لطالما كانت الألعاب البعيدة عن محاكاة الواقع منبوذة من قِبل اللاعبين بهذا الجيل إلا ألعاب معدودة إستطاع مطوريها تقديمها بمستوى ممتاز وجلبت معها الكثير من المتعة رغم بُعدها كل البعد عن الواقعية، واحدة من تلك الألعاب كانت Saints Row والتي تمثل سلسلة Grand Theft Auto من الجيل الماضي أو هكذا إعتبرها البعض بالجزئين الماضيين. بعد مرور ثلاثة أعوام على إصدار الجزء الثاني نصل هنا إلى نهاية ثلاثية حروب عصابات القديسين فهل تطورت عن سابقاتها بالشكل المأمول؟!
دعونا نتحدث أولاً عن أحد الأشياء التي تميزت بها لعبة Saints Row عن منافسيها وهي الحرية بتصميم شخصيتك بأدق التفاصيل من إختيار جنسها وجنسيتها ولون البشرة وعدسة العين وشكل الشعر إلى طول وعرض الوجه وكل تفاصيله، بالجزء الثالث تطور نظام صنع الشخصية وأصبح أعمق من السابق ويتيح لك خيارات عديدة ودقيقة تمكنك من صنع الشخصية المطلوبة بصورة أقرب عما كنت قادر عليه بالأجزاء الماضية بجانب إلى إختيار شكل الجسم من معضل أو سمين أو نحيف بدقة عالية مثل إذا أردت البطل سمين قليلاً سيظهر ذلك عليه مع إمكانية جعله أسمن كما هو الحال مع العضلات فتختلف أحجامهم والتفاصيل الأخرى أعمق وأدق وأفضل من السابق. إذا لم ترد صنع لاعبك يتيح لك هذا الجزء عدة شخصيات جاهزة يمكنك الإختيار من بينها والتعديل على بعض الجوانب إذا لم يعجبك شكل الشعر أو لون بشرتها على سبيل المثال بدون الحاجة للتعمق بباقي التفاصيل.
رسوم اللعبة تطورت بشكل ملحوظ وأصبحت تميل للواقعية بعد أن كانت كرتونية بالجزئين السابقين، وجوه الشخصيات الرئيسية تملك الكثير من التفاصيل على عكس الثانوية والمشاة بالشوارع فلم يتم الإهتمام بهم، كما هو الحال مع المركبات فأصبح تصميمها أكثر واقعية وتفاصيلها أعمق من السابق إلا أن أثر الأضرار لم تتطور بالشكل المأمول فلا زالت غير منطقية بجانب إلى عدم ظهور أثر إحتكاك حينما تلامس المركبات أو الأجسام الأخرى. مدينة لوس أنجلس مليئة بالتفاصيل وتم نسجها بين الواقع وخيال المطورين ليخرجوا لنا بمدينة متنوعة ورائعة، ستمر بأحد الفترات على مناطق تطغى عليها الإضائة الوردية ستقلب لك صفحات الزمن مع Vice City هذا الجانب الجميل مختلف تماماً عن بقية أنحاء المدينة فلدينا مثلاً المناطق المحظورة مثل معسكرات الجيوش والمنطقة التي تسيطر عليها وحوش الزومبي أكلة لحوم البشر وأعدادهم كثيرة لا تكاد تنتهي وعند ذهابك لذلك المكان لن يكتفوا بالهجوم عليك كالحمقى بل سيحاول أحدهم تلو الأخرى بالأمساك بك وعضك أو أكلك وستواجه صعوبة بالخروج حياً من هناك.
الأداء الصوتي متقن وتوفر لك اللعبة ثلاثة أصوات يمكنك أختيار إحداها لشخصيتك من الناعمة والخشنة سواء كانت فتاة أو رجل بينما التمثيل الصوتي للشخصيات الرئيسية الأخرى أختارت بعناية وتم أدائها بشكل متقن على خلاف الشخصيات الثانوية التي من الواضح إنها كانت مهمشة ولكن لحسن الحظ لم تكن بذلك السوء بل يمكن إعتبارها كشيء مقبول، محركات المركبات وأصوات الأسلحة جميعها كانت جيدة جداً رغم الحس الكرتوني فيها. توفر لك اللعبة الكثير من الأغاني عبر الراديو المؤلف من 8 محطات البعض منها ستبدوا مألوفة لديك، غير الأغاني يوجد المحطات المتخصصة بالبرامج الفكاهية كما ستقطع عليك بعض المحطات بين الحين والأخر لبث أخبار عاجلة حصلت مؤخراً بالمدينة تماماً مثل GTA بالجيل الماضي.
القتال اليدوي آحد الأمور التي تطورت بشكل كبير عن السابق فتملك بهذا الجزء العديد من الحركات لتنفيذها مثل الركض ومن ثم إمساك آحد الأشخاص وتنفيذ عليه حركة ما ويوجد الكثير من الضربات البعض منها يشبه حركات المصارعة الحرة، نظام إطلاق النار حصل على حصته من التطوير فقد تم تعديله عن الأجزاء السابقة وأصبح أفضل وأكثر سلاسة خاصة من ناحية التصويب، أثناء المعارك الطاحنة يمكنك إستخدام أحد الأشخاص كدرع بشري والركض به للهرب كما يمكنك التخلص منه برميه أو قتله بكسر عنقه. يتوفر بهذا الجزء العديد من الأسلحة منها القديمة والجديدة مثل السلاح الذي يُمكنك من التحكم بأحد المركبات عن بعد و الأخر الذي يطلق تأثيرات صوتية تقوم بقذف الناس أو الأجسام الأخرى لبعيد وعند إستخدام كامل قواه يفجر أجسام الناس الذي أمامه، وغيرها من أسلحة أخرى تم إضافتها لهذا الجزء والذي يمكنك شرائها من المتاجر أو الحصول عليها من أحد المهمات. من الإضافات الجديدة أيضاً بهذا الجزء إمكانية تطوير أسلحتك عن طريق رفع مستواها لتحسين الأداء وإضافة أدوات عليها تلقائياً مع رفع المستوى مثل الكاتم والضوء أو الليزر على المسدس العادي وغيرها مما يناسبها على الأسلحة الأخرى والتي تملك عدة أنواع، كما يمكنك شراء المهارات عن طريق رفع مستوى الإحترام لديك وكلما رفعته كلما فُتحت لك أشياء جديدة يمكنك شرائها ومن بين تلك الأمور إمكانية حمل سلاحين من المسدس العادي والأخرى حمل إثنين من الرشاش الصغير ورفع قدرة إستيعاب الذخيرة بجميع الأسلحة كل منهم بشكل منفرد، أيضاً يمكنك تطوير شخصيتك بحيث رفع معدل الصحة و الإستحمال بحيث الركض لمدة أطول من السابق مع التطوير خطوة بخطوة، ويوجد كذلك أشياء أخرى يمكنك فتحها كسرقة الناس بمجرد الإقتراب منهم بدون الحاجة لقتلهم وغيرها الكثير.
قيادة المركبات لازالت سهلة وبعيدة عن الواقع وستواجه بعض المشاكل بالبداية في التأقلم معها، وتوفر لك اللعبة الكثير من المركبات من سيارات ودراجات نارية وطائرات وقوارب وما إلى ذلك منها الجديد كالدبابة الحربية والطائرة النفاثة المقتبسة من F-35 والقادرة على إطلاق اللهيب وغيرها من مركبات أخرى منها الخيالية و المقتبس من مركبات حقيقية. خاصية تعديل السيارات تعود بهذا الجزء حيث بإمكانك الذهاب للورشة وتعديل وإضافة الكثير عليها وتغيير لونها مثلما تحب، تم تطوير ميزة تعديل المركبات وأصبح أعمق من السابق بحيث يقدم خيارات أكثر وغيرها من أمور يفضل معرفتها وإستكشافها بأنفسكم.
تمتاز ساينتس راو 3 بمهمات متنوعة فأحياناً يجب عليك الدفاع عن تاجر المخدرات أو أحد أفراد عصابتك كل منهم بطريقة مختلفة فمنهم الذي تصطحبه وتحميه أثناء قيادته للسيارة والأخر تحميه من بعد بإستخدام القناص أو البازوكا والتخلص من المزعجين، هذه النوعية من المهام بالعادة تكون متاحة لك على شكل مهمات جانبية بعد إنهائك للرئيسية التابعة للقصة، غير ذلك ستنقلك اللعبة عبر مراحل مختلفة كحلبات المصارعة للفوز على أقوى الرجال وبالسماء لإنقاذ أحد الأصدقاء والعالم الرقمي للتخلص من الفايروسات وأيضاً إلى الفضاء الخارجي للقضاء على أحدهم! أو عذراً ليس بفضاء بمعنى الكلمة إنما.. أياً كان لا أعتقد بإن أحدكم يريدني حرق أحداث القصة عليه، بالحديث عن ذلك تمتلك اللعبة قصة سطحية لحداً ما ولكن بأحداث مجنونة ومشوقة كما تعطيك الحرية بإتخاذ القرار ببعض المواقف والتي ستؤثر على مجريات القصة.
تقدم اللعبة ثلاثة مستويات صعوبة يمكنك الإختيار بينها من البداية أو تغييرها بوقت لاحق من الإعدادات وختم طور القصة على أعلى مستوى يتطلب منك قرابة 15-16 ساعة بدون المهمات الفرعية والأشياء الأخرى التي يمكنك إضاعة وقتك عليها كإستكشاف المدينة والتسوق وغيرها من أمور آخرى، كما يتوفر طور اللعب الجماعي والذي يتيح لك اللعب مع أصدقائك بالقائمة بطور القصة أو بطور التحديات والذي يقدم مجموعة كبيرة من التحديات بحيث عليك قتل العديد من الأعداء أو عدو واحد قوي بالسلاح المطلوب دون أن تموت.
