
أعلنت شركة Side البريطانية رسميًا عن توسعها في سوق المملكة، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة سافي لدعم نمو قطاع الألعاب، في أحد أهم الأنباء المتعلقة بسوق ألعاب الفيديو المحلي منذ سنوات، وإحدى أهم الخطوات المرشحة لتحقيق نقلة حقيقية في سوق تطوير الألعاب في المملكة العربية السعودية، كما تخطط الشركة لافتتاح استوديو في الرياض قبل نهاية العام الحالي 2025 لتتوسع في خدماتها العالمية من خلال هذا الاستوديو الذي سيخدم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالدرجة الأولى.
قمنا بإجراء مقابلة مع د.نور نائب الرئيس، ورئيس تطوير الأعمال الدولية لدى مجموعة سافي، بالإضافة إلى جيكوب مادسن، نائب رئيس العمليات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من شركة Side والذي سيكون المدير العام للاستوديو الذي سيتم افتتاحه في الرياض، لتسليط الضوء على هذا التعاون، وما الذي ينبغي على المطور السعودي أن يتوقعه كنتيجة له.
في بداية الأمر دعونا نعرفكم على شركة Side البريطانية والخدمات التي تقدمها وهي شركة ضليعة في البنية التحتية لتطوير ألعاب الفيديو مما يجعلها مرشحًا مثاليًا للمساهمة بصورة حقيقية في تطوير قطاع الألعاب في المملكة. Side هي مزود لخدمات وتطوير ألعاب الفيديو يقدم حلولًا إبداعية لعدد من أكبر المطورين والاستوديوهات حول العالم، وهي تملك أكثر من 20 استوديو في 14 دولة ويقع مقرها الرئيسي في لندن.
الخدمات التي تقدمها الشركة تشمل الإنتاج الفني، وتطوير الألعاب، والإنتاج الصوتي، وضمان الجودة، والتوطين، وإدارة المجتمع، وتحليل البيانات. وقد ساهمت الشركة في العمل على مجموعة من أكبر الأسماء في صناعة الألعاب، نتحدث عن عناوين مثل Silent Hill 2 و Kingdom Come Deliverance II و Baldur’s Gate 3 و Star Wars Outlaws و Civilization VII وغيرها.
الآن، لننتقل إلى المقابلة.
د. نور: أولًا أود أن أشكركم على وقتكم وعلى هذه الفرصة للحديث حول توقيع مذكرة التفاهم. من جانبنا، و حول هذه الشراكة الاستراتيجية الممتازة، نحن نعمل على نطاق دولي لجلب لاعبين رئيسيين ورواد عالميين إلى السعودية، ليقوموا بتأسيس فروع ومكاتب تعمل على تعزيز منظومة الألعاب وتطويرها في المملكة. دورنا في Savvy سيتركز على تسهيل التواصل وتأسيس العلاقات بداخل المملكة، والعثور على طرق لتمكين خيارات Side الحالية ومدى وصولها على مستوى عالمي، والتأكد من نجاحهم في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
س: هل يمكننا أن نخوض أكثر في التفاصيل، كيف ستقوم هذه المبادرة بدعم منظومة الألعاب في السعودية؟ ما هي الفرص المتاحة ومجالات النمو؟
جيكوب: تتخصص Side في تقديم الخدمات لقطاع ألعاب الفيديو. نحن نقدم خدمات مثل التوطين، الصوتيات، دعم اللاعب، وجميع ما يحتاجه المطور من أجل أن يقوم بنشر لعبة. محور تعاوننا مع Savvy يرتكز على دخولنا للسوق السعودي والنظر في الفرص المتاحة سواء مع المطورين المحليين أو الشركات التي تتطلع إلى التوسع في ألعابها في السعودية، وأن نقدم لهم جميع ما يحتاجونه من خدمات اعتمادًا على مرحلة التطوير التي وصلوا إليها.
إنها شراكة تعاونية مع سافي، سننمي منظومة وسنعمل عن قرب معًا لمحاولة التعرّف على الفرص المتاحة، وعلى الأشخاص الذين قد يكونوا بحاجة إلى خدماتنا. وكمنظومة، نتطلع إلى توظيف أشخاص محليين، وأن نقوم بتدريبهم على الخدمات التي نقدمها وبذلك فنحن نقدم برنامجًا تدريبيًا بجانب كوننا مزود خدمات.
د. نور: للتلخيص،نحن ننظر إلى ثلاثة جوانب للنمو في السوق السعودي؛ سنقوم بخلق وظائف جديدة، وسنقوم بتطوير المواهب وتنمية المهارات، وسنجلب خبرات وكفاءات من الخارج لدفع السوق المحلي، نحن نعزز منظومة قطاع الألعاب في المملكة ليس فقط على المدى القصير، بل لنحقق تأثيرًا مستدامًا في الإقليم ككل.
س: هذا عظيم، هل يمكننا أن نتوقع أيضًا تقديم هذه الخدمات للسوق العالمي؟
جيكوب: نعم حتمًا، نحن نعمل على نطاق عالمي ولدينا أكثر من 18 استوديو تعمل في 12 إلى 14 دولة في الوقت الحالي. نحن لا نتطلع إلى تأسيس استوديو في السعودية للتعامل مع السوق السعودي فحسب، بل أرجو أن يسمح لنا ما سنقوم به هنا بالتوسع إلى السوق العالمي أيضًا.
س: ما هي الطرق التي سترتقي فيها هذه الشراكة بالمواهب السعودية؟ وهل بمقدوركم أن تعطوننا بعض الأمثلة على ذلك بالتفصيل؟
جيكوب: بالطبع. لا أعلم كم هي مراحل تطوير الألعاب مألوفة لك، ولكن بعضها تحتاج الكثير من الخبرة والتخصص، و على صعيد آخر، هناك أشياء لا تتطلب ذات القدر من المهارة حتى تبدأ بها. أحد الأشياء المميزة جدًا في صناعة الألعاب أنك تستطيع خلال بضعة أسابيع أن تبني مهارة مفيدة جدًا لعميلٍ ما. أعتقد أن لدينا خدمات متعددة تسمح لنا أن ندرب أشخاصًا في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، بما يؤهلهم لخدمة العملاء.
وفي المقابل، لدينا أيضًا خدمات تتطلب موهبة طبيعية، مثل الفن على سبيل المثال، ولو كنت موهوبًا في هذا المجال فأنت لا تحتاج إلى تدريب حتى تتعلم الفن وإنما تحتاج أن تفهم كيف يمكن أن توظف فنك في عالم الألعاب. ثم لدينا أيضًا أشياء مثل البرمجة والتي تتطلب خبرة أكثر. بذلك، لدينا القدرة على أن ندخل السوق من عدة نقاط للدخول، بناء على مدى الخبرة التي يمتلكها الناس.
بالطبع، أنا أتفهم أنه في السعودية لا يمتلك الكثير من الأشخاص قدرًا عاليًا من الخبرة، إلا أن ما نقدمه سيسمح للناس بالحصول على وظائف بدوام كامل وأن يجنوا المال بعد تدريبِ شهرٍ واحد.
س: هل يمكننا أن نتوقع بعض التعاونات مع طلاب الجامعات و البرامج الجامعية؟
جيكوب: أنا أعلم بأن هناك أكاديمية خاصة في السعودية، وأعتقد أن Steer لديها أيضًا أكاديمية.
د.نور: مجموعة سافي لديها مبادرة رائدة تحمل الاسم “أكاديمية سافي”، وندعم من خلالها الحضانة (Incubation)، والطلاب، والتسريع المرتبط بمنظومة الألعاب. هناك تواصل أيضًا مع مجتمعات متعددة للمطورين السعوديين في الرياض. أخيرًا، سنتمكن من الاستفادة من علاقاتنا مع الجامعات والمعلمين والجهات الإبداعية للتأكد من أن Side لا تمتلك إمكانية الوصول إلى مجموعة المواهب الموجودة فحسب، وإنما أيضًا أن تساعدهم على التعلم، وعلى التعرف على مجالات القطاع، وأن تبني فيهم القدرة على القيادة والتوجيه، وأن تساعد الشباب السعودي على استيعاب الدور المناسب لهم في الصناعة.
جيكوب: أحد الأشياء المثيرة من تواجدنا بصورة مباشرة في الرياض، أننا سنتمكن من جلب بعض مواهبنا من الأشخاص الذين يمتلكون خبرات عالية، وأن يأتوا لفترات زمنية لا تقل عن 3-4 أشهر للقيام ببرامج تدريبية مخصصة ومحددة لتلك الفترات الزمنية. نحن نفهم أننا ندخل في سوق لا يضم كل الخبرات التي سنكون بحاجة إليها، ولكننا لسنا النوع من الشركات الذي يجلب كل مواهبه معه، ولذلك فإن كل مكان نفتتح فيه استوديو، مثل ساو باولو مؤخرًا أو براغا في البرتغال، فإننا نحاول أن نحضر أقل عددٍ ممكن معنا من الأشخاص من داخل الشركة، ونحاول العثور على، وتدريب مواهب محلية.
نحن قياديون في العثور على المواهب المحلية وتدريبها ودمجها في منظومتنا. هذا أكثر تأثيرًا بكثير من جلب أشخاص من شركتنا يتشاركون الخلفية الثقافية وما إلى ذلك. نحن نحاول العثور على المواهب المحلية في السعودية، نحاول أن نتبنى وجهات نظر متعددة، إن كنا نريد فقط أن نجلب مجموعة من الأوروبيين، فإننا سنبقى في أوروبا، لذلك فإننا نركز على العثور على المواهب المحلية وتدريبها، وتأسيس مجتمع محلي يمكننا العمل معه.
س: هذا رائع حقًا. إنه أمر إيجابي حيث ستساعدون حقًا على تأسيس البنية التحتية. الناس لدينا لطالما أحبوا ألعاب الفيديو لكن تطوير الألعاب بدأ مؤخرًا، وما سمعناه منكم مطمئن. حسنًا، أريد أن أسألكم ما الذي كان الدافع والمحرك الأساسي لهذه الشراكة؟ ما الذي جعلكم تقولون “نحن نرغب في القيام بهذا”.
جيكوب: من وجهة نظر Side، نحن دائما ننظر إلى التوسع إلى أسواق جديدة ودائما نبحث عن العثور على مواهب متنوعة لنعمل معها. من وجهة نظر الشركة، هذا ما نحاول القيام به. أما من وجهة نظر شخصية، لقد قابلتُ د.نور في مارس، وتقابلنا في سان فرانسسكو، وبعد نصف ساعة من الاستماع إليها وهي تعرفني على سافي؛ قد نجحت في إثارة اهتمامي. شعرت بأن المكان رائع وأن هناك مغامرة حقيقية.
هذا كان شعوري في بادىء الأمر، ولكن عندما قمت بزيارة السعودية، أصبح الأمر متمحورًا حول الأشخاص في رأيي، حيث قابلت أشخاصا رائعين حقًا، وموهوبين لأقصى درجة، كما إنهم يمتلكون تلك الروح الريادية، إن الطاقة عالية حقا. لا يمكنك سوى أن تشعر بالحماس عند الحديث مع الناس. من منظور شخصي، عند التحرك إلى الرياض والبدء في افتتاح الاستوديو، كل من تواصلت معه كان رائعًا والطاقة إيجابية.
س: سؤال لكِ د.نور، كيف تتوافق هذه الشراكة مع رؤية المملكة 2030 وتوسيع مصادر الدخل اقتصاديًا؟
د.نور: سؤال رائع، أردت أن أوضح أن مجموعة سافي تجسد رؤية المملكة 2030 ونحن نرحب بالجميع في المملكة العربية السعودية، وإن جزءًا من حضور المؤتمرات والأنشطة كما ترى أن تمتلك سافي بصمة عالمية. نحن نبحث عن أشخاص يفهمون القيمة ولديهم الإرادة لتمكين الرواد لدينا، لتكون المملكة في الواجهة ليس فقط في إقليم الشرق الأوسط ولكن أيضًا على المدى البعيد. لدينا مؤشرات أداء رئيسية نرغب في الوصول إليها بحلول 2030 لاستراتيجيتنا، كما إن تطوير لعبة هو شيء لا يرتبط بالمدى القصير بل النمو على المدى الطويل حيث نقوم بتمكين المواهب السعودية جيلًا بعد جيل لنجعل السعودية مركزًا ومكانًا رئيسًا في الإقليم؛ ولتمتلك أيضًا البنية التحتية الكافية للدعم وأيضًا المنافسة مع تلك الدول التي تمتلك منظومات للألعاب. ولن تجد في أي مكان آخر في العالم، حكومة وبلدًا لديها هذه القدرة على فهم ومواجهة التحديات التقنية مباشرة وبهذه البراعة في مجال الألعاب.
د.نور: هل يمكنكم أن تشرحوا لنا المزيد حول البرامج والمواهب التي ستحصل على الأولوية في الاهتمام؟
جيكوب: إنه شيء أعمل عليه مع د.نور وسافي، بالنسبة لنا نحن نقدم مدىً واسعًا من الخدمات ونحن لا نركز على الخدمات التي ستعمل جيدًا معنا كشركة فحسب بل ننظر إلى ما هو مناسب للبلد، ونفكر كيف يمكننا أن نقدم شبكة واسعة من الخدمات، وأنا أفهم أن هناك عددًا من الشركات الموجودة بالفعل والتي تقدم بعض الخدمات، وأنا لا أعتقد أننا سنتمكن من خدمة الإقليم جيدًا إن دخلنا في منافسة معهم في ظل المنظومة الصغيرة الموجودة حاليًا، إن لدينا فكرة واضحة عما نعتقد أن الإقليم يحتاجه، أشياء مثل برامج التطوير المشترك يمكن لها أن تكون مفيدة للغاية، أيضًا… التوطين، وتسجيل الصوتيات.
ولكن مرة أخرى، يجب أن يكون شيئًا نثق أن القطاع سيكون بحاجته، وأنه سيكون مطلوبًا، حيث إننا لن نأتي مع أفكار مسبقة حول ما نعتقد أنكم تحتاجونه، ولذلك فإن جزءًا من زيارتي للسعودية والتي ستمتد إلى 6 أشهر، أن أقابل شركات مختلفة، وأن تقودني سافي قليلًا لترشدني إلى الاحتياجات المطلوبة، ولكن في الوقت الحالي نحن نفكر في التطوير المشترك، التوطين، ضبط الجودة، الصوتيات.
س: شكرًا لكم جميعًا، إلى اللقاء.
د. نور و جيكوب: شكرًا.