بشكلٍ مُفاجىء أضافت شركة نفيديا خاصية جديدة لبطاقاتها الرسومية التي تضم أنوية Tensor لتسريع حسابات الذكاء الاصطناعي (بطاقات RTX) و هي خاصية DLDSR التي يُمكن تفعيلها عن طريق لوحة تحكم نفيديا فما هي هذه الخاصية و ما هو دورها في الألعاب؟ سنشرح ذلك و سنأتي على ذكر تجربتنا الخاصة مع الخاصية عبر مجموعة متنوعة من الألعاب.

اللاعبون اعتادوا على خاصية DLSS منذ سنوات، ما تقوم به هو تقليل دقة العرض الحقيقية للصورة من ثم رفع دقة العرض مرة أخرى عن طريق الذكاء الاصطناعي لتقديم جودة صورة مشابهة للدقة الحقيقية و الحصول على قفزة كبيرة في الأداء في ذات الوقت. خاصية DLDSR تقوم بالعملية المعاكسة تمامًا! و هي تستبدل الخاصية الكلاسيكية Dynamic Super Resolution أو DSR اختصارًا، هذه الخاصية تقوم بعمل رفع لدقة عرض الصورة الحقيقية إلى دقة عرض أعلى بكثير عن طريق الذكاء الاصطناعي من نفيديا، ثم تقليلها إلى دقة العرض الحقيقية، و بالطبع هناك خسارة كبيرة في الأداء عند القيام بذلك، و لكن ما هو الهدف من الخاصية إذن؟

ببساطة شديدة، الهدف من خاصية كهذه هو الحصول على صورة أنظف و أنقى بكثير من دقة العرض الحقيقية. نعم، رفع دقة العرض ثم تقليلها إلى الدقة الحقيقية يُعطي نتائج أفضل من الدقة الحقيقية مباشرة، أكثر الألعاب التي قد تستفيد من خاصية كهذه هي الألعاب التي لا تقدم جودة كبيرة في منع التعرجات، أحد الأمثلة على ذلك هي لعبة The Witcher 3 المليئة بالتعرجات. الخاصية تؤدي إلى نقاوة مذهلة في الصورة بدون أي تعرجات و هي أفضل بمراحل كبيرة من دقة العرض الحقيقية و بما أن اللعبة قديمة نسبيًا، فإن اللعبة ستبقى ضمن معدل إطارات يتجاوز ال60 لمن يملك الهاردوير المناسب.

أبسكيل

من أجل تفعيل الخاصية عليكم أولًا تحميل أحدث ملف تعريف للبطاقات الرسومية من نفيديا (الإصدار 511.23)، من ثم عليكم النقر على زر الفأرة الأيمن على سطح المكتب و اختيار لوحة تحكم نفيديا Nvidia Control Panel، من ثم ستجدون أمامكم عند DSR- Factors خيارين جديدين للـDLDSR. الأول هو رفع دقة العرض بنسبة 1.78 و الآخر هو رفع دقة العرض بنسبة 2.25 أي أكثر من الضعف، على المستخدم اختيار الاثنين، و الآن عند تشغيل أي لعبة في وضعية Fullscreen سيظهر لدى اللاعب خيارين إضافيين لدقة العرض أعلى من دقة العرض الحقيقية التي يستعملها، كل ما على اللاعب فعله هنا هو اختيار دقة العرض الجديدة داخل اللعبة. الخاصية تعمل بشكل مذهل ببعض الألعاب و لا تعمل جيدًا في ألعابٍ أخرى، إليكم تجربتنا:

  • The Witcher 3: النتيجة مذهلة و الصفاوة في الصورة لا تصدق، و كأننا انتقلنا من دقة عرض 1440p إلى دقة عرض 4k، نعم إلى هذه الدرجة، و للأسف فإن الصور لا يمكن أن تلتقط هذا الفرق إطلاقًا لأنها تأتي بدقة العرض الحقيقية و لا يظهر فيها الفرق الموجود على الشاشة، لا يُمكن أن يظهر الفرق إلا عن طريق مقاطع الفيديو أو مشاهدتها مباشرة. أغصان الأشجار تبدو صافية تمامًا و لا يوجد أي تشويش. بالطبع، يمكن تطبيق ذات الأمر على دقة عرض 4k و رفعها إلى دقة أعلى بكثير و لكن ربما نكون بحاجة إلى بطاقات مستقبلية بقدرات عالية جدا في تلك الحالة.
  • Shadow of the Tomb Raider: أنا لم أكن معجبًا تمامًا بتنعيم الحواف TAA في هذه اللعبة لأنه يجعل الصورة ناعمة جدًا و حتى عند إقفاله فإن الصورة تبقى ناعمة و ضبابية بعض الشيء مقارنة بما كانت عليه Rise of the Tomb Raider، هذه الخاصية تحل المشكلة تمامًا و تقوم بتنقية الصورة مرة أخرى بدرجة مذهلة، الأمر السلبي هنا أن هناك نوعًا من التشويش (ghosting) يظهر عند تحريك الكاميرا، و هو عيب شائع لتغيير دقة عرض الصورة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، و الحل ببساطة كان الاعتماد على خيار دقة عرض ضعف الأصلي بنسبة 1.78 و ليس 2.25.
  • Far Cry 6: الخاصية لا تعمل جيدًا في هذه اللعبة. هناك شوائب تظهر في الصورة (artifacts)، كما إن خسارة الأداء كانت باهظة و أكبر من الألعاب الأخرى.
  • Control: الخاصية لا تعمل جيدًا في كونترول لأن تغيير دقة العرض يتسبب بمط الصورة لتصبح أكبر من حجم الشاشة و بالتالي يستحيل اللعب بها.
  • Metro Exodus: الخاصية تعمل بشكل مذهل في مترو اكسودس و نقاوة الصورة حصلت على قفزة هائلة مقارنة مع دقة عرض 1440p.
  • Resident Evil Village: الخاصية تعمل جيدًا في ريزدنت ايفل القرية، مرة أخرى تحصل الصورة على قفزة كبيرة في النقاوة تتفوق بدرجة كبيرة على دقة عرض 1440p الأصلية.

الخاصية مفيدة جدًا لمن يملك بطاقة رسومية قوية و يلعب بدقة عرض 1080p أو 1440p إن كانت تعمل بشكلٍ جيد، و هي تقدم قفزة كبيرة في نقاوة الصورة، و إن كانت التضحية في الأداء مقبولة فإن التجربة ستكون أفضل بكثير. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بتجربة DLSS و هو يعمل بدون مشاكل مع هذه الخاصية! ما الذي يحصل في هذه الحالة؟ يقوم الذكاء الاصطناعي أولًا برفع جودة الصورة ثم تقليلها إلى دقة العرض الحقيقية، ثم تقليلها إلى دقة عرض أقل و رفعها مرة أخرى و عرضها على الشاشة. هذا يعني أن الDLSS يمكنه مساعدة اللاعبين لتحمل ضريبة التراجع في الأداء عند استخدام هذه الخاصية. نحن سعداء للغاية بالتحسينات التي طرأت على لعبة شادو اوف ذا تومب رايدر تحديدًا لأنها كانت تحظى بصورة أنعم من اللازم و مع الخاصية أصبحت أكثر وضوحًا و حدة بكثير، و ما زال الأداء رائعًا بالتزامن مع تفعيل DLSS quality.

شارك هذا المقال