يوم أحد جديد، وجزء جديد من سلسلة مقالات نوستالجيا تروجيمينج، وهذه المرة مع لعبة Bully أو كما كانت تُعرف في السعودية باسم” شغب في مدارس لندن” والذي لم اعتبره اسمًا منطقيًا لفترة طويلة بالمناسبة، حتى أعدت تجربة اللعبة في كبري لأكتشف أن أحداث اللعبة تقع في مدينة New London، وقد بدأت تجربتي الثانية وأنا أتوقع عدم الرضى عن Bully بسبب قدمها، ولكني تفاجأت كثيرًا بصمود آليات اللعب والرسوم وحجم التفاصيل والواقعية في اللعبة حتى يومنا هذا.

لعبة Bully هي نسخة GTA في المدارس، وبكل ما تحمله الكلمة من معاني مُضحكة، لم أجد وصفًا أكثر دقة للحالة التي تضعك فيها Bully، فهي لعبة جريمة من منظور طُلاب المدرسة، يمكنك أن تقوم فيها بكل ما يخالف “قوانين المدرسة” من عدم حضور للدروس، والخروج من النُزل في فترة الليل والتسلل إلى القاعات المُغلقة من المدرسة خارج ساعات الدراسة، وتكوين تحالفات وعداوات مع “شلل” المدرسة، وهي نسخة Bully من عصابات GTA، منها مجموعة المُهربين الحذقين Greasers، وغريبي الأطوار والأغنياء، والرياضيين. كل شيء كنت تحلم بالقيام به في مدرستك تقريبًا يمكنك القيام به هنا من مقالب، وتصدي للمتنمرين وحتى حضور للدروس المختلفة. في Bully يمكنك حضور ما يصل إلى 6 فصول لمواد مختلفة منها الأحياء والرسم والموسيقى والرياضيات والجغرافيا، ويتم تقييمك حسب أداءك في كل فصل.

يُقدم كل ذلك بالطبع ضمن قصة حول حياة البطل Jimmy والذي يعاني من مشاكل أسرية تجعله يلتحق بمدرسة داخلية، ويحاول تكوين صداقات مع مختلف الطُلاب، والتصدي لمن يحاولون التنمر عليه، ولهذا السبب بالتحديد هي ليست لعبة للأطفال أبدًا، وقد تعرضت Bully وقت إصدارها للكثير من الانتقادات، كما كانت عادة ألعاب Rockstar في بدايات الشركة، كونها تستعرض أشياء قد يصعب منع محاولات تقليدها في الحياة الواقعية. بينما أتفهم وجهة النظر هذه، إلا أن تجربتي الثانية للعبة جعلتني أعتقد بأن اللعبة ليست كما روج لها في البداية، ولا تُحرض على التنمر بشكل مباشر إذ أن القصة تتناول محاولات “جيمي” التصدي للمتنمرين والوقوف لهم بالمرصاد، وهو أمر نبيل في حد ذاته خصوصًا وأن جيمي لا بشخصيته التي ظهرت في اللعبة بكل جوانبها هو شخص معتدل بنسبة كبيرة.

تقنيًا، اللعبة كانت مبهرة، قدمت عالم مفتوح ضخم يحتوي على مدرسة Bullworth التي لا أجد مثيلًا لها من حيث الحجم سوى -ربما- Hogwarts من لعبة تراث هوجوارتس، مع جزء من المدينة يمكنك الخروج له والتجول فيه بدراجتك، بجانب مجموعة مهام ضخمة وأسلحة (غير قاتلة بالطبع) مع آليات ذكاء اصطناعي سبقت عصرها، من حراس ورجال شرطة يتصدون لك إذا قمت بأي شيء غير قانوني، وإمكانية الاختباء منهم بطرق مختلفة.

اللعبة الآن متوفرة على جميع المنصات تقريبًا، حتى الهواتف الذكية بنظامي Andoird و IOS، ولا تحتاج إلى جهاز خارق لتشغيلها، ولكنها لاتزال من الألعاب التي يجب عليك تجربتها إذا كنت محبًا لروكستار. حاول ألا تفوت هذه الفرصة الذهبية لغياب ألعاب الشركة عن الساحة لتجرب لعبة تعتبر من أيقونات ما قدمت روكستار للصناعة بأكملها.

موسيقى اللعبة والأداءات الصوتية والتمثيلية كانت على مستوى فائق من الجودة أيضًا، خصوصًا الموسيقى التي وجدت نفسي أردد ألحانها حتى بعد إنهائي للعبة في المرة الثانية. سأترك لكم الحكم في هذه النقطة لأنني لا أعتقد أن سماع الموسيقى كالكتابة عنها.

أخبرنا،هل تتمنى إصدار جزء ثاني من اللعبة؟

شارك هذا المقال