من لعب سلسلة ألعاب Metroid في الماضي سيشعر بالكثير من الأُلفة عندما يبدأ بلعب هذه اللعبة، عندما يحط Therion الرحال بمركبته الفضائية فوق الكوكب Valfaris، والذي أصبح مرتعاً لتلك المخلوقات الفضائية المتوحشة. بات جلياً مع الهبوط العنيف، نوعية المغامرة التي تنتظرنا في Valfaris، أحدث الألعاب الحركية بالأبعاد الثنائية، و ها نحن نراجعها.

اللعبة من تطوير Steel Mantis و هو ذات المطوّر الذي عمل على لعبة Slain التي حظيت بانطباعات متفاوتة من اللاعبين. بينما كانت Slain لعبة حركية بطراز فني مُشابه لسلسلة Castlevania الشهيرة من كونامي، أتت Valfaris بتوجه فني مختلف يميل إلى ألعاب مثل Metroid و Doom. اللعبة صدرت على الحاسب الشخصي و السويتش و ستصدر في الشهر القادم على الأجهزة المنزلية الأخرى.

هذه اللعبة رائعة بشدة و لن تقرأ عنها في مراجعتنا سوى المديح، و هي واحدة من أجمل المفاجآت التي حصلنا عليها من الألعاب المستقلة لهذا العام. تبدأ اللعبة مع وصول Therion بطل اللعبة بمركبته الفضائية و الذكاء الاصطناعي المُساعد له إلى كوكب Valfaris لتصفية الحسابات مع والده و تبدأ المغامرة. اللعبة حركية بحتة و هي تنتمي إلى صنف الأكشن، كما أنها لعبة خطية الطابع و ليست مُصممة بأسلوب المترويدفينيا، يُمكن التفكير فيها من ناحية طريقة اللعب على أنها مزيج بين Contra و Metal Slug إلا أنها ليست لعبة “جحيم من الرصاص” أو Bullet-Hell أيضاً، بل هي لعبة أكشن كلاسيكية بأفكار متنوعة و تصميم رائع بحق.

حتى تحصل على لعبة أكشن ناجحة لا بد من توزيع الأعداء بصورة ذكية في المراحل و هذا ما تفعله Valfaris بامتياز، فأماكن الأعداء و توزيعهم تنم عن حس تصميمي بارع للغاية لدى المطورين يُجسّد إتقان و مهارة كبيرين لهذا النوع من الألعاب. هناك عدد ضخم من الأعداء التي ستهاجم اللاعب بشتى الوسائل من الأرض و الجوّ و حتى من فوق الجدران و بمختلف الطُرق.

بالطبع يحصل اللاعب على ترسانة محترمة من الأسلحة للقضاء على جحافل الغرباء. هناك 3 أسلحة أساسية يُمكن استخدامها معاً، السلاح الأساسي لا نهائي الذخيرة و هو مدفع بلازما مشابه لسلاح مغامِرَة الفضاء ساموس آران، السلاح الثاني يستهلك عداداً من الطاقة مع إمكانية ملء هذا العداد من تكسير الأشياء أو جمع الجماجم، أما السلاح الثلاث فهو سلاح يدوي يتمثل بسيف (ستحصلون على السوط لاحقاً! مع تحياتنا لعائلة البيلمونت). سيكون بمقدور اللاعب جمع عدة أسلحة من هذه الفئات الثلاث، منها سلاح لديه القدرة على اختراق جسد الأعداء و مهاجمتهم دفعة واحدة، أو حتى قاذف صواريخ. نعم الأسلحة متنوعة و مُرضية و قادرة على إرضاء طريقة لعب أي لاعب.

طريقة اللعب الأساسية بسيطة و بعيدة عن التعقيد الموجود في الكثير من الألعاب المعاصرة، ليس هناك أشكال للأسلحة أو الشخصيات و لا أنظمة نقاط خبرة و لا ما شابه، بل تجربة إطلاق نار ثنائية الأبعاد بنكهة كلاسيكية جميلة تعتمد على التنويع في تصميم المراحل و الأفكار الموجودة فيها مثل التصميم الأفقي أو العلوي مع عوائق عديدة تحاول القضاء على اللاعب أو التنقل عن طريق الأسلاك فوق الوحوش و غير ذلك. و لكن بالإمكان ترقية الأسلحة الموجودة في اللعبة عن طريق جمع قطع معدنية موزعة في المراحل، و نحن ننصح بالتركيز على عدد معين من الأسلحة و تطويرها في بادىء الأمر بدلاً من التشتت بين الأسلحة. أما التصويب فهو يتيح إمكانية إطلاق النار أثناء الحركة أو الوقوف و التصويب في الاتجاهات الأربعة و الزوايا.

تحتوي اللعبة على نظام ذكي لنقاط الحفظ (checkpoints) حيثُ تمكن اللاعب من استخدام أحد التماثيل التي يجمعها لتأسيس نقطة حفظ، و لكن اللعبة تجعل هذا القرار صعباً و نوعاً من المخاطرة/المكافأة في كل مرة، إذ أن الاحتفاظ بهذه التماثيل يؤدي إلى زيادة العداد الكلي للطاقة لشخصيتك: ما هو القرار الأمثل: هل تحتفظ بالتماثيل و تخسر إمكانية الحفظ مما قد يعني الكثير من الإعادة، أو تستخدم التمثال و تُغامر بخوض المنطقة القادمة بعداد طاقة أقل؟

بجميع الأحوال لم نشعر أبداً أننا عاجزون عن التقدم في أي منطقة في اللعبة، لأن مستوى التحدي متوازن للغاية، و ربما تميل اللعبة إلى الصعوبة بعض الشيء إلا أن هذه الصعوبة مدروسة و موزنة و ليست من النوع الذي يخلق الشعور بالعجز في نَفسِ اللاعب على الإطلاق. حتى معارك الزعماء لم تكن بتلك الصعوبة و لا تتطلب إلا معرفة هجماتهم و الاعتياد على النمط الخاص بها من أجل التفادي أو الدفاع عن طريق استخدام الدرع و من ثم التغلب عليهم. الدرع يسمح للاعب بعكس أنواع معينة من الهجمات أيضاً، إلا أن استعماله يستهلك العداد.

هذه اللعبة هي وجبة بصرية مذهلة و هي أحد أروع الألعاب ثنائية الأبعاد التي شاهدناها رسومياً على الإطلاق. هناك الكثير من التفاصيل التي تجعل Valfaris عالماً نابضاً بالحياة، فقط انظر إلى تلك النباتات الغريبة التي لا تشبه أي شيءٍ على كوكب الأرض، انظر إلى حبيبات الطاقة المتطايرة، و انظر إلى انعكاس طلقات البلازما المتوهجة بلونها الأزرق على البيئة الموحشة، إنها خلابة للغاية، و حتى أن الشاشة تهتز مع آثار المواجهات النارية المحمومة. هذه اللعبة هي أجمل لعبة قمنا بتجربتها بأسلوب الرسوم بالبيكسلات حتى الآن.

أما الألبوم الموسيقي للعبة فهو رائع و يخلق الشعور بالمغامرة، في بداية الأمر كنت أتوقع أن يكون مزعجاً بكونه ينتمي إلى صنف الميتال من الموسيقى و هو صنفٌ لا أهواه كثيراً، إلا أن الألحان مناسبة تماماً لطبيعة اللعبة الحركية و ليست مُزعجة أو حادة أكثر من اللازم. أصوات الطلقات و المؤثرات الصوتية مُرضية و مناسبة و لا يعيبها شيء، و لكن ليس هناك تمثيلٌ صوتي.

محبو الألعاب الحركية ثنائية الأبعاد أمامهم جوهرة جديدة ليتطلعوا إليها قدماً هي Valfaris، واحدة من أروع التجارب المستقلة التي حصلنا عليها هذا العام، بل و ربما أستطيع أن أقول بأنها لعبة رائعة لكل من يبحث لعبة جيدة ثنائية الأبعاد. الأكشن ممتع مع التوزيع الذكي للأعداء و مستوى الصعوبة المتوازن الذي لا يعيبه سوى التكرار في إعادة بعث الوحوش باستمرار في بعض الأماكن (respawn)، الرسوم مدهشة و مليئة بالمؤثرات الضوئية المتوهجة، كما أن اللعبة تخلو من فلسفة و تعقيد العديد من الألعاب الحديثة. هذه لعبة حركية من الزمن الجميل، و هي تستحق الشراء.

تمت مراجعة اللعبة بنسخة Switch حصلنا عليها من الناشر.

شارك هذا المقال
Valfaris
تصميم ممتاز للمراحل و توزيع ذكي للأعداء، مستوى صعوبة يُثير التحدي لكنه لا يخلق الإزعاج، تفاصيل رسومية خارقة بالبيكسلات.
إعادة ظهور الأعداء بشكل متكرر في الكثير من الأماكن.
إذا كنت ترغب باقتناء لعبة أكشن ممتعة برسوم بكسلات خارقة فلا تنظر أبعد من Valfaris، واحدة من أفضل تجاربنا مع الألعاب المُستقلة هذا العام.
تاريخ النشر: OCT 2019
طورت بواسطة: Steel Mantis
الناشر: Big Sugar