Sony Playstation

يبقى السوق الياباني دائماً أحد أهم الأسواق لألعاب الفيديو على المستوى العالمي، و في وقتٍ من الأوقات كان هو الأبرز، و كان الفائز في صراع السوق الياباني يكسب صراع الجيل بين المُتنافسين. احتكرت شركة ننتندو اليابانية السوق الياباني في بادىء الأمر مع جهاز الفاميكوم فائق الشهرة و النجاح، و واصلت السيطرة على هذا السوق مع جهازها التالي Super Famicom.

تغيرت الأمور كثيراً عندما ألقت عملاقة الإلكترونيات سوني بثقلها في سوق الألعاب، و نجحت في كسر هيمنة ننتندو الطويلة على هذا السوق مع جهاز البلايستيشن الأول، و الذي تمكن من الحصول على أضخم الألعاب اليابانية مثل Final Fantasy VII و Dragon Quest VII، و يُمكننا القول أن كلاهما أدى إلى انتصار كاسحٍ و تاريخي للبلايستيشن في السوق الياباني، و بداية النفوذ العالمي لهذا الاسم الكبير في عالم الألعاب.

استمرت سوني هي الأخرى في السيطرة على السوق مع جهاز البلايستيشن الثاني، و الذي يبقى حتى يومنا هذا جهاز الألعاب المنزلي الأكثر مبيعاً في التاريخ. الجهاز حصل على كافة العناوين اليابانية الكبيرة و احتكر إنتاج الشركات اليابانية بصورة مذهلة، و لعلّ الجهاز الآخر الوحيد الذي كان يؤدي جيداً في اليابان في تلك الحقبة لم يكن سوى جهاز ننتندو المحمول Gameboy Advance.

كلّ هذا تغير عندما قامت شركة ننتندو بثورة في سوق الألعاب مع جهازيها DS و Wii، و كلاهما حقق أداءً رائعاً في اليابان، أما DS تحديداً محمول ننتندو صاحب الشاشتين و اللمس، فهو جهازُ الألعاب الأعلى مبيعاً في تاريخ السوق الياباني بأرقام مذهلة و كاسحة نعتقد بأنها لن تتكرر على الإطلاق، منذ ذلك الحين بدأت معاناة سوني في السوق الياباني. إن البلايستيشن الثالث هو أول جهاز منزلي من سوني لا يقترب مُجرد اقتراب من حاجز 20 مليون وحدة مُباعة في اليابان، و بالكاد وصل إلى نصف هذا الرقم.

سوني خسرت العديد من السلاسل الكبيرة بعد تراجعها في اليابان لصالح غريمتها الأزلية ننتندو، و التي تمكنت من حصر Monster Hunter و Dragon Quest على أجهزتها المحمولة. إلا أن سوني المُنافس العنيد لم ترضخ، سوني استغلّت نجاحها الكاسح عالمياً مع البلايستيشن الرابع و تمكنت من إقناع الشركات اليابانية بالعودة لجهازها المنزلي، خاصة مع ضعف الأداء العالمي لشركة ننتندو في السنوات الأخيرة، سوني قدمت الكثير من المُساعدات للشركات اليابانية بالتسويق و حلول التطوير، و بذلت قصارى جهدها.

نحن نعتقد أن استراتيجية سوني ارتكزت على جلب كافة العناوين الكبيرة من اليابان للبلايستيشن4، و ذلك في محاولة للعودة إلى الفوز بالسوق الياباني، السوق الأم للبلايستيشن. استراتيجية سوني نجحت بصورة مبدئية، حيث تمكنت سوني من إقناع كابكوم بجلب Monster Hunter إلى جهازها المنزلي، و نجحت في استعادة Dragon Quest من سكوير إينكس و عززت العلاقات مع هذه الشركات، كما حصلت على Dynasty Warriors كحصرية للبلايستيشن في السوق الآسيوي من Koei Tecmo.

MHW-PS4-Value-Pack_07-15-18

سوني أرادت أن تكون هذه العناوين، بجانب عناوين أخرى قوية مثل فاينل فانتسي و متل جير سوليد، مفتاحية لهزيمة منافسها اللدود ننتندو، و لكن هل حصل ذلك حقاً؟ بالنظر إلى مبيعات Media Create الأسبوعية، فإن معدلات بيع البلايستيشن 4 أسبوعياً لم ترتفع بالقدر الكافي حتى بعد صدور أضخم الألعاب الحصرية في السوق الياباني. في الماضي كان البلايستيشن2 يبيع بمعدل 50 إلى 60 ألف جهاز أسبوعياً، و هذا معدل لم تتمكن سوني من العودة إليه أبداً، حتى بعد أن نجحت في كسب كل الشركات اليابانية إلى صفها!

في حين تبقى ننتندو منافساً شرساً في اليابان، و الأسباب الأساسية يُمكن تلخيصها في عدة نقاط. أولها أن شركة ننتندو تبني جهازها بالكامل على احتياجات، متطلبات، و أذواق اللاعبين هناك، و ثانيها أن الشركة تملك في جعبتها مجموعة من أكثر الألعاب شعبية في اليابان: سوبر ماريو ثنائية و ثلاثية الأبعاد، سوبر سماش، ماريو كارت، أنمال كروسنغ، فاير امبلم، بوكيمون و مؤخراً سبلاتوون، هذه الألعاب تضمن لننتندو القوة في السوق الياباني حتى عندما تخسر حصريات أو عناوين الطرف الثالث الكبيرة. Nintendo Switch يتفوق أسبوعياً في المبيعات على البلايستيشن الرابع بفارق كبير، و هذا حتى قبل صدور العناوين الكبيرة المنتظرة: بوكيمون و سوبر سماش و يوكاي ووتش الرابعة. لن يطول الوقت حتى يتمكن السويتش من التفوق في المبيعات الكلية على البلايستيشن4، رغم الفارق الزمني الكبير في الصدور بين الجهازين.

إن استراتيجية سوني للفوز في السوق الياباني لم تنجح، و ربما لم تتوقع سوني هذه العودة القوية لشركة ننتندو مع السويتش. على الرغم من ذلك، فإن سوني كسبت علاقة الشركات اليابانية من جديد، و نعتقد أن العناوين الكبيرة ستستمر في الصدور على أجهزتها طويلاً بفضل النجاحات التي تُحققها هذه الألعاب في السوق العالمي.

يبقى السؤال قائماً، و هو لبّ النقاش… ماذا عن المأزق الياباني؟ كيف ستتعامل سوني مع هذه الوضعية الصعبة؟ إن سوني و قسم البلايستيشن تحديداً، شركة قوية و لا ترضى بالخسارة أو المركز الثاني في سوق بارزٍ مثل اليابان، و هي حريصة دائماً على المنافسة، و لكن إذا لم يتمكن جهازها المنزلي من تحقيق مبيعات أكبر مما يحققه الآن بعد Monster Hunter World و Final Fantasy XV و Dragon Quest XI فما هو الحل؟

لنطرح بعض النقاط:

1- الاستسلام و الرضى بالوضع الحالي: البلايستيشن يُحقق نجاحات تاريخية في الأسواق العالمية، و ربما تكتفي سوني بنجاحٍ متوسطٍ في السوق الياباني و عدم الفوز في المنافسة مقابل قدرتها على تأمين أهم الألعاب اليابانية لجهازها من كافة الشركات.

2- جهاز محمول جديد: فرق التطوير المملوكة لسوني في الغرب لن تقبل بالعمل على جهازٍ محمول فنموذج بيعها و نجاحها مرتبط بالرسومات الخارقة و القيمة الإنتاجية الضخمة، و شركات الطرف الثالث الكبيرة يصعب أن تقتنع بدعم محمول من سوني مُجدداً بعد الفشل الذريع للفيتا.

ربما تفكر سوني بإطلاق جهازٍ محمول في المستقبل و الغرض سيكون منافسة ننتندو على الألعاب اليابانية و الألعاب المستقلة التي باتت تُحقق نجاحات كبيرة على الجهاز، مع أننا لا نتخيل أن ترى سوني في هذا استثماراً مُجدياً لها.

3- التركيز على توفير الألعاب اليابانية الكبيرة في وقتٍ أبكر في الجيل القادم: سوني لن تكون بحاجة إلى إقناع الشركات اليابانية للعمل على جهازها مجدداً بعد النجاحات الكبيرة للبلايستيشن الرابع. ربما تحرص سوني على التعاون معهم من أجل تأمين ألعاب مثل دراغون كويست و مونستر هنتر مبكراً في السوق الياباني للبلايستيشن الخامس.

تبقى المنافسة مشتعلة في السوق الياباني، هل ستتمكن سوني من العودة؟ هل ستُفكر في طرح جهازٍ محمولٍ آخر؟ أم أنها سترضخ للأمر الواقع؟ شاركونا بآرائكم من خلال التعليقات.

شارك هذا المقال