قد يكون الأب الروحي لسلسة Fable قد غادر استوديو التطوير Lionhead باحثا عن مشاريع جديدة، إلا أن ذلك لايعني أن السلسلة ستنهي مسيرتها المشرفة والحصرية للجهاز الأخضر، أخر ماسنراه من اللعبة سيكون الجزء المعنون Fable: The Journey والذي سيعتمد على طرفية الكينكت إما لتقديم تجربة لاتنسى أو تنسى قبل أن تبدأ حتى، رغم ذلك لن نقول سوى أن هذا الجزء يعد بالكثير لمحبي أداة تتبع الحركة والتجربة التي ستقدمها اللعبة قد تكون الجسر الواصل بين ألعاب الجيل وتجارب جديدة، لنكتشف المزيد إذا حول اللعبة.

العديد والعديد من الأشخاص قالوا أن أول تجربة لهم مع اللعبة جعلتهم يقولون أنها لعبة خطية بالكامل تخضع لمسار محدد ممل والتنوع بها قليل وقليل جدا، لكن الأمر يبدو عكس ذلك حين توفرت بعض من عروض اللعب وتفاصيل جديدة حول العنوان الجديد من السلسلة المشهورة، حتى وإن كانت مختلفة عن باقي الأجزاء إلا أن Fable: The Journey تحافظ على نفس الوصفة القديمة، تطوير للقدرات، مهام جانبية، تجربة جميلة وألحان تطرب الأذان، عمرها سيكون أقصر من دون شك كون دعم اللعبة لطرفية الكينكت يعني التضحية بالكثير لا بالقليل من ركائز السلسلة واللعبة الرئيسية، من المحتمل أن تعرض اللعبة مغامرة تصل لما بين الـ15 إلى20 ساعة مايجعلها إختيارا مناسبا لمستعملي الكينكت.

سيتبع اللاعب خطى الشاب المغامر Gabriel في مملكة Albion وفي إحدى الرحلات يلتقي بـTheresa، واحدة من الشخصيات المشهورة في اللعبة، تتمم القصة مسارها حين يفكر الأول بسماعدتها عندما يعلم بالخطر الذي يحوم حولها وحول المملكة، بداية مغامرة هذا الجزء وبداية رحلة جديدة، التفاصيل حول اللعبة وقصتها قليلة لكن من المتوقع أن تحضى الحبكة الرئيسية بالإهتمام الذي تستحق، فكالعادة عنوان من هذا القبيل يحتاج أن يقف على ركيزة أساسية حتى ولو كانت واحدة، فإن علمنا ضعف ألعاب طرفية الكينكت حتى الأن فلابد من عنصر إضافي للحفاظ على سمعة اللعبة في هذا الجزء.

اللعبة تقوم على الحكي، وأثناء المشاهد سيكون الراوي مرشدكم لفهم أحداث القصة بشكل أفضل، ليس ذلك وحسب فاللعبة تعرض تداخلا جميلا بين مراحل اللعب والعروض، فمثلا في العرض الذي قدم في E3 إنتقلت اللعبة باللاعب مباشرة من العرض الرئيسي لمرحلة يقود فيها عربة، هذه المرحلة كانت خطية طبعا إلا أنها عرضت شيئين، الأولى التحكم السهل سواء بلجام الحصان أو أثناء القتال، الثانية البيئات المصممة بعناية والمؤثرات الخاصة المضافة إليها، العالم الجميل والتحكم السهل -كما يبدو- حاضران في هذا الجزء مع بعض التجديد الذي تفرضه طرفية الكينكت.

على الأرجح اللاعب لايملك أي تحكم حقيقي بالشخصية، على الأقل وفقا لما كانت عليه اللعبة خلال ديمو معرض E3 حين عرضت به، اللاعب محاط بمجموعة من الأعداء، كل في صف، توجب القضاء على الأول ثم الثاني وهكذا، الأمر ممكن من خلال عدد من التعاويذ السحرية، يدير اللاعب كلتا يديه في نفس الوقت مثلا باستمرار على شكل دوائر لإخراج مايشبه الرمح الكهربائي، أو يحك كفيه لقذف الأعداء بتعويدة قوية، لايبدو أن اللعبة ستعتمد على الأسلحة العادية فالتعاويد السحرية تمثل تقريبا كل شيئ، لحد الساعة التنوع الذي رأينا معقول نسبيا والتحكم يبدو سهلا.

الجميل في اللعبة أن اللاعب لايشعر بالعياء، حتى إن كان الأمر كذلك فليس بالشكل المزعج، يمكن لأي كان الجلوس بشكل مريح ومتابعة القصة باستخدام أقل الحركات، فالتحكم بالعربة كما سبق الذكر ليس بالأمر العسير، يكفي مد اليدين قليلا للأمام كما شد اللجام الحقيقي، ومن ثم تغير وجهة العربة بحركة من اليد اليمنى أو اليسرى، اللعبة تتضمن أيضا عروضا متداخلة مع اللعب وسيرا أتوماتيكا للبطل مايدع اللاعب يريح يديه قبل أن يلعب مجددا، هذه الفكرة تبدو جيدة واللعبة لم تطور لطرفية الكينكت وإنما للاعب، يبدو الأمر ممتعا أكثر حين يكون اللاعب مسؤولا عن تحركات بطله في اللعبة، ذلك يضفي نكهة خاصة لم يدركها مطورون أخرون في ألعاب موجهة للطرفية.

علمنا أيضا في أكثر من مناسبة أن العلاقة بين البطل وحصانه كبيرة جدا وتوجب الإنتباه لها باستمرار، توجب الإهتمام به وبصحته، لاضع اللاعبين في الصورة، في إحدى المراحل يصاب الحصان بالأذى، الأفضل ألا أذكر كيف لكي لا أحرق بضعا من اللقطات المهمة لكم، لكن ماأحاول قوله أن اللاعب يمكنه المسح على موضع الإصابة لتخفيف الألم عن الحصان، أو لتعزيز العلاقة بينهما، الأمر يقودنا لأن نقول أن اللعبة تعد بالعديد من التنوع، الشيئ الذي سيبعث السرور في نفس أكثر من واحد.

يبقى السؤال الذي بدى كل المطورين متكتمين حوله يخص حجم عالم اللعبة، فالعروض التي قدموها لم تكن للاعب حرية كبيرة، كل ماكان ممكنا أن يقوم به قتل الأعداء، لكن من جهة أخرى قال المطورون أنه بإمكان اللاعب التحرك بحرية، أين ومتى ؟ لا أحد يعلم منا حتى الأن، التحرك وفقهم يتم عبر تحريك الراس قليلا للأمام، ولعل السير للإتجاهات الرئيسية الأربع وماينهما يتم عبر تحريك اليد لليمين أو اليسار، حتى وإن لم يكن ذلك بالشيئ المؤكد.

روح Fbale مازالت حاضرة في هذا الجزء، قد لاتمثل الإختيار الذي لايفوت للاعبين المحبين للأجزاء السابقة، لكنها قد تكون أفضل اختيار لمحب ألعاب المغامرات ومالك لطرفية الكينكت، الضجة حول اللعبة ليست بالكبيرة، الشيئ الذي لن يساعد اللعبة على الظهور بالشكل الذي توجب أن تظهر عليه، سنكون متفائلين بهذا العنوان الجديد من السلسلة الحصرية وسنحكم حين تحين الفرصة لنفعل ذلك بالطريقة المثلى.

شارك هذا المقال