ازدحم الجيل الحالي لألعاب الفيديو بالعديد من الألعاب الضخمة ذات الخيارات الهائلة والأعداء الكثار وعناصر التطوير العديدة والبيئات المعدنية والمدنية. لكننا في نفس الوقت افتقدنا لتلك اللعبة التي تصدر كل فترة والتي تذكرنا بجمال هذه الصناعة وهذا الوسط الفني. افتقدنا لما يجعلنا نبكي ونخاف وننبهر بما نراه من جمال، و Journey جاءت لتذكّرنا بكل ذلك. كانت لدى استوديو thatgamecompany نظرة وفلسفة حيال تطويرهم لـJourney وهي أنهم أرادوا تطوير لعبة تؤجج مشاعر اللاعب من خوف، وسعادة وحزن وكآبة واندهاش. استطيع القول بكل ثقة بأنه هذا ما صنعه الاستوديو في اللعبة بالحرف الواحد.

ما هي Journey؟
جورني هي لعبة تستطيع وصفها كلعبة مغامرات. تبدأ اللعبة وشخصيتك ذات العباءة الحمراء تستيقظ وسط الصحراء القاحلة، وترا أمامك جبلاً في الأفق. هدفك الوحيد في الرحلة هو الوصول لهذا الجبل. الرحلة تأخذك خلال عدد متنوع من المناطق. من هي شخصيتك؟ لماذا استيقظت في الصحراء؟ ما هو الجبل؟ أجوبة هذه الأسئلة تعود للاعب وطريقة تفكيره وقدرته على التأويل والتفسير. الفريق أبدع في تصميم المراحل والبيئات لدرجة مذهلة تجبرني لرفع القبعة لهم. أود في الحقيقة أن أذكر ما ستمر به في اللعبة، لكن تفاجؤك بها هو جزء كبير من التجربة. ما استطيع قوله هو أن الصحراء هي فقط واحدة من المناطق المتنوعة التي ستراها في اللعبة.

حسناً. مالذي يميز Journey عن بقية ألعاب المغامرات؟
أقل ما أستطيع قوله هو أن جورني تقدم تجربة روحانية وفاتنة يندر أن نراها في عالم الألعاب. من الموسيقى الرائعة التي تؤجج المشاعر، إلى البيئات والمراحل الباهرة في الجمال والساحرة بأجوائها والتي يمكن وصفها بموناليزا ألعاب الفيديو. من المهم كذلك ذكر عناصر اللعب عبر الشبكة والتي تمثل نصف التجربة. ماذا أعني بذلك؟ حسناً، أحد أهم عناصر اللعبة هو أنه خلال رحلتك ستقابل عدة رحّال آخرين والذين هم في الحقيقة لاعبون آخرون عبر الشبكة. اللعب التعاوني مختلف تماماً عمّا اعتدنا عليه في السنوات الأخيرة. ليس لديك الخيار في اختيار رفيقك، ولا توجد شاشة بحث كما هو معتاد. ستفاجأ بوجود لاعب آخر ينتظرك بعيداً خلف الكثبان الرملية، أو من وراء أحد الجدران المندثرة بشكل سلس وجميل. لا توجد أي طريقة على الإطلاق للتواصل بينكما، لا وجود للمحادثات الصوتية أو النصية. لا تستطيع حتى معرفة معرّف الشبكة الخاص به. كل ما بيدك هي الصيحات البسيطة التي تشد انتباه رفيقك. الخيار يعود لكما للتعاون خلال الطريق أو الذهاب في طرق متفرقة.

كيف ألعب Journey؟
نظام التحكم في اللعبة بسيط وممتع وسلس. لديك زر القفز والطيران، وزر التفاعل مع البيئة وأزرار توجيه الشخصية. تتواجد حول العالم حروف متوهجة قابلة للتجميع تزيد من طول وشاحك. طول وشاحك هو الذي يحدد مدى قدرتك بالطيران، فكلما كان وشاحك أطول، كلما استطعت الطيران بشكل أعلى ولفترة أطول. عالم اللعبة زاخر ومملتئ بالمخلوقات القماشية اللطيفة والودّية المتنوعة في أشكالها، وهي تساعدك بملء عدّاد وشاحك والذي بدوره يعيد لك قدرة الطيران مراراً. من ميزات وجود المرافقين خلال رحلتك، كذلك، هو أنه يمكنكم مساعدة بعضكم البعض عن طريق زر التفاعل مع البيئة، حيث باستطاعتكم تعبئة عدّاد الوشاح الخاص بالطيران إن كنتم قريبين من بعض.

ما هي سلبيات اللعبة؟
ربما العيب الوحيد الذي يذكر في اللعبة هو قصرها. تستطيع إنهاء اللعبة في أقل من ساعتين من محاولتك الأولى. توجّه اللعبة عموماً يحبّذ كون اللعبة قصيرة، ولكنها في نفس الوقت مليئة باللحظات الانفعالية والعاطفية وتمتاز كذلك بقابلية كبيرة لإعادة لعب اللعبة مراراً وتكراراً بدون ملل. لا أستطيع في الحقيقة التفكير بأية عيوب أخرى، فاللعبة بالفعل مصقولة بشكل ممتاز.

شارك هذا المقال
Journey
رحلة فاتنة وجميلة مليئة باللحظات العاطفية والمفاجئة. موسيقى شاعرية وساحرة. بيئات خلابة وجميلة. نظام لعب عبر الشبكة ممتع ومتقن يضيف الكم الهائل للتجربة.
اللعبة قصيرة، حتى مع كونها لعبة قابلة للتحميل.
Journey تملك جميع العناصر التي تجعل أي لعبة رائعة. الموسيقى الساحرة والبيئات الجميلة والتجربة العاطفية تجعلها لعبة يجب على كل شخص يسمي نفسه لاعب ألعاب فيديو أن يقتنيها. إنها موناليزا عالم الألعاب.
تاريخ النشر: 14 مارس، 2012
طورت بواسطة: thatgamecompany
الناشر: Sony Computer Entertainment