واحدة من الجواهر الدفينة تاريخيا تظهر إلى السطح مجددا ، كانت دهشتي كبيرة عندما شاهدت هذه اللعبة الكلاسيكية على المتجر الخاص بتطبيقات نظام الأندرويد و قمت بالحصول عليها فورا، و كانت دهشتي أكبر عندما قمت بتجربة اللعبة لأنني اعتدت مسبقا على نسخ رخيصة من ألعاب الجنسس للأجهزة الأخرى ( منها سونيك الأولى على الجيم بوي أدفانس و التي حظيت بمعاملة نقل سيئة جدا لا تليق باللعبة ) لكن الأمور هنا تختلف كثيرا سونيك CD هذه اللعبة التي نساها التاريخ و حتى لم تحظى بأي مرحلة خاصة بها في لعبة سونيك جينريشنز الاحتفالية تعود و تطفو على السطح مجددا بطريقة مرضية و أخيرا.

و هنا يأتي دورنا لتفسير عنوان هذه المراجعة ، من هو هذا المطور الذي تفوق على سيجا ؟ حسنا انه مبرمج أسترالي يدعى Christian Whitehead و هذا الشخص من عشاق سيجا الأوفياء ، حسنا كريستيان كما الغالبية من اللاعبين لم يكن راضيا تماما عن ألعاب سونيك من حقبة الجنسس التي تمت إعادة إصدارها على الأجهزة المحمولة تحديدا بسبب المجهودات الرخيصة في نقل الألعاب، و عندما استطلعت سيجا آراء محبيها لمعرفة أي الأجزاء يريدون رؤيتها لاحقا ، قام هذا الشخص الموهوب بعرض نسخة من محركه الخاص الذي أطلق عليه اسم Retro Engine مع محاكاة رائعة للعبة سونيك سي دي على جهاز الآيبود تتش ، سيجا و بشكل غريب ( أنا لم أشاهد شيئا كهذا من قبل ) استعانت بخدمات هذا المبرمج و استخدمت محركه الخاص لإعادة إصدار سونيك سي دي ! اللعبة صدرت على شبكة الإكس بوكس لايف بسعر 400 نقطة فقط ! أما نسخة الـios فهي أرخص ثمنا و سعرها 2$ ، مقابل 3$ لنسخة الأندرويد مما يجعل اللعبة أشبه بهدية احتفالية .

المثير في هذه الإصدارة هي أن اللعبة هذه ظلمت و هضم حقها كثيرا عبر التاريخ ، اللعبة فشلت تماما من الناحية التجارية و ذلك – بالطبع – بسبب فشل طرفية Sega CD الذريع ، مما دفن معه هذه اللعبة و بعض الألعاب الأخرى تماما، حتى أغلب عشاق سيجا الأوفياء لم يلعبوا هذه اللعبة في تلك الحقبة الزمنية، و كذلك لم تحصل على الكثير من الفرص مع الإصدارات المعادة مما جعلها لعبة أشبه بالمجهولة لعشاق القنفذ الأزرق الشهير ، حسنا هذا الأمر انتهى كليا الان ، سونيك سي دي تحصل على حقها أخيرا مع إصدارة رائعة و مصقولة بعناية كبيرة بفضل محرك ريترو ، اللعبة تقدم مزايا مذهلة مع المحرك الجديد .

بداية ، اللعبة الان تدعم العرض بنطاق الشاشة العريضة ( 16:9) .. نعم عليك أن تقول وداعا لتلك الحواف السوداء المزعجة و دقة العرض المنخفضة ، كما أن اللعبة أيضا تعمل بسلاسة تامة مع 60 إطار في الثانية، ليس ذلك فقط بل إن هذه النسخة تحتوي على الكثير من المزايا الرائعة الجديدة ! هناك دعم كامل للـLeaderboards ( قوائم تنافسية تقارن أرقامك الخاصة مع باقي اللاعبين حول العالم ) و أيضا دعم للـAchievements ، ليس ذلك فقط بل يمكنك حتى أن تختار بين الموسيقى اليابانية والموسيقى الأمريكية في اللعبة حيث أن الإصدارة الأصلية حملت موسيقى مختلفة تماما للإصدارتين ، هناك أيضا فلاتر رسومية إضافية و كذلك يتواجد الثعلب اللطيف تيلز كشخصية قابلة للعب ، مما يزيد حتما من القيمة العمرية للعبة .

كانت هذه اللعبة تعتبر في زمنها كواحدة من أفضل ألعاب المنصات المتواجدة آنذاك ، و ذلك لعدة أسباب سنشرحها لكم في هذه المراجعة ، بداية هذه اللعبة تمت برمجتها بالكامل على نسخة معدلة من محرك الجزء الأول الشهير ، و هي بذلك اللعبة الوحيدة التي قدمت “الروح” الحقيقية للجزء الأول في السلسلة من جديد حيث كان عنصر القفز و تجاوز العراقيل ببراعة هو الأولوية الكبرى لألعاب سونيك و ليس الركض و تحطيم الأرقام القياسية ، نعم سونيك سي دي هي أكثر الأجزاء تشابها مع الجزء الأول في طريقة تصميم مراحل اللعبة و الطراز الفني للمراحل ، لكن هذا يعني أيضا بأن اللعبة لن تحوز تماما على رضى اللاعبين الذين اعتادوا على ألعاب سونيك النفاثة .

لكن نقطة القوة الكبرى لهذه اللعبة تتمثل في عنصر التنقل عبر الزمن ! نعم أنت لم تخطىء قراءة العبارة هذه اللعبة فعلا و للمرة الأولى و الوحيدة في تاريخ السلسلة تقدم عنصر الانتقال عبر الزمن ، هناك لائحات في المراحل تمكنك من التنقل إلى الماضي أو المستقبل ، كل مرحلة في اللعبة تمتلك 4 نماذج : الماضي – الحاضر – المستقبل الجيد – المستقبل السيء ، و كل نموذج يمتلك لحن خاص و رسوم مختلفة و حتى توزيع مختلف للأعداء و طرق مختلفة في المراحل نفسها ! مما يشكل نقطة قوة كبيرة للعبة عن أي لعبة سونيك اخرى ، اذا نجحت في تدمير الروبوت الآلي الخاص بدكتور روبوتنيك فستتمكن من الحصول على المستقبل الجيد و بالنهاية سيؤثر هذا الأمر على نهاية اللعبة و هذا أمر مدهش كليا و سيجعلك تعاود اللعب كثيرا و حتى أن المراحل ذات المستقبل الجيد ستصبح خالية من الأعداء و مرسومة بطريقة جذابة و لطيفة! الانتقال عبر الزمن سيتطلب منك المرور أمام لوائح معينة في المرحلة، و من ثم الوصول للسرعة القصوى لسونيك خلال فترة زمنية قصيرة و اذا نجحت بذلك ستأخذك اللعبة فورا عبر الزمن في المرحلة .

فيما عدا ذلك هذه لعبة سونيك كلاسيكية بكل ما اعتدته من العاب السلسلة القديمة ، زعيم لكل عالم و مراحل Bonus ، هذه اللعبة قدمت بعض الإضافات الأخرى للسلسلة منها تقديم شخصية Amy Rose للمرة الأولى و كذلك Metal Sonic ( الذي سيعود رسميا عبر سونيك4 الحلقةالثانية ) ، كما أن فيزيائية اللعبة مطابقة لتلك في سونيك الثانية أو الثالثة و هذا رائع و أفضل بكثير من الفيزيائية المقدمة في ألعاب سونيك الأخيرة كسونيك جنريشنز أو سونيك 4 .

لكن هل يعني هذا بأن اللعبة بلا عيوب ؟ حسنا .. كلا ، خلفيات اللعبة فقيرة جدا بالتفاصيل بل في الواقع شعرت بأن الطراز الفني في اللعبة ليس بجودة الأجزاء الأخرى ، المراحل فعليا بدت لي أشبه بمجموعة من المكعبات و الأدوات المختلفة التي تم رصها معا بذكاء و عناية لكنها خالية قليلا من الحياة بالرغم من الألوان الكثيرة، هذا الأمر سيشعرك ببعض الضيق خاصة اذا سبق لك لعب أجزاء مثل الثاني أو الثالث ، التحكم باللمس على جهاز جالاكسي اس 2 ضايقني قليلا و لم يعطني الدقة المتكاملة التي أريدها في لعبة سريعة كهذه ( اللعبة تدعم تحكم الـXperia Play لمن يمتلك الجهاز ) ، لكن هذه العيوب البسيطة لا تمنع من كون سونيك سي دي واحدة من أفضل ألعاب سونيك وأكثرها ابتكارا و إبداعا على مر السلسلة ، كما أن الفيزيائية الممتازة و لعب المنصات الجيد نقاط تعزز من الانطباع الإيجابي الذي تركته اللعبة علينا و الذي افتقدناه في ألعاب سونيك منذ زمن طويل ، العناية الفائقة بهذه النسخة و قيمتها الزهيدة تجعل منها مثالا يحتذى به لأي مطور يريد أن يعاود إصدار ألعابه القديمة من جديد .

شارك هذا المقال
Sonic CD
تصميم مراحل متشابك يقدم المتعة والتحدي، عملية نقل سلسة و رائعة للغاية للعبة كلاسيكية بشكل نعتقد بأنه سيصبح معيار حقيقي للألعاب القديمة معادة الإصدار .
معارك الزعماء سهلة جدا، التحكم باللمس لنسخة الهواتف المحمولة غير عملي تماما مع لعبة سونيك.
واحدة من أفضل ألعاب المنصات في حقبة الـ16-بت الذهبية بسعر زهيد جدا ، نعتقد بأنها ستكون صفقة رابحة للغالبية .
تاريخ النشر: 20-12-2011
طورت بواسطة: Sega
الناشر: Sega