بشهر يناير الماضي حصلنا على فرصة زيارة استوديو فريق التطوير Riot Games بمدينة لوس انجليس الأمريكية، الزيارة كان هدفها تجربة أحد مشاريع الاستديو الجديدة والغير معلنه رسميا بعد، بشهر نوفمبر الماضي عندما تواجدنا بإحتفال الشركة بمرور ١٠ سنوات على لعبة League of Legends ومن خلال الحدث تم الإعلان عن مشاريع مختلفة منهم لعبتي فيديو جديدة الأولى تدعى Project A وهي لعبة تصويب واللعبة الأخرى كانت Project L وهذه لعبة قتال، طبعا الدعوة كانت لأجل تجربة لعبة Project A لمدة يومين، الاول كان ينقسم الى إستعراض مدته ساعة ونصف يتحدث فيه الفريق عن بداية العمل على هذا المشروع والمراحل العديدة اللي مرت فيها هذا اللعبة.

عند وصولنا لمكاتب إستديو Riot تم دعوتنا للدخول لمقهى الشركة الذي كان مصمم بشكل معتق وكلاسيكي كأنه منطقة معينة داخل League of Legends، إحتسيت كوب من القهوة باردة بالنيتروجين “بكوني من عشاق القهوة المخضرمين” ومن بعدها ذهبنا الى قاعة بشاشة عملاقة، حصلنا على ترحيب المنتجين بالفريق وبعد ذلك بدأ الحديث عن هذا المشروع بشكل مقتضب، النقاط التي تحدثوا عنها تشمل أسلوب اللعب التوجه الفني والشخصيات وكلمه اخيره من المخرج الابداعي للعبة.

أولا كشفوا عن اسم هذا المشروع وهو Valorant، ثم عرّفوا عنها وهي لعبة تصويب تكتيكي من منظور الشخص الأول على الكمبيوتر تتميز بنمط لعب 5v5 “أو خمسه ضد خمسه” و التي تتميز بتنافسيتها وتعدد شخصياتها، اللعبة تعتمد على الدقة والمهارة والمجازفات الكبيرة واللحظات العصيبة التي تكافئ أساليب اللعب المبتكرة، خلال المباريات، يثبت اللاعب على شخصيته طيلة مدة المباراة، ثم يحاولون الفوز في قتال متناوب الأدوار من المهاجمين ضد المدافعين، حيث يحصد الأفضل من 24 جولة الفوز.

أحداثها تدور على كوكب الأرض في حقبة من المستقبل القريب، يمكنك في لعبة Valorant الاختيار من تشكيلة شاملة من العملاء، ينحدر كل منهم من ثقافة وموقع موجودين في الواقع، ويأتي كل عميل مزودًا بمجموعته الخاصة من القدرات التكتيكية التي يستطيع استخدامها لتحصين المواقع واستطلاع المعلومات عن العدو واختراق المواقع الدفاعية والسيطرة على الأراضي، وغيرها من القدرات. وتوفر القدرات فرص تكتيكية فريدة لك كي تتخذ القرار المناسب.

الطور المتوفر كان مشابه لطور Demolition في Counter Strike، كل فريق لديه جولات هجومية وأخرى دفاعية. اللعبة تحتوي على مجموعة الاسلحة النارية، كل العملاء بإمكانهم كسب جميع الأسلحة، والتي يمكن شراؤها عبر نظام مادي يعتمد على أدائك في الجولات. يتميز كل سلاح بقيمته الاستراتيجية وعمق إتقانه في السيطرة على كل منهم، كل عميل له قدراته الخاصة التي تغير من كيفية تعاملك مع كل موقف. على وصف فريق العمل فإن هذه القدرات مكملة لاستخدام الأسلحة النارية،وليس لزيادة قوتها. اخيرا تحدثوا عن خرائط اللعبة التي تم تصميمها لدعم تشكيلة واسعة من استراتيجيات الفرق وتركيباتها.

فريق التطوير وضح لنا بأن تصميم لعبة Valorant كان بفكرة تناسب تشكيلة واسعة من أجهزة الحاسب الشخصي وهذه هي المواصفات:

المواصفات الموصى بها – 60 إطار في الثانية:
المعالج: Intel i3-4150
معالج الرسوميات: Geforce GT 730

مواصفات الجودة المرتفعة – +144 إطار في الثانية:
المعالج: Intel Core i5-4460 3.2GHz
معالج الرسوميات: GTX 1050 Ti

المواصفات الدنيا – 30 إطار في الثانية:
المعالج: Intel i3-370M
معالج الرسوميات: Intel HD 3000

مواصفات أجهزة الكمبيوتر الموصى بها:
نظام تشغيل Windows 7/8/10 64-bit
ذاكرة RAM سعة 4 غيغابايت
ذاكرة VRAM سعة 1 غيغابايت

بعد انتهاء من الاجتماع ذهبنا إلى غرفة مجهزة بعشرات الأجهزة. أخذت مقعدي وأخذت الشخصية الأولى وكانت Jett وهي شخصية خفيفة الحركة ولديها قدرات مثل التحليق ورمي قنابل دخان للتغطبه. بشكل سريع لاحظت رتم اللعبة بطيء عما ماتعودت عليه من العاب التصويب التقليدية في الفترة الأخيرة، وعلى عكس العاب التصويب الأخرى فلا يوجد زر يجعل شخصيتك تركض بل العكس تماما بسبب تواجد زر يبطئ من حركتك أكثر وهذا من أجل إخفاء صوت خطواتك، كان هنالك مشكلة بالنسخة اللي نلعب بها بحيث في لحظات مهما طلقت على خصمي لم يمت، لأنه بأكثر من مرة خصمي أتى امامي واطلق علي بشكل مستمر لكن الطلقات لم تؤثر فيه، كل هذه العوامل ترسل رسالة تجعلها من تجربة مزعجة لكن على الجولات الاخيرة تأقلمت على رتم اللعبة لكن العيوب اللي ذكرتها كانت تعرقلها وهذا تغير تماما مع اليوم الثاني.

الخريطة الأولى التي قضيت فيها اغلب وقتي في اليوم الأول كانت خريطة بطابع الشرق الأوسط مع لوحات عربية في كل زاوية و طابع محلي، كأنك بداخل محلات عربية قديمة، لكن مع لمسات مستقبلية. الخريطة هذه كان فيها نقطتين تجمع التي غالبا سوف تواجه فيه الفريق المنافس. بنفس الوقت فيها القنابل التي على حسب الجولة اما تحميها أو تهاجمها.

الشخصيات الأخرى التي تمكنت من تجربتها هي Viper وهي شخصية تتميز بإطلاق قنابل سامة، جدران مسمومة تفصل ارض المعركة و اخيرا “Ultimate” او المهارة الأقوى التي تغطي مكان كبير بالغاز السام. بينما شخصية Sage فهي الشخصية المساعدة التقليدية، تستطيع بعلاج نفسها وأعضاء فريقها بينما “Ultimate” الخاص بها ينعش احد اعضاء فريقك للمعركة مجددا. وأخيرا اخر شخصيته جذبتني كانت Phoenix وهو يتميز بالقنابل النارية و جدران نارية تفصل أرض المعركة بينما “Ultimate” تجعل منه خارق للحظات معدودة يستطيع فيها تشتيت الفريق الخصم بينما أعضاء فريقه يقوم بهجوم مكثف.

مع بداية اليوم الثاني أخبرنا الفريق بأنه تم تحديث اللعبة وحل بعض المشاكل فيها. مثل مشكلة عدم استجابة طلقات الرصاص على الجسم الخ… من هنا استمتعت باللعب ولعبت عشرات الجولات، رغم رتمها البطيء ولكن وجدت نفسي بلحظات حاسمة قدمت شعور من الادرينالين لم اشعر فيه بألعاب التصويب الأخرى، أحد هذه اللحظات في احدى الجولات التي قُتل فيها كل أعضاء فريقي وهدفي هو إطفاء القنبلة المزروعة في المكان A. عندما وصلت لمنطقة القنبلة فعلت Ultimate شخصية Viper التي غطت المكان بالكامل بالغاز السام، والفريق الخصم كانوا يصرخون من أجل الدخول لقتلى لكن محاولتهم كانت فاشلة لاني اوهمتهم بأني كنت اطفي القنبلة ومع مجرد وصولهم الى القنبلة لحمايتها قتلهم واحدا تلو الاخر، بشكل سريع بفضل السم الذي يقلل من دمهم بشكل كبير. هذه اللحظات في اللعبة تجعلني أتطلع الى عدد السيناريوهات التي تستطيع خلقها في اصعب المواقف.

فريق Riot يعلم علما تاما بأن هذه اللعبة مبنية على أساطير ألعاب التصويب مثل Counter Strike و Overwatch وهم ميقنين بأنك إن كنت شخصا قد لعب أحد هاتين اللعبتين فستعجبك لعبة Valorant، حتى الأن Valorant ليس لها موعد إصدار محدد لكن مخطط إصدارها في صيف 2020 كلعبة مجانية.

شارك هذا المقال