H2x1_3DS_MetroidSamusReturns-ds1-670x335-constrain

عندما لعبنا Metroid: Zero Mission لأول مرة لم يخطر ببالنا إطلاقاً أننا سننتظر ثلاثة عشر عاماً للحصول على لعبة مترويد ثنائية الأبعاد مرة أخرى! سنوات و سنوات و هذه السلسلة مدفونة، و مقاتلتنا الفضائية ساموس آران ترقد في ظل أبطال ننتندو الآخرين مثل سوبر ماريو و لينك و بيكاتشو و بقية الرفاق، الآن، حان الوقت لتعود بطلتنا ساموس إلى درعها القتالي و مركبتها الطائرة و لتعود من جديد إلى الكوكب الغامض SR388.

بينما يُعرف هذا الصنف من الألعاب ثنائية الأبعاد باسم Metroidvania، إلا أن الحقيقة بأن سلسلة Metroid من ننتندو و ليس كاسلفينيا، هي التي جلبت أساسات هذا النوع من الألعاب. عندما كانت سلسلة سوبر ماريو بروس على العائلة ترتكز على الحركة الأفقية و القفز عبر الحواجز، أتت لعبة Metroid بطريقة لعب رائعة جعلت المراحل عامودية و غيرت طريقة الاستكشاف، المراحل باتت مثل الدهاليز المتشابكة، و لا يُمكنك أن تتجاوز بعض المناطق إلا عندما تقوم بترقية شخصية Samus Aran بطلة اللعبة، لتكتسب قدرات و أسلحة جديدة.

الجزء الثاني من السلسلة صدر تحت عنوان Metroid II: Return of Samus و قد صدر على جهاز ننتندو جيمبوي بالأبيض و الأسود و هو الجزء الذي تم إعادة صنعه مع لعبتنا التي نراجعها اليوم، و الحقيقة أن هذا الجزء هو أحد الألعاب الغريبة و التجريبية في السلسلة، نعم هذا العام كنا محظوظين بالحصول على لعبتين معادتين لاثنتين من أكثر ألعاب ننتندو غرابة و هما هذه اللعبة و Fire Emblem Echoes. على أية حال، وصلت السلسلة إلى قمة المجد و الشعبية مع لعبة Super Metroid على جهاز السوبر ننتندو، اللعبة التي قفزت بمستوى التصميم و الأفكار و أدوات اللعب قفزة كبيرة، نعم هذه اللعبة لا زالت حتى اليوم مصدر إلهام لآلاف المطورين.

MSR

شخصياً تجربتي الأولى مع ألعاب مترويد ثنائية الأبعاد كانت مع جهاز الجيمبوي أدفانس، و ذلك مع اللعبتين الرائعتين Fusion , Zero Mission، أما على صعيد الأجهزة المنزلية فإن فريق التطوير المذهل Retro Studios قام بتطوير تحفته الخالصة Metroid Prime على جهاز الجيمكيوب، تلك اللعبة التي كانت و ربما ما زالت أفضل لعبة حملت اسم مترويد حتى اليوم. لسنوات طويلة كانت سلسلة مترويد بالنسبة إلى عشاق ننتندو الأوفياء هي أحد أضلاع مثلث العمالقة من ألعاب الشركة بجانب سوبر ماريو و أسطورة زيلدا، و انهمك المعجبون في النقاش طويلاً و كثيراً حول أفضلية هذه الألعاب على بعضها البعض، على أية حال، لم تكن الأمور كذلك على الصعيد التجاري، إذ أن ألعاب مترويد لم تحقق أبداً تلك النجاحات التجارية الاستثنائية.

ننتندو و للأسف قد قامت بخذلان عشاق السلسلة الأوفياء عندما بدأت بتوجيه السلسلة نحو ألعاب التصويب، و أعترف أنني قد استشطتُ غضباً عندما رأيتُ لعبة Metroid: Federation Force لعبة التصويب الجماعية التي لا تمت لمترويد بصلة، و ربما كنا لنتقبل اللعبة كإصدار جانبي لو لم تغب السلسلة الأساسية كل هذه السنوات. إعلان Samus Returns في E3 الماضي كان بمثابة العناق الحار بعد طول غياب و رسالة اعتذار من ننتندو إلى هذه السلسلة التي تم إهمالها طويلاً.

رغم ذلك علي أن أعترف بأنني شعرتُ بتوجسٍ كبير عندما عرفتُ أن فريق التطوير MercurySteam هو المسؤول عن هذه اللعبة، فهذا الفريق قد سبق له تطوير لعبة Castlevania: Mirror of Fate على محمول ننتندو ذي الشاشتين و النتيجة لم تُعجبنا على الإطلاق بل و شعرنا بأن تلك اللعبة كانت أقرب إلى كونها لعبة God of War ثنائية الأبعاد. حسناً، كم كنا مُخطئين! أو أن سحر ننتندو في تصميم الألعاب قد طال هذا الفريق، نعم، Samus Returns لعبة رائعة بشدة و لن تسمعوا عن هذه اللعبة في مراجعتنا سوى المديح.

في البداية سنعرفكم ببعض المعلومات الأساسية حول عملية تطوير اللعبة، يعمل على إنتاج هذه اللعبة Yoshio Sakamoto المُخرج الأسطوري للسلسلة و الذي قام بإخراج Super Metroid على جهاز السوبر ننتندو، و هو أحد عمالقة المصممين لدى شركة ننتندو، و عمل على إخراج المشروع مُخرج من ميركوري ستيم هو Jose Luis Márquez (و هو أيضاً مخرج كاسلفينيا: مرآة القدر)، و مُخرج من ننتندو هو Takehiko Hosokawa الذي سبق له العمل كمصمم مراحل على ألعاب الجيمبوي أدفانس كما عمل كمخرج مشارك بلعبة Metroid Other M، أما الموسيقى فلم يعمل عليها للأسف ملحن السلسلة الأسطوري Kenji Yamamoto و اكتفى بالإشراف على عمل الملحن Daisuke Matsuoka. نعم فريق العمل مليء بالأسماء المخضرمة و الخبيرة في العمل على ألعاب مترويد و ألعاب المترويدفينيا بصورة عامة.

metroid-samus-returns-screen

حالها من حال أخواتها لا تقدم هذه اللعبة الكثير على صعيد القصة، و هي حلقة وصل بين قصتي مترويد الأولى و سوبر مترويد، في الجزء الأول نجحت صيادة المكافآت ساموس آران في القضاء على مخططات قراصنة الفضاء الأشرار و الذين حاولوا استعمال كائنات المترويد الطفيلية لتوليد قوى هائلة، و بعد حادثة الجزء الأول انتشرت المزيد من مخلوقات المترويد الشرسة التي تهدد الحياة، و هكذا أرسل الاتحاد الفضائي بطلتنا ساموس إلى غياهب الكوكب الغامض SR388 لتقوم بالقضاء على هذه المخلوقات نهائياً، و بالحديث عن ساموس فإن قناصة المكافآت الشهيرة قد تمت تربيتها من طرف مخلوقات Chozo الغامضة و هم من منحها الزي الفضائي الذي ترتديه و ستحصل ساموس على الكثير من الترقيات الموجودة من بقايا حضارة التشوزو خلال ألعاب سلسلة مترويد.

إن كانت هذه تجربتكم الأولى مع ألعاب مترويد، فإن مترويد لعبة حركة جانبية تعتمد على إطلاق النار بالإضافة إلى المنصات و كذلك الاستكشاف. على صعيد إطلاق النار فقد حصلت طريقة اللعب على تعديلات جوهرية تحمل بصمة ميركوري ستيم بصورة واضحة، في البداية فقد أصبح بإمكان بطلتنا الشقراء أن تقوم بالتصويب في جميع الاتجاهات و بزاوية 360 درجة و ذلك عن طريق شحن الزر L، حيث بات بإمكانكم التصويب بدقة على المخلوقات الشرسة الموجودة في هذه اللعبة و أضحت المواجهات أكثر ديناميكية مما كانت عليه، كما حصلت اللعبة على إمكانية الهجوم المضاد Counter، و تعمل هذه الهجمة عن طريق صد ضربات الأعضاء في لحظة محددة، و إن قمتم بإطلاق النار بعد ذلك مباشرة فستتمكنون من القضاء على العدو بضربة واحدة!

نعم ميركوري ستيم أبدع في تصميم المواجهات و القتال و الأسلحة الموجودة في اللعبة و قدم لنا مترويد الأكثر ديناميكية على الإطلاق و الأفضل على صعيد القتال، هدفكم الأساسي في اللعبة هو اصطياد و تدمير كائنات المترويد الأربعين الموجودة في أعماق الكوكب و القتال مع هذه الكائنات و للحق قد عانى من بعض التكرار، و ذلك على الرغم من أن الاستوديو قد حاول التنويع في هذه المواجهات عن طريق تغيير العناصر التي يواجهونكم بها مثل النار أو الكهرباء أو حتى بيئة القتال و تضاريسها إلا أن التشابه كان السمة السائدة لأغلب هذه المعارك.

حصلت ساموس آران على أربع قدرات جديدة كلياً من أجل هذه المغامرة، و هذه القدرات موزعة على الأسهم في الجهاز، القدرة الأولى هي Scan Pulse و هي تقوم بكشف جزء بسيط من الخريطة، كما يومض أي جزء من البيئة قابل للتدمير قليلاً ليلفت انتباهكم إليه، و هذه الخاصية جعلت الاستكشاف أفضل من السابق و لا مزيد لساعات الضياع الطويلة دون أن تعرفوا طريقكم. الخاصية الثانية هي الدرع الكهربائي، و الخاصية الثالثة تمنح ساموس نوعاً خاصاً من طلقات مدفعها الأمين لتدمير أنواع خاصة من الأعداء، أما الخاصية الأخيرة فهي تسمح لها بإبطاء الوقت و يُمكن استعمال هذه الخاصية لحل بعض الألغاز في عالم اللعبة.

القدرات الأساسية تعود لساموس كذلك مثل قدرة التحول إلى كرة و النفاد من الممرات الضيقة، و هناك قدرة الكرة العنكبوتية المذهلة التي ستسمح لكم بالالتصاق بأي جدار في عالم اللعبة و تسلقه! ستحصلون على هذه الخاصية في وقتٍ مبكر و ستقومون باستخدامها كثيراً و بحق فقد أضافت هذه الخاصية متعة هائلة لاستكشاف عالم اللعبة المليء بالأسرار و الخبايا في كل زاوية و هي أكثر القدرات الاستكشافية متعة في هذه اللعبة. على كل حال، ننتندو و ميركوري ستيم لم يكتفيا بالقدرات التي كانت موجودة في اللعبة الأصلية و أضافا الكثير من الخواص من ألعاب مترويد اللاحقة، يُمكن لبطلتنا الرياضية ساموس أن تتعلق بالحواف و سيكون بمقدورها تنفيذ الهجمات المضادة و هي متعلقة بالحواف بكل رشاقة و أناقة، و ستحصلون لاحقاً على قدرة شعاع التعلق الذي يسمح لكم بالتأرجح بين المنصات، و هناك المزيد من القدرات الأخرى التي ستجعل رحلتكم متجددة و ممتعة منذ الساعة الأولى و حتى الأخيرة، و سنترك لكم متعة المفاجأة و الاكتشاف لبقية القدرات و الأفكار.

MSR1

على صعيد تصميم العالم تختلف هذه اللعبة كثيراً عن بقية أجزاء مترويد و كنا قد ذكرنا لكم بأنها إعادة تخيل للجزء الثاني الأكثر غرابة في هذه السلسلة العريقة، و عوضاً عن تقديم عالمٍ واحدٍ متصلٍ و متشابك، تُقدّم هذه اللعبة مناطق منفصلة قابلة للاستكشاف على حدة، و لن يكون بإمكانكم الانتقال من منطقة إلى أخرى إلا عند اصطياد كافة مخلوقات المترويد الموجودة و من ثم حقن الحمض النووي الخاص بها بأداة حجرية عملاقة مما يؤدي إلى فتح طرق جديدة كلياً، و رغم أن العشاق القدامى للسلسلة قد يفتقدون الترابط العبقري لمناطق اللعب إلا أن هذه اللعبة تعوض ذلك بالتصميم العبقري للمراحل، هذه اللعبة تقدم أفضل جزئيات لعب لحظية من بين جميع الأجزاء، و عوضاً عن الضياع و البحث عن الطريق فإن هذه اللعبة تجعلكم تفكرون في كيفية الوصول إلى هذه الترقية أو تلك و تُجبركم على التنويع و استخدام كافة القدرات و الخصائص المختلفة المتواجدة بها، نعم هذه اللعبة تحترف تصميم الألعاب كما يجب أن يكون.

نجح فريق التطوير ميركوري ستيم باقتباس أجواء و إحساس سلسلة مترويد بالعزلة الموحشة، و على الرغم من محدودية قدرات محمول ننتندو 3DS الذي بات بالياً جداً في السنة السابعة من حياته، إلا ان خاصية الأبعاد الثلاثية بدون نظارات أضافت عُمقاً مدهشاً على الخلفيات التي تمتد إلى داخل الشاشة بطريقة سحرية، سترى عمق الصخور و النباتات الضخمة و الكريستالات في أعماق كهوف الكوكب SR388 كما لم ترها من قبل و سترى البنية المعمارية و آثار بقايا التشوزو بطراز رسومي مقارب كثيراً لسلسلة ألعاب مترويد برايم، و إن دققتم النظر ستتمكنون من مشاهدة ماكينات ضخمة و هي تعمل في الخلفيات و العديد من التفاصيل الأخرى، كما استفاد فريق التطوير من الأبعاد الثلاثية بإضافة بعض الزوايا السينمائية أثناء قتال الزعماء، و هذه الزوايا التصويرية جعلت ساموس آران تبدو كأحد الأبطال الخارقين بشكل لم يحصل في السلسلة من قبل، نعم هذه اللعبة تمحو تماماً الصورة التي اشتكى منها عشاق السلسلة في Other M و تقدم ساموس كرمز للبطولة.

ليس الرسوميات فحسب و حتى المؤثرات الصوتية أيضاً قادمة من ألعاب مترويد برايم مباشرة، و قد تم الاعتناء بالأصوات إلى أقصى درجة ممكنة و حتى أنكم ستسمعون صوت شعاع الليزر عند التأرجح باستعمال شعاع التعلق. كل الأصوات تم إعدادها بمنتهى الدقة لتشعروا أنكم في جوف كوكب غامض و مخيف، على أية حال، فإن ملحن اللعبة و للأسف لم يتمكن إطلاقاً من مضاهاة العملاق كينجي ياماموتو و هذه اللعبة تحصل على ألبوم موسيقي قد يكون الأقل مستوى من بين جميع أجزاء السلسلة. عموماً، عليكم أن تسمعوا نصيحتنا و لا تلعبوا هذه اللعبة إلا مع سماعات الرأس و رفع ال3D في الجهاز إلى أقصى ما تحتمله عيونكم الصغيرة.

مشاعر مختلطة تراودتنا عند بدء التجربة لأسباب عديدة منها هوية الفريق المطور و الغياب الطويل لهذه السلسلة بالإضافة إلى العتاد العتيق لمحمول ننتندو، و رغم كثرة ألعاب المترويدفينيا المستقلة في السنوات الأخيرة لكن عودة ساموس أثبتت أن هذه السلسلة تمتلك نكهة خاصة و فريدة من نوعها لم ينجح الآخرون في محاكاتها تماماً حتى اليوم، ستستغرقون عشرة ساعات و حتى خمس عشرة ساعة للوصول إلى نهاية مغامرة ساموس آران، ستخوضون المخاطر و تستكشفون أعماق الكهوف و تجوبون الأهوال في هذه اللعبة التي تكسر حاجز الزمان و المكان و القدرات المحدودة لمحمول ننتندو لتعيد إلى مترويد بريقها المفقود، نعم سلسلة مترويد تعود أسطورية كما كانت من جديد و محمول ننتندو يحصل على واحدة من أفضل ألعابه قبل أن يودع الجماهير.

تمت مراجعة هذه اللعبة بنسخة 3DS قمنا بالحصول عليها بأنفسنا.

شارك هذا المقال
Metroid: Samus Returns
استكشاف مذهل و منوع للغاية مع أسرار و خبايا في كل زاوية و شبر من عالم اللعبة، مستوى صوتي متقدم جداً يقتبس أجواء العزلة و الكآبة الغامضة، أفضل مستوى قتالي في أجزاء السلسلة.
بعض التكرار في قتال وحوش المترويد.
مترويد: ساموس تعود هي اللعبة التي انتظرها عشاق السلسلة حتى ملوا من الانتظار و تجربة واجبة الشراء لكل من يمتلك محمول ننتندو صاحب الشاشتين، فريق التطوير ميركوري ستيم يُقدم أفضل ألعابه حتى الآن.
تاريخ النشر: 15-9-2017
طورت بواسطة: MercurySteam
الناشر: Nintendo