تمتلك ألعاب الأبطال الخارقين شعبية كبيرة، وخصوصًا في الفترة الأخيرة حيث حصلت شخصيات مهمة وأيقونية بحجم باتمان وسبايدرمان على سلاسل ألعاب بمستويات ممتازة لم تكن مسبوقة في صناعة الألعاب، ولكن قبل أن تعمل سوني على تدشين سلسلتها الخاصة لشخصية الرجل العنكبوت، كانت حقوق العمل على ألعاب الشخصية لعدة سنوات -بل وعقود- مع أكتيفجن، وقد كانت تلك الفترة مليئة بالتخبطات بقدر كونها فترة مهمة شكلت وعي معظمنا نحو ما يجب أن تبدو عليه ألعاب الأبطال الخارقين.

لكن الشيء المشترك بين الألعاب التي عملت عليها أكتيفجن لشخصية سبايدرمان كلها، هو أنها كانت ألعاب ناجحة. فأكتيفجن كانت تحقق المبيعات أينما وجدت تلك الألعاب، ليس فقط لأن كان منها ألعابًا رائعة كـSpider-Man وSpider-Man 2: Enter Electro على PS1، وإنما أيضًا لأن اسم الشخصية وحده كان علامة تجارية كاملة.

منذ أواخر التسعينات وحتى بداية الألفية الجديدة انتشرت ظاهرة العمل على الألعاب بشكل متزامن مع الأفلام، لتصدر في فترة متقاربة وتسمى هذه الألعاب عادةً بـTie In Game أي “لعبة الفيلم” بالتعبير المُبسط. حدث الأمر مع سلاسل أفلام شهيرة منها Toy Story و madagascar و Punisher، وكانت سلسلة أفلام Spider-Man من المخرج سام رايمي في قمة نجاحها هي وألعابها التي تطورها أكتيفجن، وبالرغم من أن عنوان Spider-Man 2 الخاص بالفيلم يعتبر من أفضل الألعاب التي قُدمت على الإطلاق لسبايدرمان، إلا أن نسخة الحاسب منه قُدمت بشكل سيء ومغاير عن نسخة PS2 التي كانت النسخة الأساسية من اللعبة.

نسخة الحاسب قدمت رسوم أقل، وأسلوب تأرجح مُقيد وطريقة قتال بدائية ورسوم باهتة. كل شيء كان أقل من نسخة PS2 التي قدمت لأول مرة تأرجح حر (يشبه كثيرًا أسلوب ألعاب إنسومنياك الحالية) وقتال سريع الوتيرة ومتقن بحركات بهلوانية قوية.

السبب لايزال مجهولًا خلف هذا الاختلاف الجذري بين النسختين، ولكن بالطبع سبب ضعف العتاد التقني هنا سبب غير منطقي، ومستبعد تمامًا لأن ببساطة النسخة الأقل هنا كانت نسخة الحاسب وليست نسخة المنصة المنزلية! هل كان بين أكتيفجن وسوني اتفاقًا وقتها؟

الأمر نفسه حدث مع عنوان Spider-Man 3 الصادر في 2007، ولكن هذه المرة عبر الأجيال. فنسخة اللعبة على PS3 تختلف بشكل كبير عن نسخة اللعبة على PS2، والسبب هو أن أكتيفجن عملت بالفعل على نسختين مختلفتين، وذكرت في فيلمها الوثائقي حول كواليس تطوير اللعبة أنها أرادت أن يمتلك لاعبي PS2 لعبة خاصة بالفيلم، ولكن العتاد التقني للجهاز وقتها لم يسمح بتقديم نفس اللعبة، فعملوا على نسخة مُخفضة تقنيًا منها للجهاز.

أما مع لعبة Spider-Man: Web Of Shadows، فقد كان الأمر قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة، أولًا لكونها لعبة غير مرتبطة بأي فيلم، وبالتالي لا تمتلك معها عامل الوقت القليل أو استعجال عملية التطوير، وثانيًا لأن دعايا اللعبة أفادت بصدورها لـ”جميع المنصات” بما في ذلك وقتها PS3 و PSP و PS2، ومع الإصدار فوجئ الجميع بأن إصدار PS2 هو عبارة عن لعبة Side Scroller ومنصات (Platformer) بدون مقاطع سينمائية ولا حوارات، بينما كانت نسخة PS3 لعبة AAA حقيقية، وتعتبر من بين أفضل ألعاب سبايدرمان هي الأخرى.

نسخة PS3 من Web of Shadows قدمت عالم مفتوح ضخم، وأسلوب أكشن ممتاز، ورسوم جيدة بالإضافة إلى نظان التأرجح الرائع. هذه الأشياء بالرغم من كونها جوهرية إلا أنها كانت غائبة تمامًا عن نسخة PS2. شخصيًا امتلكت هذه النسخة ولم أكن على دراية بالفرق حتى عام 2012، أي بعد إطلاق اللعبة بـ4 سنوات.

من الأشياء الطريقة حول هذا الـPort الغريب هو أن اسمه كان مختلفًا- لمن دقق في هذا الأمر على الأقل- حيث تم طرحه في الأسواق باسم Amazing Allies Spider-Man Web of Shadows وهو أمر يجعل أكتيفجن غير مسؤولة قانونيًا عن أي سوء فهم من اللاعبين، أو ظن منهم أن اللعبة متطابقة مع نسخة PS3.

فكرة إصدار لعبة لجميع المنصات الموجودة حتى لا يشعر مُلاك منصة ما أنهم معزولون، أو حتى لتحقيق أقصى قدر من الأرباح الممكنة أمر وارد، ولكن عندما تختلف النسخ بشكل جذري عن بعضها، يكون وقتها من الأفضل إطلاقها كلعبة منفصلة تمامًا. في الحقيقة كل من عاصر هذه الحقبة التي قدمت فيها أكتيفجن ألعال سبايدرمان كان على علم بأن نسخ الجيل “الجديد” كانت دائمًا هي الأفضل، ولكن بالنسبة للبعض، خصوصًا في فترة ما قبل انتشار إعلام الألعاب بالشكل الذي هو عليه اليوم، فالأمر لم يكن كذلك.

لعبة Web of Shadows في نسختها على PS2 لم تكن لعبة سيئة، ولكن كلمة “كارثية” من العنوان تأتي وصفًا للتجربة التي حصلنا عليها مقارنةً بالتوقعات التي وُضعت على اللعبة، خصوصًا وأن ما قدمته اللعبة هو شيء بمستوى ألعاب PS1، وكان بالإمكان أفضل مما كان بكثير، ولنا في Spider-Man 3 خير دليل أن منصة PS2 كانت قادرة على ما هو أفضل من ذلك.

هل خُدعت في هذه النسخة من قبل؟

كان هذا كل شيء لليوم في مقالنا ضمن سلسلة “من الذاكرة” لهذا الإسبوع، أخبرنا عن أغرب نسخة Port من لعبة لعبتها؟

شارك هذا المقال