من خلال حدث إعلامي خاص بالعاصمة البريطانية لندن حصلنا على فرصة لتجربة أجزاء معينة من اللعبة المنتظرة Final Fantasy VII Remake بدعوة من الناشر و المطور Square Enix لجهاز سوني المنزلي البلايستيشن4، هذه السلسلة لها مكانة خاصة لدي حيث قمت بخوض كافة أجزائها ومنها الرائع جدا والبعض الآخر كان جيدا و أخيرا هنالك الألعاب ذات المستوى الأقل، الجزء السابع كان جزء غريبا لكنه قدم تجربة لاتنسى وفريدة من نوعها، طبعا هذه هي ليست تجربتي الأولى للعبة بحيث سبق وأن قمت بتجربة اللعبة بمعرض E3 الماضي. لهذا السبب كانت لدي بعض التوقعات لكن تفاجئت ان تجربتي الماضية كانت تشكل فقط 10% من تجربتي الأخيرة وتم تقديم نقاط جديدة غيرت من أسلوب اللعب.

عند وصولنا إلى قاعة الحدث وجدت فيها نماذج الـBuster Sword سلاح كلاود المفضل “السيف العملاق” وكذلك الـGatling gun الخاص بشخصية Barrett “مسدس اليد” وكان الوقت مناسبا لإلتقاط بعض الصور، الغرفة التي تجمعنا فيها كانت مثل حانة Tiffa المدعوة بأسم 7th Heaven ومن خاض اللعبة سيعرف عما أتحدث هنا، بعد القليل من التجوال واحتساء القهوة، ظهر لنا كلا من المخرج المساعد للعبة Naoki Hamaguchi ومنتج هذا الإصدار المحسن والمخرج لإصدار اللعبة الرسمي على بلايستيشن Yoshinori Kitase. كلا الشخصين ألقوا كلمة ترحيبية وبدوا بالحديث عن هذا المشروع الذي سألخص بعض النقاط المثيرة للاهتمام.

بداية مع المنتج Kitase الذي وضح لنا بإن هذا الإصدار المحسن سيقدم تفاصيل بشكل عميق لم نتعود عليها بالعاب Final Fantasy، لأن التفاصيل لن تكون فقط مظهرية من ناحية تقديم انظمة اضائة خلابة وانعكاسها على أسطح المدينة او دقة وضوح تعابير الشخصيات وجودة Texture العالية لأي شيء داخل مدينة Midgar، بل سوف يسلطون الأضواء أيضا على تقديم عمق أكثر لشخصيات اللعبة، خاصة الشخصيات التي لم تتوفر الفرصة لهم بتقديمها بهذا الشكل بسبب الحدود التقنية سابقا. بعدها مخرج اللعبة Naoki أضاف بأن أغلب ألحان اللعبة لها ثلاث أنواع مختلفة. نوع للتجوال في المدينة ونوع آخر يحول اللحن التقليدي الى لحن قتال ومن بعد القتال اللحن لن ينقطع لكن بشكل ديناميكي يتحول الى لحن ثالث يخلط الاثنين السابقين ليكون الانتقال من بين اللحن إلى آخر شيء سلس وليست فقط عبارة عن لحن ينقطع وآخر يبدأ.

كل هذه العوامل المختلفة عمل عليها الفريق ليجعلك منغمس بتجربتك، طبعا كل هذه التفاصيل الدقيقة حثت الفريق على تقديم اللعبة على إسطوانتي Blu-Ray. اخيرا انهى الأثنين حديثهم عن أسباب هوسهم و كذلك هوس Square Enix بإستغلال أحدث التقنيات اثناء تطوير ألعابهم، السبب بوجهة نظرهم بكونهم كلما إستخدموا أحدث التقنيات ذلك سيفتح لهم المجال بتقديم منتج يعطي تفاصيل أكبر وتعابير موجودة بالشخصيات وعالم اللعبة بدقة كبيرة و بنهاية الأمر هذا الهوس يوفر قصة جميلة مؤثرة للاعب وتجعله يعيش التجربة بكافة تفاصيلها وكما يريد الفريق أن يقدمها.

كلامهم كان جميل و مؤثر لكن طوال الوقت كنت انتظر اللحظة التي سأنفرد فيها مع اللعبة، بمجرد انتهائهم من الكلام توجهت الى حانة Tifa أخذت كوب من القهوة مع مشروب الطاقة “يجب أن أكون مستيقظا ومستعدا أليس كذلك؟” ومن ثم بدأت الفصل الأول من اللعبة، مع اللحظة الأيقونية التي تشاهد فيها كلاود على قطار ومع وصوله إلى المحطة ستقابل أعضاء فرقة Avalanche. الذين يتكونون من مجموعة شخصيات منهم Barrett و Jesse وكذلك Biggs و مهمتك الأولى هي تدمير محول Mako. بعد محادثة بسيطة لاحظت تغيرات في نص اللعبة ووجدته تغيير منعش ومضحك، طبعا اعضاء Avalanche تقدموا و اللاعب بدور كلاود تم توظيفه كمرتزق لحمايتهم خلال هجومهم على المحول الأول. بعدما تخلصت من مجموعة جنود Shinra وكلابهم، أعجبت بأسلوب اللعبة اكثر. نظام القتال الجديد يستخدم عداد ATB الذي يمتلئ بضربات كلاود العادية، هنالك زر مخصص للصد وأخر للتفادي. عندما يمتلئ عداد ATB تستطيع إستعمال مهارات خاصة مختلفة بعضها يضرب ضربات قوية وأخرى تعطيك ضربات ترفع من عداد الدوران عند الأعداء عندما يمتلئ يصيبهم الدوار وتصبح لضرباتك تأثير أكبر!

هنالك خانتي ATB، و إستخدام كل مهارة خاصة، أو سحر أو علاج سوف يستعمل خانة ATB كاملة. هذا أعطى طابع تخطيطي للعبة رغم كون أسلوبها يميل إلى الآكشن. نقطة اخرى جميلة للقتال هي توفر أسلوبين للضرب التقليدي وهذا الميزة خاصة بكلاود. الأول يدعى Operator Mode وهذا يعطيك الضربات عادية بينما الآخر يدعى Punisher Mode، هذا الأسلوب يغير من حركة كلاود ويجعلها أبطأ لكن ضرباته بالسيف مداها يصبح اكبر وبنفس الوقت اقوى تأثيرا ويصيب الأعداء بالدوار بشكل أسرع.

نظام Materia يعود مجددا وتم توسيعة، لأي شخص لا يعرف Materia فهي بلورات تضيفها على أسلحتك والقطع الأخرى للشخصيات وهذا يجعلك تكسب ضربات سحر معينة مع القدرة على تطويرها، في هذا الإصدار المحسن تم إضافة “Action Materia” ومن اسمها ستلاحظ هي فقط خاصة لأسلوب اللعب الاكشن. إذا إستخدمت احدها على اسلحة الشخصيات فهذا يضيف لك ضربة او حركة جديدة. مثلا كسبت Action Materia خلال لعبي وعندما فعّلتها اصبح كلاود يضرب ضربة قوية اذا ضغطت على زر التفادي. هذه النقطة غيرت من أسلوب لعبي وشجعتني على دراسة حركة الشخصيات وتفادي ضرباتهم حتى اعاقبهم بهذه الضربة، هذه النقطة تفتح المجال في تكوين أساليب مختلفة للعب بشكل كبير تجعلني متشوق الى معرفة انواع Action Materia الأخرى المتوفرة باللعبة.

نعود الأن لأحداث الفصل الأول، Barrett انضم لفريقي وقدم تنويعا جيدا لأنه يعطيك الحرية بالتنقل من بين كل الشخصيات المتوفرة لك أثناء القتال و Barrett شخصية تستعمل سلاح ناري فكان تواجده مفيد للقضاء على الأعداء الذي لا يستطيع كلاود الوصول لهم، شخصيا قررت أن أجعل بارت شخصية مساعده بالقتال فقط مع تركيزي على شخصية كلاود فكانت مهمة بارت إقصاء الأعداء البعيدين وحماية ظهري بأسلحته القوية والفتاكه، مع إنضمام Barrett وتقدمي من غرفة إلى أخرى وصلت إلى مُفاعل Mako ووضعت القنبلة ومن هنا بدأ اول قتال زعيم في اللعبة مع العقرب الآلي، لن اتعمق بالحديث عن هذا القتال لأننا تحدثنا عنه من قبل في مقالة سابقة تستطيعون قرائتها هنا.

بعد قتال العقرب، أنتهى الفصل وأخذنا قسطا من الراحة، ثم بدأنا الفضل الثاني من اللعبة. الفصل هذا ركز على عوامل القصة المعروفة مع لحظات جديدة التي طُلب مننا تجنبها حتى تعيشون التجربة بأنفسكم، غير عوامل القصصية في هذا الفصل توفرت الفرصة بالتسكع داخل مدينة Midgar بشكل محدود، بسبب تفجير مفاعل Mako الذي دمر المدينة وكثر جنود Shinra الذي كانوا يبحثون عنك. خلال التسكع كلاود قابل عدد من الشخصيات معروفة لمن خاص اللعبة الأصلية، خلال هذه المشاهد استمتعت بجودة التمثيل الصوتي واختلاف بعض الأحداث عن الإصدار الأساسي. الفصل ثاني كان نوعا ما قصير وفيه العديد من المشاهد سينمائية، مع إنهائي له تم نقلي الى الفصل السابع ومن بعدها الى الفصل العاشر.

بالفصل السابع انضمت Tifa لفريقي، مهمتنا كانت تدمير مفاعل Mako آخر. خلال تقدمي الى المحول واجهت مجموعة من الأعداء وحولت تركيزي على تجربة Tifa، اسلوبها ملائم للقتال عن قرب. لكماتها و ركلاتها كانوا خارقين ولديها عدد مختلف من المهارات الخاصة التي تجعل من الأعداء يصابون بالدوار بشكل جدا سريع. هي أيضا لا يتوفر لها أسلوب مختلف في القتال مثل كلاود، لكن بعض مهاراتها الخاصة تمكنها من تغيير ضربات معينة تستطيع بتفعيلها بأي وقت. بعد ما تأقلمت عليها وصلت للقتال الزعيم الثاني وكان عبارة عن رجل آلي ضخم، لكن قبل مواجهتك له كان بإمكانك الدخول لغرف مختلفه فيها أجهزة تفتح لك المجال في إزاله قطع مختلفة من جسم هذا الزعيم. هذا قد يجعل درعه ضعيف او يزيل جزء معين من ضرباته. هذه النقطة جعلت القتال فريد من نوعه لأن تجربتي مع هذا الزعيم بالغالب ستختلف عن تجربتكم وبحسبب ما أنجزتموه بتلك الغرفة.

هذا القتال كان ديناميكيا بسبب مواجهتي لهذا الزعيم في غرفة ضخمة لها ثلاث جسور مرتبطة ببعضها البعض. خلال لحظات معينة بهذه المواجهة الزعيم سوف يفصل بين شخصياتك وهذا يجبرك بشكل ممتع بالتبديل دائما بين الثلاث الشخصيات بفريقك وهم Cloud و Tifa وأخيرا Barrett واعطى احساس فريد لهذا القتال. نقطة أخيرة كانت استعمالي إلى “Summon” وهي القدرة لاستدعاء مخلوقات خارقة تساعدك في القتال، على عكس FF7 الاصلية عندما تستدعي هذه المخلوقات لن تتحكم بهم بل ستظل تتحكم في احدى اعضاء فريقك وإعطاء الأوامر لهذه المخلوقات عن طريق Command Menu. أثناء قتالي استدعيت “Leviathan” الذي يتميز بالضربات الكهربائية وهذا ساعدني بالتخلص من هذا الزعيم الآلي بشكل سريع.

الوقت مر بسرعة خلال لعبي ووصلت إلى آخر فصل من تجربتي وكان هو الفضل العاشر، وهو يتضمن القتال ضد وحش المجاري Abzu. مواجهته اعطتني واحدة من أكثر لحظات القتال حماسا لسببين، الأول هو بكون أي ضربة يلقيها علي الوحش بإمكاني تفاديها. السبب الآخر، اللحظات الصغيرة مثل ضغطك بضربات مختلفة على Abzu يسمح لك بشل حركته كليا. تواجد Aerith لعب دور مهما لانه عن طريقها أستخدمت سحر ناري بشكل مستمر حتى تعرض Abzu للحريق وتوقف عن الحركة وكان يحاول بإطفاء النار على جسمه، من هنا استغليت الفرصة وفعّلت “Limit” لكل شخصية وهي عبارة عن ضربات خارقة للشخصيات. بعد انهائي لهذا المواجهة، وجدت بأن Final Fantasy VII Remake اعطتني شعور من الحماس افتقدته مع العاب RPG اليابانية التقليدية.

كل فصل من تجربتي استعرض لي عمق طبقات أسلوب اللعب فيها، كل شخصية تتميز بأسلوبها لدرجة بإمكانك اللعب بأحدهم بشكل أساسي ولا تزال تكتشف حركات و أساليب لعب مختلفة بشكل طويل الأجل، بنفس الوقت مع ان طابعها مائل الى الاكشن الا انها لازالت تحتفظ بعمقها الاستراتيجي، الذي عندما تتعرف عليه برأي ستقدم أسلوب لعب أريد أن أشاهده في كل أجزاء Final Fantasy القادمة. إذا كنت لا تفضل هذا الاسلوب فلا تقلق لأنها ستقدم أسلوب “classic” الذي يعطيك قائمة الأوامر، و ستركز كل طاقتك على إعطاء أوامر مختلفة إلى فريقك.

بشكل عام، هذا الإصدار قد يكون أكبر مشروع تعمل عليه Square Enix ومع إطلاقهم للعبة فهم يحرقون جسر العودة، لأنه عندما تصدر الحلقة الأولى وتنجح في إبهار اللاعبين حول العالم مثل ما أبهرتني، فإذا الشركة ستنتج برأيي مشروعهم الأنجح وبنفس الوقت ستكون أمامهم مسئولية إتمام باقي الحلقات الذي أتمنى أن تصدر بفترات متقاربة.

لعبة Final Fantasy VII Remake ستصدر اولا على جهاز Playstation 4 في ١٠ أبريل 2020.

شارك هذا المقال