فريق التطوير Remedy غني عن التعريف، سواء تحدثنا عن بداياته مع لعبة Max Payne، أو منتصف مشواره مع لعبة Alan Wake. لكن آخر أعماله بإسم Quantum Break لم تلاقي نفس النجاح السابق للاستوديو عندما صدرت كحصرية للإكس بوكس ون. الآن الفريق يقوم بالتطوير على جميع الأجهزة و يقدم لعبته الجديدة Control، و التي حصلت على ثناء كبير من النقاد أثناء آخر مراحل تجاربها في معرض E3 الذي اختتم أحداثه مؤخرا. اليوم نغوص في أعماق اللعبة و نقدم لكم مراجعتنا النهائية لأحدث مشاريع أستوديو ريميدي الفنلندي.

أحداث غامضة

بطلة اللعبة هي Jessie و تمتلك قدرات خارقة ، حيث تقوم باستغلالها للتحقيق في ظاهرة غريبة تحدث في مبنى المخابرات الفيدرالية في نيويورك. بطلة اللعبة يقوم بتأدية دورها الممثلة الأمريكية Courtney Hope و التي تم تصميم اللعبة بناء عليها، و هذا توجه نراه كثيرا في عالم ألعاب الفيديو. قصة اللعبة يتم تقديمها عبر الأحداث الرئيسية و مقاطع القصة السينمائية، لكن هناك الكثير من القراءة حيث ستجد الكثير من المستندات على طريقة ريزدنت ايفل، لكن بأعداد أكبر بكثير. أيضا هناك الكثير من المهمات الفرعية، منها ما هو مميز و منها ما هو مجرد مهمات عشوائية تعطيك بعض أدوات الترقية التي سنتحدث عنها لاحقا.

قوى خارقة

تعتبر لعبة Control من نوع الأكشن حيث ستجد نفسك تقاتل في معظم لحظات اللعبة. بطلة اللعبة تملك قدرات خارقة، حيث يمكنها استخدام نوع معين من الأسلحة و أيضا استخدام قدرات خاصة. الأسلحة في اللعبة تدعى O.o.P و هي في الواقع أسلحة عادية جدا لكنها تملك ذخيرة لا نهائية، مع وقت أطول من العادة لإعادة التعبئة. ليس هناك شيء مميز في الأسلحة، فهي تمثل البندقية و المسدس و قاذف الصواريخ و الأسلحة المعتادة في ألعاب التصويب، اضغط أحد أزرار الكتف للتصويب و الزر المقابل للإطلاق. هناك إمكانية تركيب إضافات معينة على الأسلحة يتم جمعها من صناديق متفرقة في أرجاء اللعبة، هذه الإضافات تعطي ترقيات لخصائص السلاح، مثل زيادة سرعة التعبئة أو زيادة الضرر ضد الدروع مثلا.

القدرات الخاصة بالبطلة تبدو مميزة أكثر، فمثلا لديها القدرة للطيران لمدة محددة، أو القدرة على رمي الأشياء على الأعداء لضربهم. بعض هذه القدرات ستحصل عليها عبر المهمات الجانبية في اللعبة حيث أنها ليست من متطلبات الفوز باللعبة. بالتأكيد لا يمكنك استخدام هذه القدرات بشكل غير نهائي، حيث هناك عداد يتعبأ بشكل تلقائي عند نفاذه حتى لا تعتمد على هذه القدرات بشكل غير نهائي. و يمكن ترقية هذا العداد و أيضا عداد القوة لديك عبر مواد تقوم بجمعها أثناء اللعبة.

المشكلة الحقيقية في اللعبة هو أن القتال يعتبر سهلا جدا في معظم لحظات اللعبة، يمكنك الوقوف بعيدا و استخدام قدرة رمي الأشياء للقضاء على معظم أعداء اللعبة. هناك استثناء و هي الساعة الأخيرة من اللعبة حيث يرتفع الرتم بشكل ملحوظ و ستحصل على لحظات قريبة من لعبة دووم بعض الشيء، لكن لن أدعو للمبالغة في الحماس.

هناك مجموعة من الأعداء الذي ستواجههم في اللعبة، و هم يعتبرون مخلوقات أتت من بعد أو عالم آخر. على كل حال النوع الرئيسي منهم يبدو كالبشر و يملك أسلحة عادية يقوم بالإطلاق عليها منها، بعضهم أيضا يملك قنابل يدوية. بعض الأعداء يتمكنون من الطيران و رمي الأشياء عليك كما تفعل أنت، بينما بعضهم يمتلك قدرات خاصة مثل الإنفجار عندما يقتربون منك. عدا عن ذلك أغلب الأعداء متشابهين و لم أغير استراتيجية مواجهتهم أبدا. و من المخيب جدا في اللعبة هو الغياب الحقيقي لقتال زعماء مميزين.

ميترويدفينيا

بكلمات فريق التطوير، فإن اللعبة تحاول أن تقدم أسلوب ميترويدفينيا في تقديم أسلوب التقدم في اللعبة. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنك يتقوم بزيارة أماكن عدة بشكل متكرر حين تحصل على أداة معينة تتيح لك فتح طريق كان مغلقا في السابق، كما رأينا سابقا في ألعاب مثل ريزدنت ايفل. معظم الوقت هذه الأداة هي مفتاح أبواب بمستوى أعلى، لكن المشكلة الحقيقية ليست هنا. كلعبة ميترويدفينيا فهذه اللعبة لا تملك الأدوات المناسبة لتعزيز هذه التجربة، و أحد هذه الأدوات هي خريطة ممتازة، حيث أن الخريطة في اللعبة بدائية جدا و فائدتها محدودة. لا يوجد بها تفصيل بين الطوابق، و لا تحديد أماكن الأبواب المغلقة، و لا يوجد خاصية تقريب الصورة حتى ترى مكانك بشكل أدق، و القائمة تطول.

مشاكل تقنية

اللعبة تحتوي العديد من المشاكل التقنية، منها اختفاء لنصوص الترجمة أو تباطؤ في الإطارات في مناسبات عدة، أو حتى أوقات تحميل طويلة. اللعبة تمتلك رسوما جميلة و متقنة، لكن يبدو أن هذا وضع أثره على أداء اللعبة، و لاحظنا معاناة أكبر عند اللعب بدقة 4K على PS4 حيث تصبح الإطارات أبطأ بشكل ملحوظ. أيضا هناك أوقات التحميل الطويلة، سواء عند تشغيل اللعبة لأول مرة أو عند التنقل بين المناطق أو عند الموت و إعادة اللعبة من جديد. لكن وجب التنبيه أن المطور وعد بتحديث يوم أول للعبة من المفترض أن يحل الكثير من المشاكل، و منها خيار تعطيل مؤثرات ضوء مزعجة تحدث أثناء القتال تؤدي لسد النظر عليك في أوقات حرجة أحيانا.

ليست اللعبة التي انتظرنا

ربما Control كانت واعدة من نظرة أولى، لكن النتيجة النهائية كانت مخيبة بعض الشيء. اللعبة تقدم نظام تحكم ممتع و جرافيكس متقن، لكنها تعاني في المحتوى بشكل كبير. البيئة تحتوي تكرارا كبيرا داخل مبنى المخابرات الفدرالية، و تكرار الأعداء و غياب الزعماء سهل للملل أن يجد طريقه إلي (ملاحظة: يوجد بعض الزعماء لكنهم فقط في القصص الفرعية). حتى القصة رغم أنها تبدو مميزة في غرتها لكن سرعان ما تضيع معها و تفقد التركيز و الإهتمام.

تمت مراجعة هذه اللعبة على جهاز PS4 بنسخة مراجعة وفرها لنا ناشر اللعبة.

شارك هذا المقال
Control
رسوميات جميلة و متقنة، نظام لعب يعمل بشكل جيد
مشاكل تقنية عديدة، تنوع ضعيف في المحتوى، خريطة محدودة جدا
رغم أن كونترول تحاول أن تحفز اللاعب على الإستكشاف لكنها تفشل في أعطائه العناصر اللازمة لإنجاح ذلك، مما ينهي بنا الأمر بلعبة أكشن فوق المتوسطة.
تاريخ النشر: 08-28-2019
طورت بواسطة: Remedy Entertainment
الناشر: 505 Games