في هذا المقال سنطرح قضيةً حساسةً بعض الشيء للنقاش و هي قضية الحصريات، و بالتحديد حصريات البلايستيشن. في الآونة الأخيرة أصبح لدى جمهور الألعاب هوس بالنقاش المستمر حول الحصريات و كأنها السبب الأساسي لتفضيلِ جهازٍ على آخر و المُحرك الرئيس للمبيعات، و لكن هل هذا حقيقي؟
نحن نعتقد بأن نقطة الحصريات تم تضخيمها كثيراً من طرف اللاعبين المحترفين و عشّاق الأجهزة المنزلية في أوساط اللاعبين. نعم، نحن مقتنعون أنها كانت تُمثل دافعاً مُهماً لفئة ليست بالقليلة من الجماهير، و نحن نرى أن البلايستيشن ربما يعيش أفضل فتراته تاريخياً على صعيد الطرف الأول، فلم يسبق لألعاب سوني أن حققت النجاح التجاري و النقدي بنفس الشكل الذي تُحققه الآن في المُجمل، حيثُ أصبحت تنشر اللعبة الناجحة تلو الأخرى، و لكن الصورة الكُليّة أكبر كثيراً من ذلك، و علينا أن ننظر إلى كافة العوامل بواقعية و شفافية حتى نخرج بالاستنتاجات الصحيحة و نُعزز إدراكنا لسوق الألعاب.
دعونا ننظر إلى العوامل المختلفة الأخرى التي أدّت إلى فوز البلايستيشن4 في معركة الأجهزة المنزلية هذا الجيل من ناحية مبيعات الأجهزة:
1- أخطاء شركة مايكروسوفت: كانت مايكروسوفت هي صاحبة الريادة في الجيل الماضي و بالتحديد في السوق الأمريكي، إلا أن مايكروسوفت أهدت الجيل لمنافستها سوني على طبقٍ من ذهب بالأخطاء الفادحة التي وقعت بها آنذاك، فقد أطلقت مايكروسوفت جهازاً أغلى من المنافس بواقع 100$ و أقل منه في المستوى الرسومي، ناهيكم عن الحملة التسويقية الكارثية للجهاز.
2- الاهتمام بأكبر قدر مُمكنٍ من الأسواق: أصدرت شركة مايكروسوفت جهازها في عددٍ أقل من الدول و أرادت التركيز على المُستخدم الذي يدفع الكثير من المال من أجل الشبكة و الخدمات بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بالسوق الأمريكي، إلا أن سوني قامت بالتركيز على أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأسواق من خلال الإطلاق الرسمي في عددٍ أكبر من الدول و الاهتمام بالأسواق الناشئة و تقديم ترجمة/دبلجة مناسبة لهذه الأسواق، كما اهتمّت سوني بتوفير حُزم و عروض تُناسب اهتمامات لاعبي هذه الأسواق المحلية.
3- الرهان على Destiny و ألعاب الطرف الثالث: في بداية الجيل وضعت سوني رهانها على Destiny من فريق التطوير بنجي و وضعت مايكروسوفت رهانها على Titanfall، سوني ربحت الرهان و أصبحت Destiny ظاهرة لهذا الجيل، اللعبة نجحت في بيع كمية كبيرة من أجهزة البلايستيشن و على سبيل المثال فقد قام عددٌ من أصدقائي بشراء حُزمة Destiny آنذاك حتى من غير محبي ألعاب التصويب.
ألعاب الطرف الثالث الكبيرة كانت و ما زالت أحد أكبر الأسباب لبيع أجهزة الألعاب. هناك جمهور يشتري الأجهزة من أجل The Last of Us و Uncharted أو Halo و Gears، لكن العدد الأكبر من اللاعبين يقوم بالشراء من أجل Call of Duty و Destiny و GTA بالإضافة إلى النجاح الكاسح مؤخراً لكل من PUBG و Fortnite.
أنّ أول حصرية ضخمة حقاً على صعيدٍ تجاري صدرت للبلايستيشن الرابع هي Uncharted 4، و ذلك في شهر مايو من العام 2016، علماً أن البلايستيشن الرابع قد صدر في الأسواق في موسم أعياد 2013، و هذا يعني أن عامان و بضعة أشهر قد انقضيا قبل صدور حصرية يُمكن اعتبارها مُحركاً للأجهزة (system seller) للمنصة، و مع ذلك فإن مبيعات البلايستيشن الرابع تفوقت بمقدار يُقارب الضعف على الإكس بوكس منذ بداية الجيل.
نحنُ أيضاً نودّ أن نُشير إلى دور مبيعات الأجهزة و أثرها الإيجابي على مبيعات الألعاب، فكلما كانت قاعدةُ المُستخدمين أضخم، كلما تحقق للألعاب فرصة تجارية أكبر، و هذا ينطبق أيضاً على الحصريات التي تستفيد من نجاحات الأجهزة، و تتأثر عندما لا تُحقق هذه الأجهزة النجاح المطلوب.
الحصريات مهمة للغاية و هي تُميز منصة عن أخرى لكنها كانت واحدة من بين أسبابٍ عديدة أدّت إلى تفوق البلايستيشن الرابع بصورة هائلة هذا الجيل. هل توافقوننا الرأي؟ شاركونا من خلال التعليقات.