ربما تكون ألعاب الرماية من منظور الشخص الأول المبنية على أسلوب الفرق العسكرية ( Team – Based ) غير محبوبة كثيرا كونها تتسم بالتعقيد الشديد ، لكن شركة Ubisoft العملاقة نجحت في جلب الكثيرين للعبتها Rainbow Six Vegas ، حيث انها لم تكن لعبة ممتازة من هذا النوع و حسب ، بل طرأ عليها الكثير و الكثير من التحسينات حيث كانت ممتعة و قابلة للعب من قبل الجميع ، مما جعلها تزيد من شعبية هذه السلسلة بشكل عام و التي باتت في تحسن مستمر في السنوات الأخيرة في كل إصدارة عن التي تليها .

حسنا سأختصر عليك منذ البداية عزيزي القارىء ، لا تترقب الكثير من هذه اللعبة ، و في الواقع فأنا أرى بأنه من الأفضل تسميتها بـRainbow Six Vegas 1.5 بدلا من رقم ( 2 ) الذي لا تستحقه ، كمية التعديلات التي طرأت على هذا الجزء قليلة للغاية بل انها لا تكاد تذكر فهي أشبه بمراحل جديدة للجزء الأول بدلا من كونها إصدارة مكملة ، و بالتأكيد فإن هذا لن يكون سيئا لمحبي الجزء الأول لكنه لن يشفع للعبة لدينا ، و الان .. ننتقل بكم إلى تفاصيل هذه المراجعة .

بداية فالمراجعة خاصة بنسخة الـPC من اللعبة ، لم نعاني مع اللعبة من أي مشاكل مع التنصيب حيث تم كل شيء بسهولة و سلاسة تامة ، من ثم دخلنا إلى إعدادات اللعبة و قمنا برفع جميع الخيارات الرسومية إلى الحد الأقصى ، حسنا أول ما قمنا بملاحظته هو أن اللعبة لا تحتوي على خيارات خاصة بالـDirect X10 على عكس الألعاب الحديثة الأخرى مما أثار استغرابنا كثيرا ، لم ذلك يا يوبي سوفت ؟
تحتوي اللعبة على ثلاث مستويات صعوبة ، و نمطين للعب الفردي ( Story و Terrorist Hunt ) و 3 أنماط للعب الجماعي المحلي أو عبر الشبكة ، إما اللعب التعاوني في كل من “القصة” و “اصطياد الإرهابيين” أو التحدي من خلال “Versus” ، النمط الأساسي في اللعبة هو القصة و في الحقيقة فنحن نستغرب من تسميته بـStory وذلك عزيزي القارىء لأن اللعبة لا تحتوي على أي قصة تذكر ! فلا تجعل اسم الكاتب الشهير توم كلانسي على غلاف اللعبة الأنيق يخدعك فكل ما ستقوم بفعله في اللعبة هو مطاردة الإرهابيين و إبطال مخططاتهم الشريرة خلال مواقع مختلفة في مدينة فيجاس الأنيقة ، مما يمنح اللعبة طابع ألعاب الأركيد بشكل ما .


( الـView Distance رائع لكن التفاصيل قليلة و الإضاءة عادية )

بعد أن تقوم بتشكيل شخصيتك الرئيسية و تبدأ اللعب ستلاحظ روعة و إتقان منظومة التحكم في Rainbow Six ، زر المسافة هو الرئيسي هنا ( الـAction Button ) حيث تقوم من خلاله بإعطاء أوامر مختلفة لفريقك المكون من عميلين فقط ، أو توجههم حيثما تريد لهم أن يتحركوا ، أما زر Alt الأيسر فهو يعطي أمر التجمع ( Regroup ) أو الثبات ( Hold ) فيما يستخدم زر V لإعطاء أمر التنظيف عند اقتحام الغرف المختلفة ، نظام إطلاق النار سلس و بسيط للغاية ، زر الفأرة الأيمن يمكنك من اتخاذ وضعية الحماية ( Cover ) بطريقة رائعة حيث يمكنك اصطياد الإرهابيين و إطلاق النار من خلال إبراز ذراعك فقط و إطلاق النار بشكل عشوائي من خلف الحواجز ، او أن تبرز القليل من جسدك لاتخاذ وضعية تصويب دقيقة لكن هذا يجعلك عرضة للرصاصات أيضا ، الأسلحة المتواجدة واقعية تماما و رائعة للغاية ، يمكنك ترقية شخصيتك في اللعبة و ذلك بالحصول على أدوات و معدات خاصة خلال تقدمك في اللعبة ، و استخدام عدد كبير من الدروع سواء للرأس أو الجسم أو الأذرع و الساقين ، تتيح لك هذه اللعبة أيضا الاستعانة بالتكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية لتوقف الإرهابيين ، تستطيع الحصول على صورة ماسحة من الأقمار الصناعية للمنطقة كما و يمكنك استعمال كاميرا خاصة للتجسس على الابواب المغلقة و رؤية ما خلفها ، و غير ذلك من الخواص الفريدة .

تبدو مراحل اللعبة واسعة و متنوعة ، كذلك فهي زاهية بالألوان ، أهدافك في هذه المراحل اعتيادية تماما من تنظيف الإرهابيين أو إبطال مفعول قنبلة أو إنقاذ الرهائن و ما إلى ذلك ، لكنك ستلاحظ بلا شك .. تردي مستوى الذكاء الاصطناعي في اللعبة ، فهو ليس بالمستوى المطلوب أبدا ، و بالرغم من ذلك فاللعبة مليئة بمواقف حماسية ، حيث يكون عليك أن تقرر الطريقة المثلى لاقتحام مكان ما ، و إن أخطأت فستكون نهايتك أسرع مما تتصور ، و في مواقف أخرى ستجد نفسك منخرطا بمعارك حماسية فهذه ليست لعبة تخطيط فقط بل هي مليئة بإطلاق النيران ، و لعل أكثر ما يميز هذه اللعبة عن جميع الألعاب المشابهة هو كونها سريعة ( Fast-Paced ) و لا تحتوي على الملل و الرتابة المتواجدين في غيرها ، و كذلك تلمع رينبو سكس في منظومة التحكم الفريدة و سهولة التحكم بأفراد الفرقة ، أما أقوى ميزة في اللعبة فهي نظام الحماية ( Cover ) الذكي و الذي لم نعتد عليه في ألعاب الرماية من منظور الشخص الأول .

تعمل رينبو سكس فيجاس 2 على محرك Unreal III القوي لكنها و للأسف لم تحظ بأي تعديلات على الجزء السابق ، نماذج الأسلحة مفصلة للغاية بل إنها مذهلة ، و كذلك تبدو الشخصيات مفصلة و دقيقة بشكل يثير الإعجاب ، لكن هذا هو فقط ما تتميز به اللعبة على الصعيد الرسومي ، البيئة تبدو عادية للغاية و مستوى الـTextures يبدو و كأنه قادم مباشرة من العام 2006 ، نظام الإضاءة كذلك متوسط على أحسن تقدير ، أما الفيزيائية فهي متواضعة للغاية حيث ان أغلب المجسمات باللعبة غير متفاعلة ، و أسوأ ما في الأمر هو معدل الإطارات ( Frame Rate ) و الذي يعاني من هبوط حاد في بعض الأماكن بشكل يثير الاستغراب ، علما بأن معدل الإطارات أكثر ثباتا بكثير في نسخ الأجهزة المنزلية بلاي ستيشن3 و إكس بوكس 360 ، و تبدو اللعبة أفضل بشكل عام على الجهازين من نسخة الكمبيوتر ، إذا قارنّا هذه اللعبة بألعاب أخرى تعمل على محرك أنريل ، Bioshock – Unreal III – Gears of War فهذه اللعبة هي الأقل مستوى فيما بينهم على الصعيد الرسومي .


( الأسلحة تبدو مذهلة بالفعل )

و لا تختلف الصوتيات كثيرا عن الرسوميات ، فهي عادية للغاية ، الألحان تبدو جيدة في أغلب الأوقات و لكن و يا للعجب فمعظمها قادم من الجزء الأول مباشرة ، النظام الصوتي عادي و لن يشعرك بروعة النظام الصوتي المحيط الذي تمتلكه و هذا أمر غير مقبول على الإطلاق و حتى التمثيل الصوتي في اللعبة يميل للتواضع ، الصوتيات في هذه اللعبة بشكل عام خالية من أي شيء مميز و هي ليست سيئة بنفس الوقت ، هي كالرسوميات تماما “تؤدي الغرض” فقط و الحقيقة كنا نتوقع أكثر من ذلك من لعبة تحمل اسم توم كلانسي .

بشكل عام لا أنكر بأن أملنا خاب قليلا مع Rainbow Six Vegas 2 ، ربما لا زالت أفضل لعبة رماية مبنية على الفرق و الأوامر متوافرة بالأسواق ، و لكنها ليست بالجودة التي كنا نتوقعها أن تكون ، و لم يطرأ عليها الكثير من التغييرات ، كما أن نسخة الكمبيوتر هي الأقل مستوى من بين نظيراتها ، لعشاق ألعاب الرماية من منظور الشخص الأول نرى بأن هناك خيارات أفضل منها سواء في طور اللعب الفردي أو الجماعي .

شارك هذا المقال
Rainbow Six Vegas 2
منظومة تحكم راقية ، طريقة اللعب واقعية للغاية ، نظام ترقية الشخصية يعطي الكثير من العمق للعبة .
الكثير من التباطؤ ، المظهر العام للعبة تحت المستوى المتوقع ، النظام الصوتي ليس بالمستوى المطلوب ، أغلب ما شاهدناه في اللعبة مكرر من الجزء الأول ، استخدام القصة في اللعبة غاية في الضعف .
اذا كنت ممن عشقوا الجزء الأول ، أو ألعاب توم كلانسي بشكل عام فلن تخيب أملك ، أفضل سلسلة لألعاب الرماية بأسلوب الأفرقة Team-Based بجزء جديد ، لكنها هذه المرة تخطو خطوة إلى الوراء ، و على جميع الأصعدة .
تاريخ النشر: 2008-04-01
طورت بواسطة: Ubisoft Montreal
الناشر: Ubisoft