كول أوف دوتي سلسلة صنعت لها من المجد الكثير في جيلنا الحالي، فتحولت من لعبة منظور أول غير مميزة، الى قائدة لهذا الأسطول الضخم. هي حكاية طويلة لا يسعني أن أعيد روايتها الآن، لكن اليوم هو موعد للقاء آخر مواليد هذه السلسلة، و هي لعبة MW3. قبل أسبوع تقريبا كنت في مدينة لندن البريطانية لحضور حدث خاص و مغلق من تنظيم أكتفجن، إنه حدث لمراجعة لعبة MW3 لم أشهد مثله في حياتي. لقد كنا نسكن في فندق لمدة يومين في معسكر لتجرب اللعبة بالكامل، في غرفتي كنت أملك جهاز إكس بوكس 360 مع الطور الفردي الكامل للعبة، و في غرفة أخرى هناك تجهيزات كاملة لتجربة الطور الجماعي و التعاوني مع إعلاميين قدموا من كافة أرجاء أوروبا. أكثر من أسبوع كامل من الصمت، الزمت من قبل أكتفجن أن لا أتحدث عن اللعبة حتى هذا التاريخ، و الآن سأحكي لكم تفاصيل التجربة كاملة.

سأنطلق وحيدا
هذا أول شيء أفعله في أي لعبة جديدة، و هو تجربة الطور الفردي. حتى نكون واضحيين من البداية، هي كول أوف دوتي كما إعتدناها، الطور الفردي شبيه جدا بالجزء الثاني من MW. لقد أصبح كل شيء مألوفا، نفس المواجهات المعتادة في شوارع المدن، نفس طريقة التقدم مع الرفاق، نفس طريقة التربص من الأعادء. ربما ما تفعله أكتفجن لإثراء التجربة هو ليس تغييرا على رتم اللعب أو نظام التحكم، لكن تغيير على المحتوى و التفاعل في الطور الفردي. ستجد هناك الكثير من المواقف المثيرة، أحد المراحل في أنفاق لندن ستجعل شعر رأسك يقف من الحماس. هناك الكثير من المباني المتدمرة، المركبات المتصادمة و الإنفجارات المدوية. حتى أنت كلاعب ستتنقل كثيرا في منظور اللعب، أحيانا ستكون على ظهر مركبة، أحيانا على متن طائرة و أحيانا أخرى تحت البحر. تستطيع المرور على الطور الفردي كاملا في 5-6 ساعات، لكنها مليئة بالحماس و لن تشعر بالملل خلالها، رغم كونها شبيهة بالجزء السابق لدرجة كبيرة. من ناحية القصة أجد هذا الجزء خطوة كبيرة للوراء بعد الوصول الى مستوى الطرح المميز في لعبة Black Ops، فذلك الجزء صنع إثارة و تشويق غير مسبوق في السلسلة. أيضا لا أدري لماذا لا يوجد إضافة في نظام التحكم للإختباء خلف الحواجز كما هو الحل في كيلزون، على الأقل للطور الفردي.

التعاون على الأعداء
لقد أصبح الطور التعاوني عنصرا أساسيا في الكثير من ألعاب هذا الجيل، خصوصا ألعاب التصويب بأنواعها. أجد أنه من المؤسف أن نرى طورا تعاونيا بالكامل لأربعة لاعبين تصل اليه ألعاب من جيرز أوف وار، و من ثم نجد طور القصة الرئيسي في كول أوف دوتي MW3 فقط للاعب الفردي. في المقابل هناك طور تعاوني منفصل يتوزع على 16 مرحلة جانبية، يقوم فيها لاعبين بالتعاون من تنفيذ مهمات معينة و مختلفة. بعض هذه المراحل في مناطق من الطور الفردي، و تكون كالقصة الجانبية التي تتعرف فيها على منظور شخصيات مختلفة في نفس المكان. من ناحية المتعة فتجربة هذه المراحل جيدة، و لكتها قصيرة و يمكن إكمال أغلبها في أقل من 10 دقائق، و لكن هناك الكثير للعودة اليه خصوصا تجربة مستويات الصعوبة الأعلى. ربما ما يميز الطور التعاوني في اللعبة هذا العام هو نمط Survival Mode، حيث تواجه أكواما من الأعداء كما في طور الزومبي سابقا. الذكي في هذا النمط هذه المرة هو أن الأعداء لن يظهروا بشكل مستمر من منطقة واحدة، بل سيقومون بالظهور من مناطق مختلفة استراتيجية تعتمد على وضعك في كل لعبة. لإثراء المغامرة أكثر قامت أكتفجن بتوفير تطويرات و مكافئات خاصة للطور التعاوني و بشكل منفصل، حيث يمكنك الحصول على أسلحة جديدة و الإستمتاع باللعب بشكل أكبر.

الحرب العالمية
مهما كان اليوم و التاريخ، فإن أفضل أوقات MW هي على الشبكة و مع الكثير من الأصدقاء. جميع الأعين على أطوار اللعب الجماعي هذا العام، و كيف ستقوم أكتفجن بتطوير لتقديم تجربة أفضل للملايين من اللاعبين. في البداية هناك بعض التعديلات على مكافئات الـStreak، فهنا لن تحصل على نقاط فقط لقتلك مجموعة من المنافسين بشكل متتالي، لكن أيضا ستحصل على نقاط مقابل الإستيلاء، الدفاع، المساعدة (assist) و أيضا ضربات الرأس. لقد تم تقسيم المكافئات الى 3 أقسام، و هي Specialist و Support و Assult. كل منها تعطي شيئا مختلفا، فمثلا Support تسمح لك بالحفاظ على نقاطك حتى بعد موتك و respawn، أما Specialist فتعطيك Perk مقابل كل قتلتين تقوم بهم و حتى تقتل 8 أشخاص بشكل متتالي و تحصل على جميع الـperks الـ14 حتى موتك.

أنماط الطور الفردي هي كما اعتدناها، لكن هناك إضافة مميزة هذا العام، و هي “تأكيد القتل” عبر الدوج تاجز. هذا النمط الخاص يقوم بإضافة بعد استراتيجي رائع لمباراة الديث ماتش المعتادة. ما يحدث هنا أن كل عدو يموت سيسقط منه الدوج تاج (قلادة الاسم)، و عندها هناك أمرين قد يحدثان. إما أن يقوم القاتل بالحصول على الدوج تاج، و بالتالي تحسب نقطة للفريق المهاجم، أو أن يحصل رفيق الميت على الدوج تاج، و بالتالي سيحرم فريق الخصم من نقطة القتل. في هذا الطور الجديد سيقوم اللاعبون بالتفكير أكثر قبل قتل الخصوم بشكل عشوائي، فلا يوجد فائدة من قتلهم دون التمكن من الحصول على الدوج تاج منهم.

أكتفجن لم تنتهي هنا من تطوير اللعب الجماعي، فهناك إضافة Elite لهذا العام، و هي أداة يقوم اللاعبون من خلالها بمعرفة إحصائياتهم و معلومات أسلحتهم. و هناك خدمة إضافية مقابل إشتراك مالي تدعى Elite Premium، و يحصل من خلالها اللاعبون على مزايا إضافية، منها الحصول على المحتويات القابلة للتحميل قبل الجميع. أكتفجن أضافت أيضا خصائص إضافية للطور الجماعي، مثل إمكانية تكوين أنماط مباريات خاصة، و من ثم مشاركتها مع الأصدقاء عن طريق الشبكة.

نهاية القتال
عندما كنت أجرب كول أوف دوتي في غرفة الفندق، وفرت أكتفجن نظام إحاطة صوتي متكامل، و شاشة LCD من أفضل ما يكون، و التجربة بشكل عام كانت سينمائية بشكل خيالي، هناك مجهود كبير وضع خلف هذه اللعبة لإظهارها بهذه القيمة الإنتاجية الكبيرة. هذا ليس مستغربا على لعبة و مشروع يدر الملايين سنويا على أكتفجن، و ربما هذا السبب وراء إختفاء المجازفة من جانب الشركة بشكل مستمر. كول أوف دوتي تبدو مألوفة جدا، فهي تخافظ مرة أخرى على أساسات السلسلة و ما صنع لها الشعبية الكبيرة. لا أستطيع التذمر كثيرا هنا، فسأكذب إن قلت أن التجربة لم تكن ممتعة و مثيرة، سواء في المنزل أو على الشبكة. لكن هناك المزيد لفعله و يوجد مساحة للتطوير و الإبتكار، فغياب الطور التعاوني الحقيقي و غياب أي تطويرات على نظام اللعب قد لا يرضي الكل دائما. لكن في النهاية لمن يبحث عن تجربة جماعية سريعة و أركيدية، فلا يوجد منزل أفضل من كول أوف دوتي على الشبكة.

شارك هذا المقال
Call of Duty Modern Warfare 3
نمط تأكيد القتل في الطور الجماعي يضيف بعد استراتيجي، طور Survival التعاوني مثير
تخوف من التطوير و التغيير بشكل عام، غياب طور تعاوني في القصة الرئيسية
كول أوف دوتي هي كول أوف دوتي، ممتعة جدا على الشبكة و تسبب الإدمان الشديد، فإن كنت من محبيها سابقا فاستعد لاستقبال جرعات إضافية من المتعة، أما إن كنت تبحث عن التغيير فقد تحبط كثيرا
تاريخ النشر: 2011-11-08
طورت بواسطة: Infinity Ward
الناشر: Activision