نعود معكم في فقرة نقاشية أسبوعية جديدة و هذه المرة سيتمحور الحديث حول ولادة عملاق جديد في ألعاب الفيديو، هذا العملاق هو Sony Interactive Entertainment. لسنوات طويلة و على الرغم من النجاحات الكاسحة لأجهزتها المنزلية، بقيت شركة سوني في ظل النجاحات التجارية الكاسحة التي تحققها شركات الطرف الأول الأخرى و شركات الطرف الثالث.

سوني أرادت منذ بداية دخولها عالم الأجهزة المنزلية أن تمتلك طرفاً أول قوياً، سوني تهتم بذلك كثيراً لأنه يُميز منصتها عن المنصات المنافسة، و هذا ما شاهدته الشركة من المنافسة الحادة بين Nintendo و Sega في التسعينات، نعم سوني أرادت أن تكون شركة قادرة على الاعتماد على نفسها لبيع أجهزتها لكن الأمر ربما كان أصعب من توقعات سوني.

ألعاب عديدة حققت معها سوني النجاحات الكبيرة مثل Gran Turismo و God of War، إلا أنها في المقابل عانت من إخفاقات تجارية عديدة، سوني حاولت تطوير ألعاب منصات و لم تنجح في منافسة العملاق الياباني الآخر Nintendo، و حاولت مواجهة Halo من مايكروسوفت بعدة عناوين مثل Killzone و Resistence و لكنها لم تتمكن من ذلك أيضاً. جهاز سوني كان يموت و يعيش على مستوى دعم الطرف الثالث، و على سبيل المثال فإن PSP نجح نجاحاً كاسحاً، لكن Vita تعرض للفشل الذريع بعد انتقال سلسلة Monster Hunter إلى جهاز ننتندو المحمول 3DS.

لكل مُجتهدٍ نصيب كما يقال، اللعبة السحرية التي خلقت خلطة النجاح الخاصة بسوني للتسلية التفاعلية حالياً هي Uncharted 2، تحفة Naughty Dog التي حققت نجاحاً كاسحاً على البلايستيشن الثالث و ربما أنعشت المنصة بأكملها، هذه اللعبة عززت أقدام سوني و ساهمت في تعزيز سمعتها كشركة تعمل على أعلى مستوى تكنولوجي ممكن، و كشركة تعمل على ألعاب طور فردي على أعلى مستوى.

الأهم من كل هذا أن هذه اللعبة أوجدت لسوني التوليفة المفقودة التي كانت سوني تبحث عنها طوال هذه السنوات، توليفة النجاح التي تمتد من طريقة التصميم و الدمج بين عناصر السرد السينمائي و الإخراج و دمجه مع اللعب، و تستمر حتى طريقة التسويق التي تعتمد على خلق الضجيج و التسويق مع مشاهير الممثلين مثل أفلام هوليوود الضخمة.

توليفة النجاح السحرية هذه امتدت إلى ألعاب سوني الأخرى، مثل The Last of Us و God of War التي تخلت عن مفهوم (العنف لأجل العنف) و أصبحت تُركز على الدراما الإنسانية بدورها، بالإضافة إلى Horizon Zero Dawn. جميع هذه الألعاب لديها نقاط قوة مشتركة و بصمة سوني المميزة.

بعد أن تم التأكيد بأن Horizon Zero Dawn تجاوزت 10 مليون نسخة، نستطيع القول أن هذا الجيل شهد ولادة عملاق جديد بات قادراً على بيع أكثر من 5 ألعاب في الجيل الواحد بحجم 10 مليون نسخة فأكثر و هو سوني للتسلية التفاعلية، نعم سوني باتت قادرة على مزاحمة الجميع و ثبتت أقدامها في سوق الألعاب كطرف أول عملاق له وزن و ثقل حقيقي.
The Last of Us كانت و ما زالت لعبتنا المفضلة من بين جميع ألعاب الطرف الأول التي قامت سوني بتطويرها بنفسها، و هي حتماً واحدة من روائع عالم الألعاب.

شاركونا آراءكم بألعاب الطرف الأول من سوني و نجاحاتها الخارقة هذا الجيل من خلال التعليقات.

شارك هذا المقال