ها يوم الأحد يأتي ويأتي معه موعد مقالة النوستاليجا الجديدة، وهذه المرة يمكنني القول أنني جلست أفكر في أكثر الأشياء التي تفتقدها صناعة الألعاب هذه الأيام ووجدت أننا نادرًا ما نحصل على لعبة جماعية لشخصيات مشهورة، وهو الشيء الذي كان على النقيد تمامًا في جيل PS2، حيث حصلنا على ألعاب عدة للأبطال الخارقين وفرت اللعب الجماعي التعاوني محليًا، لدرجة أنها في نقطة ما أصبحت أكثر الألعاب انتشارًا. أتذكر لعبة Justice League Heroes وتصميم علبتها الأسطوري، وكيف أنها أول لعبة مكنتنا من اللعب بسوبر مان وباتمان معًا، وأتذكر أيضًا لعبة Fantastic Four التي قدمت تجربة الفيلم بشكل ممتع بالرغم من بعض العيوب البسيطة. وأتذكر ألعاب Ben 10 وغيرها من الألعاب التعاونية المميزة. لكن هناك بين كل تلك الألعاب التي صدرت في “العصر الذهبي” كما أسميه انا ويسميه جيل الطيبين، هي لعبة Teen Titans.

أتذك مشاهدتي لمسلسل Teen Titans المُدبلج باللغة العربية على التلفاز وانبهاري به، وتوجهي فورًا لمتجر الألعاب المحلي لتفقد ما إذا كانت هذه الشخصيات الخمسة الساحرة تمتلك لعبة فيديو خاصة بهم، هذا ما كنا نفعله قبل متابعتنا للأخبار وكالات الأنباء العالمية والعربية للألعاب، وبالفعل أجد لعبة لم أكن أعرف أنها ستتحول لتكون من ضمن ألعاب المُفضلة.

حتى لا أطيل عليكم، اللعبة بشكل عام هي لعبة Brawler تعتمد على القتال بشكل أساسي، ويمكنك من خلالها التنقل بين الشخصيات الخمسة، والأروع أنها سمحت بلعب تعاوين حتى 4 لاعبين. أنا والشلة ولا شيء يمنعنا من الاستمتاع بوقتنا والتنقل بين الشخصيات الفريدة، لكل منهم قدراته الخاصة وكانت شخصية Beast Boy أكثر شخصية أحب اللعب بها لما تملكه من مهارات متنوعة وإمكانية التحول لأكثر من شكل وتوجيه ضربات قوية ومختلفة. أما شخصية Cyborg فهو متخصص في الضربات بعيدة المدى، وروبن يشبه باتمان إلى حد كبير، وستارفاير وريفن كانا يشبهان بعضهما قليلًا لامتلاكهما قدرات الطيران والحركة السريعة.

اعتمدت اللعبة على كاميرا مثبتة، وهو ما كان مزعجًا في بعض مناطق المعارك خصوصًا المناطق الضيقة، كما أن معظم أوقات اللعب كانت عبارة عن معارك ويمكننا وصف تجربة المعارك بكونها Button Mashing. هي ليست لعبة موجهة للبالغين ولا تهتم بتقديم قصة عميقة وشخصيات مبنية بشكل درامي متوسع وكل هذا. هي فقط لعبة قدمت المتعة على كل شيء، وأعتقد أن هذا أكثر ما أعجبني وقتها. قدمت لعبة Teen Titans أيضًا اتجاهًا فنيًا مطابقًا للمسلسل الكرتوني، وبالتالي لم تكن رسومها تطمح لأن تكون واقعية بقدر كونها وفية للمصدر الذي استندت عليه – المسلسل- وكذلك القصص المصورة.

إذا نظرنا للوقت الحالي، سنكتشف أن شخصيات Teen Titans غير مستغلة على الإطلاق، وأعتقد أن شركة DC تحتاج للتركيز أكثر على استغلال حقوق الشخصيات التي تملكها بشكل موسع في الألعاب. أقرب صورة للعبة جماعية من شخصيات DC تقترب من تجربة Teen Titans هيت جربة Gotham Knights التي صدرت موبوءة بالمشاكل التقنية ونقص المحتوى، وتصميم المهمات المزعج.أعتقد أننا نحتاج بشدة للعبة جديدة لشخصيات Teen Titans، حيث نحصل على تجربة عالم مفتوح ولعب جماعي حتى 4 لاعبين مع التركيز على طور القصة 100% دون أي محاولات لحشر أنظمة معاملات مالية أو متاجر داخلية في اللعبة، أو حتى أنظمة Looter أو RPG مُقحمة لزيادة عمر اللعبة.

أو على الاقل، ريماستر لهذه اللعبة وإعادة توفيرها رقميًا على الأقل لنتمكن من العودة إليها وتجربتها مرة أخرى.اللعبة كانت من تطوير Artificial Mind and Movement ونشر THQ، التي خسرت لاحقًا حقوق نشر ألعاب شخصيات DC التي تمتلكها حاليًا شركة Warner Brothers، والتي تمتلك عدة مشاريع قيد العمل لشخصيات DC منها مشروع Suicide Squad الغير مُبشر من تطوير Rocksteady، مطور سلسلة Batman Arkham.

في مرحلة ما بعد Suicide Squad، من غير المعروف ما إذا كانت WB تنوي إعطاء الضوء الأخضر للتوسع في إنتاج ألعاب جديدة لشخصيات DC أم تنوي الاكتفاء بتغذية السوق بعنوان واحد كل فترة طويلة. ولكن في كل الأحوال ستبقى لعبة Teen Titans ضمن العناوين التي نجحت في تلبية متطلبات اللاعبين في وقتها، حيث استغلت فكرة اللعب التعاوني بشكل مثالي ومسلي، وضمنت لعدد ضخم من اللاعبين (4 لاعبين) تجربة ممتعة لا يوجد الكثير من التجارب التي تشببها، وهو بالضبط ما نحتاجه اليوم. أعتقد أن تجربة Teen Titans لو لم تكن تجربة جماعية لحظيت باهتمام أقل من اللاعبين.

هنا نأتي لنهاية مقالة نوستالجيا هذا الأسبوع. يهمني أن أعرف، هل أنا الوحيد الذي يذكر هذه اللعبة؟ أخبروني في التعليقات، وأدعوكم بعد ذلك لقراءة بقية أجزاء سلسلة “نوستالجيا تروجيمنج” على الموقع.

شارك هذا المقال