احتفلت سلسلة ألعاب الرعب العريقة Resident Evil من شركة كابكوم اليابانية هذا العام بمرور 25 سنة على بداية صدورها للمرة الأولى، و كان ذلك في العام 1996 مع الجزء الأول من السلسلة و الذي أخرجه الأب الروحي لها (شينجي ميكامي) فتى كابكوم المُرعب سابقًا، و صدرت اللعبة على البلايستيشن الأول قبل أن تصدر أيضًا لكل من الحاسب الشخصي و السيغا ساتورن لاحقًا.

Resident Evil و لسنواتٍ عديدة كانت أهم سلسلة لدى شركة كابكوم اليابانية و قد تفوقت في الأهمية على سلسلة القتال ستريت فايتر التي تراجعت شعبيتها بشكلٍ ملحوظ بعد الجزء الثاني، فقط مؤخرًا عادت سلسلة صيد الوحوش Monster Hunter لتُمسي أهم ألعاب كابكوم و أضخمها على صعيدٍ تجاري. Resident Evil توشك على الوصول إلى ثامن الأجزاء و الذي سيصدر على كافة الأجهزة المنزلية من سوني و مايكروسوفت و الحاسب الشخصي بعد أيامٍ قليلة بعنوان “القرية”.

نحنُ كنا من اللاعبين المحظوظين الذين عاصروا هذه السلسلة منذ بدايتها، لا ننسى الخلفيات ذات الأبعاد الثنائية و التي كانت تحظى بطابعٍ فني ساحر، أو موسيقى غرفة الحفظ الشهيرة التي كانت تُعطينا مزيجًا من الراحة و الأمل بالإضافة إلى ترقّب المجهول. نعم سلسلة ريزدنت ايفل كانت سلسلة تُداعب الخيال بقصتها التي تتمحور حول شرور شركة أمبريلا و الفايروس الذي يُعيد الأموات إلى الحياة على هيئة زومبي، لم تكن سلسلة ريزدنت ايفل يومًا أفضل من يحيك القصص لكنها كانت بارعة في بناء العالم و إثارة الغموض و خلق الأسئلة الغامضة، كما كانت تتحلى بالواقعية في الطرح حتى من خلال ذكريات الناجين المترامية في أرجاء عالم اللعبة من خلال الملفات و التي جعلتنا نعيش في مدينة الراكون و عوالم اللعبة لحظة بلحظة.

ضوء الشموع، و الرعب على طراز الأديب إدجار ألان بو

من بين جميع أجزاء هذه السلسلة تبقى لعبة Resident Evil المُحسنة على جهاز ننتندو المكعب GameCube هي أروع و أعظم ألعاب ريزدنت ايفل في منظورنا حتى يومنا هذا. إن المستوى الفني الذي قدمته تلك اللعبة ما زال مثل الجبل الشاهق الذي لم تنجح أي لعبة لاحقة للسلسلة في تخطيه: انظر إلى قصر سبينسر الموحش وسط غابات الراكون و الذي يبدو مثل قصور أوروبا القديمة من القرون السابقة، تلك القصور المليئة بالدهاليز السرية و المخابىء و التي دارت حولها الحكايا و الروايات و ألهبت خيالنا حول غموضها و أسرارها و ما يدور فيها من تجارب و أسرار مروعة. انظر إلى تلك الفوانيس الزيتية ذات الإضاءة الخافتة، انظر إلى الشموع كيف تتراقص، انظر إلى الأرضيات الخشبية و ساعة البندول القديمة، انظر إلى الضباب و هو يلتف حول أغصان الأشجار المُخيفة التي تُحيط بالقصر مثل الأسوار الشائكة و إلى وميض البرق و هو يلتمع على الجدران و على وجوه أولئك الموتى الذين نهضوا و عادوا إلى الحياة، إن الصورة الكابوسية التي رسمتها ريزدنت ايفل الأولى هي صورة تُداعب الخيال و الأحلام و تُلهم العقل و الفكر، و هي قطعة فنية أسمى من أن تكون مُجرد لعبة فيديو فحسب.

شاركونا ذكرياتكم و أفضل الأجزاء لديكم من خلال التعليقات.

شارك هذا المقال