موسم الأعياد هو مصطلح يطلق على الربع الأخير من السنة الميلادية فتشهد جميع مجالات الترفيه في مختلف أنحاء العالم قفزة نوعية خلال موسم الأعياد. و بما إن مجال ألعاب الفيديو يعد من أكبر مجالات الترفيه هذا إذا لم يكن الأكبر فإن له نصيب كبير من هذه القفزة فأقوى ألعاب العام تصدر في هذا الموسم و كل الشركات تبذل جهود كبيرة في الحملات الإعلانية لألعابها و أجهزتها, و مبيعات سوق ألعاب الفيديو ترتفع بشكل كبير جداً.
و يبدو أن موسم أعياد هذا العام سيكون بمثابة إعادة إطلاق لجميع الاجهزة المنزلية. فما يميز موسم أعياد هذا العام عن باقي الأعوام السابقة أن سوني قامت بإصدار موديل جديد لجهاز الـPlayStation 3 يدعى باسم Slim مع تخفيض لسعر الجهاز ليصبح مقارب لأسعار الأجهزة المنزلية الأخرى. و قامت مايكروسوفت أيضاُ بتخفيض لسعر جهازها الـXbox 360. و كذلك خفضت ننتندو هي الأخرى جهازها الـWii.

لنعود بالزمن إلى موسم أعياد عام 2006. وتحديداً في شهر نوفمبر عندما تم إطلاق جهاز الـPS3 بالأسواق الأمريكية واليابانية. حينها كان الجهاز يخلو من العناوين القوية التي من المفترض وجودها عند إطلاق أي جهاز بالأسواق و الأدهى من هذا كان سعر الجهاز المبالغ فيه مما انعكس سلباً على مبيعات الجهاز و سمعته. مع مرور الوقت بدأت سوني في حل مشاكل الجهاز شيئاُ فشيئاً وكانت الشركة تسير في مسار صحيح في تعديل وضعها بغض النظر بطئها في هذا المسار و بحلول عام 2009 الحالي حلت سوني تقريباً كل مشاكل الجهاز. لكن بقيت مشكلة كبيرة رافقت الجهاز منذ انطلاقه في الأسواق ألا و هي السعر المرتفع. لكن سوني وضعت حد لهذه المشكلة عبر إعلان موديل جديد يدعى باسم Slim بسعر 299$ ليصبح مقارب لسعر باقي الأجهزة المنزلية و قد صدر الجهاز في بداية شهر سبتمبر وحقق مبيعات جيدة في أول أسبوع له في اليابان. و مالا شك فيه أن الجهاز سيقدم مستوى رائع في موسم الأعياد, فمن حسن الحظ أن التخفيض أتى في عام يقدم في الجهاز أداء رائع من ناحية الألعاب. و كذلك سيصدر على الجهاز في موسم الأعياد عنوانان قويان و هما Uncharted 2 و Ratchet & Clank. و لكن المشكلة تكمن في أن هاتان اللعبتين من ألعاب الطرف الأول. و من المعروف أن سوني أصبحت تعتمد بشكل كبير ومبالغ فيه على ألعاب الطرف الأول. و هي ألعاب لا تحقق مستوى مرضي في السوق. و إذا استمرت سوني في الاعتماد على حصريات الطرف الأول و تجاهلت الطرف الثالث فهذا الأمر قد يؤدي إلى تدهور مبيعات الجهاز مرة آخرى بعد عدة شهور.
و إذا اتجهنا للسوق الياباني فمالا شك فيه أن الجهاز سيأكل الأخضر واليابس هناك عند صدور لعبة Final Fantasy XIII بشكل حصري في شهر ديسمبر.

ويبدو في موسم أعياد هذا العام أننا سنرى الـPS3 و لأول مرة ينافس بجدية في السوق بعد غياب استمر طويلاً. و على سوني أن تبيع حوالي نصف مليون جهاز PS3 في شهر اكتوبر بامريكا لكي تضمن النجاح مبكراَ بموسم الاعياد. و يجب أن تتعدى مبيعات الجهاز النصف مليون في شهر نوفمبر. أما في شهر ديسمبر و هو أهم شهر بموسم الاعياد, فستحدث كارثة إن لم يتم بيع مليون جهاز PS3.

يبدو مايكروسوفت كنت تخطط في تخفيض جهازها الـ360 منذ فترة طويلة. لكنها كانت تنتظر الوقت المناسب, أو بمعنى آخر كانت تنظر أن تعلن سوني عن تخفيض جهازها. فجميعنا نعرف إستراتجية مايكروسوفت في المنافسة الشرسة و هو من أكثر أسباب نجاح جهازها الـ360. تملك مايكروسوفت في موسم الاعياد عدة حصريات رائعة مثل Left 4 Dead 2 و Forza Motorsport 3 و أيضاً ألعاب الطرف الثالث التي تصدر على أكثر من جهاز تعتبر نقطة ايجابية لصالح الـ360 في الأسواق و السبب يعود لقاعدة المستخدمين الضخمة للجهاز بالمقام الأول ومن ثم إلى سعي مايكروسوفت للحصول على اضافات حصرية وبندلات لتلك الألعاب. وModern Warfare 2 هي أقرب مثال لهذا الأمر, فقد أعلنت مايكروسوفت عن بندل للعبة يحتوي على تصميم خاص لجهاز الـ360 وقرص صلب بمساحة 250 جيجا بايت و أيضاً ستكون هناك حزمة خرائط حصرية مؤقتة لنسخة الـ360. قد نلاحظ أن مبيعات نسختي الـPS3 والـ360 من ألعاب الطرف الثالث بامريكا أصبحت متقاربة في الأشهر الأخيرة ولكن الفرق يكمن في أن نسخ الـ360 تبقى محافظة على مستواها لعدة أشهر متتالية لكن نسخ الـPS3 سرعان ماتشهد هبوط سريع.
ولن أتكلم عن وضع الجهاز في اليابان لأن الوضع هناك جداً سيء وخاصة مع عدم توفر عناوين يابانية قوية في موسم الاعياد.

قد تبقى مبيعات الـ360 في امريكا كما هي في شهر اكتوبر مقارنة بالعام الماضي لكن اذا استمرت لعبة Halo 3: ODST في السوق بمستوى عالي, قد ترتفع مبيعات الجهاز لنصف مليون. وهناك احتمال أن تزيد المبيعات وتوصل لحاجز المليون في شهر نوفمبر بسبب نزول لعبةModern Warfare 2. أما في شهر ديسمبر فمن المتوقع تصل مبيعات الجهاز إلى المليون ونصف جهاز مثل ماحدث في العام الماضي.

الـWii هو الجهاز الذي منذ صدوره وهو يغرد خارج السرب في كل مواسم العام, فمن الظلم أن نقارن مبيعات أحد الأجهزة بمبيعات الـWii. وفي موسم الأعياد الماضي حقق الجهاز مبيعات خيالية بمعنى الكلمة فقد تم بيع حوالي 5 ملايين جهاز في امريكا في طوال موسم الاعياد. حيث يبدو أن الجهاز أصبح بمثابة شجرة عيد الميلاد في البيوت الامريكية! الغريب في الأمر أن في موسم الأعياد الماضي لم تصدر ألعاب على الجهاز حققت مبيعات قوية. فقد اعتمدت ننتندو على لعبتي Wii Music و Animal Crossing. لكنهما لم يحققا المبيعات المرجوة منهما. لكن في موسم أعياد هذا العام ستصدر ننتندو لعبة New Super Mario Bros على الـWii وهي من أكبر الألعاب تأثيراً بالسوق في جميع أنحاء العالم, و نفس الأمر ينطبق على Wii Fit Plus التي ستصدر في الشهر ذاته.
مع أن مبيعات جهاز الـWii كانت تنخفض في كل شهر من هذا العام, وتعتبر أقل من مبيعات العام الماضي. إلى أن ننتندو هي الأخرى لحقت بسوني و مايكروسوفت و خفضت سعر جهازها من 249 دولار إلى 199 دولار لكي تزيد نفوذها أكثر وأكثر في كل الأسواق العالمية وفي موسم قوي كموسم الأعياد.

أتوقع أن مبيعات الـWii بامريكا ستصل لحاجز المليون في بداية موسم الاعياد بشهر اكتوبر بسبب التخفيض. و قد يتم بيع مليوني جهاز بشهر نوفمبر بسبب صدور لعبة New Super Mario Bros و Wii Fit Plus. أما في شهر ديسمبر, فأتوقع أن مبيعات الجهاز تصل إلى حوالي مليونين ونصف

برأيي, أرى أن موسم أعياد هذا العام سيكون الكلمة الفاصلة في هذا الجيل. فالمعروف أن الـWii قد ضمن أنه الرابح الأكبر في هذا الجيل. لكن المنافسة الحقيقية هي بين جهازي الـPS3 و الـ360. فإذا استطاع الـPS3 أن يتقدم في المبيعات على الـ360 فهذا يعني أن المنافسة ستستمر بين الجهازين. لكن اذا لم يستطع الـPS3 التفوق فوقتها سيكون من الصعب جداً على سوني أن تقوم بالتعويض.

شارك هذا المقال