يشعرُ بعضُ المطورين بالقلق من خدمات الاشتراك في عالم ألعاب الفيديو، و التي باتت ساحة ضخمة للصراع و المُنافسة بين الشركات في الوقت الحالي مع خياراتٍ مثل Stadia و Game Pass و EA Access و PS Now و Apple Arcade و غيرها، من ناحية التأثير المُحتمل لهذه الخدمات على تقليل قيمة ألعاب الفيديو في نظر المُستخدمين، و لشرح الأمور بصورةٍ بسيطة، دعنا نفترض أن اللاعب س اعتاد على شراء الألعاب المستقلة بقيمة 20$، كيف ستُصبح قيمة هذه الألعاب في منظوره إن أصبح يلعبها مجانًا عند دفع قيمة اشتراكٍ ثابتة؟ على الأرجح، لن يكون مُستعدًا لإنفاق هذا المال مرة أخرى من أجل هذه الألعاب و سيقلّ الإنفاق عليها، مما قد يؤثر سلبًا على المطورين، أو أن هذه هي الفكرة نظريًا على الأقل.

من خلال مؤتمر المطورين السنوي، أعرب 28% من أصل أكثر من 4000 آلاف مُطوّرٍ عن قلقهم من هذا النموذج كما أكّد تقريرٌ جديدٌ من GamesIndustry، و أنه قد يقود بالفعل إلى التقليل من قيمة الألعاب، فيما يرى 18% أنهم لا يعرفون إن كان هذا سيحصل. أحدُ المطورين وجهة نظره شارك قائلًا:

مُستوى الدفع للمطورين في نموذج الاشتراك لا يُمكن له أن يُبرر التكلفة التي يتكبدها المطوّر لصنع هذه الألعاب، كما ينطبق هذا على كلّ خدمة اشتراك في العقد الأخير. صانعو الموسيقى لا يحصلون على ما يكفي من المال من Spotify، لماذا قد يكونُ الأمرُ مختلفًا بالنسبة لألعاب الفيديو؟

حتى تذهب معظم الواردات إلى المطورين، لا يُمكن الدفاع عن خدمات الاشتراك كنموذجٍ للمدى الطويل، و حتى لو ذهبت معظمُ الواردات إلى المطورين، فإن الوضع الذي تصنعه هذه الخدمات سيصب في مصلحة الشركات الكبيرة التي تعمل على ألعاب AAA و التي يُمكن لها أن تصنع الترقب الضخم بعناوين “بلوكبستر”، أما المطورون المستقلون فسيحصلون على أقلّ مما يحصلون عليه الآن بالفعل.

في الوقت الحالي تبقى الطرق التقليدية في الدفع هي الأكثر شعبية بين المطورين، إذ يعمل 43% من المطورين على ألعابٍ مجانية، فيما يعمل 45% من المطورين الذين شاركوا في التصويت على ألعابٍ بقيمة مُحددة، إلا أنّ 8% منهم فحسب يعملُ على لعبةٍ ستكون جزءًا من خدمة اشتراكٍ مثل آبل أركيد أو إكس بوكس غيم باس.

شارك هذا المقال