مقالات خاصة

الرياض تُرسخ مركزها العالمي في الرياضات الإلكترونية وترتقي بمنظومة القطاع عالميًا

“إذا كنت في الرياض هذه الأيام، أو تتابع الأخبار عبر الإنترنت، فستلاحظ أن العاصمة، التي تمثل قلب التحول الطموح لرؤية السعودية 2030، تشهد هذا الصيف حدثًا عالميًا جديدًا. حدث يهدف إلى جذب اهتمام أكثر من 640 مليون من عشاق الرياضات الإلكترونية حول العالم، على مدار ثمانية أسابيع متواصلة.

للعام الثاني على التوالي، تستضيف الرياض كأس العالم للرياضات الإلكترونية (EWC)، الذي أصبح اليوم أكبر فعالية عالمية تجمع بين البطولة والمهرجان في هذا المجال، مقدّمًا جوائز مالية غير مسبوقة تتجاوز 70 مليون دولار أمريكي. ولا يقتصر الحدث على المنافسة الرياضية فقط، بل يقدم تجربة ثقافية متكاملة، يشارك فيها نخبة من الأيقونات العالمية مثل كريستيانو رونالدو، وبوست مالون، وتوني هوك، ليجذب جمهور الرياضات الإلكترونية والجمهور العام على حد سواء.

من ناحية التنظيم، تتولى مجموعة ESL FACEIT (EFG) – إحدى شركات مجموعة سافي وأكبر شركة رياضات إلكترونية في العالم – مهمة التشغيل الحصري للبطولة، بما يضمن تقديم تجربة استثنائية للمشجعين، واللاعبين، والشركاء على حد سواء.

وتُعد الشراكة بين مجموعة (EFG) وكأس العالم للرياضات الإلكترونية ركيزةً أساسية في تعزيز مكانة القطاع على المستوى العالمي، وتحويله من نشاط متخصص إلى عنصر فاعل ضمن الثقافة العامة، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الفرق، واللاعبين المحترفين، والمجتمع بأسره.

كأس العالم للرياضات الإلكترونية: ماذا يعني تنظيم حدث بهذا الحجم؟

يُعد تنظيم كأس العالم للرياضات الإلكترونية مشروعًا ضخمًا بكل المقاييس، يمكن مقارنته من حيث التعقيد والاحترافية بأكبر البطولات الرياضية التقليدية، مثل بطولات التنس، وكأس العالم لكرة القدم، ودوري كرة السلة الأمريكي (NBA). وفي هذا الإطار، تبرز مجموعة (EFG) باعتبارها الجهة الوحيدة عالميًا القادرة على تنفيذ حدث بهذا الحجم، بفضل خبرتها التي تمتد لأكثر من 25 عامًا في تنظيم البطولات الإلكترونية، سواءً على أرض الواقع أو عبر الإنترنت، في مختلف أنحاء العالم.

ولفهم حجم هذا الحدث بشكل أكثر وضوحًا، تكفي الإشارة إلى بعض الأرقام اللافتة: ثمانية أسابيع من المنافسات اليومية، بمشاركة فرق محترفة تتنافس في 24 لعبة إلكترونية، لكل منها نظامها الخاص من القواعد والجداول. ويشارك في البطولة أكثر من 2,000 لاعب يمثلون أكثر من 200 نادٍ من مختلف أنحاء العالم.

ويتطلب تنظيم حدث بهذا الحجم تخطيطًا دقيقًا، وجهدًا تقنيًا هائلًا، وتنسيقًا محكمًا لضمان تقديم تجربة مشاهدة متميزة، سواءً للحضور في الموقع أو للمشاهدين عبر الإنترنت، عبر منصات مثل (Twitch) ويوتيوب. وتُبث نسخة 2025 من البطولة بـ 35 لغة مختلفة، من خلال أكثر من 90 شريكًا إعلاميًا، ليصل إلى جماهير في 140 دولة، عبر أكثر من 7,000 ساعة من البث المباشر، ما يجعله ثاني أكبر حدث رياضي عالمي من حيث التغطية بعد دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.

ولا تقتصر التحديات على الجانب الفني، بل تتطلب استضافة فعالية بهذا الحجم منظومة تشغيلية عالية التعقيد، ونهجًا يرتكز على المجتمع في تصميم وتنفيذ الفعاليات. وهذا ما تتقنه مجموعة (EFG)، وتسهم من خلاله بشكل مباشر في نجاح البطولة وتعزيز نمو قطاع الرياضات الإلكترونية عالميًا.

ومن خلال إنشاء مركزها الإقليمي في الرياض، تسهم المجموعة في ترسيخ مكانة العاصمة السعودية كوجهة عالمية رائدة في مجال الرياضات الإلكترونية، وتعمل في الوقت ذاته على تطوير القدرات المحلية في إدارة وتنظيم الفعاليات، من خلال تمكين الطاقات الشابة والاستفادة من المواهب الوطنية، بما يسهم في بناء خبرات محلية مستدامة.

أكثر من مجرد بطولة

رغم أن كأس العالم للرياضات الإلكترونية يُعد الحدث الأضخم في تاريخ هذه الصناعة، فإن قيمته الحقيقية تتجاوز حدود المنافسة. فهو يمثل تحولًا جذريًا في طريقة استهلاك الترفيه، ويؤكد الدور المتنامي للرياضات الإلكترونية في رسم مستقبل هذا القطاع.

في عام 2024، استقطب الحدث أكثر من 500 مليون مشاهد حول العالم، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم في نسخة 2025. ويعكس هذا الإقبال اللافت، إلى جانب شغف الجمهور وتفاعلهم، حقيقة أن الرياضات الإلكترونية لم تعد ظاهرة عابرة، ولا حكرًا على الشاشات الصغيرة أو جمهور محدود؛ بل أصبحت عنصرًا راسخًا في بنية الترفيه المعاصر، وأنا على يقين بأنها باقية وستواصل نموها.

وقد أسهم هذا الاعتراف العالمي المتزايد بأهمية الرياضات الإلكترونية في جذب كُبرى العلامات التجارية إلى هذا المجال، سعيًا للتواصل مع الأجيال الرقمية التي تتابع محتوى الألعاب بشكل يومي. ونجحت مجموعة (EFG) في هذا السياق ببناء أكثر من 130 شراكة استراتيجية مع علامات تجارية عالمية مرموقة مثل Intel، وRed Bull، وDHL، وLamborghini.

رؤية تتجاوز حدود الساحة

كما اقترنت لندن ببطولة “ويمبلدون”، وباريس بـ”رولان غاروس”، أصبحت الرياض سريعًا محط أنظار العالم كل صيف، لاحتضان قمة الرياضات الإلكترونية العالمية. وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، وضمن أهداف رؤية السعودية 2030، يحقق كأس العالم للرياضات الإلكترونية أثرًا محليًا متناميًا؛ بدءًا من ارتفاع عدد الزوار بنسبة 30% في العام الماضي، مرورًا بصعود فرق سعودية مثل “فريق فالكونز” الذي يُلهم الجيل القادم من اللاعبين، ووصولًا إلى المساهمات الفاعلة للكفاءات الوطنية في الجوانب التقنية والتنظيمية خلف الكواليس.

وفي هذا السياق، أود أن أُشيد بمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، والدعم الكبير من مجموعة (EFG) على تنظيم نسخة هذا العام، والإنجازات اللافتة التي تحققت حتى الآن.

إن هذا الحدث العالمي لا يرسّخ مكانة الرياض كوجهة دولية رائدة في قطاع الرياضات الإلكترونية فحسب، بل يُبرهن أيضًا أن الطموحات الكبرى قابلة للتحقق، حين تُترجم إلى واقع بأدوات احترافية، وقيادة تؤمن بالمستقبل.”

شارك هذا المقال

Brian Ward

برايان وارد هو الرئيس التنفيذي المؤسس لمجموعة سافي جيمز، أكبر شركة رياضات إلكترونية في العالم. يتمتع برايان بما يقرب من 30 عامًا من الخبرة في الاستوديوهات والعمليات مع عمالقة الترفيه إلكترونيك آرتس ومايكروسوفت وأكتيفيجن بليزارد.


أﺣﺪث اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت