التي تصحب الضربات القوية و الإنفجارات ممتازة ، الحوارات في اللعبة لا تقل جودة عن بقية الأجزاء ، الموسيقى كعادة السلسلة هي الأفضل في الطريقة التي تشعرك بأنك شخص قادر على قتل الجميع دون إستثناء. عند انهائك للعبة ستفتح لك خيارات جديدة منها فيديوهات لكيفية تطوير اللعبة تحمل لقاءات مع المطورين ، كما ستسفيد من الأدوات التي جمعتها دون فائدة في اللعبة لتمنحك خيارات جديدة ، ستحصل على أطقم جديدة لكرايتوس تمنحك المزيد من الخصائص إضافة لأطوار تحديات جديدة.

هذه اللعبة بكل ما تحمله من مزايا هي تجربة غير قابلة للنسيان، فهي من نوعيه الالعاب التي يصعب على الناقد أن يخرج بعيوب كبيره منها، وفي المقابل تقدم قصة و اسلوب لعب ممتازين و تقنية تجعلها من أفضل ما شاهدت في عالم الألعاب. جود اوف وور الاولى كانت الأُفضل بالنسبة لي من ناحية تقديم القصة، الجزء الثاني كان الأفضل في أسلوب اللعب، الثالث جمع أفضل خصائص اللعبتين معا بشكل موزون. قد يكون الجزء الثالث لا يحمل الكثير من المزايا الجديدة بشكل عام، لكنه بتقديمه لقصة أقوى و معارك أكثر إثارة مع مؤثرات رسومية و صوتية جبارة يجعله أفضل جزء في السلسلة و ربما الأفضل على الإطلاق في هذا المجال. اذا لم تكن محبا لأجزاء جود اوف وور السابقة فالثالث لن يغير رأيك لأنه لا يتخلف كثيرا، أما بالنسبة للجدد في عالم جود اوف وور فحاولوا أن لا تبدأوا الجزء الثالث قبل أن تجربوا الجزئين الماضيين وذلك لكي تحصلوا على ” المتعة القصوى المتكاملة” ، و للمعلومية الجزئين الماضيين متوفران للبلاي ستيشن 3 تحت عنوان God of War Collection.

شارك هذا المقال
God of War III
قصة قوية ، مؤثرات بصرية و سمعية فائقة ، تنوع في أستخدام الأدوات أكثر من السابق و المزيد من التحدي.
لا تزال لا تقدم فروقا جوهرية عن الأجزاء السابقة في أسلوب اللعب.
جود اوف وور III هي خير خاتمة لثلاثية قد تكون هي الأفضل هذا العقد، لم تقدم تجربة مختلفة من ناحية أسلوب اللعب لكن المؤثرات الرسومية و الفيزيائية و الصوتية جعلت منها تجربة فريدة من نوعها .
تاريخ النشر: 2010-03-01
طورت بواسطة: Santa Monica Studio
الناشر: Sony Computer Entertainment