مقالات خاصة

مستقبل الألعاب؟ Stadia ما بين العوائق والإمكانيات

لا شك بأن الخدمة تملك بعضا من العوائق التي يجب تخطيها لتحقيق النجاح المطلوب كما أن مقابلة هذه الخدمات وعلى رأسها Stadia بنسبة من الشك هو أمر لا بد منه فلا يمكننا التسليم لأي تقنية جديدة بأنها هي المستقبل مهما كثرت توقعات المحللين وإيجابيتهم نحوها.

سرعة الإستجابة

البعض منّا قام بتجربة بعض من أولى خدمات البث السحابي مثل OnLive ولاحظنا مشاكل التقطيع وجودة الصورة المتفاوتة وهو الأمر الذي تدّعي Google بأن اللاعب لن يواجهه بشرط توفر سرعات الإتصال التي ذكرناها سابقا ولكن حتى Google لا يمكنها أن تدّعي بأن سرعة الإستجابة مشكلة لا داعي للخوف منها، للتوضيح فالإستجابة عامل مهم لأن ضعطة الزر التي تقومون بها سترسل كمعلومة عبر الشبكة إلى مراكز معالجة المعلومات المخصصة للخدمة والتي ستعالج هذه الأوامر ومن ثم يتم بثّ الإستجابة المرتبطة بضعطة الزر تلك في اللعبة التي تلعبونها.

Google إمتدحت طرفية التحكّم الخاصة بها لأنها ترتبط بالشبكة بشكل مباشر مع مركز معالجة المعلومات مما قد يجعلنا نشك في أن الإستجابة من خلال الطرفيات الأخرى قد تكون أقل جودة ولكن بحسب قول Phil Harisson نائب رئيس شركة Google والرجل الذي يقف في الواجهة للحديث عن المنصة ذكر في حلقة Stadia Connect الأولى بأن الشركة قد تمكنت من الوصول إلى إستجابة سريعة بحيث أن المعلومات يتم معالجتها والإستجابة لها بشكل أسرع من قدرة العين على نقل الصور إلى العقل وهو تصريح سيتم وضعه في العديد من الإختبارات للتأكد من صحته عندما يتم إطلاق Stadia في نوفمبر من العام الحالي.

سرعة الإستجابة مهمة في مواجهة وحوش الجحيم

مراكز المعلومات وإنتشارها

مراكز المعلومات التي تملكها شركات مثل Google تغطي مساحات ضخمة والشركة تملك عددا من هذه المراكز حول العالم ولكنها موزعة بشكل غير منتظم وأحد المعايير التي تتخذها الشركة للحرص على جودة البث هي بتوفير مراكز خدمة قريبة بقدر الإمكان وعلى سبيل المثال فأقرب المراكز لدول الخليج يقع في الهند وتحديدا في مومباي التي تبعد قرابة الثلاثة ألاف كيلومتر وأقرب مركز من بعدها قد يكون ذلك الذي في زيورخ الألمانية والتي تبعد قرابة الستة ألاف كيلومتر.

المستخدمون في أسيا الوسطى وأفريقيا بشكل عام لا يملكون أيضا مراكز معلومات قريبة مما سيحد بشكل كبير من وتيرة توفير الخدمة في المزيد من الدول خاصة مع التكلفة المادية الهائلة لهذه المراكز وكما نعلم حاليا فالخدمة ستتوفر في 14 دولة مختلفة هي أمريكا، كندا، المملكة المتحدة، بلجيكا، فرنسا، فنلندا، إيطاليا، هولندا، النرويج، إسبانيا، السويد، ألمانيا، إيرلندا، وأخيرا الدنمارك وهي دول تمتاز بالقرب بشكل عام من مراكز المعلومات كما تمتاز بجودة خدمات الإتصال بالشبكة التي تملكها.

الجودة المحلية لخدمات الإتصال وقيود الشركات الموفرة للخدمة

لا شك بأن السعر والجودة للخدمات التي يتم توفيرها متفاوتة جدا ما بين دولة وأخرى ولا شك بأن الخدمات المتوفرة في الوطن العربي بشكل عام لا ترقى إلى العديد من المعايير خاصة مع تفاوت السرعات التي نحصل عليها لعدة أسباب فالبعض قد يحصل على خدمة ممتازة بسبب الموقع الجغرافي بينما البعض الأخر يحصل على خدمة رديئة لنفس السبب، نقطة مهمة أخرى هي بعض القيود التي توفرها الشركات فالبعض قد يقدم خدمات إتصال لا محدود بالشبكة والبعض الأخر قد يحد المستخدم بحد شهري الويل لمن يتجاوزه (ليس حرفيا) والسعر المخصص لهذه الخدمات متفاوت جدا ما بين دولة والأخرى.

الجانب الإقتصادي

كما ذكرنا فالسعر المدفوع على الخدمات يختلف ما بين دولة والأخرى والسعر لا يعتمد فقط على كمية الإستخدام المسموح للمستهلك فقط بل على السرعة أيضا وفي الغالب سيكون المبلغ الذي تدفعونه للحصول على خدمة إتصال توفر لكم متطلبات المنصة الدنيا هو أضعاف هذا الإشتراك.

Stadia ستوفّر إشتراكا مدفوعا هو Stadia Pro والذي سيتوفر مقابل 9.99 دولار وتحصلون من خلاله على لعبة Destiny 2 بكامل محتوياتها إضافة إلى ألعاب مجانية أخرى سيتم توفيرها مع الوقت ولكن الخدمة حسب ما نعلمه حتى الأن ستنطلق مع توفير Destiny 2 فقط، كيف ستحصلون على الألعاب؟ ببساطة عليكم بشرائها كأي منصة أخرى، صحيح أن فئة Stadia Pro ستقدم بعض الخصومات على بعض العناوين ولكن فئة Stadia Basic المجانية لن تحظى بتلك الخصومات.

هل حذف الأجهزة المنزلية من المعادلة إقتصادي؟

خدمات مثل GeForce Now و Shadow تمكنكم من بث الألعاب التي تملكونها على متاجر مثل Steam ولكننا لا نعلم ما إن كانت Stadia قادرة على بث ألعاب تملكونها على تلك المتاجر أم ستقتصر على متجر خاص بالخدمة وبينما تبدو الخدمة إقتصادية بادئ الأمر إلا أن العديدين سيجدون أن شراء جهاز منزلي مقابل 300 أو 400 دولار تدفع مرة واحدة بدل الإشتراك المكلف بخدمة إتصال مناسبة للشبكة يتم دفعها شهريا والتي يمكن توفير رسومها لشراء الألعاب عوضا عن ذلك والإكتفاء بخدمة إتصال بالشبكة توفر له إحتياجاته اليومية هو بديل أفضل وطبعا هذا الأمر يعتمد على المنطقة.

Google هي عملاقة تقنية بلا شك ولكن حتى هي ستواجه العديد من التحديات لتحقق النجاح مع خدمات البث وربما تكون هنالك عوائق أكثر أهمية وأكثر تهديدا لنجاح هذه الخدمات والتي لم نقم بذكرها أو أنها ليست ظاهرة للمستهلك في الوقت الحالي ومن الممكن جدا أن تتحول هذه الخدمات إلى خيار جيد يلائم شريحة جيدة من اللاعبين على مر السنين ولكن هل يمكنها بالفعل أن تكون مستقبل الصناعة؟ هذا السؤال موجه إليكم ويمكنكم مشاركتنا بإجابتكم من خلال قسم التعليقات في الأسفل.

شارك هذا المقال

خالد العيسى

عضو في طاقم تحرير تروجيمنج محب لألعاب المنصات و التسلل و لها طعم خاص بالنسبة له، مهتم بجميع أنواع الألعاب و ينتظر لعبة تحمل جمال و إبداع لم يسبق له مثيل، يعرف في مواقع المحترفين بإسم Kai444 و تجربته المفضلة هي Darksiders.


الوسوم
أﺣﺪث اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت