مضت 3 سنوات منذ أن حصلنا على الجزء الثالث من سلسلة ألعاب الأكشن والأر بي جي Dark Souls من فريق التطوير الياباني FromSoftware الذي أثبت حضوره في ساحة تطوير الألعاب في الجيل السابع عندما قام بإصدار أول أجزاء تلك السلسلة على الـXbox 360 والـPlayStation 3 في أكتوبر من العام 2011، نحن لا نقلل بالطبع من الأعمال الماضية للفريق ولكن Dark Souls كانت العنوان الرئيسي الذي مكّنه من تحقيق شهرته الحالية بين جماهير اللاعبين ويمكن القول بأن سلسلة Dark Souls أعادت تعريف ألعاب الأكشن والأر بي جي بشكل عام حيث أصبحت العديد من تلك الالعاب تتبع نفس الوصفة التي قدمها الفريق مع هذه السلسلة الشهيرة والمحبوبة وبعض الألعاب أصبحت تصنف على أنها Souls-Like نسبة إليها.

الفريق قرر الإبتعاد عن سلسلة Dark Souls لفترة من الزمن من بعد إصدار الجزء الثالث للعمل على شيء جديد ولكنه يقدم نفس البصمة والإحساس اللذان يخبراننا بأنها لعبة من تطوير FromSoftware مما يوصلنا إلى لعبة Sekiro: Shadows Die Twice العنوان الجديد بالكامل والذي نحصل عليها هذا العام وتحديدا في الـ22 من مارس المقبل ومن خلال هذا الإستعراض نتعرف أكثر على هذه التجربة التي تعدّ من الأكثر ترقبا خلال النصف الأول من العام الحالي.

أول الإختلافات المحلوظة في Sekiro هي خلفية الأحداث حيث أن القصة تدور في اليابان في القرن السادس عشر في حقبة الحروب التي شهدتها بلاد الشمس المشرقة بإختلاف ملحوظ عما إعتدنا عليه من الطابع الأوروبي والفكتوري الذي قدمته Dark Souls و Bloodborne، تصاميم البيئة مستوحاة من البيئات المتنوعة والجميلة التي تقدمها اليابان من الجبال التي تكسوها الثلوج بالبياض وغابات الخيزران ذات المنظر الخلاّب والمباني المصممة على الطراز الياباني الشهير من تلك الحقبة التي تضفي تنوعا كبيرا في الألوان المصحوبة بإضاءة تجعل العالم أكثر حيوية.

ستلعبون بدور الشينوبي الملقب بالذئب Sekiro في مسعاه للإنتقام من مقاتل الساموراي الذي قطع يده اليسرى وقام بإختطاف السيد الصغير الذي كان يحميه Sekiro، بدل تقديم قصة مبهمة وتعتمد على إستكشاف اللاعب وإستماعه لما حوله من شخصيات وتفاصيل تطرحها الأدوات في حقيبتكم يعود FromSoftware إلى نظام السرد المباشر للقصة والذي سيكون أبسط وأسهل للفهم ولكنه سيبقي على بعض الأمور المتعلقة بتاريخ العالم وأحداثه السابقة لمحبي الإستكشاف ليجدوها من خلال التفاصيل المحيطة بهم والسبب يعود لكون الفريق يريد التركيز على قصة الشخصية وعلاقتها بالشخصيات الأخرى التي ستظهر في هذه المغامرة على عكس الألعاب السابقة التي ركزت كثيرا على العالم الذي تدور فيه الأحداث.

نقطة الإختلاف الأبرز التي نصل إليها هي نظام اللعب والذي بالرغم من أنه قد يوحي ببعض التشابه من الوهلة الأولى إلا أنه يختلف بشكل جوهري فعدى تواجد النقاط التي تقومون فيها بأخذ قسط من الراحة أو تعودون إليها مثل الـBonefire والغرض الذي يعيد إليكم نقاط الحياة بشكل مشابه للـEstus Flask فباقي التفاصيل مختلفة تماما.

الموت في مكان معين لا يعني بأن النقاط التي إكتسبتموها من قتال الأعداء ستترك في ذلك المكان لتعودوا إليه مجددا واللعبة تركز بشكل أكبر على كونها تجربة أكشن ومغامرات مع بقاء عناصر الأر بي جي ولكن بشكل أبسط حيث أنكم لن تقوموا بالزياد من نقاط الصحة والمناعاة ضد السموم واللياقة على سبيل المثال ولكن عوضا عن ذلك ستقومون بإختيار المزايا التي تقدمها شجرة القدرات والتي تركز على عدة أساليب مختلفة للعب والخيار يعود لكم بتطوير القدرات التي تدعم أسلوب اللعب والمهارات التي تفضلونها.

القتال أصبح أكثر إستراتيجية وأبطأ من السابق فحتى مع بقاء القدرة على الإندفاع بسرعة (Dash) لتفادي هجمات الخصم إلا أن صد تلك الهجمات سيكون ذا فائدة أكبر! اللعبة تقدم نظاما للصد تتخذون فيه الوضعية المناسبة للقتال وبالطبع كل نوع من الأعداء يتخذ وضعية القتال المناسبة له وعند التصدي بالشكل والوقت المناسب لهجمات الأعداء أو مهاجمتهم أثناء الدفاع ستشاهدون العداد الذي يمثل الوضعية الخاصة بهم ومدى ثباتها وعند القيام بصد عدد كافي من الهجمات بالشكل المناسب وتوجيه بعض الهجمات سيختل توازن الخصم لإعطائكم نافذة زمنية تمكنكم من تنفيذ ضربة قاضية ستقضي عليه في العادة، نفس القواعد تنطبق على شخصيتكم ففي حال قمتم بالدفاع فقط دون صد الهجمات فالوضعية الخاصة بكم ستختل مما يجعلكم عرضة لهجمات الأعداء ولكن نسبة المخاطرة المحتملة إلى الفائدة المرجوة تستحق المحاولة خاصة مع الزعماء.

أحد أكثر الإضافات الجديدة إثارة للإهتمام هي خاصة إعادة الإحياء حيث أنكم قادرون على الموت مرة واحدة ومن ثم العودة إلى الحياة مرة أخيرة وفي حال قمتم بذلك بعد أن يظن العدو بأنه قد قضى عليكم فهذا سيترك لكم الفرصة للتسلل من خلفه والقيام بضربة قاضية، أيضا لدينا اليد الصناعية التي يستخدمها Sekiro بدل يده التي فقدها، هذه اليد مزودة بمجموعة من الادوات التي ستستفيدون منها في القتال حيث توفر بعض الأسلحة التي تعطيكم الأفضلية ضد أنواع معينة من الأعداء مما يسمح لكم بكسر دفاعهم والقيام بضربة قاضية بشكل أسهل كما ستستفيدون من هذه اليد من خلال أدوات أخرى كالخطاف الذي يمكنكم من جذب أنفسكم نحو أسطح المباني لإعطائكم حرية أكثر في التنقل ولا شك بأن هنالك أدوات لم نرها في إستعراضات اللعب والتي سيكون لها مزايا أخرى.

مع التوجه إلى نظام اللعب الأبطأ والأكثر إستراتيجية فالقتال ضد 3 أو 4 أعداء على سبيل المثال قد لا يكون الخيار الأفضل لهذا نجد بأن اللعبة تركز أكثر على عنصر التسلل بتمكينكم من أخذ وضعية التسلل للإنخفاض أثناء المشي البطيء والهادئ لعدم إصدار أي صوت أو لفت الإنتباه وعند الإقتراب من العدو بما فيه الكافية أو إقترابه منكم عند إختبائكم خلف أحد الجدران ستتمكنون من القيام بتطبيق ضربة قاضية تنهي عليه بشكل صامت وتكتيكي أكثر ولا شك بأنكم ستتمكنون من تطوير القدرات التي ستساعدكم على التسلل من خلال شجرة القدرات لإعطائكم المزيد من الأمكانيات من هذه الناحية.

التنقل متنوع أكثر من ألعاب الفريق السابقة حيث أن المشي والتنقل المعتاد على الأرجل يأتي مصحوبا بخطاف اليد الذي ذكرناه سابقا والذي يمكنكم من الإندفاع نحو أسطح المباني أو أغضان الأشجار كما أصبح بإمكانكم السباحة أيضا مما يعطيكم المزيد من الخيارات للتنقل داخل المناطق والدخول إليها، فريق التطوير معروف بحبه لوضع بعض من المحتويات والكنوز المخفية هنا وهناك ولا شك بأن الحرية الاكبر في التنقل ستستفيد من هذا الأمر بشكل من الأشكال والذي قد يشكل بعض التحدي لمحبي الإستكشاف الذين يرغبون في إكتشاف جميع الخبايا والأسرار.

Sekiro: Shadows Die Twice تتميز بالعديد من الإضافات المثيرة للإهتمام مع بعض الخيارات التي تبعد فريق التطوير FromSoftware عن المضمون وتجعله يغامر مع أفكار يقوم بتطبيقها للمرة الأولى ولا شك بأن ما رأيناه حتى الأن من اللعبة يجعلنا نتحمس لخوض التجربة المقبلة من هذى الفريق المبدع ومعرفة مدى إتقانه في تطبيق هذه الأفكار، 4 أسابيع بالضبط تفصلنا عن إصدار اللعبة المنتظرة على الحاسب الشخصي، الإكس بوكس ون، والبلايستيشن 4.

شارك هذا المقال