في 2011 خرجت لعبة LA Noire للنور، وحصلت على إشادة عامة من الجماهير والنقاد، مع بعض الملاحظات على غياب التفاعلية عن عالم اللعبة الذي كان جميلًا على الصعيد المظهري.لعبة LA Noire كانت لعبة تحقيق وجريمة تقدم آليات تحقيق عميقة، وجرائم معقدة في مدينة Los Angeles الأمريكية، وهو ما جعل المطور Team Bondi مقتنع بأن تعابير الوجوه تعتبر جزء مهم جدًا من التجربة، إن لم يكن الأهم، لأن اللاعب كان يساهم في إدانة أو تبرأة المتهمين استنادًا لشعوره بمدى كذبهم أو صدقهم فيما يقولون.

هذا الأمر دفع الاستوديو للعمل على تقنية جديدة وثورية لالتقاط حركات الوجوه بدقة فائقة، في وقتها -2011- كانت الألعاب لم تصل لهذا المستوى بعد. هذه التقنية اعتمدت على 32 كاميرا فائقة الدقة تحيط بالممثل من جميع الزوايا وتلتقط حركات وجهه بكل تفاصيلها من كل الزوايا، بمعدل إطارات يصل إلى 30 إطار في الثانية.

يعني هذا، أن كل إطار من الـ30 إطار، تم تصويره من 32 زاوية مختلفة، وتم إجراء هذا الأمر مع 500 شخصية تم تقديمهم في عالم اللعبة، وهو ما جعل اللعبة كبيرة جدًا في الحجم، لدرجة أن نسخة Xbox 360 تم شحنها ماديًا على 3 أقراص صلبية، على الرغم من أن Red Dead Redemption مثلًا قدمت عالم مفتوح ضخم وآليات لعب أكثر، وتم شحنها على قرص واحد فقط.

الجدير بالذكر أن Dan Houser، أحد الأخوة المؤسسين لاستوديو Rockstar North كان قد صرح فيما بعد أن هذه التقنية لم يتم استخدامها مجددًا لأنها مُكلفة، وتضع عائقًا تقنيًا على عملية التطوير لأنها متطلبة تقنيًا وتطلب دقة معالجة عالية. هذا هو السبب وراء عدم تقديم الكثير من التفاعلية والحيوية في عالم اللعبة المفتوح، ولذلك أيضًا لم يتم نقل التقنية إلى ألعاب مثل GTA V مثلًا.

أما في الوقت الحالي، فقد تقدمت التقنيات بشكل كبير، وأصبحت الألعاب تقدم وجوهًا واقعية ولنا في Deathstranding، و Hellblade 2 و Uncharted 4 أمثلة على ذلك، وهذا لأن الاستوديوهات المطورة لهذه الألعاب تعتمد على مطورين محترفين في التقاط الحركة وتحويلها إلى “مجسم رقمي مُتحرك”، على عكس تقنية MotionScan المستخدمة في LA Noire التي كانت تلتقط حركات عضلات الوجه وتعيد إنتاجها على مجسم الوجه الخاص بالشخصية. هذا الأمر جعل تفاصيل جلد الشخصيات تبدو وكأنها بدقة عرض أقل من المعتاد، وستلاحظ هذا الأمر إذا عدت إلى تجربة اللعبة الآن، أما وقتها فالأمر كان ثوريًا بكل معاني الكلمة، وكأن اللعبة قُدر لها أن تكون هوليودية جدًا فقط لأن أحداثها تجري في هوليوود!

في النهاية، هذه كانت مقالتنا الجديدة من سلسلة “من الذاكرة” لهذا الأسبوع، أخبرنا عن رأيك في لعبة LA Noire؟

شارك هذا المقال