تيكن 8

منذ أن جرى الإعلان عنها و لعبة القتال Tekken 8 تحظى بالكثير من الاهتمام في أوساط مجتمع محبي ألعاب القتال، ليس فقط لأنها جزء جديد من هذه السلسلة الشهيرة، وإنما لأنها تعد بتغييرات جريئة تتضمن انتقال تيكن 8 إلى محرّك Unreal 5 المتطور مع رسوم و تفاصيل رائعة لنماذج الشخصيات المحبوبة، و بيئة قابلة للتدمير، و طريقة لعب هجومية و ضاغطة بصورة كبيرة مقارنة بجميع الأجزاء السابقة من خلال النظام الجديد Heat. هذا النظام يُشير إلى فترة زمنية يدخلها اللاعب ويحصل فيها على مزايا هجومية متعددة تستخدم نقاط الطاقة Heat Energy وتتضمن Heat Smash و Heat Dash.

Tekken 8 أكثر ترحيبًا باللاعبين الجدد من الأجزاء السابقة

يُمكن تفعيل فترة Heat مرة واحدة خلال كل جولة بطريقتين إحداها عند الضغط على زر الكتف و تستمر لمدة 10 ثواني، إلا أن العداد التنازلي يتوقف عندما يقوم الخصم بالصد أو التعرض للضربات وبالتالي يُمكن إطالة هذه الفترة مع الاستمرار في الهجوم، الأسوأ بالنسبة للمدافع أن الصد سيتسبب بما يُسمى chip damage وهو ضرر في عداد الصحة عند الصد يُمكن للاعب أن يستعيده بالهجوم على الخصم.

ولكن ألا يبدو هذا معقدًا بعض الشيء بالنسبة للاعبين الجدد؟ هل سيخيف النظام جمهور اللاعبين؟ يقول Harada منتج السلسلة في حديثٍ جمعنا معه ومع وسائل الإعلام بأن طول الضربات المتلاحقة (الكومبوز) تغيّر من إصدارٍ إلى آخر إلا أنّ إطلاق الخصم في الهواء (لتنفيذ الjuggles) هو صعب، مما يزيد التركيز على اللعب الأرضي وأهميته، وأهمية إلقاء الضغط على الخصم مع نظام Heat عوضًا عن انتظار فرصة لإطلاق الخصم في الهواء.

في حقيقة الأمر، ولهذا السبب بالذات يرى هارادا أنّ تيكن 8 هي أكثر ترحيبًا باللاعبين الجدد مع هذا النظام الذي يُمكن تفعيله بضغطة زر واحدة ليكون أشبه بسلاح إضافي في جعبتهم، وحتى لو كانوا لا يعرفون الشخصية جيدًا فإنهم سيتمكنون من تنفيذ بعض المهارات بتكرار الضغط على بعض الأزرار، أو تنفيذ بعض المهارات الخاصة بطريقة تحكّم أبسط. حتى للمحترفين يُمكن أن يكون النظام مفيدًا مع هذه الخاصية، و قد يدعوهم إلى تجربة شخصيات جديدة غير مألوفة لهم تمامًا.

لعبة Tekken 8 و منطقة الشرق الأوسط

من جهتنا، طرحنا سؤالًا على هارادا عن توقعات Tekken 8 لمنطقة الشرق الأوسط والسوق السعودي، خاصة في ظل اتفاقية التعاون التي جرى توقيعها بين بانداي نامكو و الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، وتحدث هارادا بفخر عن المجهود الذي بذلته نامكو في تطوير شخصية “شاهين” مع مراعاة المنطقة العربية و توقعات اللاعبين في المنطقة، وأكّد أن نامكو لا تعلن عن الشخصيات الجديدة قبل اكتمالها في العادة، إلا أن تطوير شاهين جرى مع جمع انطباعات اللاعبين، مع الوقت زاد اطلاع نامكو على المنطقة ومجتمع الألعاب القتالية القوي فيها.

هارادا يؤكّد أن هذا ما يقوم به فريق التطوير بشكل عالمي حاليًا وليس فقط في السعودية أو الشرق الأوسط، و لزيادة وصول اللعبة إلى الجماهير و مجتمعات اللاعبين التي قد تحصل على فرصة ليُسلط عليها الضوء من أقاليم أخرى أكبر حجمًا و أن يزداد التفاعل بين هذه المجتمعات لتطوير منظومة رياضة رقمية عالمية للعنوان.

شخصيات اللعبة و الضيوف

فيما يتعلق بالضيوف على طاقم الشخصيات الأساسي، فإن فريق التطوير يُركز دائمًا على الشخصيات الأساسية أولًا ويضع تركيزه الكامل عليها، الضيوف هم في العادة شخصيات تحصل عليها اللعبة لتحفيز مجتمع اللاعبين و زيادة اندماجه إلا أنها ليست جوهرية للسلسلة وقد لا تتواجد بالضرورة في كل إصدار. يعتمد وجود الضيوف على أن يكون التوقيت مناسبًا للأطراف المعنية مع وجود اهتمام مشترك، إلا أن هناك تحديات حتى عند رغبة فريق التطوير بإضافة شخصية معينة، مثل صعوبة ترخيص شخصية من Marvel على سبيل المثال.

هناك عدد ضخم من الشخصيات في Tekken، بعضها يعود إلى اللعبة بعد غياب طويل مثل شخصية Jun وهي عائدة لأن وجودها سيكون ضروريًا لقصة هذا الإصدار، مطورو Tekken يحبون مخاطبة الجمهور القديم و المخلص لسلسلة Tekken و تحقيق رغباتهم كذلك. بالطبع، ومع القدرات الحالية للأجهزة الجديدة فإن المطورين يحبون أيضًا تطوير شخصيات جديدة بالكامل. إجمالًا هناك توازن بين الشخصيات الجديدة والعائدة ولكنهم لا يستطيعون توضيح ذلك بشكلٍ أكبر في الوقت الحالي.

و بالنسبة للتشابه مع بعض شخصيات الأنمي أو الأفلام، يقول هارادا أن هذا كان شيئًا متعمدًا في تسعينات القرن الماضي، ليس لأسباب تسويقية بالضرورة ولكن لأن المطورين كانوا معجبين بأعمال معينة من تلك الحقبة واستلهموا من رموزها و أبطالها، ولكن في الوقت الحالي فإن Tekken سلسلة كبيرة و معروفة تملك فلسفتها التصميمية الخاصة والشخصيات تعبر عن ذاتها في المقام الأول. تطوير الشخصيات يرتكز في المقام الأول على رغبة فريق التطوير، وتوقعات الجمهور من السلسلة و حتى توقعات مجتمع لاعبي القتال، والتي تؤخذ في الحسبان. الأمر يتمحور حول ذلك أكثر من محاولة استعارة فكرة من علامة تجارية أخرى ومخاطبة عشاقها.

سلسلة Tekken و إمكانية الحصول على نسخ مطورة في المستقبل

أحد الأسئلة التي طُرِحَت على هارادا من وسائل الإعلام تمحورت حول إمكانية تقديم نسخ محسنة (remaster) من إصدار سابق خاصة مع لعبة مثل Tekken 4 ربما لم تحظى بإعجابٍ كافٍ في وقتها. الرد كان متوقعًا من هارادا بأن ألعاب القتال مختلفة بطبيعتها عن الألعاب القصصية أو ألعاب الأكشن التي يتشابه التقدم فيها نسبيًا مع الأفلام، وهي مناسبة أكثر للحصول على ريميك لتلبية رغبة نفس النوعية من الأشخاص التي ربما تفضل أن تشاهد فيلمًا سبع مرات. الأمر مختلف كثيرًا بالنسبة لألعاب القتال خصوصًا ثلاثية الأبعاد.

أحد الأشياء التي تجذب اللاعبين في ألعاب القتال هي نماذج الشخصيات التي تستعمل آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا. فريق التطوير قام بدراسة حول هذا الموضوع وتوصل إلى أن نسبة كبيرة من اللاعبين تتوقف كليًا عن لعب إصدار قديم عند صدور الجزء التالي من Tekken، بينما تحتفظ ألعاب القتال ثنائية الأبعاد بجمهورها لفترة زمنية أطول، ربما يكون هناك Street Fighter جديدة إلا أنك سترى الكثيرين يلعبون 3rd Strike حتى الآن. الأمر صعب خصوصًا على ألعاب القتال ثلاثية الأبعاد و Tekken، وإن قاموا بتطوير نسخة محسنة من جزء قديم فإن ردة الفعل ستكون: ماذا تفعلون؟ أين Tekken 9 أو Tekken 10. الأمر أصعب من أنواع أخرى من الألعاب.

قصة Tekken 8 و احتمالية توسيعها

أخيرًا و فيما يتعلّق بقصة Tekken 8، واحتمالية التوسع فيها في المستقبل من خلال تحديثات إضافية أو ما شابه، فإنّ الأمر يعتمد على رغبة المعجبين و ما الذي يودون الحصول عليه. عندما صدرت Tekken 7 كانت الخطة الأصلية تقتضي دعم اللعبة لعامين ثم الانتقال إلى لعبة أخرى، إلا أنّ جمهور Tekken 7 عوضًا عن المطالبة بجزء مكمل أراد أن يستمر دعم اللعبة بشخصيات جديدة، وتغيرت خطة المطورين للتجاوب مع جمهور اللاعبين. الأمر ينطبق أيضًا هنا على حالة Tekken 8، إن مجتمع اللاعبين هو من سيحدد التوجه المستقبلي للعبة، وإمكانية حصولها على تحديثات للقصة. من جهتنا؟ نحن لا نتوقع ذلك.

في الوقت الحالي ما زال موعد إصدار Tekken 8 غير محدد. اللعبة قادمة لأجهزة الألعاب الجديدة PS5 و Xbox Series بالإضافة إلى الحاسب الشخصي.

شارك هذا المقال