ألعاب الرعب والبقاء تمثل تجربة مثيرة للاعب الفيديوجيمز لذلك الضغط والتوتر المستمر الناجم عن البقاء في حالة ترقب لما سيحدث خلال اللحظة القادمة أو ماذا سيجد اللاعب عند الزاوية الآتية، وكون اللاعب يكون جزءا فعليا من التجربة عبر جهاز التحكم فهذا يجعل من الفيديوجيمز وفق وجهة نظر الكثيرين وسيلة أكثر إقحاما وإقناعا في تصوير مفهوم الرعب والبقاء من الوسائط الأخرى كالروايات القصصية أو الأفلام السينيمائية. ومع التطور الهائل في صناعة الفيديوجيمز والميزانيات الهائلة التي باتت تصرف لإنتاج الألعاب أصبح من الممكن الوصول لمستوى مذهل يجعل اللاعب ممتنا فعلا لهذه الصناعة وما أصبحت قادرة على الوصول إليه. كونديمند 2 هي مثال صارخ على ما يمكن تنفيذه في مجال ألعاب الرعب بتوفر تقنيات الجيل الجديد.

مبدئيا كونديمند 2 تعتبر تكملة مباشرة للجزء الأول الذي صدر مع نهاية عام 2005 وحقق انطباعا جيدا لدى النقاد ونجاحا تجاريا لا بأس به في السوق، لكن مع النقد الذي وجه للعبة في بعض جزئياتها ارتأى المطور الأمريكي مونولث برودكشنز تغيير واجهة اللعبة بعض الشيء في الجزء المكمل. كونديمند 2 تواصل قصة إيثان توماس بعد 11 شهرا من تسريحه من الخدمة في الشرطة المحلية بعد أحداث اللعبة الأولى، وتبدأ القصة باستدعاء إيثان من جديد بعد تلقي الشرطة لاتصال غامض يربط إيثان بجريمة قتل، مما يأخذ بإيثان مرة أخرى إلى مسرح الأحداث للتحقيق في أسباب حالة العنف المفاجئة التي اجتاحت المدينة. شخصية إيثان تغيرت كثيرا خلال الشهور الماضية، فقد أصبح مدمنا للشراب وبلا مأوى، مما استدعى المطورين في مونولث لتغيير الممثل مؤدي الصوت، فلم يعد إيثان ذلك الشرطي المسالم الذي يتجنب المواجهة والقتال قدر المستطاع.

أسلوب اللعب شبيه بالجزء الأول، مازلت تلعب من منظور الشخص الأول وتستخدم قبضتي يدي إيثان كسلاح رئيسي، الزناد الأيمن للقبضة اليمنى والأيسر لليسرى، مع إمكانية استخدام أغلب الأدوات المحيطة كأسلحة، بالإضافة للأسلحة النارية المعتادة، لكنها نادرة في كونديمند 2. عملية التحقيق في اللعبة الأولى كانت خطية جدا وبلا غرض حقيقي سوى الاستعراض، الحال لم يبقى كما هو عليه، فالآن أصبحت مهام التحقيق أكثر تشويقا وتعتمد على اختيارات اللاعب، كما يمكنك تجنب أغلب مهام التحقيق إن شئت، فقد أصبح أغلبها اختياري، لكن إتمامها سيكافئك بأدوات مفيدة.

بشكل عام النظام القتالي في اللعبة أفضل بكثير من الجزء الماضي وأكثر اتزانا وثباتا وإرضاءا رغم احتفاظه ببعض المشاكل القديمة كافتقاد عنصر المتعة غالبا. بالتأكيد النظام القتالي ليس أقوى عناصر كونديمند 2، لكنه تطور بشكل واضح، ويبدو أن الفريق المطور قد اختبر وحاول كثيرا مع ميكانيكية اللعبة للتخلص من عيب التكرار الذي لازم الجزء الأول، وتم ذلك بإضافة لمسات جديدة كالضربات النهائية التي تتطلب ضغط الزر المناسب في الوقت المناسب (Quick Time Event)، وقدرات جديدة يحصل عليها إيثان بالتقدم في اللعبة. يمكن القول بأن اللعبة تخلصت بنسبة كبيرة من عنصر التكرار الذي شاب الجزء الأول.

ما جعل من كونديمند الأولى لعبة مميزة عن غيرها هي الأجواء العامة المحيطة (Atmosphere)، كونديمند 2 لاتخيب التوقعات أبدا من هذه الناحية، الأماكن الجديدة التي ستزورها مريبة ومثيرة للاهتمام، وتعتمد على أساليب رعب فريدة كالمطاردة والضوضاء، بالإضافة لطريقة الرعب الفجائي الكلاسيكية. من الواضح أن مونولث أخذت بآراء وملاحظات اللاعبين من هذه الناحية، فلعبة كونديمند 2 هي بسهولة أكثر لعبة رعب وبقاء تغمس اللاعب في التجربة. مشاهد الرعب في اللعبة لامثيل لها في أي لعبة أخرى، سواءا من الناحية البصرية أو الفنية. كونديمند 2 هي إنجاز حقيقي في مجالها.

أضافت كونديمند 2 طورين جديدين زيادة عن طور اللعب الفردي. طور Instant Action، وهنا تدخل في منافسات قصيرة تحدد أهدافها اللعبة بنفسها، وفي الحقيقة لن تجد هذا الطور مثيرا جدا إلا في حال أردت إتمام اللعبة تماما والحصول على جميع نقاط Achievements في نسخة إكس بوكس 360. إضافة إلى هذا الطور أصبح اللعب الجماعي متوفرا وحتى 8 لاعبين عبر الشبكة من خلال 8 حلبات و 4 أنواع لعب مختلفة لكن اعتيادية، باستثناء Crime Scenes وهو النوع الذي يقتبس أسلوب التحقيق من اللعب الفردي. في المحصلة لن تطيل هذه الإضافات من عمر اللعبة كثيرا، فعندما تنتهي من اللعب الفردي (لايتجاوز 10 ساعات) لاتوجد هناك محفزات كثيرة للعودة للعبة مرة أخرى.

رسوميا كوندمند 2 تبدو جيدة المظهر، لن تجدها مبهرة لكنها تبدو في حلة جيل جديد مقبولة نسبيا. التصاميم المبدعة للمناطق المختلفة في اللعبة هو ماقد يبرز اللعبة بصريا، وثبات اللعبة تقنيا وعدم وجود فترات تحميل أو أي مشاكل مؤثرة بأي شكل يساعد أيضا. صوتيا كونديمند 2 ربما تكون أحد أفضل الألعاب على الإطلاق استخداما للصوت المحيط، التأثير الذي تحدثه الأصوات في اللعبة لايضاهى بألعاب كثيرة. التمثيل الصوتي مناسب والمقاطع الموسيقية تم استخدامها بقلة لكن بحرفية شديدة.

كونديمند 2 هي مكملة رائعة لإسم أثبت نفسه، أي شخص يرى بأنه لاعب أو متابع لألعاب الرعب والبقاء (والعنف الشديد) سيجد ضالته مع كونديمند إن كان يبحث عن تجربة تستغل قدرات الجيل الجديد، ومع التطور الكبير في الجزء الثاني لايمكن سوى أن نتفاءل بما يمكن أن تفعله مونولث بكونديمند في السنوات القادمة.

شارك هذا المقال
Condemned 2
استخدام بارع للمؤثرات الصوتية. أجواء محيطة مذهلة. نظام قتالي جيد. مرعبة أكثر من الجزء الأول.
قصة ركيكة. طور اللعب الفردي قصير. عندما تلجأ اللعبة للقتال المتكرر أو التصويب بالأسلحة تفقد كثيرا من بريقها. لاتستغل أفضل مايميزها, وتحاول كثيرا الخروج عن إطارها تجنبا لأن تعاب بالتكرار.
إذا استطعت توفير البيئة المناسبة لكونديمند 2 من خلال شاشة تلفاز HD كبيرة ونظام صوتي حديث ستحصل على تجربة ليس لها مثيل إطلاقا. مونولث برودكشنز استطاعت أن تصل بألعاب الرعب إلى مستوى جديد في العلو حيث سيصبح من الصعب تجاوزه إلا بعمل جبار.
تاريخ النشر: 2008-04-01
طورت بواسطة: Monolith Productions
الناشر: SEGA