
أتبثت Scopely في السنوات الأخيرة مكانتها كأحد أكبر اللاعبين في صناعة ألعاب الهواتف, حيث أنها حققت نجاحات ضخمة مثل MONOPOLY GO! التي تصدرت قوائم الأكثر تحميلا و أصبحت حديث الكثير من عشاق ألعاب الهاتف حول العالم.
الشركة التي اشتهرت بقدرتها على تحويل أشهر الملكيات الفكرية (IPs) الى تجارب لعب تفاعلية و ممتعة, دخلت مرحلة جديدة بعد إستحواذ Savvy Games Group عليها, لتفتح الباب أمام طموحات أكبر و صفقات إستراتيجية مهمة مثل امتلاك و تطوير لعبة Pokémon GO عبر الاستحواذ على Niantic’s games.
في هذه المقابلة الخاصة, نتحدث مع الرئيس التنفيذي لشركة Scopely السيد Walter Driver, الذي يكشف لنا أسرار نجاح الشركة في تحويل العلامات التجارية الشهيرة إلى ألعاب عالمية, كيف أترث شراكة Savvy على رؤية الشركة المستقبلية, و رؤيته لمستقبل التعاون مع شركة Pokémon بعد امتلاك لعبة Pokémon GO. و بعدها سنحاور الرئيس التنفيذي لمجموعة Savvy Games Group السيد Brian Ward، لنتعرف على الإنجازات التي حققتها المجموعة حتى الآن، رؤيتها لتطوير صناعة الألعاب في المملكة العربية السعودية، وكيفية الاستفادة من تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي لدفع القطاع نحو آفاق جديدة.
فلنبدأ المقابلة.
س: حققت Scopely نجاحا ضخما مع الألعاب المبنية على الملكيات الفكرية المشهورة (IPs) كـMONOPOLY GO!, فكيف تقومون بتحويل ملكية فكرية مشهورة إلى لعبة ناجحة عالمياٌ؟
السيد Walter: أظن أن من أول الأشياء التي فكرنا فيها في البداية هنا في Scopely, هو أنه هنالك فرصة كبيرة لأخد الملكيات الفكرية التي تحظى بحب الناس الكبير, و محاولة تحويلها إلى عوالم تفاعلية لينغمس الناس فيها, و كما تعلم هذا ليس بالأمر الهين. العديد من أصحاب الملكيات الفكرية لا يمتلكون القدرة على خلق مثل تلك التجارب بأنفسهم و تشغيلها لفترات طويلة, لذلك قمنا بذلك مرات عديدة مع عدد من الملكيات الملكية المختلفة, لكل واحدة منها شيء يميزها عن الأخرى. و أعتقد أن الخطوة الأولى هو معرفة ما الذي يريد الناس المزيد منه في عالم الملكية الفكرية, ما هو جوهر العالم, و ما الخيال الذي تتيح هذه الملكية الفكرية للاعبين أن يعيشوه؟ و MONOPOLY GO! مثال رائع على ذلك, حيث كان بإمكانك بكل بساطة أن تنشئ لعبة مطابقة لـMonopoly, لكن ذلك لم يكن ليترجم إلى تجربة مناسبة على الهاتف المحمول تشجعك على اللعب مرات عديدة يوميا لسنوات طويلة.
لذلك قضينا سنوات نحاول نسخا مختلفة منها للتأكد من أننا التقطنا جوهر ما يحبه الناس في Monopoly, و تحويلها في نفس الوقت لنوع جديد من الألعاب مناسب للبيئة الرقمية و يقدم تجربة مستمرة طويلة الأمد. و قد حقق ذلك نجاحا كبيرا دفع شركة Hasbro لأن تطلب منا لاحقا إن كان بإمكاننا إصدار لعبة طاولة بإسم MONOPOLY GO! لها نفس عناصر لعبة الهاتف.
هكذا أصبحنا الشريك المفضل لأكبر مالكي الملكيات الفكرية في العالم لنكون أمناءً على علاماتهم التجارية و لنساعدهم أيضا في توسيع ما تعنيه تلك العلامات بالنسبة للناس, و سجلنا الحافل بالنجاحات قد أعطانا – على ما أظن – ثقة أصحاب الملكيات الفركية, بحيث يمكننا أحيانا توسيع ما يمكن أن تعنيه علامتهم بدلا من الإكتفاء بتقديم ترجم حرفية لما تبدو عليه الملكية الفكرية في وسائط أخرى.
و نعم أنا أظن أن هذا تحدي ممتع بطابع إبداعي لفرقنا. فالكثير من الذين يعملون على هذه الملكيات الخاصة هم في الأصل شغوفون حقا بها و لديهم حب كبير تجاهها, و يحبون في نفس الوقت توسيع ما يمكن أن تعنيه, و إبتكار شخصيات جديدة مثل تلك الموجودة في Marvel Strike Force التي تظهر في اللعبة, والمساهمة فعليا في النظام العام للملكية الفكرية التي يهتمون بها كثيرا.
س: تم الاستحواذ على شركة Scopely من قبل مجموعة Savvy Games Group. ما هو أكبر تغيير شهدته الشركة منذ عملية الإستحواذ, و كيف أثرت هذه الشراكة الجديدة على الرؤية والإستراتيجية طويلة المدى؟ لـScopely؟
السيد Walter: حسنا, أعتقد أن من الأمور الرائعة في هذا الأمر هو أن سير العمل اليومي للشركة لم يتغير كثيرا على الإطلاق, و هذا أمر جيد لأننا كنا نرغب في شراكة تتيح لنا الإستثمار في تنفيذ خارطة الطريق و الخطط التي اعتقدت أنها مثيرة للغاية. لكنني أعتقد أن هذا أيضا دفعنا للتفكير بشكل أكبر و أكثر طموحا على المدى الطويل حول ما هو ممكن. وجود شريك يسألنا, لماذا لا تفكرون بشكل أكبر؟ لماذا لا تفكرون على المدى الطويل؟ كان تحديا رائعا و حقيقيا بالنسبة لنا, لأنه مع دعم Savvy أصبح لدينا فرصة للقيام بأشياء لم تكن ممكنة لنا من قبل.
أعتقد أن استحواذ مجموعة Niantic Games على Pokémon GO هو شيء كنا نود القيام به قبل الشراكة مع Savvy, لكنه لم يمن ممكنا في ذلك الوقت. لذلك, فإن القدرة علىى توسيع استراتيجية كانت بالفعل ناجحة من خلال عمليات الإندماج و الإستحواذ, حيث أتممنا عددا من الصفقات الناجحة قبل شراكتنا مع Savvy, لكن أظن الآن اننا في تحدي للتركيز على أكبر تجارب اللعب الرائدة و أكثرها ارتباطا بالثقافة. و من هنا جاءت الدعوى لمواصلة ما نقوم به و لكن مع التفكير بطريقة أكثر طموحا و برؤية طويلة المدى, و هو ما كان جذابا للغاية بالنسبة لنا.
و أعتقد أن ما اكتشفناه خلال عملية الإستحواذ على ألعاب Niantic هو أن هذا التوجه يجذب أيضا شركات الألعاب الرائدة الأخرى, لأن الأشخاص الذي يعملون في هذا المجال يدخلونة بدافع الحب و الشغف. بالنسبة للكثير هذا ليس مجرد عمل بل نداء يجب تلبيته. و عندما يبتكر الناس شيئا مميزا, فإنهم يرغبون في ضمان استمراره وازدهاره و غالبا ما يرغبون في مواصلة تطويره, و القلق الأكبر لديهم عند حدوث عملية استحواذ هو, “هل ستكون هذه نهاية الشيء الذي أحبه أم بداية فصل جديد أستطيع فيه متابعة طموحاتي على نطاق أوسع بكثير؟”
منذ شراكتنا مع Savvy, تمكنا فعلا من تحقيق ذلك, و فريق Niantic شعر أن هذه التجربة مثيرة للغاية بالنسبة لهم, وقد استطعنا أن نظهر لهم كيف تحقق هذا الأمر بالفعل على أرض الواقع. لذلك نحن نؤمن أن هذا يمثل عرضا قويا يجعلنا الشريك المفضل لأكثر شركات الألعاب طموحا في العالم, و التي تمتلك أيضا رؤية طويلة المدى.

س: تمتلك Scopely تاريخا من الشراكات الناجحة مع كبرى العلامات التجارية. كيف ستتطور العلاقة مع شركة Pokémon الآن بعد أن أصبحت Scopely تمتلك بشكل مباشر عملية تطوير و تشغيل Pokémon GO كخدمة مستمرة؟
السيد Walter: لقد كانت لدى Niantic و فريق Pokémon GO شراكة عميقة و ناجحة مع شركة Pokémon على مدار السنوات التسع الماضية. نحن هنا للتأكد من فهمنا لجميع الجوانب الفريدة لشركة Pokémon و هذه الملكية الفكرية الرائعة التي تعتبر من أكثر العلامات المحبوبة في العالم, وكذلك جميع الطرق الفريدة التي تظهر بها على هذا الصعيد. و نسعى أيضا للتعاون مع الفريق المبتكر لـ Pokémon GO و الذي مازال يقدوها حتى اليوم, من أجل دعم رؤيتهم, و منحهم – نأمل- نفس التوجه نحو التفكير بشكل أكبر و طويل الأمد, و ربما توفير موارد إضافية تساعدهم على تحقيق ذلك.
نحن نكن احتراما كبيرا لما أنجزه هذا الفريق بالفعل, و اعجابا كبيرا بالتوجه بعيد المدى الذي تتمتع به شركة Pokémon. نحن منسجمون تماما مع هذا النهج, و متحمسون لمواصلة الشراكة لنكون أوفياء في إدارة هذه العلامة, و خاصة Pokémon GO.
بينما يركز السيد Walter على نجاحات Scopely والابتكار الرقمي، يعرض السيد Brian رؤية Savvy لدعم المواهب المحلية وتطوير الألعاب في السعودية مع التوسع عالميًا، مما يعكس روح الشراكة الاستراتيجية بين الشركتين.
س: تهدف مجموعة Savvy Games Group لأن تكون رائدة عالميا في مجال الألعاب و الرياضات الإلكترونية. ما هي أبرز الإنجازات التي حققتموها في هذه المرحلة؟ و ما الذي ينتظركم في المرحلة المقبلة؟
السيد Brian: شكرا على هذا السؤال, نحن نشعر بإمتنان كبير و سعادة غامرة لأن بدايتنا كانت قوية جدا. إحدى الإنجازات التي تسعدني شخصيا هي أننا كنا أسرع شركة في تاريخ هذه الصناعة نصل إلى مليار دولار في الإيرادات, ثم وصلنا لمليارين, ثم 3 ملايين, و أخيرا 4 ملايين. و نأمل أن نواصل هذا الزخم و هذ انعكس أيضا على ترتيبنا اليوم من حيث الإيرادت بين باقي الشركات في الصناعة. نحن الآن في المركز الثامن, قبل عام واحد كنا في المركز الحادي عشر, و قبل ثلاث سنوات عندما بدأنا كنا في المركز صفر. لذلك, نأمل إن شاء الله أن نصل قريبا إلى المركز الخامس, و من ثم إلى المركز الأول و هو هدفنا الأساسي. لذلك دعنا نرى ما هي الإنجازات الرائعة الأخرى-عادة, أنا لا أركز كثيرا على هذه “الأرقام الشكلية”.
إن لعبة MONOPOLY GO! كانت نجاحا كاسحا بكل المقاييس. اللاعبون تجاوزوا خانة “GO” أكثر من 180 مليار مرة.
وأكد ذلك السيد Brian قائلا: اللعبة أصبحت أنجح لعبة موبايل في التاريخ, ما جعل Scopely و Savvy ثاني أكبر ناشر لألعاب الهاتف في العالم بعد Tencent. و هذا أمر مدهش لم نكن نتوقعه بهذه السرعة. لعبة MONOPOLY GO! تجاوز فيها اللاعبون خانة “GO” 180 مليار مرة. وقد حققت اللعبة أكثر من 5 مليارات دولار إيرادات حتى الآن، وهو رقم قياسي بحد ذاته.
حسنًا، Walter (الرئيس التنفيذي لScopely) أشار سابقا إلى معلومة رائعة, وهي أنه لو جمعنا كل لاعبي Scopely معا، لكانوا بمثابة ثالث أكبر دولة في العالم بعد الصين والهند! وهناك إحصائية أخرى نقدمها لكم: لو جمعنا كل متابعي محتوى EFG مع لاعبي Scopely، فسيكون العدد أكبر من عدد مستخدمي منصة X (تويتر سابقا). نعم، هذه الأرقام من الصعب استيعابها، لكنها واقعية جدا.
و أكمل السيد Brian: إجمالا، في الرياضات الإلكترونية، بين المشاهدين و اللاعبين، لدينا جمهور يتجاوز 500 مليون شخص.
س: ما هي رؤيتكم لمستقبل صناعة الألعاب، خاصة مع ظهور تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، الواقع الافتراضي، والألعاب السحابية؟ وكيف تستعد Savvy لهذه التحولات؟
السيد Brian: سؤال ممتاز، شكراً لك. سأبدأ بالأسهل. أعتقد أن الواقع الافتراضي (VR) مثير للاهتمام، لكنه سيبقى قطاعا محدودا. الأجهزة باهظة الثمن جدا بالنسبة لغالبية الناس، فمعظم الناس لن تنفق 3000 دولار على جهاز واحد و الجهاز ليس بالجهاز الشائع بين الناس. لذلك أرى أنه سيكون موجودا وله مكانته، لكنه لن يكون محركا رئيسيا للنمو في المستقبل القابل للتوقع كما أراه.
أعتقد أن الذكاء الاصطناعي هو الأكثر أهمية وإثارة. لقد عملت في هذه الصناعة لما يقارب 30 عاما، وخلالها كان هناك دائما تطور مستمر وأدوات جديدة تظهر. أتذكر عندما تم إطلاق SpeedTree لأول مرة. SpeedTree سمحت لك بصنع غابات من الأشجار دون الحاجة لرسم كل شجرة يدويا. هذا يمثل ببساطة تقدما في تطوير الألعاب والفن. لذلك فالذكاء الاصطناعي يشبه ذلك فهو سيكون مجموعة من الأدوات التي أظن أنها ستجعل تطوير الألعاب أكثر كفاءة و ستزيد من كفاءة الفرق المطورة لها. كما سيساعد الذكاء الصناعي في مرحلة الإبداع، حيث سيسمح للفرق بالانتقال من الأفكار الأولية إلى التصور الكامل بسرعة أكبر. ويمنحنا أيضا رؤية أعمق لتفاعل اللاعبين بطريقة أكثر قوة مما كانت لدينا من قبل. إذن هذه ثلاث طرق مثيرة للاهتمام تؤثر على التطوير بشكل فوري و أكثر توسعا. الذكاء الاصطناعي سيساعد على تسهيل وصول أي مطور للألعاب أو “دمقرطة تطوير الألعاب”, فالآن غالبا ما تأتي الألعاب الناجحة من فرق كبيرة واستثمارات ضخمة، لكن الذكاء الاصطناعي سيمنح المطورين الصغار والفرق المستقلة قوة أكبر لإنشاء شيء جذاب, وإذا تمكنوا من حل مشكلة اكتشاف اللعبة، فقد يؤدي ذلك إلى النجاح.
س: كيف توفق بين بناء شركة ألعاب عالمية من الطراز الأول وبين تطوير منظومة الألعاب المحلية في السعودية في نفس الوقت؟
السيد Brian: هذا سؤالان لكنهما في الحقيقة نفس السؤال (يضحك) شكراً لك. هما مسألتان مختلفتان إلى حد ما.
وجهة نظري عندما جئت هنا لأول مرة كانت أنه من المهم -وهذا أسلوبي منذ 25 سنة عند دخولي أي مجال جديد- أن أحاول تحقيق بعض الانتصارات السريعة، ووضع بعض النقاط على اللوحة، وإظهار تقدم ملموس بدلا من التركيز فورا على البنية التحتية والأمور طويلة الأمد. لذلك بدأنا بالاستثمار بسرعة، والآن أتممنا تسع صفقات حتى الآن, عمليات الاندماج والاستحواذ أو الاستثمارات الأخرى تمثل مجموعة محددة من الأمور التي تتطلب الاهتمام لفترة زمنية معينة، حيث نقوم بتقييم الفرص ثم نخصص رأس المال الخاص بها.
أما معظم وقتنا خلال العام الماضي فقد تم التركيز على جانب المملكة العربية السعودية والعمل مع الأشخاص داخل المملكة لمحاولة تحسين البرامج، وكيفية تعاوننا جميعا داخل المنظومة، لجعل رحلة الشركات التي قد ترغب في التأسس هنا أسهل، مقارنة بالتوجه إلى أبوظبي أو أي مكان آخر. كما تحدثنا مع شركات خارج المملكة حول الفرص في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا وفي السعودية بشكل خاص. كل هذا يتطلب وقتا وجهدا، ولكن هذا هو المكان الذي خصصنا له معظم وقتنا وجهدنا خلال العام الماضي، مقارنة بالاستثمار المباشر.
س: شكرا لكم
السيد Ward و باقي أعضاء الإدارة: شكرا جزيلا.