تعتبر ديابلو أحد ألعاب الـPC الشهيرة من منتصف الى نهاية التسعينات، و هي أحد ألعاب الحاسوب الكلاسيكية و التي عشقها المتابعون الهاردكور لفترة طويلة. بليزارد قررت أن تحضر السلسلة مرة أخرى للحياة بعد انتظار الجماهير لفترة طويلة. هذه المرة تعود ديابلو في الجزء الثالث في جيل الألعاب المتطورة تقنيا، لتظهر السلسلة بشكل مثير و رائع جدا. أخيرا انتهى الإنتظار و قد وضعنا يدنا على الجزء الثالث من اللعبة و قد أمضينا أوقات ممتعة جدا على حواسيبنا، أو لعلي أقول هذه المرة على الـMac لأنه بليزارد قررت إصدار اللعبة على جهاز أبل أيضا.

تصرفات غير مقبولة
يجب أن أبدأ حديثة بشيء مستغرب حقا من بليزارد، و غير مقبول تماما من أغلب اللاعبين. كما تعلمون فلعبة Diablo III تسمح للعب الفردي و الجماعي التعاوني، و لكن ما يثير الغرابة أن كلاهم يجب أن يكون على الشبكة. هذا يعني أنك لا تستطيع اللعب لوحدك دون اتصال على الشبكة، كما في اللعب التعاوني تماما، و هذا الأمر مزعج كثيرا، فنحن نتحدث هنا عن حرمان أي شخص لا يملك اتصال انترنت جيد من تجربة اللعبة. حتى و إن كنت نتحدث عن الإتصال بسيرفرات بليزارد، فالكثير من اللاعبين واجهوا توقفا بالساعات للخوادم، و بالتالي الحرمان من اللعب فيها رغم أنك تملكها و تريد اللعب لوحدك. حسنا هذا يبدو شيئا مزعجا و كان لا بد من التحدث عنه، لكن دعونا نتركه للنتقل للحديث عن أطنان من الجوانب الإيجابية و المبهرة في لعبة بليزارد الجديدة.

لوحات فنية
هكذا أوصف الطريقة التي تم تقديم لعبة ديابلو 3 فيها، إنها جميلة سواء كنا نتحدث عن أمور بسيطة كالقوائم أم مظهر عوالم اللعبة، في الحقيقة أنا كنت واقعا في حب اللعبة مباشرة من الشاشة الرئيسية. عوالم اللعبة رائعة سواء كنا نتحدث عن الأماكن المغلقة أم المفتوحة. الجرافيكس متقن جدا و الـtextures ممتازة و هناك تصميم بيئي رائع في كل مكان. و ما يجعل الأمر أكثر متعة هو التنوع الكبير جدا في مناطق اللعبة، فهناك بيئات داكنة مظلمة و هناك بيئات أكثر تلونا و أيضا هناك تنوع في الرسم الهندسي للمناطق. حتى المؤثرات تضيف بعدا آخر لجمال المناظر، فهناك النيران و الضوء المنبثق منها، و هناك الأغبرة و مختلف المؤثرات الأخرى.

سألعب بطريقتي
في ديابلو 3 الأمر مختلف عن باقي ألعاب الـRPG الغربية، فأنت لا تقوم بتصميم شخصيتك، لكنك تختار من بين تصنيفات معينة لها شخصيات ثابتة، مثل البربري و صائد الوحوش و غيرها (أعلم أن الترجمة مضحكة). لكن لاحقا مع تبديل الدروع و الرداء و غيرها ستيصبح شكل شخصيتك مختلفا. اللعبة تبتعد أيضا عن مسألة إعطائك القدرة على اختيار كيفية تطوير شخصيتك أثناء الصعود بالليفل، حيث هناك مهارات و قدرات جديدة تتعلمها بشكل ثابت و مسبق الترتيب عند كل لفل معين. لكن كيف تكون هناك متعة دون أن تكون لك الحرية باللعب بطريقة مختلفة عن الآخرين خصوصا على الشبكة؟ حسنا هنا تأتي مسألة تخصيص أسلوب القتال و اختيار طرق لعب متنوعة لكل شخص.

في مراحل معينة من تطور مستواك في اللعبة ستحصل على مهارات جديدة مقسمة على 6 خانات مختلفة، أي أنك تستطيع توظيف ست مهارات و قدرات في وقت واحد. لكن كل خانة لها مهارات معينة و كل مهارة قابلة للتعديل عن طريق خواص مختلفة تدعى runes. اذا لديك 6 خانات لتعيين عليها مجموعة متنوعة و كبيرة من المهارات، و هنا تأتي متعة التخصيص، حيث أن كل لاعب سيجد لنفسه طريقة مميزة في اللعبة و سيصنع استراتيجيته الخاصة بناء على المهارات التي تعلمها. حتى في بعض الأحيان ستتعلم مهارات قد لا تبدو مغرية في البداية لكن لاحقا قد تعود اليها عندما تجد مهارات جديدة تتناسب معها بشكل أكبر.

متعة ديابلو تستمر في القتل و التدمير، ففي كل منطقة و مكان ستواجه أنواعا كثيرة من الأعداء. كل عدو يبدو مختلفا عن الآخر، و قتل كل واحد فيهم له متعته الخاصة، إنها عملية لا تنتهى. لا ننسى أيضا أن الشعور يتغير مع تغيير أسلحتك، فستجد نفسك من وقت لآخر تريد تغيير سلاحك لتجربه على الأعداء و ترى النتائج. بليزارد نجحوا في جعل هذه العملية ممتعة، مع أصوات و مؤثرات رائعة لكل سلاح و كل عدو في الطريق.

المتعة في الصحبة
قد يختار البعض أن يلعب ديابلو لوحده، لكن يجب أن نقول أن اللعب مع صديق أو أكثر هو أكثر متعة من اللعب مفردا بمراحل. يستطيع صاحبك الانضمام للعبتك في أي وقت، و بكل تأكيد اللعبة تقوم بموازنة الصعوبة حسب عدد اللاعبين في كل مرة. يمكنكم مبادلة الأدوات و أيضا عرض بعضها في بيت المزايدات (أوكشن هاوس). الغريب في اللعبة أن الأسلحة التي ستجمعها أثناء اللعب كثير منها لأصناف أخرى من اللاعبين و لا تستطيع استخدامها، و لكن دائما ستجد أسلحة قوية لغيرك من اللاعبين مما جعل الأوكشن هاوس مليئا بالأسلحة الممتازة و بأسعارها معقولة بسبب وفرتها. أيضا يمكنك في أغلب الأوقات شراء أسلحة قوية من المتجر و التي ستكون في أغلب الأحيان أفضل من 90% من الأدوات التي قد تسقط من الأعداء.

لكن الحق يقال أن جمع الأسلحة و الأدوات ممتع، و هناك شعور رائع عندما تعطي صديقك سلاحا أو أداة قد يسعد بها حقا. هناك أيضا كون بعض الأدوات و الأسلحة تعطيك تفوقا واضحا في الجانب الذي تبحث عنه حقا، فليس دائما الـStrength سيزيد قوتك فهذا الأمر يعتمد على صنفك. هناك أيضا الحداد و الذي يستطيع كسر الأدوات التي لا تحتاجها لاستخراج مواد أساسية و تكون أسلحة و أدوات جديدة لك.

تجربة رائعة
حتى و إن كنت تلعب ديابلو 3 مع أصدقائك فاللعبة تعطيك الشعور الرائع ذاته و كأنك تلعب لعبة فردية. هناك قصة عميقة و العديد من الشخصيات الرائعة و لا ننسى عروض CG في غاية الجمال. لكن بليزارد لا تأبى الا أن تترك مجالا للطعم العكر في فمك، فالمقاطع السينمائية أثناء اللعب الجماعي سيتم تعديها بمجرد ضغط أحد اللاعبين على زر الخروج، و سيخسر اللاعب الآخر مشاهدة المقطع دون تنبيه مسبق. لكن ديابلو في النهائية تجربة رائعة جدا، للفرد و الجماعة، و هناك الكثير لتفعله خصوصا مع عدة تصنيفات للاعبين و عدة صعوبات إضافية بعد إنهاء الصعوبة الأساسية.

بليزارد توفقت في إحضار ديابلو مرة أخرى الى الساحة و عبر بوابة الجيل الحالي المرعبة تقنيا. لا ننكر تعكير صفو البعض بسبب مشاكل الخادم أو فرض مسألة الأون لاين، لكن كل ما عدا ذلك هو لوحة فنية جميلة و لعبة RPG كلاسيكي للحاسوب الشخصي و الماك لا يمكن تفويتها بسهولة.

شارك هذا المقال
Diablo III
قيمة إنتاجية عالية جدا، نظام لعب ممتع و متنوع، عمر لعبة طويل.
فرض اللعب على الشبكة و مشاكل الخوادم من وقت لآخر
ديابلو 3 هي عودة رائعة لأحد سلاسل الحاسوب الكلاسيكية، و بليزارد أبدعت كما هو متوقع في التنفيذ. خيار بديهي لكل من يبحث عن لعبة حاسوب جديدة رائعة.
تاريخ النشر: 2012-05-15
طورت بواسطة: Blizzard Entertainment
الناشر: Blizzard Entertainment