المقاتل الأمريكي تيري بوغارد بطل سلسلة فاتل فيوري

في هذا التقرير، سأوضح لقرّاء True Gaming الأعزاء لماذا كان إعلان “تيري بوقارد” للعبة سوبر سماش بروس ألتميت لحظة تاريخية، ثقافة سوبر سماش بروس كسلسلة لم تعد تتمثل فقط في كونها عنوانا احتفاليا بألعاب شركة ننتندو فحسب، و إنما عنوان احتفالي بتاريخ ألعاب الفيديو في اليابان و أيقوناته ككل. خاصة بعد ضم شخصيات خالدة في الذاكرة مثل Ryu من ستريت فايتر و Snake من متل غير و Cloud من فاينل فانتسي السابعة.

هذه الثقافة التي دفعت ننتندو و ساكوراي إلى تدشين شخصيات قد لا تخدم أية أهداف تجارية حقيقية، إلا أنها أتت كتكريم لسلاسلها و تاريخها الكبير في عالم الألعاب، مثل سيمون بيلمونت من سلسلة كاسلفينيا التي حصلت على remixes موسيقية عديدة أيضاً تمت إضافتها للعبة، هذا ليس فقط تكريماً لسلسلة كاسلفينيا لكنه أيضاً تخليد لذكرى هذا العنوان بوجوده ضمن باقة محبوبة للغاية تحظى بجمهور هائل مثل سوبر سماش. لم تكن كاسلفينيا يوماً لعبة فائقة النجاح و قد لا تؤهلها شعبيتها للحصول على مُمثل في سوبر سماش إلا أنها كانت دائماً و أبداً لعبة أثرت على عددٍ هائلٍ من المطورين و اللاعبين في جميع أنحاء العالم و كان هذا أكثر من كافً لتكريمها كواحدة من السلاسل الأيقونية في عالم الألعاب.

و السؤال الذي يطرح نفسه الآن… من هو تيري بوقارد؟ و لماذا كانت إضافته لسوبر سماش على هذا القدر من الأهمية؟؟

ماساهيرو ساكوراي مبتكر و مصمم سلسلة سوبر سماش في شبابه كان عاشقاً كبيراً لألعاب القتال، ألا يبدو هذا طبيعياً؟ بالتأكيد… لا بد أن يكون مصمم لعبة مثل سوبر سماش مُدمناً على ألعاب القتال، ساكوراي كان مُدمناً على ماكينات الآركيد اليابانية في التسعينات، و كان يلعب ألعاب مثل ستريت فايتر 2 باستمرار، و كان هناك لعبة أخرى يحبها ساكوراي و يلعبها كثيراً هي King of Fighters… نعم ساكوراي كان محترفاً و لاعباً يمتلك سجل انتصارات جيد للغاية.

اللعبة الخالدة ستريت فايتر 2

حسناً، بالنسبة لمعظم لاعبي الأجهزة المنزلية فإن ستريت فايتر 2 و مورتال كومبات 2 هما الأبرز على الساحة العالمية في التسعينات أو في النصف الأول من التسعينات تحديداً، كلاهما صدر على أكثر الأجهزة شعبية في ذلك الوقت: السوبر ننتندو و السيغا جنسس، كلاهما حظي برسوم متطورة، و شخصية فريدة، و حملة تسويق قوية و مبيعات عملاقة. و لكن في مكانٍ آخر من العالم، في اليابان… البلد الأم للفيديو غيمز، لم تكن الأمور كذلك قط! بل كانت المنافسة مختلفة تماماً.

عندما قام “تاكاشي نيشياما” بابتكار سلسلة Street Fighter لدى شركة كابكوم، غادر بعد ذلك ليتجه إلى شركة يابانية أخرى تعمل في تصميم العاب الآركيد هي شركة SNK. لدى شركة SNK قام نيشياما بابتكار سلسلة Fatal Fury، الوريث الروحي لسلسلة ستريت فايتر، و التي كانت أكثر تطوراً من ستريت فايتر الأولى. لكن كابكوم فاجأت الجميع عندما أصدرت ستريت فايتر 2 و التي صدرت بعد فاتل فيوري الأولى ببضعة أشهر و اكتسحتها تماماً، إنها اللعبة التي غيّرت العالم، و الأب الروحي لألعاب القتال واحد ضد واحد، كان هناك محاولات خجولة لتصميم لعبة بهذه الصورة في الثمانينات، لكن ستريت فايتر 2 كانت اللعبة التي طبقت المفهوم بالشكل الصحيح، و حققت نجاحاً عالمياً. بعد ذلك تغيرت ساحة ألعاب الآركيد كلياً في اليابان، حيث وقعت تحت سيطرة مطلقة من ألعاب القتال

و بينما حاولت العديد من الشركات تقديم ألعابها القتالية الخاصة، لم ينجح أحد في الوقوف في وجه كابكوم و ستريت فايتر، إلا SNK و ألعابها القتالية المتمثلة في Fatal Fury، المنافس الأساسي لستريت فايتر في اليابان و Terry Bogard، هو بطل سلسلة فاتل فيوري و الشخصية الأساسية فيها و هو المقاتل الأفضل في أمريكا في عالم اللعبة. هل بدأت الآن تُدرك أهمية سلسلة فاتل فيوري و تيري بوقارد عزيزي القارىء؟ كما كان الصراع محتدماً بين ماريو و سونيك في الأجهزة المنزلية، كان لاعبو القتال في الآركيد يشهدون منافسة شرسة من نوع آخر بين كابكوم و SNK، بين ستريت فايتر و فاتل فيوري.

أداة التحكم كانت في غاية الفخامة

شركة SNK قامت بإصدار جهازها المنزلي Neo Geo في العام 1991، نعم SNK كانت واحدة من شركات الطرف الأول في التسعينات، و قد عُرف جهازها صاحب العتاد المتطور آنذاك و برسوم 16-بت بأنه مخصص للأثرياء أو الطبقية الثرية، و ذلك بسبب السعر المرتفع جداً، و الذي وصل إلى 600 دولار. لكن هذا الجهاز قام بصنع معجزة في ذلك الوقت عندما جلب تجربة الآركيد إلى المنزل، خاصة مع أداة التحكم الفخمة، و التي تُحاكي ماكينات الآركيد تماماً.

Fatal Fury 2 كانت اللعبة التي مثلت رد SNK على ستريت فايتر 2، هذه اللعبة كانت لعبة قتال واحد لواحد تماماً كما هو الحال مع ستريت فايتر، إلا أنها كانت تضم خطي لعب متوازيين أو بُعدين متوازيين على الخريطة، و يمكن للاعب الانتقال بين هذين البعدين. هذه اللعبة قدمت أيضاً الضربات اليائسة، و هي ضربات خاصة تُحقق ضرراً كبيراً بالخصم و يمكن تنفيذها عندما يصبح عداد الطاقة قليلاً، و ميكانيكيات أخرى.

لم يحقق جهاز Neo Geo نجاحاً كبيراً، و لم يصدر من ألعاب SNK على السوبر ننتندو و السيغا جنسس إلا القليل، و لذلك فإن SNK لم تحقق قط شهرة عالمية على الأجهزة المنزلية مثل منافستها كابكوم، و رغم ذلك فإن ألعاب SNK القتالية كانت محبوبة للغاية في بلدها الأم، و كان مشهوداً لها بالعمق و الجودة، و في الحقيقة فإن ألعاب SNK القتالية هي أصعب من ألعاب كابكوم و أكثر عمقاً، بل و ربما كانت أكثر تأثيراً على هذا الصنف من الألعاب بفضل الابتكارات الكثيرة التي أدخلتها عليه.

المنافسة بين SNK و كابكوم في التسعينات كانت فتاكة، عندما قامت كابكوم بجلب Street Fighter Alpha، و التي قدمت ستريت فايتر برسوم كرتونية تميل إلى طابع الأنمي الياباني مع ألوان براقة و طريقة لعب أكثر سرعة، ردت عليها SNK بألعاب Real Bout Fatal Fury التي اتبعت نهجاً مشابهاً، و في النصف الثاني من التسعينات يُمكننا القول بأن ألعاب SNK طغت على ماكينات الآركيد و تفوقت على كابكوم في الشعبية رغم أن الأخيرة احتفظت بشهرتها العالمية بفضل الأجهزة المنزلية

SNK بدأت تبرز أكثر و أكثر على الآركيد لأنها قدمت عدداً ضخماً من الألعاب القتالية الممتازة و سلاسل متنوعة عديدة! مثل سلسلة King of Fighters 94 التي جمعت شخصيات Fatal Fury مع لعبة The Art of Fighting، و التي ردت عليها كابكوم لاحقاً بعناوين مثل Marvel vs Capcom، و سلسلة Samurai Shodown التي كانت أول لعبة قتال بالأسلحة البيضاء على الإطلاق، و التي استلهمت منها نامكو لاحقاً Soul Edge و من ثم سول كاليبر الشهيرة. النصف الثاني من التسعينات كان ذروة SNK و الفترة التي قدمت فيها أفضل ألعابها على الإطلاق، و بعض تلك الألعاب لا زالت تحظى بإجماع اللاعبين بكونها من أفضل أو أفضل ألعاب القتال ثنائية الأبعاد في التاريخ.

خلفيات SNK كانت في غاية الروعة.

و لعلّ آخر صدام بين الشركتين المحبوبتين في نهاية التسعينات كان عندما أطلقت كابكوم تحفتها Street Fighter الثالثة، و التي حوت جيلاً جديداً من الشخصيات بالكامل و طريقة لعب أكثر استراتيجية مع ميكانيكية Parry، و ردت عليها SNK بلعبة Garou: Mark of the Wolves. بعد إصدارتين محسنتين للجزء الثالث (Second Impact و 3rd Strike) دخلت سلسلة ستريت فايتر في سُباتٍ طويل، أما شركة SNK فقد دخلت في مصاعب مالية و أعلنت الإفلاس قبل أن تعود لاحقاً على أيدي شركة Playmore. نعم الصدام الأخير بينهما كان بلعبتين هما قمة الرسوم و التحريك اليدوي و أعظم ما تم إنجازه في تلك الحقبة على الإطلاق.

انظر إلى روعة تحريك ملابس كيم

هكذا انتهت حكاية الصراع التاريخي بين شركتين عظيمتين قدمتا الكثير و الكثير من الألعاب القتالية المميزة و استلهمت كل منهما من الأخرى عشرات الأفكار و الميكانيكيات بل و حتى الشخصيات، و ربما نستطيع أن نقول بأن ستريت فايتر 4 أيضاً ساهمت في إنهاء هذه المنافسة بفضل نجاحها الكاسح الذي أعاد ألعاب القتال بأكملها إلى الواجهة من جديد.

ريو أحد الشخصيات الخالدة في عالم الألعاب، و قد سبق له الظهور في سوبر سماش بالفعل، لكن تيري بوقارد أيقونة SNK و ألعاب Fatal Fury و King of Fighters، و منافس كابكوم الأكثر شراسة في ماكينات الأركيد اليابانية بقي في الظل و الخفاء، و لهذا السبب كان إعلان قدومه لسوبر سماش تاريخياً…

هذا الإعلان الذي ضمن تكريم تيري بوقارد و سلسلة ألعاب Fatal Fury عن طريق انضمامه إلى لعبة بجماهيرية كاسحة مثل سوبر سماش، تيري الذي تُسلط عليه الأضواء على الأجهزة المنزلية هذه المرة، بعد أن كان أيقونة لألعاب القتال على أجهزة الآركيد في اليابان طوال فترة التسعينات! تيري بوقارد ينضم إلى سوبر سماش لتُخلّد ذكراه في عالم الألعاب و لينضم إلى ماريو و لينك و ريو و كلاود و دونكي كونغ و سنيك و لويجي و ساموس و أعظم شخصيات الألعاب في اليابان، و ما زال للحكاية… بقية!

شارك هذا المقال