تمتلك روكستار مجموعة ضخمة من الألعاب المنسية حيث أصبح تركيز الشركة في السنوات الأخيرة على سلسلتي Red Dead و GTA، ولكن قبل RDR2 كان هناك عنوان آخر بهوية مختلفة وباسم متشابه وهو Red Dead Revolver، حيث قدمت روكستار تجربة الغرب الأمريكي القديم بطريقة هزلية وببعض الكوميديا وبقصة متوسطة، ولكن من كان يعرف أن هذه اللعبة ستكون علامة فارقة في تاريخ الشركة، وربما صناعة الألعاب بأكملها، لأنها التجربة التي ولدت من رحمها Red Dead Redemption التي نعرفها اليوم!

الجدير بالذكر أن لعبة Red Dead Revolver كفكرة كانت عنوان مملوك لشركة كابكوم، وكانت بدايتها كعنوان يعتبر هو الوريث الروحي للعبة صدرت في عام 1985 اسمها Gun Smoke، ولكن المشروع تم إلغائه في 2002، وحصلت روكستار على الحقوق الخاصة به لاحقًا.

الفكرة بدأت كفكرة أصلية من مطور الألعاب المعروف Yoshiki Okamoto داخل كابكوم، حيث اقترح فكرة لعبة إطلاق نار من المنظور الثالث باسم S.W.A.T والتي تغيرت لاحقًا إلى لعبة تدور أحداثها في الغرب الأمريكي القديم بعد أن شاهد “أوكوماتو” فيلم Blindman الأمريكي. الفيلم جعله يفكر في لعبة عن الغرب القديم، والجريمة المنظمة في ذلك العصر، وكان أوكوماتو قد عمل سابقًا على عنوان Gun Smoke من كابكوم.

لكن عملية التطوير شهدت عراقيل عدة، من ضمنها اختلاف الثقافات الكبير وصعوبة التعاون بين كابكوم والاستوديو المطور.

في نهاية المطاف، وبعد استحواذ روكستار على الشركة المطورة وتغيير اسمها إلى روكستار سان دياجو، أصبحت اللعبة ملكًا لها، وخرجت بشكل جيد ولكنها لم تلقى قبولًا جماهيريًا كبيرًا  لأسباب غير معروفة حتى الآن. ربما لأنها كانت لعبة جديدة تمامًا أو ربما لأن مشاكل التطوير حدت من طموحها في آليات اللعب ومدى التفاعلية مع العالم، فمقارنة بسلسلة GTA لم تقدم Read Dead Revolver الكثير ليفعله اللاعبون في العالم المفتوح الخاص بها.

اللعبة قدمت قصة مستهلكة أيضًا، حول Nate Harlow وهو صائد جوائز يبحث عن الثأر ممن قتل والديه، وكانت الأحداث تركز على الزعماء، حيث تتركز رحلة الانتقام في منازلة -والتغلب على- مجموعة من المجرمين المطلوبين للعدالة، ولكل منهم تصميم مميز وضربة فريدة تحصل عليها بعد أن تتغلب عليه في معركة قوية.

لكن كان هذا كل شيء حول القصة.فعلى ما يبدو أن كُتاب القصة لم يكن طموحهم تقديم شيء سينمائي وعميق على الصعيد القصصي، وإنما محاكاة ما يسمى في السينما بنوع أفلام الـ”spaghetti western” أي أفلام الغرب الأمريكي القديم التجارية، والتي تهدف لتقديم أكشن ولحظات حماسية فقط دون قيمة فعلية على الصعيد القصصي. كل هذا تغير بالطبع لاحقًا، لكن حتى مع وضع ذلك الهدف نصب أعينهم، نجح المطورين في تقديم تجربة لعب ممتعة مقارنةً بوقتها.

لعل أكثر ما ميز اللعبة هو آلية لعب Dead Eye والتي باتت أيقونة السلسلة كلها، وهي آلية توقيف الوقت عند التصويب بسلاح مسدس الـRevolver في النزالات بين مختلف الشخصيات، وهو شيء اكمل ظهوره مع الأجزاء اللاحقة (RDR و RDR2).

يحُسب لـRed Dead Revolver كونها أول لعبة عالم مفتوح تدور احداثها في الغرب الأمريكي القديم، لأن قبل هذا الوقت لم تكن ألعاب العالم المفتوح شيئًا شائعًا، وكانت كل ألعاب التصويب حول الغرب الأمريكي ألعاب أركيدية خطية، مثل لعبة يوبي سوفت Gunfighter: The Legend of Jesse James و Outlaws من Lucas Arts.

اللعبة قدمت أيضًا آليات لعب تشبه فكرة GTA، مع حرية كبيرة في التجول وفعل ما يحلو لك بشكل لم يكن يظنه المطورون ممكنًا حتى نُفذ بالفعل. تستطيع سرقة الأحصنة، افتعال الفوضى، التصويب في كل مكان وامتلاك ترسانة ضخمة من الأسلحة! شعور رائع للعبة طموحة في عام 2002.

بحسب تقرير من هيئة NPD Group، فإنه بحلول عام 2010 باعت اللعبة حوالي 920,000  نسخة فقط، ولكن الجزء الثاني منها، Red Dead Redemption نقل السلسلة إلى المرحلة التالية بنجاح، لتصبح بذلك سلسلة يحبها الجميع وينتظر جزئها الثالث، ومن أكثر السلاسل تأثيرًا في وجدان اللاعبين.

كان هذا كل شيء في مقالتنا الجديدة ضمن سلسلة مقالات “من الذاكرة” التي بدأناها على الموقع في الأسبوع الماضي، ومن خلالها نسلط الضوء على مواضيع ومواقف وأحداث جرت في صناعة الألعاب في الماضي، تعيد لأذهاننا ألعابنا المفضلة أو لحظات أيقونية لا تُنسى عشناها مع الألعاب.

أخبرنا برأيك، ماذا لو كانت كابكوم لاتزال تمتلك السلسلة في رأيك؟ هل كنا سنشهد أجزاء أكثر، أو أفضل من تلك التي تصنعها روكستار؟

شارك هذا المقال