في عصر الـKickstarter أو التمويل الشعبوي أصبحنا نرى عودة الكثير من الألعاب الكلاسيكية خصوصا تلك التي فقد الأمل منها ناشرها و أغلق عليها في المستودع المليء بالغبار. بعض المطورين وجدوا في حملات التمويل هذه فرصا للعودة بألعابهم، و رغم أن النتائج كانت متفاوتة لكن هذا لم يمنع الآخرين من تجربة حظهم. أحد هؤلاء المطورين هو كوجي إيجاراشي، موظف سابق في كونامي و معروف بتأسيسه لألعاب كاسلفينيا الأكثر شهرة. من خلال موقع كيك ستارتر حصل على واحد من أنجح عمليات التمويل ليقوم بتطوير لعبته القادمة Bloodstained: Ritual of the Night ، و هذه اللعبة وعدت بأن تكون الخليفة الروحية لسلسلة كونامي المعتزلة الشهيرة كاسلفينيا. لقد إنتظرنا فترة طويلة و تجاوزنا أكثر من عملية تأجيل حتى نصل الى هذه النقطة التي تمكنا فيها من تجربة اللعبة بالكامل.

كاسلفينا
من لا يعرف كاسلفينيا، فهي سلسلة ألعاب أكشن كلاسيكية تعود الى بدايات عالم ألعاب الفيديو، حيث تسير على طريق مستقيم مقاتلا الأعداء بمختلف أشكالهم و مستفيدا من الأسلحة المتوفرة لك. حصلت السلسلة لاحقا على تغيير كبير في التوجه عندما تحولت لما يسمى “ميترويدفينيا” مقتبسة مجموعة أفكار مهمة من سلسلة ميترويد، أهمها العودة لزيارة المناطق القديمة عبر نظام الترقيات حيث تحصل على قدرات جديدة. لعبة بلودستيند لا تنحرف عن المسار القديم، و تقدم نفس الأفكار الرئيسية التي عهدناها عن ألعاب ميترويدفينيا. ستشاهد تلك الخريطة المتشعبة، و ستقاتل العديد من الأعداء ثم الزعماء لتحصل على قدرات جديدة عبرها تفتح مسارات لم تكن متاحة لك سابقا. مثال على ذلك قدرة القفز الثنائي التي تتيح لك الوصول الى مناطق عالية لم تكن لتصلها سابقا.

الكثير من الأمور تعود من الأرشيف القديم، بما في ذلك الأدوات من لباس و مشروبات و غيره. تعود الأسلحة المختلفة و الدروع و الخواتم التي تعطيك قفزات في مختلف العناصر. هناك أيضا بعض العناصر الجديدة التي لم أجدها ذات تأثير يذكر على التجربة. مثل القدرة على زراعة بعض المحصولات كي تتعلم بعض الطبخات ثم تقوم بإستبدالها بأدوات جديدة. في اللعبة كما في بعض أجزاء كاسلفينيا فإن قتلك للأعداء سيعطيك بعض القدرات الخاصة المبنية عليهم. هناك شخصيات جانبية عدة و أحدها مثلا يعطيك مهمات جانبية، أغلبها تعتمد على قتل عدد معين من وحش معين، للحصول على هدية من قائمة الأدوات. و بالحديث عن الشخصيات سواء الجانبية أم الرئيسية، فجميعها كان يفتقد للإتقان، أحسست أنها فارغة و غير مميزة.

فن القتال
في بلودستيند ستجد خيارات كثيرة للقتال، و في هذا تتشابه مع ألعاب الأكشن RPG التي تتيح لك خيارات بناء متعددة لشخصيتك. فتستطيع أن تختار مثلا التركيز على رفع قوة الهجوم إن كنت جيدا في تفادي الأعداء، أو ربما تقوم بالتركيز على الدفاع للعب بطريقة أكثر أمانا. بالنسبة للأسلحة فقد تتوجه للأسلحة بعيدة المدى ضعيفة التأثير أو تتجه للأسلحة الثقيلة ذات الضربات المؤثرة عبر المدى القريب. حتى قدرات الوحوش التي تحصل عليها ستوفر لك خيارات هجوم كثيرة يجب عليك الأختيار بينها حسب نوع الخطر الذي يواجهك. من الأمور المهمة في ألعاب كاسلفينيا عموما هو قتال الزعماء، مما أحبطني في هذه اللعبة أن قتال الزعماء في النصف الأول تقريبا من اللعبة كان سهلا جدا بفضل سلاح معين بعيد المدى، و هنا أشعر بشدة أن فريق التطوير لم يقم بالموازنة الصحيحة في اللعبة.

من الخيارات التي أعجبتني في هذه اللعبة هي القدرة على تجهيز أكثر من توليفة للأسلحة و الدروع الخاصة بك، و تستطيع التبديل بينها بسرعة أثناء اللعب. هذا سيكون مهما بالعودة للفقرة الماضية حيث تحدثنا عن أساليب القتال المختلفة. الآن ليس عليك الدخول الى القوائم كل مرة تريد فيها تغيير أسلوب لعبك، فقط قم بتخزين أكثرها استخداما و بدل بينها بسرعة.

التشبث بالماضي
منذ صدور آخر لعبة كاسلفينيا و وقتنا الحاضر صدرت العديد من الألعاب التي استلهمت أسلوب “ميترويدفينيا” ، و رأينا الكثير من الأفكار الرائعة بينها. مشكلة فريق تطوير بلودستيند أنه متشبث جدا ببعض أفكار الماضي التي ربما كان عليه تجاوزها. بعض هذه الأفكار مثلا مسألة التضرر من مجرد لمس العدو لك، فمثلا أحد الزعماء يقوم بطريقة غريبة بأخذ خطوة للوراء في مكان ضيق لتجد نفسك تأخذ 2-3 ضربات متتالية قبل أن تخرج من الموقف. جزء كبير من السبب خلف ذلك هو أن اللعبة لا تعطي فسحة كبيرة بعد الضربة للخروج من الموقف، حيث يمكن أن تضرب بشكل متتالي و سريع. لعبة مثل Dead Cells أثبتت أنه لا يجب أن تكون لمسة العدو ضربة كي تحصل على لعبة فيها تحدي ممتاز و ممتع، أيضا نفس اللعبة قدمت قدرة الـRoll أو الدحرجة التي أثبتت إنها إضافة جدا مؤثرة. في بلودستيند أتذكر أحد الممرات الضيقة التي دخلتها، و إذا بحصان يركض دون توقف إتجاهي، و لا أملك أي حيلة لتفاديه غير العودة للغرفة الماضية، كان الممكن هنا عبر خاصية الدحرجة أن أمضي في طريقي و أقوم بقتاله بطريقة ما دون أن أتضرر لسبب تافه.

بشكل عام اللعبة ستعجب أي شخص كان يحب سلسلة كاسلفينيا الخاصة بإيجا و لا يمانع أن يرى الأمور كما هي. هي تقدم كل شي تتوقعه من السلسلة مع بعض اللمسات الجديدة الغير مؤثرة. ليست أفضل كاسلفينيا مرت علي و لكنها تقدم تلك التجربة. لكن للاعب يحب أن يرى ألعابه تتقدم و تتغير فهذه التجربة كانت محبطة بعض الشيء، و لم تستفد من التطورات العديدة التي رأيناها في الألعاب الحديثة رغم أنها أمضت سنوات طويلة في التطوير.

شارك هذا المقال
Bloodstained: Ritual of the Night
لعبة واسعة مع خيارات أسلحة و أساليب قتال متعددة، رسوميات جميلة للمراحل و الوحوش
تصميم شخصيات و قصة محبطة، تشبت ببعض أفكار الماضي التي تم تجاوزها في أساليب التطوير الحديثة
بلودستيند تعود للأرشيف لتقدم ما كنا نعرفه عن سلسلة كاسلفينيا، لكن ذلك أيضا هو مصدر أكبر عيوبها
تاريخ النشر: 2019-06-18
طورت بواسطة: ArtPlay
الناشر: 505 Games