مر ما يقارب الست سنوات منذ إصدار آخر جزء رئيسي من سلسلة Kingdom Hearts، وخلال هذه الفترة رأينا عدداً من الأجزاء الفرعية على الأجهزة المحمولة والتي تفاوتت الآراء فيها. الآن يصدر جزء فرعي آخر يمثل أولى إصدارات السلسلة على الـ3DS تحت عنوان Dream Drop Distance ويعود معها بطلنا المحبوب Sora ورفيقه Riku ليواجهوا خطراً جديداً يحمل اسم الـDream Eaters. اقرؤوا معنا هذه المراجعة لتتعلموا المزيد عن اللعبة.
تستأنف Dream Drop Distance الأحداث بعد Kingdom Hearts II، ويعود فيها بطل السلسلة Sora برفقة صديقه ومنافسه القديم Riku. في بداية اللعبة نراهما في حديث مع Master Yen Sid حيث يخبرهما بالحاجة للخضوع لاختبار Mark of Mastery لإثبات قدراتهما. يوكّلك Yen Sid بمهمة زيارة سبعة عوالم “نائمة” وإيقاظها خلال اختبارك. كي يكون الاختبار عادلاً، ستعود مهارة Sora و Riku إلى الصفر وذلك بجعلهما أصغر عمراً بشكل مؤقت. القصة تبدو مربكة قليلاً في البداية ولكنها ستصبح واضحة أكثر كلما تعمقت في اللعبة.
فكرة اللعبة بشكل مبسط هي أنك تتحكم بـSora و Riku، ويتوجب عليك زيارة العوالم بكل منهما وإيقاظها. اللعبة تتخذ نظاماً غريباً لتتيح التحكم بالشخصيتين، فهنالك ما يدعى بالـDrop System. عند تحكمك بـSora مثلاً، سيكون لك عدّاد بالأسفل يمتد لفترة محدودة من الوقت وعند انتهائه ستجبر للانتقال للشخصية الأخرى وهكذا. كل شخصية ستبقى في مكانها تماماً عند العودة إليها حتى لو كانت في وسط معركة. النظام مزعج للغاية حيث أنه أحياناً يجبرك على الانتقال في أوقات حرجة كما لو كنت في وسط قتال زعيم أو بالقرب من نقطة حفظ، وفي الحقيقة يبدو غير منطقي أبداً لأن اللعبة تتيح لك الانتقال بين الشخصيتين بشكل يدوي. إن انتهى عليك الوقت وانتقلت للشخصية الأخرى دون رغبتك، فتستطيع بكل بساطة ضغط زر الانتقال والرجوع لحيث ما كنت مع الشخصية الأولى. على أية حال، هنالك حلول تعالج المسألة قليلاً مثل أداة Drop-Me-Not التي تقوم بتعبئة عدّاد الـDrop ومنحك المزيد من الوقت مع الشخصية الحالية.
مع كون الشخصيتين تزوران نفس العوالم السبعة، إلا أنك ستجد أن كلا منهما سيقابل ظروفاً ومناطق مختلفة عن الآخر، مما يعطي اللاعب تجربة مختلفة كل مرة. اللعبة نادراً ما تركز على القصة الرئيسية وستجد نفسك تنغمر في القصص المصغرة في كل عالم. بين الحينة والأخرى، ستجد القصة الرئيسية تضع لنفسها مكاناً في بعض العوالم لتذكرك بمهمتك وتلمح لك بما سيحصل لاحقاً. أعجبني أن اللعبة توحي بكونها تجهيزاً وتهيئة للاعب للجزء الرئيسي القادم من السلسلة. ما أعني بذلك هو أنها ستتيح لك بين فترة وأخرى قراءة ملخصات موجزة لأحداث الأجزاء السابقة الرئيسية والفرعية لاسترجاع المعلومات وتذكّر التفاصيل المهمة، خصوصاً مع سلسلة معقدة مثل Kingdom Hearts.
لنتحدث الآن عن أحد أهم ركائز السلسلة وهو نظام اللعب أو الـGameplay. نظام اللعب مشابه لما اعتدنا من الألعاب الأخيرة في السلسلة. ستتحكم بشخصية واحدة (إما Sora أو Riku) وستقاتل أعداءاً يدعون بالـDream Eaters. نظام الـDecks يعود هنا بشكل مشابه جداً لـBirth By Sleep. ستبدأ اللعبة بأربعة خانات يمكنك تشكيلها بالأوامر حسب ما تشاء، ويمكنك خلال القتال الخلط ما بين الهجوم العادي والأوامر الخاصة لتنفيذ كومبوات فريدة. مع الوقت سيزداد عدد الخانات وستستطيع إضافة المزيد من الأوامر القوية والمختلفة الخصائص. الأوامر بالطبع تشمل الأسحار المعتادة والهجمات ذات الخواص المختلفة التي عهدناها من قبل. جوهر نظام القتال ممتع ومتقن ومتين ولكنه لا يجلب شيئاً جديداً إلى الطاولة، في الحقيقة. ربما كان ذلك سبب إضافة نظام الـFlowmotion الممتع والمفيد إلى نظام اللعب. نظام الـFlowmotion باختصار هو قدرة جديدة لشخصيتك تتيح لك القفز والتزحلق بحركات بهلوانية ما بين الجدران والأسوار والعواميد والمنحنيات لأغراض متعددة. مثل التنقل بسرعة من مكان لآخر وأيضاً لإحداث الأضرار لأعدائك عبر هجمات خاصة. هذا النظام في القتال يشعرك أحياناً بالقوة المفرطة أثناء القتال ويمكن للاعب استغلاله بسهولة لكسر صعوبة المعركة. اللعبة عموماً تقدم صعوبة وتحدي ممتاز حتى للعائدين للسلسلة، وبالذات إن قمت باختيار أعلى صعوبة، فربما كان هدف هذا النظام أرجحة كفة الميزان لجهتك قليلاً.
كما ذكرت، فإنك ستواجه أعداءاً جدد يدعون بالـDream Eaters، ولكن الجديد هنا هو أنهم نوعان في الحقيقة. هنالك الـNightmares وهم الذين تقاتلهم في اللعبة، وهناك الـSpirits وهم من سيقاتل في صفك. من خلال تجميعك للأدوات والوصفات خلال اللعبة، ستتمكن من إنتاج الـSpirits بنفسك عبر القائمة الرئيسية. لكلّ واحد منهم شبكة ونقاط تطويرية تستطيع فتحها لتكسبهم قدرات جديدة أو لترفع خصائصهم وقواتهم. ستتمكن من اختيار رفيقين من بين الـSpirits ليرافقوك في معاركك، وسيعتمد اختيارك على احتياجاتك الحالية. حيث أن هذه الوحوش تختلف خصائصها، فهنالك القوي المهاجم، وهنالك الساحر المعالج، وهنالك الاستراتيجي الذي يدرس العدو قبل مهاجمته. اختيارك عامل مهم جداً لتحديد مصير المعركة. أما إن أردت الابتعاد عن أجواء المعركة العصيبة، فيمكنك اللعب مع الـSpirits ومداعبتهم عبر شاشة اللمس السفلية. هنالك ألعاب فرعية مصغرة ترفع معنوياتهم ومحبتهم لك، ويؤثر ذلك جزئياً على مهاراتهم القتالية.
جانب آخر يشاد به في اللعبة هو العوالم وتصاميمها. على خلاف الأجزاء الفرعية السابقة، عوالم Dream Drop Distance مصممة بشكل مدهش وشاسع. العوالم هنا فسيحة وواسعة ومليئة بالممرات والأزقة والحجر السرية. ستجد نفسك تضيع في الاستكشاف بكل سهولة حينما تبحث عن الكنوز الدفينة هنا وهناك. اللعبة كذلك تتيح لك تحديات اختيارية منتشرة في المناطق. التحديات بشكل عام هي معارك اختيارية بشروط محددة (مثل أن تفوز في أقل من 20 ثانية أو أن تستخدم 3 حركات Flowmotion) تكافئك بجوائز مختلفة تفيدك في تربية وإنشاء الـSpirits.
اللعبة تحتوي أيضاً طوراً إدمانياً يدعى Flick Rush. هذا الطور متوفر في عالم Traverse Town ويتيح للاعب اختيار 3 من قائمة الـSpirits التابعة له لمباراة وقتال فرق أخرى في دوريات وبطولات مختلفة. بالطبع القتال هنا يأخذ نظاماً مختلفاً عن نظام القتال العادي. طريقة اللعب في هذا الطور معقدة قليلاً ولكنها باختصار تعتمد على نظام البطاقات. لكل عضو من فريقك عدد محدد من البطاقات وكل بطاقة لها قيمة معينة. قيم البطاقات التي تستعملها تحدد قوة هجماتك، وإن كانت قيمتك أعلى من قيمة خصمك، فأنت من سيحدث الضرر لعدوك وهكذا. ربما لن يوضح الشرح النصي هنا متعة اللعبة في هذا الطور، لكنه بالفعل طريقة مثلى لقتل الوقت خصوصاً عند تسلّقك لسلم الصعوبة ومشاركتك في البطولات وتحصيلك للجوائز والميداليات وغيرها. وإن كان لديك اتصال إنترنت فستستطيع مباراة أصدقائك عبر الـWi-Fi أو الـStreet Pass أو أشخاصاً عشوائيين عبر الإنترنت.
