في مثلِ يومِ أمس 9 سبتمبر قبل 25 عامًا صدر جهاز سوني المنزلي صاحب اللون الرمادي Playstation في الأسواق الأمريكية و منذُ ذلك الحين كان مُقدرًا لعالم ألعاب الفيديو أن يتغيّر إلى الأبد. في ثمانينات القرن الماضي بدأت شركة سوني جهودها لتُصبح كيانًا عملاقًا على صعيد الوسائط المرئية و كان لها استثمارات ضخمة و ناجحة في الموسيقى و كذلك في السينما، إلا أن الشركة لم تكن مقتنعة تمامًا بإصدار جهاز لألعاب الفيديو و أرادت في بادىء الأمر التعاون مع شركة ننتندو أو شركة سيغا لدخول هذا السوق. جميع هذه الجهود باءت بالفشل و نجح “كين كوتراجي” أو “المجنون كين” كما يُلقبه محبو البلايستيشن في إقناع إدارة سوني بتبني المشروع بذاتها و تأسيس Sony Computer Entertainment التي تحولت لاحقًا إلى Sony Interactive Entertainment.

البلايستيشن الأوّل كان أوّل جهاز ألعاب منزلي عبرَ التاريخ يكسر حاجز 100 مليون وحدة مبيعًا، الجهاز خلق ثورة كبيرة في سوق الألعاب و قام بتوسيع السوق و ساهم في وصول ألعاب الفيديو إلى جمهور الشباب و المراهقين بعد أن كان يُنظر لها على أنها منتجات موجهة لصغار السنّ في المقام الأوّل، كما أن شركة سوني و منذ دخولها للسوق ركزت كثيرًا على الجانب التفاعلي في الألعاب و عناصر الجذب الإخراجية المشابهة لأفلام السينما و الأفلام الكرتونية ثلاثية الأبعاد، حتى في التسويق فقد استخدمت سوني خبراتها الكبيرة و قامت بتسويق الجهاز مع شخصيات المشاهير و في ملاعب كرة القدم.

بالنسبة لنا كلاعبين فإنّ البلايستيشن الأوّل كان أحد الأجهزة التي صنعت ثورة الرسوم ثلاثية الأبعاد، لا أنسى اللحظة الأولى التي وقعت فيها عيناي على لعبة Resident Evil 2 لقد كانت لحظةً غيّرت حياتي إلى الأبد، لم أتخيل و لم أتصور بعد سنوات من اللعب بألعاب ثنائية الأبعاد مثل Sonic و أمير بلاد فارس و دودة الأرض جيم و غيرها من الألعاب في حقبة الـ16-بت، أن عالم ألعاب الفيديو يُمكن له أن يُقدم لعبة برسوم شبه واقعية (بمقاييس ذلك الوقت) مع إخراج و عروض سينمائية مذهلة و تمثيل صوتي أيضًا، الأمر كان مُدهشًا يفوق الوصف و هي نقلة لا يُمكن أن تتكرر في عالم ألعاب الفيديو مرّة أخرى!

البلايستيشن الأول سيبقى دائمًا و أبدًا جهازًا عزيزًا على قلبي و هو يُمثل قمّة إبداع مطوري الألعاب من اليابان مع ألعاب مثل Final Fantasy السابعة و الثامنة و التاسعة و الجزء الملحمي Tactics، ألعاب Resident Evil الأولى و الثانية و الثالثة، ألعاب Crash Bandicoot، سلسلة Dino Crisis، تحفة الآربيجي الخالدة Chrono Cross، ملحمة تاكاهاشي السوداوية Xenogears، المذهلة Tekken 3 التي حققت ضجة عارمة وقت صدورها بين اللاعبين، و جوهرة المُصمم المتألق هيديو كوجيما Metal Gear Solid و Tenchu و Parasite Eve و رائعة كونامي Castlevania سيمفونية الليل، و ملكة ألعاب الرعب النفسي التل الصامت Silent Hill و غير ذلك الكثير الكثير.

هنا بدأت الحكاية، فكيف بدأت حكايتكم؟ شاركونا من خلال التعليقات!

شارك هذا المقال