نقاش

حصلت لعبة تقمص الأدوار الحركية Final Fantasy XVI من شركة Square Enix اليابانية، والتي تنتظرها جماهير الشركة بصبرٍ نافذ، على تصنيف عمري للبالغين في أمريكا (M أي Mature). هذه هي المرة الأولى في تاريخ فاينل فانتسي التي يحصل فيها جزء رئيس على مثل هذا التصنيف. ولكن ما الذي يعنيه ذلك؟ إن هذا ليس مُجرد تغييرٍ بسيط ليلائم هذا الإصدار بالتحديد، بل هو تغييرٌ استراتيجي للسلسلة بأكملها.

في البداية، فإن التغيير الأول كان في تحويل فاينل فانتسي من سلسلة تعاقب أدوار، إلى سلسلة بنظام حركي، وقد قال مصممو سكوير إينكس مرارًا وتكرارًا أن الأسلوب القديم لا يناسب سوق الألعاب الحالي (وهي وجهة نظر نخالفهم فيها، ونستشهد بالنجاحات الكبيرة والعالمية لألعاب مثل Pokemon و Persona و Dragon Quest)، وقد بدأ هذا التغيير قبل الجزء السادس عشر، إلا أن الأمور لا تتوقف هنا. لطالما احتفظت فاينل فانتسي بتقييم عمري للمراهقين لأنه يناسب طبيعة السوق الياباني أكثر ويفتح الباب أمام جمهورٍ أوسع هناك.

إلا أن مبيعات فاينل فانتسي في السوق الياباني أخذت تتراجع جيلًا عن جيل، فمبيعات الجزء الثالث عشر على البلايستيشن3 لم تنجح في تخطي 2 مليون في المتاجر اليابانية مثل ما سبقها من إصدارات، واكتفت ببيع 1.7 مليون نسخة، ثم تراجع الجزء الخامس عشر مجددًا وتخطى حاجز المليون نسخة على البلايستيشن4 بصعوبة وبعد سلسلة تخفيضات في المتاجر اليابانية. حتى ريميك Final Fantasy VII لم ينجح في تحقيق أرقام أفضل بكثير من هذه.

ربما يكون السبب تراجع السوق الياباني للأجهزة المنزلية، أو تراجع سوق البلايستيشن في اليابان وتمسك سكوير إينكس الكلي فيه، أو تراجع مستوى ألعاب السلسلة، أو حتى تغير أذواق الناس مع الزمن، أو ربما خليط من جميع هذه الأسباب، إلا أن النتيجة النهائية تبقى كما هي بالنسبة لسكوير إينكس؛ لم تعد الأمور في اليابان كما كانت، إلا أن السلسلة لا تعاني من تراجع ملحوظٍ في الغرب على ما يبدو، وعلى سبيل المثال، فإن فاينل فانتسي 15 باعت أكثر من 10 مليون نسخة عالميًا، وهي أحد أفضل الأجزاء مبيعًا في تاريخ السلسلة.

تغير التقييم العمري والتوجه إلى الفانتازيا السوداوية عوضًا عن الفانتازيا المعتادة التي رافقت سلسلة فاينل فانتسي تاريخيًا، يُشير إلى تغير جذري في استراتيجية فاينل فانتسي، التي ستستهدف السوق العالمي أولًا، واليابان ثانيًا. السوق الياباني سيصبح أقل أهمية للسلسلة بالمضي قدمًا، أو أنه إن جاز التعبير، لن يحدد أو يرسم توجه الإصدارات المستقبلية من السلسلة، التقييم العمري للجزء السادس عشر أتى مع تفاصيل مفاجئة تتضمن التعري و الشتائم البذيئة والمخدرات وغير ذلك، ويبدو أن اللعب تعتزم حقًا أن تتجاوز “الإرث الكريستالي”، بطرق عديدة.

ولكن ما الذي يعنيه هذا التغير بالنسبة للاعبين؟ ما الذي يعنيه هذا التغير في توجه السلسلة وتصنيفها العمري؟ وهل تؤيدون مثل هذه الخطوة، وأن تكبر السلسلة مع جمهورها الذي تقدم في السن أيضًا، أم أنكم تؤيدون التمسك بالإرث الكريستالي والحفاظ على طابع السلسلة المعتاد تاريخيًا؟ شاركونا من خلال التعليقات.

شارك هذا المقال