كشفت شركة مايكروسوفت هذا العام عن مواصفات جهازها المتوحش Xbox Series X، و اسمحوا لنا أن نُسجل إعجابنا بهذا العتاد المُذهل و بالمواصفات الرائعة التي نجحت شركة مايكروسوفت في الوصول إليها، مع تصميم عصريٍ و أنيق و حجمٍ مُلائم أيضًا. من جهتها كشفت سوني بدورها عن جهازها العصري Playstation 5 الذي يحمل تصميمًا منزليًا راقيًا و يُركز على اللون الأبيض هذه المرة عكس الأجيال السابقة من البلايستيشن، و يأتي تركيز العتاد ليس على القوة التقنية البحتة مثل جهاز مايكروسوفت و إنها الكفاءة المذهلة في نقل البيانت و التي أدهشت كل من عمل على الجهاز بحسب ما هو مُتداول بين الخبراء التقنيين و المطورين.

كلٌ من سوني و مايكروسوفت اجتهد كثيرًا و لكن الجهاز هذه المرّة ليس إلا جزءًا بسيطًا من المعركة الكاملة، هناك اختلاف واضح بين منهجي سوني و مايكروسوفت في السوق حاليًا، و بالنسبة لشركة سوني فإن التركيز ما زال مُنصبًا على الأجيال و على تقديم نموذج عمل مُشابه بشكل كبير للأجيال السابقة على الأقل مما تم الإفصاح عنه حتى الآن، أما مايكروسوفت فهي تحاول أن تخلق لنفسها موضعًا فريدًا في السوق بتطوير طريقة توزيع الألعاب و الوصول إلى فئات أخرى من المستهلكين و بطرق مختلفة.

*Sony: بحسب العديد من المصادر عبر الشبكة تستثمر سوني مبالغًا ضخمة في الحصريات من الطرف الأول و الثالث على حدٍ سواء و هذا هو سلاحها للفوز بمعركة الجيل الجديد، سوني حصلت على حصرية ألعاب من الطراز الثقيل مثل Deathloop و Ghostwire Tokyo من شركة Bethesda التي لطالما ارتبطت بعلاقة وثيقة مع مايكروسوفت، و هناك لعبة Project Athia من شركة سكوير إينكس كما تتردد الإشاعات أيضًا عن الجزء السادس عشر من سلسلة ألعاب Final Fantasy، بل و تُشير التكهنات إلى أن بعض الحصريات القادمة التي سيتم الإعلان عنها ستكون مفاجأة حقيقية.

سوني لم تتردد في إخفاء نواياها تجاه الحصريات بل و هي تلجأ و بشراسة أيضًا إلى حصر المحتوى و الإضافات و ليس الألعاب فحسب، مثل إضافة الرجل العنكبوت للعبة The Avengers تحت مُسمى Playstation Advantage الذي يبدو أننا سنسمعه كثيرًا في الشهور القادمة. سياسة سوني لم تتغير حقًا عن الأجيال السابقة و ما زالت الشركة تُركز بشراسة على حصر محتوى الطرف الثالث لدفع عشاق مختلف الألعاب من الشركات لشراء البلايستيشن و هي سياسة تعمل جيدًا بالتأكيد.

*Microsoft: مايكروسوفت هذه المرّة لا تحصل على حصريات من العيار الثقيل فاستثمار الشركة يتركّز على جلب المحتوى لخدمة Game Pass في المقام الأول، مايكروسوفت تُفضل أن تستثمر لتوسيع فرق الطرف الأول التي تملكها الآن أو لجلب المزيد من الألعاب لتصدر على خدمة Game Pass و ليس للحصول على الحصريات الضخمة، مايكروسوفت تُراهن على تقديم الخيار المالي الأفضل و الأكثر توفيرًا لجمهور اللاعبين، و تحويل نموذج العمل في سوق الألعاب من الشراء و الامتلاك، إلى نموذج الولوج و الاشتراك.

مايكروسوفت تستثمر الكثير من أجل الخدمة و بخلاف الطرف الأول فإن لعبة مثل Dragon Quest XI S ستصدر للخدمة، كما سمعنا عن قدوم ألعاب EA من خلال التسريبات بشكلٍ أو بآخر، مايكروسوفت تراهن على التوسع أيضًا و الوصول إلى أكبر عدد ممكن من اللاعبين عن طريق اللعب السحابي و xCloud على الأجهزة الذكية بنظام الأندرويد، بالإضافة إلى توفر خدمة Game Pass على الحاسب الشخصي. في الوقت الحالي تكلف الخدمة 10$ في الشهر فحسب و 15$ من أجل اللعب عبر الشبكة بجانب الولوج إلى مكتبة ضخمة تضم مئات الألعاب.

نموذج سوني ينصب على كسب اللاعب الذي يُريد أن يلعب أحدث الألعاب منذ اليوم الأول و يُريد أكبر عدد ممكن من الحصريات و يُريد التميز بهذه الحصريات عن بقية المنصات، بينما يعتمد نموذج مايكروسوفت على اللاعب الأكثر صبرًا و الذي ربما لا يُمانع الانتظار حتى تأتي اللعبة إلى خدمة Game Pass، الخدمة تكلف سنويًا سعر شراء لعبتين فحسب و هي تُقدم قيمة اقتصادية ضخمة لجمهور اللاعبين تسمح بممارسة الهواية بأقل التكاليف لكافة طبقات المجتمع.

Game Pass أم حصريات البلايستيشن ما هو النموذج الذي ترى أنه الأنسب بالنسبة لك كلاعب؟ شاركنا من خلال التعليقات.

شارك هذا المقال