كان مُقدرًا لنا أن نعود إلى عوالم “تولكين” الفانتازية من جديد، هذه المرة مع لعبة The Lord of the Rings Gollum من Nacon والمطوّر Daedalic Entertainment. تأتي اللعبة الجديدة بأسلوب المغامرة وقد تمكنا من تجربتها بنفس النسخة التي كانت متاحة في معرض PAX في أمريكا. اللعبة من بطولة شخصية غير تقليدية بتاتًا وبالتحديد، Gollum الذي تذكرونه من سلسلة The Lord of the Rings الشهيرة أو The Hobbit، إذ تدور أحداث اللعبة بينهما وتروي مغامرات و حكايا لشخصية Gollum لم تشاهدوها من قبل.

غولم

في البداية، تنبغي الإشارة إلى أن اللعبة تحاول محاكاة الروايات وعالمها بصورة أكبر من الأفلام، ولذلك ستشاهدون اختلافات بين الشخصيات في اللعبة وبين ما كانت عليه في الأفلام، وعلى الرغم من الالتزام بمصداقية الروايات الأصليّة، إلا أن المطورين وضعوا شخصيات الفيلم في الاعتبار أيضًا. يبدأ الفصل الأوّل من اللعبة في موردور وهو فصل تقديمي وتعريفي بالتجربة وقد لاحظنا من البداية تركيز اللعبة على عناصر ألعاب المنصات وبطريقة مشابهة لسلسلة ألعاب “أمير بلاد فارس” الشهيرة مع إمكانية التسلق والركض الأفقي على الجدران وغيرها من قدرات لا تتلاءم تمامًا مع بطلنا العجيب في واقع الأمر، رغم وجود عداد اللياقة.

هناك ركاكة واضحة في طريقة اللعب وضعف تصميمي بارز، ميكانيكيات اللعب لا تتجانس بالصورة المطلوبة وأحيانًا لا يكون ما ينبغي القيام به واضحًا مما يؤدي إلى التعرض للعديد من اللحظات المزعجة، جانب المنصات والقفز ليس ممتعًا بالشكل المطلوب و أيضًا جزئيات التسلل تأتينا بأساليب تصميمية بالية رأيناها كثيرًا في ألعاب أخرى وهي ليست متقنة أو ممتعة بما فيه الكفاية. الفصل الأول في “موردور” كان طويلًا بصورة غريبة لمقدمة تمهيدية وشابَتهُ لحظات ملل بالتأكيد. نشعر بالأسف على أن طريقة اللعب خذلت توقعاتنا بعض الشيء فنحن من محبي عوالم “سيد الخواتم” وحكايا تولكين الرائعة.

هذا لا يعني أن التجربة كانت سلبية بالكامل، الجزئية التي أثارت اهتمامنا حقًا في اللعبة هي الصراع النفسي بين الشخصيتين “غولم” و “سميغول” وهي خاصية بارعة حقًا، إذ على اللاعب أن يقرر إن كان يرغب في الوقوف في صف “غولم” أو في صف “سميغل” عند اتخاذ قرار معين، ليس ذلك فحسب بل عليه أيضًا أن يُقنع الشخصية الأخرى بقراره! النظام يبدو مثيرًا والفكرة قد راقت لنا وهي تضع اللاعب أمام اختيارات صعبة بالفعل أحيانًا ولكن يبقى السؤال قائمًا، إلى أي درجة ستؤثر اختيارات اللاعب على قصة اللعبة، أو على النهاية؟ أهناك تأثيرٌ حقيقي أم لا؟ في الوقت الحالي لا يبدو هذا واضحًا لنا إلا أن هذه الفكرة هي أبرز ما صادفناه في اللعبة وهي تبرر اختيار غولم/سميغول كشخصية رئيسة بالتأكيد، ومن الجدير بالذكر أن تصميم الشخصية حصل على تعديل ملحوظ ليبدو أقل قبحًا مما هو معتاد، وباتت عيناه الكبيرتان بارزتان كالبلوطة.

المستوى الرسومي للعبة متوسط نسبيًا ويبدو أقرب إلى ألعاب الجيل الماضي وهي مطورة باستعمال محرك Unreal 4، ورغم أنها تدعم تتبع الشعاع إلا أننا لم نقم بتجربته لأن اللعبة لم تكن مصقولة بما يكفي في هذه المرحلة وأراد فريق التطوير وقتًا أطول ليقوم بصقل الأداء مع تفعيل التقنية، هذا لا يمنع وجود تفاصيل رسومية جميلة في بيئة اللعبة على أية حال، التوجه الفني جميل وهو يُجسد عوالم تولكين الخيالية مثل موردور السوداوية بصورة رائعة، الفصل الثالث تحديدًا قدّم طرزًا معمارية رائعة. الأداء التقني لم يكن مستقرًا في الديمو لكن فريق التطوير كان واضحًا بأن النسخة التجريبية مبكرة ولم تدخل اللعبة مرحلة الصقل النهائي بعد.

تقدم اللعبة الوعود لعشاق أعمال تولكين بالاطلاع على تفاصيل لم تحصل على ضوء كاف في الأفلام ومنها “فم سورون” الذي سيحظى بظهور قوي في اللعبة، بالإضافة إلى Thranduil ملك الإيلفز في Mirkwood، وستمتد اللعبة لتغطي هروب و مغامرات غولم من مكان إلى آخر. على الرغم من أن ميكانيكيات اللعب لم ترق لنا تمامًا، لكن اللعبة تحمل حسّا رائعًا في تجسيد عالمها، وهي مليئة بالتفاصيل الجذابة، كما إن خوض الصراع النفسي بين غولم/سميغل يبدو مشجعًا جدًا من ناحية السرد القصصي، السرد بشكلٍ عام، متقن والتمثيل الصوتي لن يخيب آمالكم.

نبقى في انتظار النسخة النهائية من اللعبة للوقوف على مستواها الحقيقي.

شارك هذا المقال