تصميم تخيلي
تصميم تخيلي

يشتعلُ دائماً اهتمامُ الجمهور بكل ما هو جديد، و يغرقُ اللاعبون في أحلامهم و خيالهم حول أجهزة الألعاب القادمة، و كيف ستحمل هذه الأجهزة المستقبلية و التكنولوجيا المصاحبة لها، ألعابهم المفضلة إلى المستقبل، لتحقنها بدماء التجديد و الإثارة، و لتدفعها إلى مستوياتٍ غير مسبوقة.

الشائعات حول جهاز سوني المنزلي البلايستيشن الخامس بدأت تطفو إلى السطح، الأقاويل بدأت تتردد في الأوساط، و هذا يعني أن هناك الكثير من التحركات في الخفاء، الإعدادات جاريةٌ على قدمٍ و ساق حتى أثناء كتابة هذه السطور لإرضاء عشاق ألعاب الفيديو في كل مكان، البلايستيشن الخامس قيد التطوير بسريةٍ تامة في مكانٍ ما من العالم دون أدنى شك، فما الذي يُمكننا أن نتوقعه؟

1- المواصفات التقنية

لطالما كانت قوة العتاد و المواصفات التقنية محوراً جوهرياً في بيع أجهزة البلايستيشن إلى المُستخدمين، و لطالما ساهمت أجهزة البلايستيشن في دفع عجلة التكنولوجيا في عالم الألعاب إلى الأمام، و نحنُ لا نعتقد أن هذا سيتغير على الإطلاق مع جهاز سوني المنزلي الخامس.

RyzenCPU

على صعيد المعالج فإننا ننظر إلى الأرجح نحو رقاقة مبنية على معمارية Zen من AMD، و معمارية Zen الرائعة قد أثبتت نجاحها على صعيد الحواسيب المكتبية، بل و هددت عرش Intel في الأسواق لأول مرة منذ سنواتٍ طويلة. معمارية Zen جلبت المعالجات ثُمانية الأنوية إلى المستهلكين ذوي الميزانيات المحدودة أو المتوسطة، و هي الخيار المثالي لأجهزة الجيل الجديد، كما أنها ستُقدم نقلة تقنية هائلة مقارنةً مع معالجات Jaguar الحالية و الضعيفة نسبياً لأجهزة PS4/Xbox One. نحنُ نرمي برهاننا على معالج Zen ثُماني الأنوية، ليكون القلب النابض لأجهزة الجيل الجديد.

فيما يتعلق بتقنية الرقاقة الرسومية، فنحن نعتقد أنها ستكون مبنية على معمارية Navi القادمة من AMD، و التي ستأتي بحجم 7 نانومتر فقط، مما يعني استهلاكاً أقل للطاقة الكهربائية مع نقلة كبيرة في الأداء. التقاريرُ الأخيرة على شبكة الانترنت أكدت أن Navi لن تكون معمارية مخصصة للفئة القصوى، و إنما ستكون أقرب إلى مستوى GTX 1080 من نفيديا و بسعرٍ اقتصادي للغاية، تماماً كما كانت بطاقة Radeon RX 480 عند إصدارها. هذا يعني أن أجهزة الجيل القادم قد تحمل قوة معالجة رسومية تصل حتى 12TeraFLOPS، أو في هذا المدى.

الذاكرة العشوائية ستحمل التحدي الأكبر في التصنيع بسبب التكاليف العالية، و هي بالتأكيد لن تقل عن 12 جيجابايت مثل Xbox One X لتتحمل المطالب العالية لدقة عرض 4K، و لن تزيد عن 16 جيجابايت مع قيود التسعير و كلفة الإنتاج. أما على صعيد سعة التخزين، فهي لن تقل عن 1 تيرابايت عند الإطلاق، بل و نعتقد أن 1 تيرابايت لن تكون كافية حقاً، و ذلك مع الأحجام الضخمة الآخذة في التزايد للألعاب.

إن دقة العرض 4K الحقيقية، و معدل الإطارات 60 إطاراً، و تقنية HDR ستكون متطلبات أساسية للجماهير من أجهزة الجيل الجديد، و لا شك أن الشركات تعي ذلك جيداً، و ستبذل ما بوسعها لتحويله إلى حقيقة واقعة.

2- الذكاء الاصطناعي

يتوجه عالمنا المعاصر بخطواتٍ متسارعة نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي و تطبيقاته المختلفة، و لا شك أن هذه التطبيقات ستطال عالم الألعاب عاجلاً أم آجلاً. فيما يتعلق بالأجهزة الذكية، حَمل المعالج Kirin 970 من شركة Huawei الصينية رقاقة خاصة بمعالجة الذكاء الاصطناعي Neutral Processing Unit، فهل ستحصل أجهزة الألعاب القادمة أو أحدها على الأقل، على رقاقة خاصة بمعالجة الذكاء الاصطناعي؟

SEED

نحن لا نعتقد أبداً بأننا نغرق في الأحلام عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي و دوره المستقبلي في الألعاب، يُمكنكم أن تكونوا واثقين من ذلك برؤية شركة عملاقة مثل Electronic Arts و الوحدة الخاصة التي قامت بتأسيسها لاستحداث التكنولوجيا الجديدة في الألعاب تحت اسم SEED، أو Search for Extraordinary Experiences Division، تخيلوا فقط ما الذي يُمكن أن يحصل لو تمكن المطورون من ترقية الذكاء الاصطناعي في الجيل القادم ليُصبح قادراً على التعلم و تطوير الاستراتيجيات الخاصة به عند اللعب؟ أو إن كان بمقدوره قراءة استراتيجياتك الخاصة و التغلب عليها باستخدام استراتيجيات مضادة؟ تماماً كما فعل الذكاء الاصطناعي من Google ضد بطل العالم الكوري في لعبة الذكاء GO عندما نجح في التفوق عليه!

إن التطبيقات التي قد تستفيد من الذكاء الاصطناعي لا نهائية، و يبدو لنا أن عالم الألعاب قد بدأ يخطو أولى الخطوات نحو ذلك بالفعل.

3- الواقع الافتراضي

من الواضح أن الواقع الافتراضي قد وُجد ليبقى، و أن سوني لن تتخلى عن هذه التقنية في أي وقتٍ قريب، فهي ما زالت مُستمرة بدعمها، كما أن خوذة البلايستيشن الرابع الخاصة بالواقع الافتراضي، هي الأنجح من نوعها و الأكثر مبيعاً.

الواقع الافتراضي قد يكون جزءاً من التجربة الكلية للبلايستيشن الخامس و ليس إضافة لاحقة، كما نعتقد أن سوني ستقوم بترقية الخوذة بصورة بارزة إن كان على صعيد المواصفات، أو حتى التخلص من الأسلاك. السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتم استخدام هذه الخوذة في تطبيقاتٍ أخرى بخلاف الألعاب؟ هل ستكون جزءاً من التجربة الكلية للجهاز؟ هناك الكثير من الأسئلة التي تستحق النقاش حول تطبيق الواقع الافتراضي و دوره في الجيل الجديد.

4- الألعاب

لطالما كانت سوني حريصة على تقديم أكبرِ كمّ ممكنٍ من الألعاب لجهازها المنزلي، و لطالما كانت حريصة على توفير أضخم مكتبة ألعاب ممكنة، و هي على هذا الصعيد لا تعمل بصورة انتقائية مشابهة لما تقوم به شركة Nintendo تماماً، بل تبحث دائماً عن توفير الزخم الكبير في الإصدارات، و توفير شيء لكل لاعب مهما كان ذوقه.

death-stranding

سوني ستحشد أكبر قدرٍ ممكنٍ من الألعاب لجهازها الجديد و لا شك، الألعاب ستكون حاضرة من كل مكان؛ الغرب، اليابان، المطور المستقل و كل من يخطر ببالك. على صعيد الحصريات، لا يبدو من المستبعد أن يحصل الجهاز على نسخه الخاصة من ألعاب مثل Death Stranding و The Last of Us 2، بل و حتى ريميك Final Fantasy VII من شركة سكوير إينكس، و الذي يبدو لنا متأخراً جداً ليصدر فقط على البلايستيشن الرابع. أنشارتد، هورايزون، و غيرها من الأسماء الكبيرة التي تملكها سوني بالإضافة إلى الألعاب الجديدة كلياً، جميعها ستكون حاضرة في وقتٍ ما.

حسناً، هذه ليست إلا قراءتنا الشخصية لما يُخبئه لنا المستقبل الغامض، و ما يلوحُ لنا في الأفق، فماذا عنكم؟ شاركونا بتوقعاتكم و أمانيكم، و حتى أحلامكم من خلال التعليقات.

شارك هذا المقال