إن كنت تبحث عن وقت هادئ أو عن لعبة مليئة بالإثارة وعن آيس كريم باهظ الثمن، كل هذا سيتوفر في أقرب مدينة ملاهي لك. خلال الأسبوع الماضي دعتنا بانداي نامكو (Bandai Namco) لقضاء يومين في ملاهي أوروبا-بارك (Europa-Park) و التي يعمل فريق التطوير Limbic Entertainment بشكل قريب من فريق الأبحاث و التطوير الخاص بالملاهي في تطوير و تصميم لعبة Park Beyond.

قد يتذكر البعض منا سلسلة ألعاب RollerCoaster Tycoon التي تعد الأشهر من بين ألعاب تصميم وإدارة المدن الترفيهية، لطالما كانت السلسلة عبارة عن سلسلة محاكاة للملاهي الحقيقية و هذا ما جعل فريق التطوير للعبة Park Beyond أن يقدم أفكار جديدة “مستحيلة” في الملاهي التي سوف تصممها.  

قمنا بتجربة النسخة الأحدث من اللعبة على و كما لفتت أنظارنا في تجربتنا الأولى فقد لفتت أنظارنا مرة أخرى، ألوان اللعبة و العالم المفتوح نوعاً ما لبناء الملاهي الخاصة فيك و الموسيقى التي ستعلق في ذهنك لساعات عديدة. كما في التجربة الأولى، قمنا بتجربة بناء سكة الحديد لأول عربة (أفعوانية) و كان الأمر سهلاً في البداية و يزداد صعوبةً و تعقيدًا كلما قررت إضافة انعطافات خطيرة أو حلقات، بالطبع كلما زادت هذه الانعطافات أو الحلقات ستزيد من متعة اللعب في اللعبة و يجعلها مرغوبة أكثر من قبل الزائرين، لكن في الوقت قد يغير من تصنيف اللعبة و يجعلها مخصصة للمراهقين والكبار عندها سيقل عدد التذاكر المباعة لها حيث أن الأطفال قد لا يستطيعوا تجربتها، كم أن زيادة عدد الانعطافات و الحلقات قد يؤدي أيضًا للغثيان لدى البعض، لذلك سيتوجب عليك بناء دورات مياه قريبة حفاظًا على نظافة الممرات و التي بدورها أيضاً تؤثر على تقييم الزوار للمدينة و يزيد من احتمالية زيارتهم لها مرة أخرى. 

في المهمة الثانية قمنا بتجربة بناء المدينة بشكل بسيط و الترحيب بالزوار عبر بناء الممرات والمرافق العامة مثل دورات المياه والكراسي التي يجب أن تتوفر في جميع أنحاء المدينة  كي تعزز من تجربة الزائر، كما من خلال المهمة الثانية يجب أن نتعلم بأن بناء الألعاب في الملاهي أصعب مما يبدو عليه، فيجب عليك اختيار المكان المناسب للعبة و أيضاً ما هي المرافق التي من الأفضل أن تكون قريبة إليها و كيف تقوم بتصميم ممر الدخول و الخروج منها بحسب ما تتوقعه من إزدحام عليها.

أيضاً قمنا بتجربة طور الـ Sandbox و الذي يتيح لنا تجربة اللعبة بشكل أوسع من دون قيود تقريباً، يحتوي الطور على ألعاب ومرافق لم تكن متوفرة في المهمات الأولى والثانية و تجربة استخدام خاصية الـ Impossification أو اضافة عامل الدهشة الذي يضيف تجربة من المستحيل الحصول عليها في الواقع على بعض المباني مما يجعل الزوار أكثر حماسًا لتجربتها، من خلال تجربتي الأولى قمت ببناء سكة حديد يصل ارتفاعها إلى 100 متر لكن للأسف حين محاولتي لفتح السكة للزوار طلبت مني اللعبة تجربتها للتأكد من سلامة الزوار قبل صعودهم إياها، طبعاً انقلبت العربة منذ المنعطف الأول… في رأيي أنها لا تزال تجربة رائعة للزوار، و الأخيرة! حسناً قمت بتصليح المنعطف و فتح اللعبة للجميع وكان أكثر زوار اللعبة من البالغين. كلما زادت فرحة الزوار بالألعاب زادت فرصة استخدام خاصية الـ Impossification، استخدمتها للمرة الأولى على أحد الألعاب الهادئة الخاصة بالأطفال حيث كل ما عليك هو الجلوس في العربة و الدوران على أنغام موسيقى الملاهي، كانت هادئة حتى أضفت عامل الدهشة الجديد وفجأة تغيرت اللعبة و ظهر رأس Medusa الوحش الأغريقي و أصبحت العربات مرتبطة بشعرها، الصراحة لو كانت هذه لعبة في الواقع لامتنعت عن صعودها لكن يبدو بأن زوار الملاهي الخيالية أحبها كثيرًا.

صناعة المدن الترفيهية قد يبدو سهلاً من الخارج لكن من خلال زيارتنا لمدينة Rust الأسبوع الماضي والحديث مع المصممين في أوربا-بارك توضح لنا صعوبة المشاريع و تعقيدها من جميع النواحي سواء مادية أو فكرية و صعوبة التخطيط لها، فريق Limbic جلس كثيراً مع مطوري أوربا-بارك و قام الفريق بتجربة المئات من الألعاب في أضخم مدن الملاهي في العالم لكي يستطيع تقديم تجربة محاكية للواقع و أيضًا اضافة عوامل الدهشة المستحيلة في Park Beyond، كما ذكرنا سابقًا قد لا يكون هذا النوع من الألعاب للجميع لكن ومن حسن حظي بأن زملائي في فريق تروجيمنج لا يملكون تأشيرة زيارة لألمانيا فشخصياً كنت من المتحمسين للعبة حين تم الإعلان عنها، قد تكون وجهة نظري منحازة نوعاً ما لكنني استمتعت كثيراً في تجربة اللعبة والحديث مع المطورين خصوصاً عندما قمت بتجربة اللغة العربية المدعومة نصياً بشكل كامل وأبديت ملاحظاتي حيث كانت بعض المصطلحات لا تتماشى مع المهمات و قد وعدني مطوري اللعبة بإيصال ملاحظاتي للفريق المختص بالترجمة، و من الواضح أيضاً اهتمام الناشر بانداي نامكو بالعنوان بشكل كبير حيث يتملك الفريق دعماً قوياً للعمل على مشروع Park Beyond.

 

قمنا بتجربتها على الحاسب الشخصي بإستخدام لوحة المفاتيح و الفأرة و الصراحة كان بإمكاني تجربتها بيد التحكم لكن الساعات الأربعة التي قضيتها في تجربة اللعبة مرت بسرعة و لم أنتبه للوقت. لعبة Park Beyond قادمة العام القادم لأجهزة الحاسب الشخصي و الإكس بوكس والبلايستيشن 5 و لا يبدو بأن هنالك أي نية لصدورها على جهاز النينتندو سويتش حتى الآن، و صراحة أشك بأن الجهاز قادر على تشغيلها.

شارك هذا المقال